طرطوس-سانا

نظمت مديرية الثقافة والمركز الثقافي العربي بمدينة طرطوس مهرجان الشعر السنوي الذي يقام على مدى ثلاثة أيام بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وقدمت خلالها محاضرات ومعرض رسومات للخط العربي وقراءات شعرية.

مدير الثقافة في طرطوس كمال بدران أشار في كلمة الافتتاح إلى أن الاحتفاء بيوم اللغة العربية وبالشعر إلى جانب الفنون الأخرى على رأس أولويات مديرية الثقافة واهتماماتها، لأن اللغة العربية أبدعت في الشعر والفنون منذ زمن بعيد ومن هنا جاءت المناسبة هذا العام بعنوان العربية لغة الشعر والفنون.

رحلة الخط العربي والكتابة واستخدامات الحروف في دول عدة ومراحل تطورها إلى الشكل الذي وصلت إليه اليوم وتأثير اختراع الخط الذي يشابه اختراع البرمجيات في زمننا هذا كانت محور المحاضرة التي قدمها رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للتدريب والتأهيل البحري الدكتور سلمان ريا، حيث قدم لمحة تفصيلية عن اختراع الكتابة.

وقدم ريا بداية الأطوار الخمسة لمراحل الخط واللغة العربية، وهي: الصوري والرمزي والمقطعي والضوئي، وصولاً إلى الطور الأخير الذي استدعت الحاجة معه إلى نظام الحرف وهو الطور الهجائي، الذي اعتبره خطوة مهمة تشابه اختراع النظم البرمجية الحالية.

وأشار ريا الى أن اللغة العربية هي مزيج من عدة حضارات شرقية سكنت بلاد الشام والرافدين، وجنوبية في اليمن وشبه الجزيرة العربية، موضحاً البنية الرياضية للحروف وما طرأ على وظائفها من تطور على يد علماء منهم الخوارزمي وعبد الله العلايلي وأبو الأسود الدؤلي، الذي أوجد ما يسمى التنقيط، أي استخدام النقاط الملونة للفصل بين الكلمات، بالإضافة إلى الاختلاف والتشابه في استخداماتها وأشكالها.

بدوره الخطاط محمد كوسا المشرف على المعرض الفني قال إن الخط العربي له دلالات وقيمة ثقافية فنية غنية، ولابد لنا من توسيع الاهتمام به سواء عبر لوحات ورسومات فنية أو ندوات ومحاضرات لتعريف الجيل الجديد بهذا الكنز المعرفي الزاخر.

وجاءت قصائد الشعراء المشاركين بالأمسية الشعرية وهم محمود حبيب والدكتور أسامة ميهوب وهيثم علي وعصام خليل من وحي المناسبة، حيث تميزت قراءاتهم الوطنية والوجدانية من الشعر الموزون بالتأكيد على أهمية اللغة العربية وحضورها المهم في الشعر بشكل خاص.

فاطمة حسين

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: اللغة العربیة

إقرأ أيضاً:

“روتشستـــر دبـــي” تسلط الضوء على دور الأسرة في الحفاظ على اللغة العربية بالإمارات

 

ألقت جامعة روتشستر للتكنولوجيا في دبي الضوء على الأسباب الكامنة وراء التحول اللغوي للغة العربية، وكيف يمكن الحفاظ على اللغة الأم في دولة الإمارات بين الأجيال القادمة وذلك مع تزايد عدد الوافدين العرب في الدولة الذين يعتمدون اللغة الإنجليزيـــة كلغة أساسية للتواصل.

وتقول الدكتورة ريم رازم، الأستاذة المساعدة في الأنثروبولوجيا جامعة روتشستر للتكنولوجيا في دبي ، إن الأداة الأساسية للحفاظ على اللغة العربية تتمثل في سياسة اللغة العائليــــة (الشراكــــة العائلية المحدودة)، وهي عبارة عن نهج تصاعدي من أسفل إلى أعلى، إذ يمكن أن تــــؤدي التغييرات الصغيرة في المنازل والمجتمعات إلى تحول مهم في التواصل المجتمعي. يلعب الأهــــل دور المحفز للتغيير المجتمعي غير الرسمي، في حين أنّ اللغة الأم تخلق صلة حيوية بين النسل وآبائهــــم، وتربط الأجيال بماضيهم ومستقبلهم.

وشرعت الدكتورة رازم في إجراء دراسة لاستكشاف مدى انتشار التحدث باللغة الإنجليزية لدى الجيل الثاني من العائلات العربية، مستلهمةً لهذا الغرض من ملاحظتها لأبنائها خلال جائحة كوفيد-19.

وأوضحت رازم، وهي مغتربة أردنية وأم باحثة: “لدي 3 أبناء يجيدون لغتين، وعندما اضطررنا للبقاء في منازلنا بدأت أتساءل عن سبب تحدث أبنائي باللغة الإنجليزية مع بعضهم البعض وأحيانًا يردون بالإنجليزية عندما أخاطبهم باللغة العربية. تطور هذا الأمر إلى مشروع بحثي ذاتي حيث قمت بتصوير محادثات أولادي أثناء فترة التباعد الاجتماعي. وقد كشف ذلك أنّ 30-40% من حديث أبنائي كان باللغة الإنجليزية، في حين أنّ المحادثات بيني وبين زوجي وعند مخاطبة أبنائنا كانت باللغة العربية بنسبة 90-95%”.

وتابعت رازم: “ثم استكشفت سبب استخدامهم للغة الإنجليزية في المحادثة في المنزل. عادةً ما كان ذلك للحديث عن القضايا المتعلقة بالتعلم عبر الإنترنت؛ ففي كل موضوع يتعلق باللغة الإنجليزية مثل القضايا المتعلقة بالتكنولوجيا، كانوا يتحولون إلى اللغة الإنجليزية. كان الاتجاه الثاني مثيرًا للاهتمام، لأنه في كل ما يتعلق بالترفيه، كانوا يتحولون إلى اللغة الإنجليزية أيضًا. سواء كانت الموسيقى، أو الأفلام، أو المسلسلات التي أرادوا التحدث عنها، كانوا يتحولون على الفور إلى اللغة الإنجليزية. وهذا يعني أنهم لم يكن لديهم الكلمات العربية لمناقشتها”.

ووسّعت الدكتورة رازم نطاق بحثها ليشمل مجتمع المغتربين الأردنيين الأوسع نطاقًا لاستكشاف ما إذا كانت العائلات الأخرى تشهد الظاهرة نفسها.
وأوضحت: “أنا جزء من مجموعة على وسائل التواصل الاجتماعي للأمهات الأردنيات في الإمارات العربية المتحدة، حيث لاحظت الكثير من المنشورات التي تتطرق إلى التحول اللغوي، وعدم رضا الآباء والأمهات وإحباطهم من فقدان اللغة العربية، وعدم فهم أطفالهم للغة العربية أو تقديرهم لها. كانت غالبية المنشورات حول هذا الموضوع تسعى للحصول على نصائح حول كيفية غرس حب اللغة العربية وتنشيط اللغة العربية والحفاظ عليها في تربية أطفالهم وتشجيعهم على استخدام اللغة العربية في المنزل وفي مجتمعاتهم”.

ووجدت الدكتورة رازم أنّ هناك عددًا من القضايا التي تؤثر على مهارات الكتابة والقراءة باللغة العربية، بما في ذلك التحول إلى اللغة الإنجليزية كوسيلة للتعليم في المدارس والجامعات، مما يعني أنّ اللغة الإنجليزية أصبحت لغة التواصل والتعليم.
وأشارت أيضًا إلى تصرفات صغيرة غير واعية، مثل اختيار اللغة الإنجليزية على العربية في أجهزة الصراف الآلي، والتي ساهمت في انخفاض استخدام اللغة العربية.

وخلصت الدكتورة رازم إلى أنّ “هناك تقاطع بين دور الوالدين في المنزل ودور المجتمع المباشر، ثم الدور الحاسم للتعليم المدرسي. نحن بحاجة إلى اتخاذ خيار واعٍ للحفاظ على اللغة من خلال نهج تصاعدي من القاعدة إلى القمة. الأسرة هي نواة للتغيير الاجتماعي واتخاذ خطوات صغيرة لزيادة الوعي وممارسة اللغة العربية يمكن أن يساعد في خلق حركة واسعة النطاق. وعلى غرار تأثير الفراشة، حيث يمكن أن تؤدي رفرفة أجنحة صغيرة على ما يبدو إلى نتائج بعيدة المدى، فإنّ القرارات التي يتخذها الآباء والأمهات يوميًا، مثل اللغة التي يختارون التحدث بها في المنزل، والمدارس التي يختارونها، والممارسات الاجتماعية والثقافية اليومية التي يؤكدون عليها، تحمل القدرة على عكس التحول اللغوي والحفاظ على اللغة العربية كحجر زاوية للهوية والتراث”.


مقالات مشابهة

  • “روتشستـــر دبـــي” تسلط الضوء على دور الأسرة في الحفاظ على اللغة العربية بالإمارات
  • شوقي ضيف.. المؤرخ الأدبي الذي أعاد كتابة تاريخ الأدب العربي
  • معرض للحرف التراثية بالدورة التاسعة من مهرجان مسرح الجنوب
  • مكتبة مصر العامة بالدقي تبدأ المرحلة الثانية من منحة مدرسة الخط العربي
  • غزة… أهناك حياة قبل الموت؟ أنطولوجيا شعرية توثق صمود الروح
  • شيخ الأزهر: تعلم اللغة العربية عبادة لأنها تُعين على فهم كتاب الله تعالى
  • «الإيسيسكو» و«مقياس الضاد» يعززان شراكتهما بمجال تعليم اللغة العربية
  • الخط العربي.. جوهر الفنون الإسلامية ومرآة حضاراتها
  • حسن جلبي.. تألق فن الخط العربي في العصر الحديث
  • رئيس حزب العربي الناصري يصل إلى مقر حفل الإفطار السنوي لأبناء قنا والأقصر والقبائل العربية