تغيرت اليوم لغة التعاطى الغربى الرسمى مع الحرب الإجرامية الصهيوينة المستمرة فى قطاع غزة لإبادة الشعب الفلسطينى صحاب الأرض وتصفية قضيته بالتهجير القسرى للشهر الثالث على التوالى.

وتصدرت مطالبات وقف العدوان تصريحاته الحكومات فيما تراجعت لغة حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها فى ظل محاصرة المظاهرات الشعبية فى معظم مدن وعواصم العالم تنديداً بالمحارق الصهيونية ودعماً لفلسطين

وتجمع آلاف المتظاهرين فى شوارع مانهاتن فى ولاية نيويورك الأمريكية للتضامن مع فلسطين والمطالبة بوقف إطلاق النار فى غزة رفعوا لافتات تطالب بوقف «تمويل الإبادة الجماعية»

وطالبت فرنسا بإيجاد حلول تسمح بتحقيق الطموحات المشروعة للشعب الفلسطينى بإقامة دولتهم إلى جانب إسرائيل، وأوضحت كاترين كولونا، وزيرة الخارجية الفرنسية، أن رسالة باريس هى التوصل إلى وقف إطلاق نار إنسانى فى غزة فى أسرع وقت ممكن للإفراج عن الرهائن وتوزيع المساعدات الإنسانية لسكان غزة.

ووصلت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، إلى إسرائيل، للضغط من أجل التوصل إلى هدنة «فورية ودائمة» فى الحرب مع حركة «حماس» فى قطاع غزة.

يأتى وصول كولونا بعد يوم من إدانة باريس غارة إسرائيلية، فى غزة، أسفرت عن مقتل موظف بوزارة الخارجية الفرنسية، مطالبة بإلقاء الضوء على الملابسات.

وأضافت الوزارة، فى بيانها، أن المسئول لجأ مع زميلين آخرين وأفراد أسرته إلى منزل أحد زملائه فى القنصلية الفرنسية فى رفح بجنوب القطاع.

وقال البيان إن المنزل تعرض للقصف الإسرائيلى الأربعاء الماضى، ما أدى إلى إصابة المسئول بجروح ومقتل نحو 10 أشخاص. وقالت الوزارة إن المسئول الذى كان «يعمل لصالح فرنسا» منذ عام 2002 لقى حتفه لاحقاً.

وأعربت «كولونا» عن قلق بلادها البالغ إزاء الوضع فى القطاع خلال زيارتها تل أبيب 

وقالت كولونا فى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيرها الإسرائيلى إيلى كوهين «قتل الكثير من المدنيين»، مشددة على عدم وجوب نسيان ضحايا الهجوم الذى شنته حركة المقاومة حماس على المستعمرات الصهيوينة فى السابع من أكتوبرالماضى.

ودعا وزير الخارجية الإسرائيلى إيلى كوهين فرنسا إلى أداء دور مهم لمنع اندلاع حرب فى لبنان، فى ظل القصف اليومى المتبادل عبر الحدود بين تل أبيب وحزب الله، منذ اندلاع الحرب فى قطاع غزة.

وقال كوهين «بإمكان فرنسا أداء دور ايجابى ومهم لمنع حرب فى لبنان»، وذلك خلال المؤتمر المشترك مع نظيرته كولونا التى من المقرر أن تزور بيروت.

وأكد وزير الخارجية البريطانى ديفيد كاميرون ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك على الحاجة العاجلة لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار فى غزة. 

وكتب الوزيران فى مقال مشترك نشرته صحيفة «صنداى تايمز» أن «عدداً كبيراً جداً من المدنيين قتلوا» فى هذه الحرب، ودعا إسرائيل لإنهاء عمليتها العسكرية ضد حماس بشكل سريع لكن دائم أيضاً.

وقال الوزيران الغربيان «ندرك أن الكثيرين فى المنطقة وغيرها وجهوا الدعوة لوقف إطلاق نار فورى. ونستوعب الدوافع وراء تلك الدعوات التى تخرج من القلب. هو رد فعل مفهوم لهذه المعاناة الكبيرة، ونحن نتشارك فى رؤية أن الصراع يجب ألا يستمر طويلاً. لذلك دعمنا الهدن الإنسانية الأخيرة».

كما وجها حديثهما إلى إسرائيل بالقول: «تمتلك إسرائيل الحق فى الدفاع عن نفسها، لكن خلال قيامها بذلك عليها الالتزام بالقانون الإنسانى الدولى. إسرائيل لن تنتصر فى الحرب لو دمرت عملياتها أفق التعايش السلمى مع الفلسطينيين». 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الغرب يغير وقف الحرب وزيرة الخارجية الفرنسية كوهين الشعب الفلسطيني الخارجیة الفرنسیة فى غزة

إقرأ أيضاً:

تقرير: جرائم القتل والسرقة تعمّق الفوضى في قطاع غزة

يعيش أغلب سكان قطاع غزة حاليًا في خيام مزدحمة ومناطق مدمرة في وسط وجنوب القطاع، ومع استمرار الحرب للشهر التاسع على التوالي، أصبحت شرطة حماس التي كانت تفرض سيطرتها "غائبة أو بلا قوة"، وفق ما ذكر سكان لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

وسلطت الصحيفة الضوء على قصة الغزي محمد أبو كرش، الذي سرق لصوص بطارية سيارته في مارس، وطاردهم إلى طريق مظلم، قبل أن يتلقى رصاصة قاتلة في رأسه.

حينها اتصل الأقارب بالشرطة، التي لم يكن بمقدورها فعل أي شيء سوى تفقد مسرح الجريمة على أطراف مدينة دير البلح، وفق الصحيفة.

وقال ابن عمه محمود فؤاد لوول ستريت جورنال: "قالوا إنه لم يعد لديهم سجنًا، ولو عثروا على الجاني، ربما تهاجمهم عائلته. نرى معارك بين العائلات بشكل يومي، ويدرك الناس أنهم لن يُعاقبوا على أي شيء يقومون به".

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى "تزايد الجريمة والعنف بين سكان القطاع، في ظل المساعدات الإنسانية الشحيحة" التي تصل إليهم، فيما أوضحت أن هناك تحذيرات من مسؤولين أميركيين وعرب يشعرون بالقلق من أن غزة "قد تعاني من فشل كامل في الحكم لسنوات مقبلة".

وأوضحت أن إسرائيل "كسرت قبضة حماس على النظام العام، لكنها لم تملأ الفراغ بنفسها أو تسمح للسلطة الفلسطينية بالدخول لاستئناف الخدمات الأساسية، قائلة إنها تريد العمل مع الفلسطينيين دون انتماءات سياسية".

"ننام في الشارع بلا مأوى".. النزوح المتكرر يفتك بسكان غزة المنهكين كشفت تقارير أممية أن تسعة من بين كل عشرة أشخاص في قطاع غزة نزحوا لمرة واحدة على الأقل منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر، فيما وصف بأنها دائرة لا تنتهي من "الموت والتشريد".

كما قال سكان من شمالي قطاع غزة الذي فر معظم سكانه جنوبًا، إن المنازل المهجورة التي لم تتعرض للقصف، "تعرضت لنهب الأثاث والألواح الشمسية واسطوانات الغاز".

وأضافوا لوول ستريت جورنال، أن "من حاولوا تأمين منازل جيرانهم، قالوا إن اللصوص أصبحوا أكثر وقاحة، ويعتقدون أن المعاناة التي فرضتها الحرب تمنحهم رخصة سرقة ما يحتاجون إليه".

ونقلت الصحيفة عن رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة (التابع لحماس)، إسماعيل الثوابتة، أن "الشرطة حاليًا تعمل وفق خطط الطوارئ، وتفرض الأمن في المناطق التي يمكنها القيام بذلك فيها، بما في ذلك منع النهب وملاحقة اللصوص وإعادة المسروقات لأصحابها".

وقال إن إسرائيل "استهدف عشرات مراكز الشرطة وقتلت المئات من الضباط منذ بداية الحرب، مما قوّض قدرتها على العمل"، مضيفًا أن الهجمات الإسرائيلية تهدف إلى "خلق الفوضى وتعطيل الأمن في قطاع غزة، وإحداث فراغ إداري وحكومي".

وطالما تؤكد إسرائيل أن الهدف الأساسي للحرب في غزة هو "القضاء على حركة حماس" بشكل يمنع قدرتها على الحكم مجددا، ولا يسمح لها بشن أي هجوم على إسرائيل، بجانب استعادة المختطفين منذ السابع من أكتوبر وتحتجزهم حماس ومجموعات مسلحة أخرى في غزة.

ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق لصحيفة "وول ستريت جورنال" على الفوضى التي يشهدها قطاع غزة.

ومن بين الأحداث التي سلطت الصحيفة الضوء عليها، والتي تعكس حجم الفوضى في القطاع، "النزاع الذي وقع بين مراهقين من عائلتين في مخيم النصيرات وسط غزة، والذي تسبب في خلاف بين البالغين".

وقال شاهد عيان للصحيفة، إن "رجلا قتل آخر بعدما سحق رأسه بكتلة خرسانية".

نزوح الآلاف وسط قصف إسرائيلي بجنوب غزة قصفت القوات الإسرائيلية عدة مناطق في جنوب قطاع غزة، الثلاثاء، وفر آلاف الفلسطينيين من منازلهم فيما قد يكون جزءا من الفصل الأخير من العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة خلال الحرب المستمرة منذ نحو 9 أشهر.

وأوضح الشاهد أن "عائلة الضحية انتقمت بإشعال النار في المبنى الذي تقطن فيه العائلة الأخرى"، مضيفًا أن رجال الإطفاء تمكنوا من إخماد الحريق وفرّقت الشرطة الحشود، لكن المشاجرات تواصلت بين العائلتين.

كما نقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤول أميركي مشارك في عمليات الإغاثة: "تدهورت القدرات العسكرية لحماس، وكذلك قدرتها على فرض النظام والقانون، وبالتالي لا ينبغي لأحد أن يتفاجأ مطلقًا بأن هذا هو الوضع داخل غزة حاليًا".

واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم حركة حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل نحو 38 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنته السلطات الصحية في القطاع.

مقالات مشابهة

  • تقرير: جرائم القتل والسرقة تعمّق الفوضى في قطاع غزة
  • الحكومة الإسرائيلية تجتمع اليوم للرد على حماس
  • جيش الاحتلال يشتكي من نقص الذخائر ويريد هدنة في غزة
  • "سي إن بي سي": نزوح جديد في خان يونس نتيجة رد إسرائيل على صواريخ حماس
  • الخارجية الأمريكية: نبحث مع شركائنا في مصر وقطر سد الفجوة بين حماس وإسرائيل
  • الخارجية الأمريكية: لا نريد بقاء حكم حماس في قطاع غزة بعد الحرب
  • حزب الله يقصف مواقع إسرائيلية وكوهين يدعو لحرب واسعة ضد لبنان
  • مسؤول إيراني: طهران ستدعم حزب الله إذا شنت إسرائيل حربا عليه
  • نتنياهو: إسرائيل تتقدم إلى نهاية مرحلة القضاء على جيش حماس في غزة
  • الخارجية الأمريكية: الجميع وافق على مقترح بايدن وأيده باستثناء حماس