أدى الرئيس أندري راجولينا اليمين الدستورية، في استاد مكتظ، يوم السبت لبدء فترة ولاية جديدة كزعيم لمدغشقر رافضا مقاطعة المعارضة والمخاوف الدولية بشأن مستقبل الجزيرة.

وأمام ستة رؤساء أفارقة وسط حشد من 50 ألف شخص، تعهد منظم الحزب البالغ من العمر 000 عاما والذي تحول إلى سياسي بالعمل "بنزاهة" لانتشال البلاد التي يبلغ عدد سكانها 49 مليون نسمة من فقرها.

قال الرئيس أندري راجولينا،  قبل مشاهدة عرض عسكري، إن مدغشقر  اليوم قيد الإنشاء، التحول جار، يرتفع في الأفق»، لكن غياب رئيسين سابقين، مارك رافالومانانا وهيري راجاوناريمامبيانينا، اللذين حضرا حفل تنصيب راجولينا الأخير في عام 2018، سلط الضوء على التوترات المبكرة التي تواجه الإدارة الجديدة.

وهم جزء من ائتلاف معارض نظم احتجاجات شبه يومية لأسابيع قبل انتخابات 16 نوفمبر تشرين الثاني للتنديد بما وصفوه بأنه "انقلاب دستوري" من جانب الرئيس للبقاء في منصبه.

وحظرت المظاهرات في العاصمة أنتاناناريفو لمدة خمسة أيام قبل مراسم يوم السبت.

وقاطع معظم مرشحي المعارضة الانتخابات وأصر الائتلاف على أنه لن يعترف بالنتيجة. وضمن راجولينا الفوز دون الحاجة إلى جولة ثانية من التصويت، على الرغم من أن 46 في المائة فقط من الناخبين المؤهلين أدلوا بأصواتهم.

وسرعان ما واجه راجولينا، الذي أصبح رئيسا للمرة الأولى دون انتخابات في عام 2009 بعد الإطاحة برافالومانانا في تمرد عسكري، ضغوطا دولية.

"الإصلاحات" مطلوبة

وبعد الانتخابات، أعرب سفراء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول مانحة رئيسية أخرى عن قلقهم إزاء "التوترات والحوادث" التي ميزت الحملة.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن "مراقبي الانتخابات المحليين والدوليين، لاحظوا مخالفات في العملية الانتخابية".

وأضافت  الدول الغربية، في بيان مشترك، أن راجولينا يجب أن "يتخذ خطوات لاستعادة الثقة التي تفضي إلى الحوار" وإجراء إصلاحات قانونية وانتخابية قبل الانتخابات المستقبلية.

ويعاني الاقتصاد من أزمة وقال راجولينا إنه سيكرس فترة ولايته الجديدة لتعزيز سبل العيش في واحدة من أفقر دول العالم على الرغم من ثروتها الطبيعية.

والدولة الجزيرة الغنية بالموارد هي أكبر منتج للفانيليا في العالم لكن انخفاض الأسعار وسط تباطؤ الطلب العالمي أضر بالصناعة وميزان المدفوعات في مدغشقر، يعيش حوالي 75 % من السكان تحت مستوى الفقر.

وزار الرئيس مناطق فقيرة من العاصمة في الأيام الأخيرة لتوزيع مصابيح شمسية في مناطق لا توجد بها كهرباء.

وأدان حزبه المعارضة ووصفها بأنها "غير مسؤولة" رغم أن راجولينا قال إنه سيعمل مع عناصر "بناءة".

وواجه بعض نشطاء المعارضة تهما جنائية لمشاركتهم في المظاهرات التي سبقت الانتخابات، والتي غالبا ما تم تفريقها بالغاز المسيل للدموع.

وقبل التنصيب، حكم على رينا راندرياماسينورو، الأمينة العامة لحزب الحركة الإسلامية في تيمور الشرقية المعارض، بالسجن لمدة عامين لمشاركتها في مظاهرة محظورة.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

بدء التصويت في الخارج لاختيار رئيس تونس.. ومظاهرات مرتقبة الجمعة

انطلقت في الدوائر الانتخابية في الخارج، عمليات الاقتراع لاختيار رئيس تونس القادم، وسط توقعات بأن يجدد الرئيس سعيد عهدته لخمس سنوات جديدة.

بالتزامن مع ذلك، خرجت دعوات واسعة للتظاهر الجمعة، في العاصمة التونسية؛ "للمطالبة بانتخابات حرة، ورفضا لهدم كل مقومات الديمقراطية ".

أكثر من 9 ملايين ناخب

وسيصوت الناخبون التونسيون في الخارج، والمقدر عددهم وفق أرقام رسمية لهيئة الانتخابات بـ 642 ألفا و810 ناخبا، لاختيار رئيس بلادهم من ضمن ثلاثة مرشحين، هم: العياشي زمال وزهير المغزاوي وقيس سعيد، على أن تستمر عملية الاقتراع يومي 5 و6 تشرين الأول/ أكتوبر 2024.

ويشار إلى أن المرشح في القائمة النهائية العياشي زمال مسجون منذ قرابة شهر، وصادرة بحقه أحكام تجاوزت 12 سنة سجنا، مع أوامر توقيف بتهمة تزوير تزكيات.

ووفق المحامي عبد الستار المسعودي، فإن محكمة الاستئناف بمحافظة جندوبة، قد قضت الخميس، بإقرار الحكم الابتدائي في حق موكله بسجنه عاما و8 أشهر، مؤكدا أنه مازال في السباق ومازال حاملا صفة المرشح.

وينتظر أن تفتح مراكز الاقتراع بالداخل التونسي، الأحد المقبل، أمام الناخبين، والبالغ عددهم أكثر من 9 ملايين ناخب، موزعين على 5 آلاف و 13 مركز اقتراع و9 آلاف و669 مكتب اقتراع.

وأكد رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فاروق بوعسكر، أن التصريح بالنتائج الأولية سيكون في غضون 48 ساعة من انتهاء التصويت.

ولأول مرة ستكون المحكمة الاستئنافية هي الجهة المخولة لها قانونا مراقبة الحملة الانتخابية، وكذلك النظر في طعون الانتخابات عوضا عن محكمة المحاسبات والمحكمة الإدارية، ولاقى هذا التعديل القانوني استنكارا ورفضا واسعا.

ومنذ أيام، صادق البرلمان وبالأغلبية على قانون أساسي لمنح صلاحيات النظر في الطعون الانتخابية للقضاء العدلي عبر محكمة الاستئناف، ونزع هذه الصلاحيات من المحكمة الإدارية.

ويأتي قرار نزع الصلاحيات من المحكمة الإدارية بعد قبولها طعون مرشحين وإقرار عودتهم للسباق الانتخابي، هم: عبد اللطيف المكي والمنذر الزنايدي وعماد الدايمي، مقابل رفض هيئة الانتخابات تنفيذ هذه القرارات، الأمر الذي أحدث جدلا قانونيا كبيرا مع إعلان المرشحين المقبولين الطعن في نتائج الانتخابات، واعتبارها باطلة.

مقاطعة ومظاهرات 

وبالتزامن مع انطلاق عمليات التصويت في الخارج، وقبل يومين من الاقتراع في الداخل، توسعت الدعوات للتظاهر مساء الجمعة في العاصمة تونس، من أحزاب ومنظمات ونشطاء؛ رفضا لما اعتبروه تقويضا وهدما للعملية الديمقراطية، وللمطالبة بانتخابات حرة ونزيهة.

ويعد هذا التحرك الاحتجاجي الثالث في أقل من شهر، وقد نجح وفق المختصين في حشد الآلاف من المتظاهرين، وتوحيد صفوف المعارضة في النزول للشارع وتجاوز خلافاتها السياسية.

وقبل يوم من الصمت الانتخابي، تنتهي الجمعة الحملة الدعائية التي وصفت وفق المراقبين "بالفاترة"، حيث لم تحظ باهتمام التونسيين، عكس الانتخابات الرئاسية السابقة، على اعتبار أنها تأتي في سياق عام، يشعر فيه التونسي بالملل وعدم الاكتراث بالسياسة.

ومازال الجدل مستمرا بين دعوات واسعة للمقاطعة حسمت عند أحزاب يسارية، هي: "العمال والاشتراكي والقطب والمسار والتكتل"، وهو ما دعا إليه أيضا الرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي، مقابل ذلك برزت دعوات أخرى تطالب بضرورة التصويت المكثف لأجل عودة الديمقراطية والشرعية عبر صندوق الاقتراع.

ولم يعلن الحزب الأكبر من حيث الأنصار، حركة "النهضة"، الموقف النهائي بالمشاركة أو المقاطعة، ولكنها اعتبرت في بيان رسمي أن "الخروقات التي اكتنفت المسار الانتخابي، تؤكد أنّ السلطة عملت على إفساد العملية الانتخابية بكاملها، في نزوع تسلطي واستبدادي مفضوح، عبر سيل من الإجراءات والمراسيم التي تم فرضها من أجل تأبيد بقاء الرئيس المنتهية ولايته".

وقالت النهضة؛ إن كل المؤشرات تؤكد "عدم نزاهة المسار الانتخابي وفقدانه الشفافية، حيث رافقته انتهاكات قانونية وسياسية خطيرة، توشك أن تزجّ بالبلاد في أزمة شرعية لم تشهدها منذ ثورة الحرية والكرامة".

فيما أعلن حزب "التيار الديمقراطي" عدم اعترافه بشرعية الانتخابات الرئاسية ونتائجها، وهو ما أكده أيضا الحزب " الدستوري الحر".

مقالات مشابهة

  • جبريل: عيسى يبدأ تنظيف ما أفسده «عبدالغفار» خلال فترة اقتحامه المصرف المركزي
  • الأنبا توماس يستقبل رئيس وزراء مقاطعة بافاريا الألمانية
  • المعارضة تتهمه بالفشل على كل الأصعدة.. قيس سعيّد رئيس في مهمة إلهية لإنقاذ تونس
  • بدء التصويت في الخارج لاختيار رئيس تونس.. ومظاهرات مرتقبة الجمعة
  • المنصف المرزوقي يدعو التونسيين لمقاطعة الانتخابات التي وصفها بـ المهزلة
  • الرئيس السيسي يشهد تسليم وتسلم القيادة بين خريجي الكليات العسكرية والدفعات الجديدة
  • رئيس الرعاية الصحية: توقيع برنامج توأمة مع مستشفيات فوش الفرنسية يبدأ تنفيذه يناير القادم
  • قطارات الاتحاد” تكشف هويتها المؤسسية الجديدة التي تشمل تحديث اسمها وشعارها التجاري ورؤيتها الإستراتيجية
  • الرئيس النمساوي يقبل استقالة الحكومة ويكلفها بتصريف الأعمال
  • صراع بين والز وفانس في مناظرة نائب الرئيس.. والسبب قضايا الهجرة والشرق الأوسط!