يواصل أهالي قطاع غزة، الصمود أمام حرب إبادة الاحتلال الإسرائيلي المستمرة لليوم 70، مبتكرين العديد من أساليب البقاء، ومتسلّحين بروح التضامن والتكافل، على الرغم من الظروف التي باتت توصف بـ"الكارثية" التي طالت كل طبقات المجتمع.

ومنذ انطلاق عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قطع الاحتلال إمدادات الغذاء والدواء والوقود والكهرباء عن قطاع غزة، باستثناء شاحنات مساعدات معدودة يسمح بمرورها عبر معبر رفح، تكاد لا تشكل شيئا أمام الاحتياجات المتزايدة للسكان.



ورصدت "عربي21" أوضاع الفلسطينيين بعد 70 يوما من اندلاع الحرب التي راح ضحيتها نحو 20 ألف شهيد.

ويقول الدكتور الصيدلي هاني (38 عاما): إن "صيدليته تكان تكون فارغة، باستثناء الأدوية البسيطة ومواد التجميل، إضافة لبعض المكملات الغذائية والفيتامينات".

وأوضح هاني لـ"عربي21" أنه "بالتأكيد منذ بداية الحرب عمل الناس على شراء كميات متزايدة من أدوية الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري والربو، وغيرها من أجل تأمين احتياجات مرضاهم لأطول فترة ممكنة".

وذكر أنه "رغم ذلك الناس لم تتجاهل، أو تنسى الفضل بينها، وذلك ليس في حادثة أو حادثتين، إنما في الكثير من المرات والمواقف التي شهدها بنفسه".


وأضاف: "أذكر أن أحد الزبائن جاء ليسأل عن دواء يسمى كادكس، وهو يعطى لارتفاع ضغط ضغط.. أخبرته فورا أنه نفد، ثم راجعت نفسي وقلت: يجب أن أتأكد من المخزون عبر الكمبيوتر، وفعلا كان يوجد علبة أخيرة مكونة من ثلاثة شرائط".

ويتابع: "أعطيت الزيون العلبة كاملة لكنه فاجأني بعبارة: لا أحتاج لشريطين فقط، وخلّي الأخير لشخص آخر قد يحتاجه؛ أنا دخت وأنا بدوّر، ولعلني أعفي أحدا يبحث عنه من نفس المشقة التي عانيت منها".

من جهتها، تقول سماح (29 عاما) إنها نزحت رفقة عائلتها إلى بيت خالتها المسنة في غزة، وهي التي استشهدت خلال الأيام الماضية، نتيجة الجفاف الشديد وسوء التغذية، وهذا وسط انعدام إمكانية التزود بالطعام أو الشراب في مدينة غزة خشية الاستهداف الإسرائيلي، وبسبب عدم توفر الطعام من الأساس.

وتوضح سماح في حديثها لـ"عربي21" أنه "رغم العوز الشديد إلا أن الجيران لم يتركوا خالتها إلى مصيرها، بل أنهم كانوا يتقاسمون معا ما يتوفر من غذاء وماء".

وتكشف: "تقاسمنا كل شي.. نحن وضعنا الطعام الذي معنا، وبعض الجيران وضعوا طعامهم أيضا وما توفر لديهم من مياه، ثم قسمنا ما جمعناه على من تبقى في العمارة التي نسكنها، كانت الكميات قليلة جدا بالكاد تكفي لسد رمق أو نجاة شخص بكامل صحته".

وتبين: "خالتي صمدت لأيام طويلة، رغم أمراضها المزمنة المتعددة، وكانت قوية الروح وصابرة، لكن جسدها الضعيف خانها، واستشهدت بعد معاناتها من الجفاف والجوع، خالتي التي كان بيتها عامرا بالخير والفضل وملاذا للملهوف ماتت جوعا وعطشا".


من جهته، يقول محمد (35 عاما) إنه نزح من مدينة غزة في أولى أيام الحرب عبر سيارته الشخصية رفقة والدته وأخواته الفتيات، مضيفا: "تركت خلفي بيتي ومخازن تجارية مليئة بشحنة من البسكويت لم أتمكن من بيعها بعد دون الالتفات خلفي".

ويضيف محمد لـ"عربي21": "بعد الاستقرار في منزل لأحد الأصدقاء بدأت التفكير بالأمور الأخرى غير النجاة، وشاهدت آلاف الناس ينزحون إلى مراكز الإيواء في المدارس، وعندها تذكرت شحنة البسكوت وبدأت أسأل معارفي ومن يعمل معي عن إمكانية فتح المخازن وتوزيع البسكوت، الذي كان التجار يرفضون شرائه بسبب ارتفاع سعره، بالمجان على النازحين، للأسف لم أجد أحدا يمكنه ذلك، حتى الاتصالات كانت ضعيفة".

ويشير محمد إلى تلقيه بعد هذه الأفكار لاتصال من أحد العاملين معه، يسأله عن ثمن البسكوت، ويخبره أن المخازن باتت فارغة والتجار مستعدون لأي سعر، قائلا: "بعت كل الشحنة بالثمن المقرر قبل الحرب دون زيادة، وقررت إخراج هذا المال من أصله وربحه لمساعدة المحتاجين كما كانت النية عندما تذكرته، هذه تدابير ربنا".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الفلسطينيين فلسطين غزة طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

غياب الوعي يفاقم من أخطارها ونتائجها الكارثية:الابتزاز الإلكتروني.. جرائم أخلاقية عابرة للحدود

الطائفي: رسمياً نتبنى التوعية في هذا المجال في ظل الحرب الناعمة المستمرة على بلادنا

 

ظاهرة الابتزاز الإلكتروني التي أخذت تتزايد في السنوات الماضية تعد من أخطر المشكلات التي باتت تهدد المجتمعات العربية والمجتمع اليمني على وجه الخصوص بالنظر إلى انه من أكثر الشعوب محافظة وتمسكا بعاداته وتقاليده الاجتماعية الأصيلة وهويته الإيمانية الراسخة. الأسرة/زهور عبدالله

 

جرائم الابتزاز عبر شبكة الإنترنت من الجرائم الجديدة على مجتمعنا اليمني وراح الكثير من المواطنين وخاصة الفتيات ضحايا لهذه الجرائم وترتبت عليها نتائج كارثية عليهن وعلى أسرهن ومنها ما تسببت في إزهاق أرواح وتفكك أسر وعائلات والسبب يعود -بحسب مختصين- إلى غياب الوعي بالطرق الملائمة والسليمة في مواجهة التصدي لها من قبل الضحايا قبل أن تستفحل ويتمادى المجرمون في ممارسة الابتزاز وصولا إلى ما لا يحمد عقباه- والسبب في ذلك، كما يقول أخصائيون اجتماعيون- يتمثل في عدم تمتع أرباب الأسر بالوعي الكافي الذي يؤهلهم لاستيعاب المشكلة في مهدها وهو ما يجعل الضحية تحجم عن مصارحة الأهل بما تتعرض له خوفا من ردة الفعل القاسية والعنيفة فتنزلق إلى مهاوي الضياع والانحراف عبر تنفيذ طلبات المجرم وابتزازاته المتصاعدة.

الطرق المثلى للمواجهة

أصبحت التكنولوجيا واستخدام الإنترنت ومواقع التواصل جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية، ومع هذا التوسع الرقمي المتطور باستمرار، ظهرت تحديات تهدد خصوصيات الأفراد وتعرضهم لمخاطر غير مسبوقة، ومن أبرز هذه التحديات، «الابتزاز الإلكتروني» كونه إحدى أخطر الظواهر التي باتت تؤرق الأفراد عند استخدامهم للشبكة العنكبوتية التي صارت في ظل هذه الممارسات الخاطئة من قبل البعض من عديمي الأخلاق والمروءة شراً مستطيراً على الرغم من المنافع الجمة لهذا التطور الإنساني إذا ما تم استخدامها في المجالات العلمية والتثقيفية والبحث عن جوانبها الإيجابية العديدة.

ويقوم الابتزاز الإلكتروني على تهديد المجرمين للضحية بنشر صور أو مواد «فيلمية» أو تسريب معلومات سرية، مقابل مبالغ مالية، أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لمصلحة المبتزّين، كما تنفذ هذه الجرائم بطرائق عدة، من أبرزها استدراج الأشخاص عن طريق إنشاء حسابات نسائية وهمية على مواقع التواصل، هدفها في الظاهر التعارف وفي الباطن الابتزاز، وعند التعارف يفتح بثّاً مباشراً بالكاميرا وتصوير الضحية في وضع مخل بالآداب.

طرق الوقاية

ويؤكد مختصون أن أفضل طرق الوقاية من الابتزاز عند وقوعه، هي عدم الرضوخ للابتزاز والاستجابة لطلبات الابتزاز وعدم إرسال أي مبالغ مالية تحت أي تهديد مباشر والإبلاغ للجهات الأمنية عن تلك المحاولات وعلى الفتيات اللائي يتعرضن للابتزاز الإلكتروني مصارحة الأسرة في وقت مبكر، فكل النتائج التي قد تحصل عند اطلاع أولياء الأمور تقل بكثير عن تلك التي ستحصل في حال الرضوخ للمبتزين.

دور الإعلام.

جرائم الابتزاز الإلكتروني كان محور لقاء تشاوري عقد الأسبوع الماضي في صنعاء نظمته اللجنة الوطنية للمرأة بالتعاون مع الإدارة العامة للمرأة بوزارة الإعلام، وكرس لمناقشة دور الإعلاميات اليمنيات في نشر التوعية لمواجهة مخاطر الابتزاز الإلكتروني.

وأشاد اللقاء بصمود الإعلاميات اليمنيات ودورهن في تعزيز وتأصيل الهوية الإيمانية وتربية الأجيال تربية قرآنية، وثباتهن في مواجهة العدوان والحصار والحرب الناعمة التي تستهدف الفتيات والشباب بوجه خاص.

واستعرض اللقاء، الصعوبات التي تواجه سير عمل الإعلاميات في المؤسسات الحكومية والخاصة والسبل الكفيلة بمعالجتها، مشددًا على أهمية انعقاد اللقاء مع قيادة وزارة الإعلام لمناقشة تلك الصعوبات، ووضع الحلول اللازمة.

وأكدت المشاركات في اللقاءاً ضرورة تخصيص مساحات للمرأة «إعداداً، وتقديماً وإخراجاً» في القنوات الفضائية والصحف والمجلات لإبراز مخاطر الابتزاز الإلكترونية ونشر التوعية المناسبة لمواجهته إلى جانب الظواهر الاجتماعية السلبية.

وشددت على أهمية اختيار المصطلحات التي تنسجم مع الهوية الإيمانية عند مناقشة أو طرح أي قضية تمس المجتمع، والتأكيد على أهمية استشعار دور النساء العاملات في المجال الإعلامي ودعم صمودهن وثباتهن وتوعية المجتمع وإيجاد جيل قادر على بناء اليمن، متسلح بالعلم والمعرفة قادر على مواجهة مخاطر العولمة.

وفي اللقاء، أشارت رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة الدكتورة غادة أبو طالب، إلى دور الإعلاميات اليمنيات في نشر التوعية بخطورة الابتزاز الإلكتروني، وطرقه وأساليبه وأهدافه، والمساهمة في الحد من الابتزاز والآثار النفسية المترتبة على الفرد والمجتمع.

ودعت الإعلاميات اليمنيات إلى تضافر جهودهن في نشر التوعية من خلال وضع برامج توعوية وإرشادية عن كيفية التعامل السليم مع الوسائل الإلكترونية.

الهوية الإيمانية

بدورها لفتت مدير إدارة المرأة بوزارة الإعلام سمية الطائفي إلى أهمية تأصيل الهوية الإيمانية بما يسهم في تفادي الاستخدام الخاطئ للإنترنت والمواقع المشبوهة.

وأكدت على ضرورة تضافر الجهود لدعم الإعلاميات اليمنيات وإعطاء الفرصة لهن للمساهمة في نشر التوعية بجرائم الابتزاز الإلكتروني من خلال تخصيص مساحة لهن لتوعية المجتمع.

مسؤولية الإعلاميات

ونبهت الإعلامية والناشطة الحقوقية سمية الطائفي إلى أهمية دور لإعلاميات في مواجهة الظاهرة من خلال التوعية الإعلامية عبر جميع الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة سواء عبر الإعلام الرسمي أو الخاص أو الإعلام الإلكتروني أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأشارت في حديث خاص لـ«الاسرة» إلى أن اللقاء التشاوري كان خطوة مهمة في هذا المجال، موضحة القول: إن اللقاء خرج بعدة محاور منها لكي نستطيع كإعلاميات أن نتبنى هذه التوعية التي أصبحت في وقتنا الحالي ضرورة ملحة خاصة في ظل الاستهداف الممنهج والحرب الناعمة المستمرة على بلادنا.

ومن أبرز المخرجات -بحسب الطائفي- تخصيص مساحة إعلامية في كل الوسائل لتناول الظواهر الاجتماعية إضافة إلى التأكيد على عقد لقاءات أخرى لمناقشة المشاكل الخاصة وطرق معالجتها وكيفية وضع خطة إعلامية متكاملة لمساندة كل الوسائل الإعلامية ولإعداد قاعدة بيانات.

 

 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تدفع قانونين يمنعان توثيق جرائم الحرب التي ترتكبها
  • الطريق المسدود لخطة ترامب في تهجير سكان قطاع غزة
  • مطاعم غزة تنفض غبار الحرب وتعيد الحياة للمدينة الجريحة (شاهد)
  • عربي21 تتحدث إلى عائلات أسرى محررين.. فرحتهم منقوصة
  • ما موقف القانون الدولي من مخطط ترامب لتهجير سكان غزة؟
  • وزيرا الصحة والتضامن ومحافظ شمال سيناء يطلقون قافلة مساعدات لدعم سكان غزة
  • غياب الوعي يفاقم من أخطارها ونتائجها الكارثية:الابتزاز الإلكتروني.. جرائم أخلاقية عابرة للحدود
  • سكان غزة.. الحياة على الأطلال دون مياه
  • مصدر رسمي: مصر توفر نحو 70% من المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة
  • بشير جبر: المساعدات شريان الحياة الممتد من مصر لـ غزة مازال ممتدا