يواصل الاحتلال الإسرائيلي شنّ هجماته على قطاع غزة برا وجوا في محاولة يقول مراقبون إنّها تهدف إلى امتصاص الغضب الداخلي المتأتّي من فشل رئيس وزراء بنيامين نتنياهو في “القضاء على حماس” وتحرير الأسرى.

وتصاعد الضغط على المستوى السياسي داخل الكيان للعودة إلى طاولة المفاوضات وإجراء عملية تبادل مع حركة حماس التي أحسنت إدارتها للوقت، إذ قلبت الساعة الرملية في وجه العدو لإجبار عائلات الأسرى على التحرّك من أجل تقويض خطط نتنياهو الحربية.

إلى المفاوضات مرغما تؤكّد تقارير دولية أنّ نتنياهو يواجه ضغطا عسكريا مدفوعا بفشل عملياته على الأرض في تحقيق ما خطّط له الكيان، إضافة إلى ضغوط أخرى متزايدة من أجل إجراء مفاوضات تتيح إطلاق أسرى تحتجزهم حماس.

والسبت، تظاهرت عائلات الأسرى -الذين ما يزالون محتجزين منذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب الأراضي المحتلة في السابع أكتوبر الماضي- مطالبين حكومة نتنياهو بإعداد خطة فورية تتيح الإفراج عنهم.

وأثارت حادثة قتل قوات الاحتلال الإسرائيلي 3 أسرى عن “طريق الخطإ” خلال عملية داخل القطاع، جدلا واسعا داخل الكيان وتساؤلات حول جدوى العملية العسكرية التي قاربت شهرها الثالث. وكان هؤلاء الأسرى ضمن نحو 250 شخصا تقدّر سلطات الاحتلال الإسرائيلي أنّهم خُطفوا في الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حماس في الـ7 من أكتوبر الماضي. ارتفع عدد القتلى في صفوف قوات الاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة إلى ما يقرب من الضعفين مقارنة بالخسائر التي تكبّدها في هجومه البري عام 2014، وهو ما يعكس حجم الفشل الإسرائيلي ومدى فاعلية استخدام حركة حماس أسلوب حرب العصابات وترسانتها الكبيرة من الأسلحة.

وكشف خبراء عسكريون إسرائيليون أنّ كتائب القسام تستخدم مخزونها من الأسلحة، وتستفيد من معرفتها بالمنطقة وطبيعتها وشبكة الأنفاق الكبيرة لتحويل شوارع قطاع غزة إلى متاهة مميتة. وكشفت مصادر من داخل الاحتلال أنّ هذه التقارير تدفع الشارع الإسرائيلي إلى الضغط أكثر على نتنياهو، وتدفعه إلى الزاوية لقبول صفقة ولو كانت بشروط حركة حماس. ووفق يورو نيوز، فإنّ الضغط المسلّط على نتنياهو من جبهة القتال والجبهة الداخلية، دفعه إلى التلميح إلى إعادة تفعيل التواصل مع قطر لإبرام اتّفاق بشأن الرهائن، وذلك رغم خطاباته المتوعّدة باستئناف الحرب.

وتصاعد الغضب بين عائلات الرهائن في الأيام الأخيرة، بعد تقارير تفيد حكومة الحرب تماطلا في دراسة اقتراح صفقة رهائن جديدة مع حماس، على أساس أنّها تعتقد أنّ استمرار عملياتها في غزة هو وحده الذي سيجبر الحركة على الرجوع إلى الطاولة بعرض يمكن أن يقبله الكيان.

وكان نتنياهو صرّح معلّقا على استئناف المفاوضات بالقول: “لدينا انتقادات شديدة لقطر، وأعتقد أنّكم ستسمعون عنها في الوقت المناسب، لكننا نحاول الآن استكمال عملية استعادة رهائننا”. وأكّد موقع أكسيوس الأمريكي، أنّ مدير جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنياع موجود في دولة أوروبية مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لمناقشة هدنة ثانية تقود إلى صفقة تبادل. 

من جانبه، أورد الموقع الإلكتروني لصحيفة هآرتس الإسرائيلية أنّه تم عقد اللقاء، فيما كشفت تقارير دولية أنّ اجتماع بين مسؤولين قطريين وآخرين من الكيان عُقد في العاصمة النرويجية أوسلو. وتتوقّع تقارير أنّ الاتفاق الجديد سيشمل هدنة يتم بموجبها الإفراج عن رهائن محتجزين في غزة، مقابل وقف إطلاق النار في القطاع وتحرير أسرى فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل، مثلما جرى في الهدنة الأولى.

شروط حماس قال مسؤولان في حركة حماس إنّ عدة مقترحات وصلت إلى الحركة من الوسيطين المصري والقطري حول استئناف مفاوضات تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي، مشيريْن إلى أنّ الحركة ردّت على المقترحات بتأكيد شرط مسبق يتمثّل في وقف إطلاق النار قبل الدخول في التفاوض.

ووفق وكالة أنباء العالم العربي، أضاف مسؤول آخر أنّ حركة حماس لم تغلق الباب حول التفاوض لتجزئة الصفقة الشاملة كما يطلب الوسطاء الآن، مشيرا إلى أنّ الحركة تدرس كل ما يطرح من أفكار لكن لا يمكن تكرار تجربة التبادل وفق الآليات والشروط السابقة.

وتعقيبا على تقارير تتحدّث عن استئناف المفاوضات لتبادل الأسرى، قالت حركة حماس، أمس السبت، إنّها أبلغت الوسطاء (لم تسمّهم) بموقفها الرافض فتح أيّ مفاوضات لتبادل الأسرى مع الجانب الإسرائيلي، “دون توقّف نهائي للعدوان على الشعب الفلسطيني”.

وأضافت الحركة في بيان: “تؤكّد حماس على موقفها بعدم فتح أيّ مفاوضات لتبادل الأسرى، ما لم يتوقّف العدوان على شعبنا نهائيا”، متابعة : “قد أبلغت الحركة موقفها هذا لجميع الوسطاء”.

وفي وقت سابق، أكّد القيادي في حماس أسامة حمدان أنّ الحركة لن تبرم أيّ صفقة تبادل مع الاحتلال الإسرائيلي قبل وقف العدوان على غزة بشكل تام ونهائي.

وأشار أسامة -في تصريح لللجزيرة- إلى أنّ تسريبات حكومة الاحتلال بشأن وجود مفاوضات حول استعادة المحتجزين، هي مجرد مناورة لمغالطة الرأي العام الإسرائيلي وتخفيف الضغط.

وتكشف تصريحات المسؤولين والقياديين في حركة حماس عن مواقفها الموحّدة تجاه المفاوضات مع الكيان اتّفاقها على شرط وقف العدوان، وهي تنفي ما ادّعته قناة سكاي نيوز عربية من أنّ هناك “خلافات على الشروط المحتملة داخل حركة حماس من بين العقبات البارزة التي تعرقل استئناف المفاوضات حول اتفاق تبادل جديد للمحتجزين”.

والهدنة المؤقّتة الأولى بدأت في 24 نوفمبر الماضي ودامت 7 أيام بين حماس والاحتلال الإسرائيلي بوساطة دولة قطر وتنسيق مصري أمريكي، جرى خلالها الإفراج عن 80 إسرائيليا، مقابل 240 أسيرا فلسطينيا.

ومنذ الـ7 من أكتوبر الماضي، تشنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي هجوما بريا على قطاع غزة أسفر عن ارتقاء نحو 19 ألف شهيد وإصابة 51 ألف أغلبهم نساء وأطفال.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی تبادل الأسرى حرکة حماس

إقرأ أيضاً:

بلغ عددها 21 عملية حتى ساعات الظهيرة.. حزب الله يكثف من عملياته العسكرية على الجبهة الشمالية

#سواليف

أعلن #حزب_الله اليوم الخميس عن تنفيذه عدداً من العمليات العسكرية ضد #جيش_الاحتلال، وذلك في إطار التصعيد العسكري على الجبهة الشمالية، وفي اليوم الثاني للعملية البرية التي أعلن عن بدئها جيش الاحتلال صباح أمس.

وأكد الحزب في بياناتٍ منفصلة عملياتها التي نفذها منذ ساعات صباح اليوم، ليصل عددها إلى 21 عملية حتى منتصف نهار اليوم.

وقال الحزب في بيانه الأول إنه استهدف تجمعاً لِقوات الاحتلال الإسرائيلي في موقع حانيتا العسكري، بقذائف المدفعية مع تحقيق إصابةً دقيقة، إضافةً لما ذكره في بيان آخر عن استهداف تجمع عسكري آخر في مستعمرة مسكاف عام بِصلية صاروخية.

مقالات ذات صلة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 41,788 شهـيدا 2024/10/03

وتنوعت العمليات العسكرية لحزب الله في نوعيتها وآلية تنفيذها، فيما كان استهداف تجمعات #جنود #الاحتلال في مستعمرات شمال فلسطين المحتلة، العمليات الأوسع والأبرز، بينما أكد الحزب في مختلف بيانتها على استمرار عملياته ضد جيش الاحتلال نصرةً للشعب الفلسطيني وللمقاومة الفلسطينية في قطاع #غزة، ورداً على العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان.

وأكد الحزب في بيان آخر، عن تصدي مجاهديه لمحاولة تقدم لجيش الاحتلال قرب بوابة فاطمة جنوب لبنان بقذائف المدفعية، إضافة للتصدي لمحاولة قوة مشاة من جيش الاحتلال التسلل باتجاه بلدة مارون الراس، من خلال تفجير عبوتين ناسفتين في القوة الإسرائيلية، بينما تبنى الحزب في بيان آخر تفجير عبوة ناسفة بقوة من لواء غولاني في منطقة ترتيرة في بلدة مارون الراس أثناء محاولة القوة الالتفاف من الجهة الغربية للبلدة، وأكد الحزب في بيانه وقوع أفراد القوة بين قتيلٍ وجريح.

إضافة لعملية أخرى قال عنها الحزب في بيان عسكري، إنه استهدفت قوة من جيش الاحتلال حالوت التسلل إلى بلدة يارون، عن طريق تفجيرة عبوة ناسفة من طراز “سجيل” بالقوة الإسرائيلية المتقدمة، وإيقاع أفرادها بين قتيلٍ وجريح.

وطالت عمليات القصف الصاروخي التي نفذها الحزب المستعمرات الشمالية ومعسكرات جيش الاحتلال، المترامية على الحدود اللبنانية والفلسطينية، ليشمل القصف مستمعرات، البصة، أفيميم، شاميرا، سعسع، ومدينة طبريا المحتلة، وموقع الراهب العسكري وثكنة راميم العسكرية.

وكانت منصات ومواقع للمستوطنين قد تحدثت عن وقوع أحداث صعبة شمال فلسطين المحتلة أثناء الاشتباكات بين مقاومين حزب الله وجنود الاحتلال، فيما وثقت إحدى المشاهد نقل طيران الاحتلال المروحي للجرحى والقتلى من جيش الاحتلال جراء الاشتباكات.

مقالات مشابهة

  • حماس: إبعاد الحركة عن غزة وهم إسرائيلي لن يتحقق
  • قيادي في حماس: إبعاد الحركة عن غزة وهم لن يتحقق
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن شن هجوم على مقر استخبارات تابع لحزب الله في بيروت
  • بلغ عددها 21 عملية حتى ساعات الظهيرة.. حزب الله يكثف من عملياته العسكرية على الجبهة الشمالية
  • جيش الاحتلال: اغتلنا 3 قيادات من حركة حماس من بينهم مشتهى
  • جيش الاحتلال: اغتيال 3 قيادات في حركة «حماس» بغارة قبل 3 أشهر
  • ‏الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل القيادي في حركة حماس روحي مشتهى
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال 3 قيادات في حركة حماس بغزة قبل 3 أشهر
  • خبير: أمريكا تدعم إسرائيل عسكريا رغم ادعاءات توتر علاقتها بـ«نتنياهو»
  • «شؤون الأسرى»: قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 12 فلسطينيا بالضفة الغربية