محمد كرم أول غطاس في العالم من مصابي «داون»: «النجاح اختيار»

داخل صالة الجيم كان محمد كرم يعمل على تطوير لياقته البدنية حتى تتناسب مع المرحلة المقبلة التى يسعى خلالها للحصول على جوائز فردية أخرى، كما حدث فى وقت سابق عندما أصبح أول غطاس فى العالم من متلازمة داون.. إلى جانب تحقيقه مراكز متقدمة فى السباحة على مستوى العالم، ما كان سبباً فى نيله شهرة واسعة جعلته يتصدّر أغلفة الصحف العالمية قبل عامين، ويصبح أحد أشهر الغطاسين فى مصر.

الأب: ابنى حقق إنجازات عديدة وشارك فى أعمال مسرحية وعروض أزياء وألعاب خلال مشاركته فى افتتاح «قناة السويس» الجديدة.. ولديه طموحات يسعى لتحقيقها

على جدار المدرسة كانت صور «محمد» تتصدّر المشهد، من يدخل المدرسة يمكنه أن يرى تلك الصور المنتشرة بالقرب من بوابتها الرئيسية بعد أن وضعتها الإدارة لتكون بمثابة تكريم للعشرينى الذى تمكّن من تحقيق إنجاز عالمى: «أنا مساعد مدرس التربية الرياضية فى المدرسة، ربنا كرمنى وشاركت فى عدد كبير من البطولات الدولية وأخدت مركز متقدم فى بطولة العرب للسباحة فى سوريا 2010، والثالث فى ألعاب القوى 2014، والثالث فى كرة اليد 2015 من الولايات المتحدة الأمريكية، والسابع عالمياً فى بطولة السباحة فى المكسيك».

ما زال العشرينى يُمنِّى النفس بتحقيق العديد من الألقاب لتضاف إلى سجله الحافل بالإنجازات، وهو ما جعله يتمرن بشكل يومى، ليصبح جاهزاً بدنياً لكافة الفعاليات التى يمكن أن يشارك بها، معتبراً أنه لا بد لكل إنسان من أن يبحث عن طريق يسير به ويختلف عن الطريق الذى يسلكه الآخرون.. حتى يكون متفرداً، وهو ما نجح فيه الفتى بالفعل.

بحسب والده فإن «محمد» شارك فى العديد من الأنشطة الرياضية، وفاز ببطولة الجمهورية للسلة لذوى الاحتياجات الخاصة، ثم بطولة الجمهورية للجمباز، مشيراً إلى أن نجله يُعد بطلاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لكونه تجاوز محنة المرض ولم تقف أمامه متلازمة داون، بل تخطى بثبات كافة المعوقات التى وقفت فى طريقه حتى أصبح الآن واحداً من الملهمين: «محمد كثف تدريبه وتعليمه بمعاونة مدربه اللى تبنَّى حالته لحد ما أصبح مؤهلاً للغوص، وربنا كرمه وقدر ياخد رخصة الغوص كأول غواص من متلازمة داون، ليصبح مؤهلاً للغوص على عمق 18 متر تحت سطح المياه».

لم يكتفِ البطل المصرى محمد كرم بالمشاركة فى البطولات الرياضية، بل حقق إنجازات فنية من خلال المشاركة فى عدد من العروض المسرحية وعرض أزياء، إلى جانب أنه كان بين المشاركين فى عروض الألعاب فى افتتاح قناة السويس الجديدة: «ابنى بيعيش حياة حافلة بالإنجازات لأنه عنده أحلام نفسه يحققها، وأنا واثق من قدرته على تحقيقها لأنه بالفعل بطل حقيقى».

لحظات صعبة عاشتها أسرة محمد كرم فى طفولته بعدما حاول الطبيب فور ولادته أن يخبرهم بأنهم رُزقوا طفلاً مصاباً بمتلازمة داون، وبعد مناقشة مطولة عن حقيقة الوضع تقبَّلوا الأمر بصدر رحب، خاصة أنه الابن الوحيد لهم، لتبدأ الأسرة مبكراً رحلة العمل على تأهيل بطل قادر على سحق الجميع، خاصة أن والده يعمل مدرباً وسبق أن درَّب منتخب مصر لكرة اليد للكراسى المتحركة، وحصل بهم على المركز الثانى على مستوى العالم، وهو ما جعله يدرك جيداً أنه لا بد وأن يستثمر فى ابنه محمد كى يصبح بطلاً: «عندى بنتين غيره ربنا كرمهم بالجواز ومحمد هو اللى باقى ليا أنا ووالدته، علشان كده قررنا نقف جنبه علشان مايكونش لوحده ونعلمه رياضة مفيدة، طبعاً مفيش أسهل من الرياضة لحالات داون، وده لأن الدراسة مش هتحقق المردود اللى إحنا عايزينه، لأنهم بينسوا بسرعة، علشان كده قررت أخليه يمارسها من الطفولة، وقدر يعمل 4 ميداليات فى سوريا قبل ما يسافر أمريكا وياخد مركز تالت فى ألعاب القوى» ووجَّه نصيحة لأولياء الأمور قائلاً: «رجاء محدش يخبى ابنه.. دى نعمة، حافظوا على نعمة ربنا».

المصدر: الوطن