الإمارات وحماية كوكبنا
حققت دولة الإمارات بتنظيمها الرائع لمؤتمر cup 28 أجمل الإنجازات وسطرت نجاحها الذي ابهر العالم على أرضها الطيبة في كل ما يسهم في حماية كوكب الأرض من أجل البشرية جمعاء دون استثناء حيث فازت بإقرار 197 دولة مشاركة باتفاق تاريخي لحماية كوكب الأرض ويقر الاتفاق وضع العالم على المسار الصحيح للحفاظ على كوكب الأرض للأجيال القادمة حيث شكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” في كلمته وقال سموه “اشكر كل الوفود التي عملت بروح التعاون والعمل الجماعي ومن منطلق الوعي بالمسؤولية تجاه الأجيال المقبلة على الخروج باتفاق الإمارات التاريخي الذي يدشن مرحلة نوعية جديدة في مسار العمل المناخي الدولي كما اشكر فرق العمل الوطنية والأممية التي أسهمت في إنجاح هذا الحدث العالمي حققنا نتائج مهمة لكن الطريق لا يزال ممتدا والتحدي لا يزال كبيراً وستواصل دولة الإمارات مع مختلف الأطراف متابعة مخرجات المؤتمر والبناء عليها وستكون الى جانب دول العالم في هذه الرحلة من أجل مستقبل البشرية”.
وفي مدينة اكسبو استضافت الدولة أكثر من 70 ألف ضيف من 200 دولة لعقد المؤتمر ويسمى مؤتمر الأطراف الذي جمع تحت مظلته القيادات من رؤساء الدول والشركات والمنظمات الحكومية والخاصة وذوي الاختصاص والخبرة وممثلي الدول المشاركة، وخرج بمجموعة من التعهدات كما استطاع جمع 85 مليار دولار لحماية كوكب الأرض، وذلك إثر إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” عن إنشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية على مستوى العالم لسد فجوة التمويل المناخي وتحفيز جمع واستثمار 250 مليار دولار بحلول عام 2030.
تمخضت عن المؤتمر خطة لمستهدفات 2030 والانتقال العادل لاستخدام طاقة خالية من الوقود التقليدي الذي يصدر انبعاثات تؤثر على كوكب الأرض لتحقيق الحياد المناخي حيث احتوى المؤتمر على جميع الفئات وناقش جميع الآراء للوصول إلى اتفاق تاريخي يحقق للجميع الحياة الصحية والنظيفة الخالية من الانبعاثات الكربونية واستخدام الطاقة النظيفة الخضراء وتشجيع الاختراعات والابتكارات في كافة المجالات التي ينتفع بها المجتمع من صناعات وأغذية ووسائل تنقل ذكية تحافظ على البيئة وطرق ومباني صديقة للبيئة، حيث استعرضت المنطقة الخضراء في مدينة اكسبو كافة المنتجات والصناعات في مجال الحفاظ على كوكب الأرض واستخدام المواد الطبيعية من البيئة المحلية من أجل توعية أفراد المجتمع ليكون أسلوب فالجميع مسؤول.
هذا المؤتمر العالمي قدم للعالم نموذجاً فريداً من حيث التنظيم والاستقبال والضيافة والفرق التطوعية التي شاركت في التنظيم والاستقبال والتي كان للقيادة الرشيدة ودعمها اللامتناهي أكبر الأثر في نجاح المؤتمر الذي تمخضت عنه أهم القرارات والاتفاقيات البناءة حيث عزز المؤتمر من ريادة دولة الإمارات في مجال تغير المناخ وحماية البيئة وتحويل التحديات إلى نجاحات ملموسة اقتصاديا وبيئيا لمختلف دول العالم ونقل المعرفة والتجارب البناءة للجميع ليعيش العالم بسلام عبر الأجيال من خلال التعاون لمصلحة البشرية للتصدي لتداعيات التغير المناخي التي ازدادت في السنوات الأخيرة في اغلب مدن العالم .
mariamalmagar@gmail.com
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: التلاعب بالمسميات الجديدة من أسباب الفساد الذي ملأ الأرض
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله عز وجل أراد من خلقه الامتثال إلى أوامره والابتعاد عن نواهيه، لما في هذه الأوامر من خير عميم يعود على العباد والبلاد، ولما في هذه النواهي من شر وبلاء يفسد الأرض، فالله ليس بحاجة لنا، فهو يأمرنا بما ينفعنا، وينهانا عما يضرنا.
فماذا أراد الله من عباده ؟ أراد منهم الخير والنفع لهم والصلاح والإصلاح، وتأكيدًا لهذا المعنى نبدأ الحديث في سلسلة تساهم في تشييد بناء الإنسان، ألا وهي سلسلة مراد الله من عباده، ولتكن أولى حلقات تلك السلسلة هي (عدم التلاعب بالألفاظ).
فلعل التلاعب باللغة وألفاظها من أهم أسباب الفساد الذي ملأ الأرض، وضج منه جميع الصالحون، بل والعقلاء من كل دين ومذهب، فإن التلاعب باللغة يفتح علينا أبواب شر كبيرة، حيث يُستحل الحرام، ويُحرم الحلال، ويُأمر بالمنكر ويُنهى عن المعروف، وذلك كله عكس مراد الله من خلقه، يقول النبي ﷺ: (إن ناسًا من أمتي يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها) [أخرجه الحاكم في المستدرك].
فرسول الله ﷺ في ذلك البيان النبوي لا يريد أن يشير إلى تلك الكبيرة وهي شرب الخمر فحسب، بل إنه يتكلم عن تلك الصفة التي ستظهر في آخر الزمان وهي التلاعب بالألفاظ، والتي يترتب عليها تضييع الأحكام الشرعية، فيستحل الناس الذنوب والكبائر، فالخمر تسمى مشروبات روحية مثلاً، والزنا يسمى حرية الحياة الخاصة، أو حرية الممارسة الجنسية، ولذلك يظن الناس أن أحكام الله عز وجل لا تنطبق على تلك المسميات الجديدة، رغم أن الحقائق ثابتة.
إن الأساس الفكري الذي نؤكد عليه دائمًا هو ضرورة أن تقوم اللغة بوظائفها التي تبرر وجودها أصلا، فإن للغة ثلاث وظائف أساسية، أولى تلك الوظائف هي : "الوضع" بمعنى جعل الألفاظ بإزاء المعاني، فهو أمر لا بد منه حتى يتم التفاهم بين البشر.
وثاني تلك الوظائف هي "الاستعمال" : وذلك أن المتكلم يستخدم تلك الأصوات المشتملة على حروف لينقل المعاني التي قامت في ذهنه إلى السامع.
وهنا تأتي الوظيفة الثالثة والأخيرة وهي "الحمل" : والتي تعني حمل تلك الألفاظ على مقابلها من المعاني التي سبق للواضع أن تواضع عليها، وقد قرر العلماء عبارة موجزة توضح ما ذكرناه، فقالوا : (إن الاستعمال من صفات المتكلم، والحمل من صفات السامع، والوضع قبلهما).
وينبغي أن يسود ذلك الأساس الفكري في التعامل مع اللغة ليواجه أساسًا فكريًا آخر أصّل الفساد عن طريق التلاعب بالألفاظ، ولعل ما ظهر من مدارس ما بعد الحداثة الفكرية تأصيلاً لذلك الأساس الذي يقرر التلاعب بالألفاظ