الإعلام العبرى يمهد للانسحاب البرى
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
بدأت اليوم وسائل الإعلام العبرية التمهيد لانسحاب القوات البرية من قطاع غزة، والاكتفاء بالقصف الجوى، بعد فشل التدخل البرى منذ 27 أكتوبر فى تحقيق أهدافه المعلنة، خاصة تحرير كل الرهائن وتدمير قدرات حركة حماس.
وركزت وسائل الإعلام على اختلافها على وصف مناطق القطاع المكتظة بالأهالى والأحياء الضيقة ونصب الكمائن لعناصر الاحتلال وما تشهده القوات الذى تكبد مؤخراً خسائر فى العناصر والعتاد هى الأكبر منذ الاجتياح البرى.
وقال «آفى ديختر» مسئول جهاز الشاباك الأسبق للقناة الـ12 العبرية ندفع اثماناً باهظة وعالية جداً فى غزة والجهود القتالية هناك شاقة جداً، ولم يسبق أن استخدمت إسرائيل فى حروبها قوات كبيرة بهذا الحجم , ولم تستعمل هذا الكم الهائل من القنابل ومن النيران فى منطقة صغيرة جداً.
وأكد متحدث باسم الاحتلال أن حماس تستخدم كل الحيل لإرباك عناصره وقتلهم وتحاول استخدام مكبرات صوتية تبث تسجيلاً بالعبرية لاستدراج جنودنا لكمين.
وقال جنودنا يعانون الإرهاق وأعباء الحرب وبعضهم يقاتل بالميدان منذ شهر ونصف الشهر؛ وقالت صحيفة «إسرائيل اليوم» إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تأمل أن يؤدى التحرك العسكرى خاصة فى خان يونس إلى دفع السنوار للزاوية لكن هذا توجه ساذج إلى حد ما لأنه لا شىء فى أداء السنوار يوحى بذلك؛ وفق قولها.
وعلق الصحفى «بن كسبيت» بصحيفة معاريف الإسرائيلية: على خطاب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول الأوضاع ووصفه بأنه نموذج للعار والوقاحة، لقد كان مشيناً للغاية.
ونشرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية، تقريرًا تحليلياً، قالت فيه إن حماس أنشأت مئات الآلاف من المنشآت العسكرية الخاصة بها، بينما يختبئ عشرات الآلاف من عناصرها فى الأنفاق؛ وهو ما عرقل قوات الاحتلال فى تنفيذ أهدافه داخل القطاع.
وأوضحت أن اختباء عناصر حماس فى الأنفاق لا يترك للقوات الإسرائيلية أى خيار سوى مواجهتهم فى قتال من مسافة قريبة، وفشلت المركبات المدرعة والمدفعية فى اختراق الشوارع الضيقة.
وأضافت الصحيفة أن تل أبيب تدرك أنها ليست لديها القدرة على القضاء على حماس والبنية التحتية من الجو بسبب الأعداد الكبيرة داخل القطاع، حتى القتال من المسافة القريبة يسقط ضحايا. ولا تستطيع استهداف جميع المنشآت والقواعد فوق وتحت الأرض فى غزة.
وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من استخدام تل أبيب لقوة نيران ثقيلة، لكن القيام بذلك ليس بالأمر السهل دائما فى الأحياء المكتظة بالسكان، خاصة عندما تعمل وحدة بجوار أخرى.
وأكد التقرير أن الغارات الجوية ليست إجراءً فعالاً ضد المنازل التى توجد بها أسلحة، وهناك منازل بها 30 قاذفة صواريخ «آر بى جى»، و5 بنادق قنص من طراز «دراغونوف»، و8 عبوات ناسفة كبيرة. وأضافت أنه قد ينهار المنزل أو يتضرر، وقد تنفجر بعض العبوات، لكن من المرجح أن يظل الجزء الأكبر من الذخيرة صالحاً للاستخدام وسط الركام.
ولم يستبعد الصحفى الفلسطينى، جمال سالم، أن تمهد إسرائيل لانسحابها برياً بالفعل، إلا أنه يرجح أن تسعى أولاً إلى حصد أى مكسب «لتخفيف آثار المحاكمة التى قد تنتظر نتنياهو بشأن الحرب»، مثل تحرير الرهائن أو اغتيال يحيى السنوار (قائد حماس فى غزة).
وقال سالم عن سبب عدم نجاح التوغل البرى فى تحقيق أهدافه، منذ اليوم الأول لعمليتها العسكرية فى غزة،أن إسرائيل لن تنجح داخل القطاع؛ لأن حماس التى تسيطر عليه منذ 20 عاماً تقريباً، استطاعت تجهيزه ليكون ثكنة عسكرية كبيرة ومحصنة ضد أى عدوان برى. وكذلك استطاعت حماس تكوين ترسانة أسلحة ومعدات، كأنها تجهز لهذه الحرب منذ 20 عاماً؛ ولذا أتوقع أن عدد قتلى جنود إسرائيل يفوق المعلن بكثير.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإعلام العبري البرى وسائل الاعلام العبرية حركة حماس فى غزة
إقرأ أيضاً:
تقرير لـThe Atlantic: إسرائيل تخوض حربًا من نوع آخر الآن
ذكرت صحيفة "The Atlantic" الأميركية أنه "على مدى العام الماضي، وبعد أن عانت إسرائيل من مفاجأة مدمرة وخسائر فادحة، حققت نجاحات عسكرية ملحوظة. فقد تمكنت من اغتيال يحيى السنوار، العقل المدبر لهجوم حماس في السابع من تشرين الأول من العام الماضي. وفي الشمال، لم تكن النجاحات أقل دراماتيكية، فقد تمكنت إسرائيل من اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وخليفته، كما ومعظم القيادات العليا في الحزب".
وبحسب الصحيفة، "لقد تم تدمير معظم مخزون حزب الله من الصواريخ والقذائف والذي يبلغ 150 ألف صاروخ وقذيفة، كما أصبحت قدرة الحزب على التنسيق مجزأة إلى الحد الذي جعله يكافح لإطلاق 50 أو 100 صاروخ بدلاً من إطلاق ألف صاروخ يومياً. لقد تم تطهير المنطقة الواقعة على طول الحدود الإسرائيلية، والتي زعم الجنود الإسرائيليون أنهم عثروا فيها على مخزونات من الصواريخ المضادة للدبابات وغيرها من الأسلحة في العديد من المنازل. وعلى الرغم من تصدي عناصره لقوات الجيش الإسرائيلي، إلا أن حزب الله لم يعد قادراً على حشد التشكيلات العسكرية الكبيرة والمعقدة التي كانت في السابق. زد على ذلك، أن إيران وجهت لإسرائيل ضربتين تم صدهما بواسطة الدفاعات الأميركية والإسرائيلية. وفي المقابل، دمرت إسرائيل نظام الدفاع الجوي الرئيسي الإيراني الأمر الذي جعلها عُرضة لضربات مستقبلية".
وتابعت الصحيفة، "ترى القيادة العليا الإسرائيلية الآن أن كل هذه الصراعات تشكل عناصر من حرب واحدة متعددة الجبهات مع إيران، وهي تعتقد أن التحضير للهجوم على حماس كان مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بحزب الله، الذي يعمل بدوره وكيلاً لإيران. كما وتعتقد أيضاً أن الغرض من هذه الهجمات، على مدى السنوات القليلة التالية، لم يكن إلحاق الضرر بإسرائيل، بل تدميرها. وكان هجوم حزب الله ليتبع نفس النمط الذي اتبعته حماس في هجومها، ولو حدث الهجومان في وقت واحد، لكان موقف إسرائيل قد أصبح أشد خطورة مما كان عليه في السابع من تشرين الأول. ولكن لماذا شن السنوار هجومه قبل أن يشعر حزب الله بأنه مستعد؟ ربما كان ذلك بسبب نفاد صبره. ولكن الروابط كانت أعمق بكثير مما أدركه الإسرائيليون".
وأضافت الصحيفة، "كان صالح العاروري، أحد كبار القادة العسكريين في حماس، يعيش في محيط القيادة العليا لحزب الله في لبنان عندما اغتالته قنبلة إسرائيلية في كانون الثاني. وكان هو وأعداء إسرائيل الآخرون واضحين تمامًا بشأن نيتهم في تدمير البلاد بغض النظر عن الثمن الذي يدفعه المدنيون. إن إسرائيل تخوض الآن حرباً من نوع مختلف، الأمر الذي أثار عقلية إسرائيلية مختلف، وهذا تغيير جوهري عن إسرائيل في السادس من تشرين الأول 2023. إن إسرائيل تستعد لاحتمالات الحرب الطويلة ضد إيران، حتى في حين لا يمكن إنهاء صراعاتها المباشرة مع حماس وحزب الله بسرعة وحسم، بغض النظر عما قد يرغب فيه القادة الأميركيون والأوروبيون".
وبحسب الصحيفة، "لقد كان الجيش الإسرائيلي دوماً يركز على الحلول القصيرة الأجل، والابتكار التكتيكي والتقني، والمرونة والقدرة على التكيف، وسوف يشكل هذا مشكلة في المرحلة التالية من هذه الحرب. إن إسرائيل لا ترغب في وضع غزة تحت الحكم العسكري أثناء إعادة إعمارها، ولكنها فشلت أيضاً في ابتكار أي بديل معقول، على الرغم من الأفكار المتداولة مثل قوة شرطة دولية أو عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة. وما زال حزب الله يعاني من الضربات التي تعرض لها على مدى الشهرين الماضيين، ولكنه ما زال على قيد الحياة، ولقد أثبتت الآمال الإسرائيلية والأميركية في أن يتمكن الجيش اللبناني من احتواء الحزب أنها كانت مجرد أحلام بعيدة المنال، ومن المؤكد أن الضربات البعيدة المدى التي تشنها إيران ضد إسرائيل سوف تستمر".
وتابعت الصحيفة، "في كل الأحوال، يعتقد الإسرائيليون اعتقادا قاتما أنهم لا يملكون خيارا سوى مواصلة القتال. ولكن التغييرات التي طرأت على المجتمع الإسرائيلي ملحوظة، فقد أصبح جيش الاحتياط الذي خاض هذه الحروب منهكاً، كما وأمضى العديد من الجنود والطيارين معظم العام الماضي في المعارك، وشعرت أسرهم بالضغوط. وكان المكون القومي الديني في المجتمع الإسرائيلي هو الذي تحمل العبء على نحو خاص. وبسبب نظام الاحتياط في إسرائيل، فإن العديد من القتلى هم من الرجال في منتصف العمر". المصدر: خاص "لبنان 24"