مع استمرار الهجوم الإسرائيلي ضد حماس في غزة، تتصاعد الضغوط من جانب حلفائها الأوروبيين، حيث تحث المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا بشكل جماعي على وقف إطلاق النار. وأصبحت الخسائر الإنسانية الناجمة عن الحملة المكثفة نقطة محورية للانتقاد.

 أكد وزيرا خارجية المملكة المتحدة وألمانيا، ديفيد كاميرون وأنالينا بيربوك، على الحاجة إلى وقف القتال، مشددين على الضرورة الملحة لتمهيد الطريق لوقف إطلاق نار مستدام وتحقيق سلام دائم في نهاية المطاف.

وأعرب الوزراء عن قلقهم إزاء التأثير المدمر على المدنيين وشددوا على خطورة الوضع.

خلال زيارتها لإسرائيل، رددت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا هذه المشاعر، داعية إلى "هدنة إنسانية جديدة" يجب أن تكون دائمة وتؤدي إلى وقف إطلاق النار. وأعربت كولونا عن قلق فرنسا العميق إزاء العدد الكبير من الضحايا المدنيين، مؤكدة على أن العمليات الجوية والبرية الإسرائيلية أثرت بشكل كبير على شمال غزة، مما تسبب في دمار واسع النطاق وتشريد غالبية السكان إلى الجزء الجنوبي من القطاع.

أثار القصف الذي استمر عشرة أسابيع، والذي نجم عن هجوم حماس في 7 أكتوبر، مخاوف بين حلفاء إسرائيل بشأن سير الحرب. وانتقد الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخرا القصف الإسرائيلي ووصفه بأنه "عشوائي" مما يعكس القلق المتزايد.

تصاعدت حصيلة الضحايا بين المدنيين بعد إطلاق النار على امرأتين مسيحيتين في كنيسة العائلة المقدسة الكاثوليكية في مدينة غزة يوم السبت، بحسب بطريركية القدس اللاتينية. وقد لجأت غالبية الطائفة المسيحية في غزة، والتي يبلغ عددها حوالي 1,000 شخص، إلى الكنائس منذ بداية الصراع.

أدان البابا فرانسيس الهجوم قائلاً: "يتعرض المدنيون العزل للتفجيرات وإطلاق النار. وقع هذا الهجوم داخل مجمع أبرشية العائلة المقدسة، حيث لا يوجد إرهابيون، بل عائلات وأطفال ومرضى وذوي احتياجات خاصة وراهبات. "

أدى الدمار في غزة إلى تصويت بأغلبية ساحقة لصالح وقف فوري لإطلاق النار في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي. ومع ذلك، رفض الوزيران بيربوك وكاميرون هذا النهج، بحجة أن وقف إطلاق النار غير المستدام يمكن أن يؤدي إلى مزيد من العنف ويعيق بناء الثقة اللازمة لتحقيق السلام الدائم.

وفي الوقت نفسه، يواجه نتنياهو ضغوطًا داخلية حيث يحثه المتظاهرون الإسرائيليون على التفاوض على صفقة أخرى لإطلاق سراح الرهائن مع حماس. وقد اندلعت مظاهرات كبيرة، خاصة بعد اعتراف الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار وقتل ثلاثة إسرائيليين يفترض أنهم فروا من أسر حماس.

وبينما يتعامل حلفاء إسرائيل الغربيون مع توازن دبلوماسي دقيق، ويدعمون حرب إسرائيل ضد حماس بينما يدعون إلى وقف إطلاق النار وحل الدولتين، يوصي الوزيران بيربوك وكاميرون بعملية من ثلاث خطوات. ويحثون إسرائيل على التمييز بشكل أكثر فعالية بين الإرهابيين والمدنيين، وتقديم المساعدات للفلسطينيين العاديين، ومعالجة قضية المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية الذين يجبرون الفلسطينيين على ترك منازلهم.

ومع مقتل ما يقرب من 300 فلسطيني في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر بسبب الغارات الإسرائيلية المتزايدة وعنف المستوطنين، يراقب المجتمع الدولي عن كثب الحملة العسكرية الإسرائيلية. وقد يتم إجراء المزيد من التدقيق عندما يزور وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إسرائيل الأسبوع المقبل، مما قد يزيد الضغط على حكومة نتنياهو لإعادة تقييم عملياتها العسكرية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار فی غزة

إقرأ أيضاً:

‏الرئيس الفلسطيني يدعو حماس لتسليم الرهائن لـ "سد الذرائع الإسرائيلية"

دعا ‏الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حركة حماس لتسليم الرهائن لـ "سد الذرائع الإسرائيلية".

وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بين إسرائيل و"حماس".

وأكد آل ثاني، أن "قطر ومصر والولايات المتحدة ستعمل على ضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار"، مشيرا إلى أنه "نعمل مع حماس وإسرائيل بشأن خطوات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار".

وأضاف أن سريان الاتفاق بدأ يوم الأحد، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق تبلغ 42 يوما وتشهد وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية حتى حدود قطاع غزة وتبادل الأسرى والرهائن وفق آلية محددة وتبادل رفات المتوفين وعودة النازحين إلى مناطق سكناهم وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج.

مقالات مشابهة

  • نبيه بري: لن نسلم السلاح قبل أن تنفذ إسرائيل شروط وقف إطلاق النار
  • تفاصيل مسودة اتفاق وقف دائم لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس
  • رئيس الموساد بالدوحة لبحث مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدرُس حلاً وسطاً لأوكرانيا وسط توتر مع إدارة ترامب
  • صحيفة: بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدرس حلا وسطا بشأن أوكرانيا
  • ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تطالب إسرائيل بـ «إنهاء» الحظر على غزة
  • ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تطالب إسرائيل بإنهاء حظر دخول المساعدات إلى غزة
  • ‏الرئيس الفلسطيني يدعو حماس لتسليم الرهائن لـ "سد الذرائع الإسرائيلية"
  • ‏الرئيس الفلسطيني: 2165 عائلة أبيدت كليا في غزة
  • ترامب: لن نسمح لحماس بحكم غزة بعد وقف إطلاق النار