وزارة الهجرة تنظم مؤتمرا لإحياء اليوم العالمي للغة العربية
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
السفيرة سها جندي: إيمانا بأهمية اللغة العربية أطلقنا مبادرة "اتكلم عربي" برعاية السيد رئيس الجمهورية لمواجهة حرب طمس الهوية لدى أبنائنا في الخارج
السفيرة سها جندي: لغتنا العربية علامة على تفرد ثقافتنا فحافظوا عليها لتحتفظوا بتفردكم
نظمت وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، مؤتمرا لإحياء اليوم العالمي للغة العربية، بالتعاون مع وزارة الثقافة ومنظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة "اليونسكو" في قصر الأمير طاز بالقاهرة، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي يوافق 18 ديسمبر من كل عام، بحضور د.
وألقت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، كلمة خلال المؤتمر أعربت فيها عن خالص اعتزازها وتقديرها للتعاون الجاري بين وزارة الهجرة، ووزارة الثقافة ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، قائلة: "إن مصر هي إحدى الدول المؤسسة لمنظمة اليونسكو، وتجمعنا علاقة وطيدة في مساعينا المشتركة للحفاظ على موروثنا الثقافي والطبيعي في آن واحد".
وتابعت: "إن اللغة العربية واحدة من أكثر خمس لغات تحدثًا في العالم فهي اللغة التي يتحدث بها أكثر من 400 مليون شخص حول العالم وهي اللغة الرسمية لـ 22 دولة أعضاء في جامعة الدول العربية، وهي أيضًا واحدة من لغات الأمم المتحدة الست، فضلا عن أنها واحدة من لغات الاتحاد الأفريقي وأحد أغنى لغات العالم، فقد وصل عدد مفرداتها دون تكرار إلى ما يزيد على 12 مليون كلمة. فاللغة العربية لغة غنية وملهمة ولذلك ركز شعوبها على إظهار إبداعاتهم في مجالات الثقافة والأدب والفنون، كان من بينهم كوكبة من الأدباء والمبدعين المصريين مثل نجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، وطه حسين، وعباس العقاد، ومصطفى صادق الرافعي.
وأضافت السيدة الوزيرة أنه إيمانًا بأهمية دور اللغة العربية في تشكيل وجدان الأجيال القادمة وحرصُا منا على تعميق الولاء والانتماء لدى أبناء المصريين بالخارج، فقد أطلقت وزارة الهجرة المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي" والتي تشرف برعاية رئيس الجمهورية لفعالياتها وتستهدف مواجهة حرب طمس الهوية لدى أبناء مصر في الخارج من الأجيال الثاني والثالث والرابع والخامس وتعزيز وتأصيل الروح الوطنية بداخلهم، علاوة على ترسيخ قيم التعايش السلمي والمواطنة وقبول الآخر، مشيرة إلى أنه قد نجحت المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية لتشجيع أبناء المصريين في الخارج للحديث باللغة العربية "اتكلم عربي"، على الوصول لأكثر من 200 مليون مشارك من مختلف أنحاء العالم.
وتابعت سيادتها أنه خلال العام الجاري، أطلقت وزارة الهجرة المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي" تحت شعار "جذورنا المصرية" لتعريف أبناء المصريين بالخارج أيضًا بتراث وطنهم مصر الضارب بجذوره في عمق التاريخ وحضارتها العريقة، وذلك من خلال المعسكرات التفاعلية والتي كان آخرها في سبتمبر الماضي باستضافة ورعاية المتحف القومي للحضارة المصرية ومشاركة نحو 45 طفلا، تتراوح أعمارهم من 8 إلى 13 عامًا، من مختلف الدول بينها كندا وفرنسا وإنجلترا والمملكة العربية السعودية والإمارات والولايات المتحدة، فضلا عن استغلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة للوصول إلى أبنائنا المصريين بالخارج حول العالم، بالتعاون مع د. وسيم السيسي، الطبيب والمؤرخ المصري، ود سامي عبد العزيز، عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة، وبموسيقى تصويرية من إهداء وتأليف الموسيقار الكبير هاني شنودة، وذلك لنشر سلسلة من الفيديوهات التعريفية بالتاريخ والحضارة المصرية بالتعاون مع مؤسسة يارو المتخصصة في تقديم الخدمات الثقافية والتاريخية.
كما أكدت وزيرة الهجرة على الاعتماد على أحدث أساليب التكنولوجيا الحديثة في إطلاق تطبيق إلكتروني للمبادرة الرئاسية "اتكلم عربي"، يتيح الفرصة للأجيال المصرية الناشئة بالخارج لتعلم اللغة العربية قراءة وكتابة في أي مكان عن طريق الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، بالاعتماد على أحدث طرق التعلم التفاعلية من خلال تقديم تجربة معايشة متكاملة لثقافتنا المصرية وعاداتنا وتقاليدنا لا تخلو من المرح والألعاب، موجهة الدعوة إلى الجميع للدخول على صفحات الوزارة على مواقع التواصل الاجتماعي لتحميله.
ولفتت السفيرة سها جندي إلى حرصها على عقد عدد من الندوات التثقيفية التي تستهدف أبنائنا في الداخل من المتعلمين في المدارس الدولية في مصر، وأبنائنا في الخارج من الجيل الثاني إلى الخامس من أبناء المصريين، لاهتمامنا بغرس جذور اللغة العربية في وعي أبنائنا بالداخل والخارج، والاحتفاء بالشخصية المصرية وتاريخها وإرثها الحضاري، وكان آخرها بالتعاون مع د/ وسيم السيسي ود/ ميسرة عبدالله، نائب الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة للشئون الأثرية.
وفي ختام كلمتها، وجهت السيدة وزيرة الهجرة رسالة قائلة: "أبنائي الأحباء، أصدقائي الأعزاء، أشهدكم أن تتمسكوا بثقافتكم المصرية، وتحافظوا على لغتكم العربية التي هي أجمل اللغات وأغناها، وتذكروا دائمًا أن تنوعنا في اختلافنا، ولغتنا العربية علامة على تفرد ثقافتنا فحافظوا عليها لتحتفظوا بتفردكم.. وكل عام واللغة العربية حية ومتميزة وفريدة".
من جانبها، استعرضت د. نوريا سانز، المدير الإقليمي لمكتب اليونسكو بالقاهرة، أهمية الاهتمام بالتنوع الثقافي والعلوم الاجتماعية، وغيرها من المرتكزات التي يمكن الانطلاق منها للتعاون، مشيرة إلى حرص اليونسكو على صون التراث الثقافي وهوية الشعوب، ولذلك نلتقي اليوم للاحتفاء بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.
وتابعت سانز أن هناك فريقا كبيرا من اليونسكو يعمل في مصر، بما تمثله من حضارة وتاريخ، موجهة الشكر لفريق العمل، كما أوضحت أن اختيار الفن العربي ليكون ضمن فعالياتنا باعتباره سمة مميزة تميز اللغة والثقافة العربية، موضحة أن اللغة العربية لغة للمعرفة والثقافة ولها فضل كبير في مختلف العلوم والمعارف، مشيرة إلى أنها واحدة من أكثر اللغات انتشارا حول العالم، معربة عن تقديرها لهذا التنوع الثقافي.
وتابعت سانز أن هناك حشدا كبيرا من المهاجرين يتحدثون اللغة العربية، ولذلك فهناك اهتمام كبير بدراسة اللغة العربية، والتناغم بين اللغة والثقافة التي تحويها، ودورها في ربط الشعوب ومعرفة تاريخها وحضارتها، مؤكدة ترحيبها بالمشاركة مع وزارتي الهجرة والثقافة في هذه الفعالية.
من جهته، أوضح د. هشام عزمي، رئيس المجلس الأعلى للثقافة، أن احتفالية اليوم تواكب مرور 50 عاما، على اعتماد اليونسكو اللغة العربية واحدة من اللغات الرسمية في أروقتها، مشيرا إلى دورها في حفظ تاريخ العرب وإبداعاتهم، وإتاحتها عوالم زاخرة بالتنوع.
واستعرض عزمي جانبا من جهود وزارة الثقافة في دعم الأنشطة الثقافية وتعزيز الهوية المصرية في مختلف الفعاليات، بالتعاون بين وزارات ومؤسسات الدولة المصرية، لتأصيل الروح الوطنية وعاداتنا وتقاليدنا الراسخة، مضيفا أن لغتنا العربية لغة ثرية، ولذلك تضم أنشطة وزارة الثقافة التعريف برموزنا الأدبية والخط العربي، والشعر والنثر وفنون المسرح، وغيرها من الأنشطة التي تربط الأجيال الصغيرة والشباب بهويتهم وتاريخهم وثقافتهم المتفردة، على مدار التاريخ.
وفي السياق ذاته، أوضح د. جمال مصطفى، مدير قصر الأمير طاز، جانبا من تاريخ القصر المملوكي والذي يعود تاريخه إلى العام 1352م، ليبقى علامة مميزة على تفرد العمارة المملوكية، مشيرا إلى أن مصر تعد معرضا مفتوحا للتراث والثقافة، بما تمتلكه من مقومات ثقافية ومعالم لا يوجد مثلها في العالم أجمع.
وأعرب مدير قصر الأمير طاز عن عميق الشكر لاختيار قصر الأمير طاز ليستضيف فعالية الاحتفال بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، ليضيف إلى تاريخ القصر حاضرا وطنيا وملمحا ثقافيا متميزا، نفخر بأن يكون لدينا في مصر هكذا معالم يقف لها التاريخ احتراما.
هذا ويتضمن برنامج مؤتمر إحياء اليوم العالمي للغة العربية بقصر الأمير طاز عدة فعاليات، من بينها عقد حلقة نقاشية بعنوان "اللغة العربية: إبداعات الحاضر وآفاق المستقبل"، وافتتاح معرض الخط العربي، وتنظيم ورشة للخط العربي للأطفال المصريين المقيمين بالخارج ولكنهم يتواجدون في مصر بهذه الفترة، ويختتم المؤتمر فعالياته بعرض فني ثقافي عبارة عن إنشاد للمنشد الشهير محمود ياسين التهامي.
يشار إلى أن المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي" انطلقت في نوفمبر 2020، ثم انطلقت المرحلة الثانية تحت عنوان "جذورنا المصرية" في فبراير 2023، وقد تحقق ما يزيد عن 7 ملايين مستخدم منذ انطلاقها، بفضل المرحلة الثانية من المبادرة تحت شعار "جذورنا المصرية" التي حققت تفاعلًا كبيرًا في إطار استراتيجية لمواجهة تغييب الوعي وتزييف التاريخ المصري، وهذه جهود وزارة الهجرة بصدد المبادرة على النحو التالي:
• تم إطلاق المرحلة الثانية من المبادرة لزرع القيم وتعزيز الهوية والتعريف بالحضارة المصرية القديمة، تم البدء بمحاضرات تفاعلية في 3 مدارس دولية (مدرسة كيبلنج الإنجليزية، ومدرسة الليسيه فولتير، والمدرسة الألمانية الأوروبية بالقاهرة Europa Schule Kairo ) بمشاركة د. وسيم السيسي، ود.ميسرة عبد الله، لتعريف الطلبة بالحضارة المصرية العريقة والعادات والتقاليد وتميز الحضارة المصرية كونها اول من وضع قواعد علوم الطب والدواء، وعلوم الفضاء، وعلوم الفنون والرسم والموسيقي، وتم تسجيل اللقاءات التفاعليه ونشر ومشاركة الفيديوهات لأبنائنا بالخارج من الجيل الرابع والخامس لترسيخ الهوية المصرية لدي جيل المستقبل.
• تم إطلاق اول معسكرات المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية "اتكلم عربي" تحت شعار "جذورنا المصرية" بالمتحف القومي للحضارة المصرية، بمشاركة عدد (45) طفلا من أبناء المصريين المقيمين بالخارج من الأجيال الثانى والثالث والرابع والخامس تتراوح أعمارهم من (8 إلى 13) عامًا من عدد (6) دول شملت (كندا وفرنسا وإنجلترا والمملكة العربية السعودية والامارات والولايات المتحدة)، باستضافة ورعاية المتحف القومي للحضارة المصرية، وبالتعاون بين وزارة الهجرة مع شركة "الزمرة" المتخصصة في تنظيم وإقامة المعسكرات للأطفال والشباب. للتعريف بالحضارة المصرية القديمة.
• "المرحلة الثانية" من التطبيق الالكترونى الخاص بالمبادرة تشمل 120 ساعة تدريب.
• تنفيذ عدد (16) معسكرات لأبناء المصرين بالخارج من الجيلين الثاني والثالث، لتعليم اللغة العربية وتعميق الهوية المصرية لأبناء المصريين.
• تدشين حملة ترويجية عبر وسائل التواصل الاجتماعي (حيث وصلت إجمالي عدد المشاهدات عبر كافة الحسابات الإلكترونية إلي 219 مليون مشاركة ومشاهدة)، جارى العمل لإطلاق موقع إلكترونى وتطبيق موبايل للحملة.
• تم إطلاق (203) فيديوهات تعليمية بالرسوم المتحركة. بالإضافة إلى 12 حلقة لبرنامج توعية للداعية / مصطفى حسنى مع النائبة / دينا عبد الكريم.
• في إطار مشاركة الجماهير تم نشر عدد ( 11 ) فيديو تشمل عدد (10) فيديوهات بمشاركة المصريين بالخارج)، بالإضافة إلى فيديو بمشاركة ذوى الهمم.
• إعداد وإنتاج (15) حلقة من برنامج "بالعربي كده"، وهو برنامج تفاعلي لبناء الوعي باللغة العربية.
• نشر فيديوهات المبادرة على شاشات العرض بمطار القاهرة الدولى، تدشين حملات ترويجية على صفحات التواصل الاجتماعى، إطلاق المرحلة الثانية من المبادرة تحت شعار "جذورنا المصرية" وعقد حلقات نقاشية مع طلاب المدرسة الأوروبية الدولية الألمانية بالقاهرة، ومدارس ليسية فولتير الفرنسية وكيبلنج الإنجليزية.
• اطلاق تطبيق "اتكلم عربي" بالتعاون مع نهضة مصر، وهو أول منصة الكترونية لتعليم اللغة العربية موجهة للمصريين بالخارج، بهدف تعليم الأطفال اللغة العربية والتعرف على الثقافة والتقاليد المصرية والعربية للحفاظ على الهوية العربية.
• إعداد وإنتاج الأغنية الرسمية للمبادرة الرئاسية "اتكلم عربي" وقد بلغت نسبة المشاهدة مليون و251 ألف مشاهدة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المرحلة الثانیة من المبادرة الیوم العالمی للغة العربیة من المبادرة الرئاسیة المصریین بالخارج أبناء المصریین القومی للحضارة قصر الأمیر طاز اللغة العربیة وزارة الثقافة وزارة الهجرة بالتعاون مع اتکلم عربی واحدة من سها جندی تحت شعار إلى أن فی مصر
إقرأ أيضاً:
فروع للجامعات المصرية بالخارج.. تحديات أكاديمية و استثمارية
القاهرة- أتاح قرار مجلس الوزراء المصري بإنشاء فروع للجامعات الحكومية خارج البلاد، وتحديدًا في دول الخليج، فرصة سانحة لاستغلال السمعة الأكاديمية لبعض الجامعات العريقة مثل جامعتي القاهرة وعين شمس.
وحظي القرار بدعم رئاسي حيث أوضح بيان للرئاسة المصرية، مطلع العام الجاري، أنه في إطار التوجه نحو تدويل وتصدير التعليم المصري. وتم الاتفاق على فتح أفرع لجامعات مصرية في الخارج، وذلك بالاشتراك مع القطاع الخاص، ودون تحمل الدولة أي أعباء مالية.
وافقت جامعة القاهرة، إحدى أعرق الجامعات المصرية، على إنشاء فرعين لها في الدوحة والرياض. وتسعى جامعتا عين شمس والإسكندرية للحاق بها، بهدف تعزيز التعاون الأكاديمي والثقافي، وتوفير فرص تعليمية أوسع للطلاب في دول الخليج العربي، كما أفاد مسؤولون.
يُعتبر قرار إنشاء فروع للجامعات المصرية في الخارج، خطوة تحمل في طياتها بُعدين أساسيين:
الأول، يتمثل في التحول نحو الفكر الاستثماري في قطاع التعليم العالي، حيث يُنظر إلى الجامعات كأصول قيّمة يمكن استغلالها لتحقيق عوائد مالية. والثاني توسيع نطاق تأثيرها على المستوى الدولي.و يواجه هذا القرار تحديات أبرزها:
المنافسة الشديدة، إذ تشهد الساحة الدولية للتعليم العالي منافسة محتدمة، و تتنافس الجامعات المصرية مع جامعات عالمية مرموقة تتمتع بموارد وإمكانات كبيرة. الحفاظ على الجودة، ويتعين على الجامعات المصرية الحفاظ على مستوى عال من الجودة في فروعها الخارجية، لضمان سمعتها الأكاديمية وتلبية توقعات الطلاب. مخاطر الاستغلال التجاري، ومخاوف من استغلال أسماء الجامعات المصرية لأغراض تجارية بحتة، مما قد يُؤثر سلبا على سمعتها الأكاديمية.ويرى خبراء ومراقبون في تصريحات، للجزيرة نت، أن نجاح إستراتيجية تصدير التعليم العالي وفتح فروع الجامعات بالخارج، لن يُقاس بعدد الفروع المفتوحة، بل بمدى قدرة هذه الجامعات على تقديم تعليم يرتقي إلى قيمة اسم "مصر" في سوق لا ترحم.
وزارة التعليم العالي تقول إنه جاري الانتهاء من تنفيذ 10 جامعات أهلية جديدة تبدأ الدراسة بها اعتبارًا من العام الدراسي القادم ليصبح بذلك عدد الجامعات الأهلية 30 جامعة pic.twitter.com/nZvJaiuqmV
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) February 7, 2025
إعلان استثمار في الجامعاتفي إطار الاستثمار في التعليم الجامعي، أنشأت مصر محليا 13 جامعة أهلية منبثقة من الجامعات الحكومية في عدد من المحافظات عام 2022 بمصاريف تنافس الجامعات الخاصة.
ومن المقرر إدخال 10 جامعات أهلية ليصبح إجمالي عدد الجامعات الأهلية في مصر 30 جامعة. وقد زاد عدد الملتحقين خلال العام الجاري إلى نحو 60 ألفا.
ونجحت مصر منذ مطلع الألفية الجديدة في استقطاب آلاف الطلاب الأجانب إلى جامعاتها الحكومية والخاصة، حيث يلتحق بها الآن حوالي 130 ألف طالب من مختلف الجنسيات، بحسب عادل عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وأرجع عبد الغفار النمو الملحوظ في قطاع التعليم العالي بمصر إلى التصنيف الدولي المتقدم للجامعات المصرية، مشيرًا إلى أن أعداد الطلاب المصريين الملتحقين بالجامعات الخارجية بدأت في التراجع بعد افتتاح فروع للجامعات الدولية داخل مصر.
وارتفع عدد الجامعات في مصر إلى 116 جامعة بدلا من 48 جامعة (حكومية وخاصة)، و سيصل العدد إلى 126 جامعة بإضافة 10 جامعات أهلية جديدة العام المقبل.
و يبلغ عدد أساتذة الجامعات في مصر حوالي 140 ألف عضو هيئة تدريس، يغطي مختلف المجالات في جميع جامعات ومعاهد مصر.
6️⃣ تصدرت #السعودية تصنيف الجامعات الأفضل عربيًا بـ3 جامعات تبعتهم جامعة #قطر في المرتبة الرابعة ثم الإمارات بجامعتين ثم #القاهرة والأردن pic.twitter.com/5Pz8rnfK0k
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) December 9, 2024
ورغم الزيادة الملحوظة في عدد الجامعات المصرية ضمن التصنيفات العالمية الشهيرة مثل تصنيف "كيو إس" (QS)، فإن تمثيلها في أعلى ترتيب الجامعات العربية متراجع مقارنة بدول مثل السعودية والإمارات وقطر ولبنان. وتحتل مصر حسب التصنيف ذاته الترتيب الثامن عربيا حيث تحل جامعة القاهرة في الرتبة 350 عالميا.
قال رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لتربويات الرياضيات رضا مسعد إن "قرار فتح فروع للجامعات المصرية بالخارج ليس بالجديد وهو بمثابة عودة إلى دورها الريادي قبل عقود في العديد من الدول الأفريقية والآسيوية ولكنه بدأ في الانحسار لاعتبارات سياسية كثيرة يطول شرحها".
إعلانووصف مسعد، القرار بـ"الطموح". وأضاف، للجزيرة نت، أن القرار يواجه بعض التحديات تتعلق بالتمويل والجودة في ظل تنافس عربي عالمي ولكنه خطوة في الاتجاه الصحيح لعدة اعتبارات:
أولها، عودة القوة الناعمة لمصر. ثانيها، استثمار أسماء الجامعات العريقة في إنشاء فروع لها بالخارج وتعزيز مواردها. ثالثها، خدمة أبناء المصريين العاملين في الخارج وإتاحة الفرصة لاستكمال دراستهم بالخارج. ثم فتح الباب أمام أعضاء هيئة التدريس للسفر والعمل ضمن بيئتهم الجامعية المعتادة.وتطرق الأكاديمي المصري إلى بعض المحاذير مثل عدم التسرع في اختيار الجامعات التي يسمح لها بفتح فروع بالخارج، والتأكد من قدرتها على تقديم مستوى علمي يليق باسم مصر، حتى لا يطغى الفكر الاستثماري على الجودة ويأتي الأمر بنتائج عكسية ويصبح ضررها أكثر من نفعها، حسب رأييه.
ومن الشروط يضيف الأكاديمي، أيضا، ألا يكون الكم على حساب الكيف.
تحديات و متطلباتيقول عضو هيئة تدريس بكلية الصيدلة بجامعة الزقازيق، فضل عدم ذكر اسمه، إن "مصر تمتلك فرصة ذهبية لتحسين تصنيف جامعاتها على المستوى الدولي، إلا أنها تواجه تحديات جسيمة تعوق تحقيق هذا الهدف".
ويضيف للجزيرة نت، أنه بالرغم من وجود كفاءات أكاديمية متميزة، تعاني الجامعات المصرية من أزمة في تمويل الأبحاث، ونقص في الموارد، وتدني أجور أعضاء هيئة التدريس، مما يجعلها -كغيرها من القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم- بيئة طاردة للكفاءات.
ويرى المتحدث ذاته، أنه من غير المقبول أن يتقاضى أستاذ جامعي ذو خبرة عالية راتبًا لا يتجاوز 250 دولارا شهريا.
أما بالنسبة لفكرة فتح فروع للجامعات المصرية في الخارج، فأوضح الأكاديمي المصري أنها خطوة جريئة تتطلب تمويلا ضخما كما هو الحال في الدول التي تتصدر التصنيفات العربية والعالمية.
لذلك، يعتبر أنه على الدولة أن تركز جهودها أولا على تحسين بيئة البحث العلمي في الجامعات الحكومية، وتوفير الموارد اللازمة لتطويرها قبل التفكير في التوسع الخارجي.
إعلان