يوميات أبطال التحدي في «يوسف كمال» الفكرية: «رعاية وتأهيل»
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
قال عدد من المدرسين العاملين فى مدرسة الشهيد يوسف كمال الفكرية بمدينة نصر، إن هناك اهتماماً متزايداً من القيادة السياسية بذوى الاحتياجات الخاصة، ويظهر ذلك جلياً فى المناسبات والفعاليات التى يتم فيها استضافة عدد من الأبطال من ذوى الهمم وتكريمهم، مؤكدين أن المدرسة تختص بالإعاقة الذهنية «داون» وانخفاض الذكاء، إلى جانب عدد من الفئات الأخرى، وهناك شروط تتعلق بمستوى الذكاء والسلوك ونوع الإعاقة، لا بد من توافرها فى الطالب لدخول المدرسة، فلا بد أن يكون معتمداً على نفسه دون الحاجة إلى مساعد خلال اليوم الدراسى، لكونها تختص بمنخفضى الذكاء.
وقال أحمد شعبان، مدير إدارة شرق مدينة نصر التعليمية، إن هناك اهتماماً خاصاً بذوى الاحتياجات الخاصة، حيث يتم تذليل جميع المعوقات التى تقف أمامهم من خلال توفير الإمكانيات التى يحتاجها الطلاب داخل مدارس التربية الخاصة، خاصة أن المدارس الفكرية تعمل على تطوير وتعديل سلوكيات الطلاب، إلى جانب إكسابهم مهارات التعامل مع المجتمع، وتعليمهم أساسيات الحرف، وهو ما يتطلب توفير الخامات اللازمة للتدريب، وهو الدور الذى تقوم به الإدارة بشكل جيد بعد المتابعة مع وزارة التربية والتعليم: «بنحاول نؤهل الطلاب وندمجهم فى المجتمع، لأن لهم حقاً علينا ورعايتهم واجبة، وهذا هو الاتجاه العام الذى تُخطط له الدولة».
مديرة «التربية الخاصة»: مهمتى مراجعة الأمور الإدارية ومتابعة توزيع الوجبات والزى بالمجانرغم الإرهاق الذى تتعرّض له زينب حسن، مدير التربية الخاصة بإدارة شرق مدينة نصر، خلال رحلة عملها اليومية، حيث تختص بالإشراف الدورى على عدد من المدارس فى نطاق مدينة نصر.. إلا أنها ترى أن ما تبذله من مجهود لا يمثل شيئاً، خاصة أنها تعمل حباً فى تلك الفئة، وهو ما يدفعها لمراجعة جميع الأمور الإدارية فى المدارس، إلى جانب متابعة توزيع الوجبات الجافة على الطلاب، وكذلك الزى الخاص بهم، والذى يتم تسليمه بالمجان: «باخلص الإجراءات الخاصة بتسلم فلوس الأنشطة لكل المدارس، بخلاف توفير الخامات اللى الورش بتحتاجها لتعليم الطلاب، إلى جانب ما بعد توزيع الطلاب على مدارس التربية الخاصة، كل طالب حسب إعاقته»، مشيرة إلى أن قبول الطالب فى مدارس التربية الفكرية له عدة شروط، من بينها أنه يتم قياس مستوى الذكاء.
لا يوجد مدرس بالمدرسة يبخل بجهده، الجميع يعمل على مساعدة الطلاب حتى يتم دمجهم مع المجتمع، وفقاً للدكتورة نبيلة السعدى مديرة المدرسة، التى تشير إلى دورها الذى يكمن فى متابعة ومراجعة معايير قبول الطلاب التى تضعها الوزارة لقبول حالات داون، مؤكدة أن من بين الشروط أن تكون نسبة ذكاء الطالب من 36 إلى 51 درجة: «بنعمل اختبار ذكاء وسلوك وفحص طبى شامل، وده بيكون من خلال خطاب موجّه من المدرسة للجهات الحكومية، ولو المتقدم مانجحش بسبب نسبة الذكاء بيروح مكان تانى بياخد أقل من 36 درجة».
فى حالة أن يكون الطالب مستوفياً الشروط، ولكن ينقصه سلوك التحكّم فى النفس عند دخول الحمام يتم منح الأسرة فترة حتى يعلموا الطالب كيف يمكنه الاعتماد على نفسه، ومن ثم الالتحاق بالمدرسة، وذلك لكون التقديم متاحاً طوال العام: «مستحيل طالب يخرج من عندنا غير لو كان متعلم حاجة جديدة، وده سبب شهرة المدرسة».
المناهج داخل المدرسة استرشادية يطوعها المدرس لخدمة العملية التعليمية، فلا يوجد كتب خاصة للطلاب، وإنما الكتاب المدرسى يقتصر وجوده على المدرس، وعلى الطالب أن يؤدى ما يطلب منه من واجبات منزلية، داخل الفصول يتم تقسيم مستويات الطلاب حسب القدرة على التعامل مع المنهج، فهناك فئة من الطلاب تستطيع أن تقرأ وتكتب، فهؤلاء هم المستوى الأول، وهناك من يقرأ فقط وهم المستوى الثانى، وهناك مستوى أخير يضم الطالب الذى يقرأ ولا يكتب: «بنطلع من المنهج السلوكيات ونحولها لمسرحية علشان نقدر نوصل المعلومة للطلاب بسهولة، وده نشاط بيجذب الطلاب للمدرسة».
التعليم تعاونى بين المدرسين داخل نطاق المدرسة، حيث يتم التواصل بينهم بشكل مستمر للتعرّف على وضع الطلاب وتوزيعهم على الورش، حسب مستوى الذكاء ونوع الإعاقة، وترى مديرة المدرسة أن من بين الأمور التى تجذب الطالب إلى المدرسة أن يلقى اهتماماً كبيراً من القائمين عليها، فإذا تعرّض لأذى خارجى يتم التواصل مع أهله لمعرفة الأسباب، وهنا يشعر الطالب بأن هناك من يهتم بأموره ويسعى لحلها.
لا يقتصر دور المدرسة على تعليم الطلاب فقط، بل هناك ما هو أبعد من ذلك، حيث يتم تخصيص يوم ثابت من كل أسبوع يتم خلاله عقد جلسات إرشاد أسرى، فى محاولة لتعريف أولياء الأمور بكل ما يتعلق بسلوكيات التعامل مع حالات داون، وهذا هو الدور المكلف به أشرف الرفاعى الإخصائى النفسى بالمدرسة، الذى يقول إنه لا يكتفى فقط بالتواصل معهم داخل المدرسة، بل يتواصل معهم يومياً حتى يتأكد أن أولياء الأمور فهموا جيداً كيف يمكنهم التعامل مع داون: «بندرب الأم على التخاطب وتعديل سلوك طفلها، وعاملين لهم جروب خاص علشان يكون فيه تواصل مستمر». ويتابع: «بعد ما ندرب الطفل داخل الورش بنسمح له إنه ياخد نموذج صغير من المنتج اللى عمله علشان نفرّح أسرته، وطبعاً الأهالى لما بيلاقوا كده بيعرفوا أن المدرسة شغاله بالفعل مش مجرد كلام».
يبدأ اليوم الدراسى بحسب حسين نعمان، إخصائى تخاطب بالمدرسة، مع دقات الثامنة صباحاً، حيث يتم تنظيم الطابور وعمل تمارين الصباح ثم الإذاعة المدرسية، وينتهى الطابور الساعة 8 ونصف صباحاً، ليبدأ بذلك اليوم الدراسى بعد أداء تحية العلم: «كل الأطفال بيطلعوا فى طابور منظم لحد الفصول، وبياخدوا الحصص عادى، الساعة 10 فترة تناول الوجبة الجافة اللى المدرسة بتقدمها لهم، وينتهى موعد تناول الوجبة الساعة 10 ونصف، وبعدها تيجى فترة بيحبها الطلاب وهى البرجولة، ودى مدتها نص ساعة بنعمل خلالها نشاط مسرحى فى جنينة المدرسة».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: متلازمة داون التربیة الخاصة التعامل مع مدینة نصر إلى جانب حیث یتم عدد من
إقرأ أيضاً:
كيف أصبح الطالب محمود خليل حديث أميركا ورمزها ضد ترامب وإسرائيل؟
واشنطن- بمجرد القبض عليه السبت الماضي، أصبح الطالب في جامعة كولومبيا محمود خليل، حديث أميركا إذ بات أول من يتم اعتقالهم من قِبَل أجهزة الهجرة لمشاركته في المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في الحرم الجامعي، والتي شهدتها مئات الجامعات الأميركية الربيع الماضي، وتعهد الرئيس دونالد ترامب أمس، بأن عملية القبض تلك لن تكون الأخيرة.
ومنذ احتجازه أمس الأول، أصبح خليل حديث أميركا الأول، سواء في شبكاتها الإخبارية أو على صدر صحفها، ناهيك عن الجدل والنقاش على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.
ويعد خليل أحد قادة الحراك الطلابي الضخم الذي شهدته الجامعات الأميركية في الربيع الماضي احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وعلى الدعم الأميركي غير المحدود له.
ومن جامعته المرموقة، كولومبيا، قاد خليل الحراك الطلابي الذي تضمن اعتصامات واحتجاجات على مدار عدة أسابيع دفع بقوات شرطة المدينة لاقتحام الحرم الجامعي، وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من نصف قرن، وذلك لفك اعتصام الطلاب بإحدى قاعاتها بناء على طلب نعمت شفيق، رئيسة الجامعة التي استقالت لاحقا.
ناشط خلال الاحتجاجاتوكان خليل أحد الطلاب المؤيدين للفلسطينيين الذين تفاوضوا نيابة عن المتظاهرين في الحرم الجامعي وضغطوا على جامعة كولومبيا لسحب استثماراتها من إسرائيل بسبب عدوانها على قطاع غزة، كما خاطب خليل حشود الطلاب المحتجين عشرات المرات، وتحدث كثيرا مع وسائل الإعلام الأميركية.
إعلانوأكمل خليل درجة الماجستير في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وكان يستعد للسير في حفل تخرج دفعته المقررة يوم 21 مايو/أيار المقبل، وذلك بعدما حصل على شهادة الماجستير من كلية الشؤون الدولية والعامة.
ويمثل الاعتقال تغييرا كبيرا في مواجهة تزايد العداء لإسرائيل وسط الشباب الأميركي، ويعكس تصميم إدارة ترامب على معالجة ما تعتبره عدم قدرة أو عدم رغبة جامعات النخبة في مواجهة العداء للسياسات الإسرائيلية.
وجاء الاعتقال نتيجة للأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب في 29 يناير/كانون الثاني الماضي لمكافحة معاداة السامية.
وتشير صحيفة وقائع البيت الأبيض التي تشرح الأمر "إلى جميع الأجانب المقيمين الذين انضموا إلى الاحتجاجات المؤيدة للجهاديين، نبلغكم أنه في عام 2025، سنجدكم، وسنرحلكم"، حيث ترى إدارة ترامب أن الطلاب الأجانب الذين يعطلون الحرم الجامعي لا ينبغي أن يكونوا في الولايات المتحدة.
وجدير بالذكر أن جامعة كولومبيا ليست جامعة النخبة الوحيدة التي شهدت حراكا مناهضا لإسرائيل، لكنها الأبرز، وسبق وأعلنت إدارة ترامب قبل أسبوع سحب 400 مليون دولار من المنح والعقود الفدرالية المقدمة لجامعة كولومبيا.
"We will find, apprehend, and deport these terrorist sympathizers from our country — never to return again." –President Donald J. Trump ???????? https://t.co/HTWjFQ2xYA pic.twitter.com/M3vDyAdDHE
— The White House (@WhiteHouse) March 10, 2025
ومساء أمس الإثنين، أصدر القاض الفدرالي في المحكمة الفدرالية بمانهاتن بمدينة نيويورك جيسي فورمان، قرارا بعدم ترحيل محمود خليل "ما لم تأمر المحكمة بخلاف ذلك".
قانونية الترحيلويبلغ محمود خليل 29 عاما، وله أصول فلسطينية وسورية، وجاء طالبا عام 2022، وتزوج من زميلة أميركية ويتوقع أن يرزقا بأول أطفالهما الشهر المقبل، وعن طريق الزواج حصل خليل على بطاقة الإقامة الدائمة (الغرين كارد).
إعلانوقانونيا، لا يمكن ترحيل حملة الغرين كارد إلا بأمر قضائي، ويمكن للأجانب والمهاجرين الحصول على بطاقات الإقامة الدائمة بعدة طرق منها عقود التوظيف، أو الزواج من أميركي أو أميركية، أو الفوز بقرعة الهجرة الأميركية، أو عن طريق الاستثمار.
وتسمح بطاقات الإقامة الدائمة (الغرين كارد) للناس بالعيش والعمل والسفر كما يفعل المواطن الأميركي، وتصدر غالبا لفترة 5 أو 10 سنوات، ويمكن التقدم للحصول على الجنسية بعد 3 سنوات من صدورها في حالة الزواج من مواطن أميركي.
وتدعي المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي تريشيا ماكلولين أن خليل اعتقل دعما لأمر ترامب التنفيذي بشأن معاداة السامية، وأن خليل "قاد أنشطة متحالفة مع حركة حماس، وهي منظمة مصنفة كحركة إرهابية".
وجهات نظر متناقضة!قبل أيام قليلة من اعتقال خليل، أصدر الاتحاد الأميركي للحريات المدنية رسالة مفتوحة إلى رؤساء الجامعات يدين الأمر التنفيذي لترامب باعتباره انتهاكا لضمان التعديل الأول لحرية التعبير.
وجاء في البيان "إن حملة ترامب القسرية الأخيرة، في محاولة لتحويل مديري الجامعات ضد طلابهم وأعضاء هيئة التدريس، تعود بنا إلى العهد المكارثي وتتعارض مع القيم الدستورية الأميركية والمهمة الأساسية للجامعات".
وعلى النقيض، يرى مدير الدراسات الدستورية في معهد مانهاتن إيليا شابيرو، أن "كل ما تفعله إدارة ترامب هو تطبيق أساسي للقانون"، مشيرا إلى أن قانون الهجرة ينص على أنه يمكن سحب تأشيرات الأشخاص أو رفض منحهم تأشيرات لعضويتهم في المنظمات الإرهابية أو دعمها.
وقالت وزارة التعليم، أمس الاثنين، إنها أرسلت رسائل إلى 60 جامعة تحذرهم من إجراءات إنفاذ محتملة إذا لم يفوا بالتزاماتهم القانونية لحماية الطلاب اليهود، وتضمنت القائمة جامعات النخبة الأميركية مثل هارفارد وييل وستانفورد وبيركلي، وجامعات حكومية كبيرة وصغيرة.
إعلان سياسيون يدعمون خليل وترامب يسميه!ويقول الباحث بالاتحاد الأميركي للحريات المدنية بريان هاوس، إن الإدارة لم تشر إلى أي مخاوف تتعلق بالأمن القومي، فقط أشارت إلى أنشطة خليل المتعلقة بالخطاب السياسي.
كما انتقدت النائبة ذات الأصول الفلسطينية، رشيدة طليب، الديمقراطية من ولاية ميشيغان، اعتقال خليل، واصفة الحادث بأنه "انتهاك صارخ للحقوق الدستورية".
في منشور على إنستغرام، كتبت طليب "من الخطر السماح لحكومتنا باستهداف الناس بناء على الخطاب السياسي"، وحذرت من أن "المزيد من استهداف الطلاب مثل هذا سيحدث".
كما أصدر زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز، الديمقراطي من ولاية نيويورك، بيانا يدعم خليل. وقال جيفريز: "محمود خليل لدية إقامة دائمة، ومتزوج من مواطنة أميركية، حامل في شهرها الثامن.. إن تصرفات إدارة ترامب تتعارض إلى حد كبير مع دستور الولايات المتحدة".
وعلى النقيض، قال ترامب في تغريدة على موقع "تروث سوشيال" (Truth Social) إن "اعتقال خليل كان أول اعتقال، والكثير قادم، نحن نعلم أن هناك المزيد من الطلاب في كولومبيا وجامعات أخرى في جميع أنحاء البلاد شاركوا في نشاط مؤيد للإرهاب ومعاد للسامية ولأميركا، ولن تتسامح إدارة ترامب مع ذلك".
ولم توجه أي اتهامات إلى محمود خليل، إلا أن المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي تريشيا ماكلولين أصدرت بيانا زعمت فيه أن خليل "متحالف مع حماس، وهي منظمة إرهابية مصنفة"، يأتي ذلك فيما جمعت حملة دعم لمحمود خليل، وللمطالبة بالإفراج عنه توقيعات ما يقرب من مليوني شخص.
كولومبيا شعلة غضب جامعات أميركاعرفت الجامعات الأميركية الربيع الماضي حراكا طلابيا واسعا احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ويُلقي الكثير من الأميركيين، طلابا وغير طلاب، باللوم على الدعم الرسمي الأميركي والمشاركة بصور مختلفة غير مباشرة في العدوان.
ونصب الطلاب خياما في الحديقة الرئيسية في جامعة كولومبيا لإظهار التضامن مع سكان غزة، وتفاقم التوتر قبل أسبوع بعد أن أدلت رئيسة الجامعة نعمت شفيق بشهادة أمام الكونغرس ركزت فيها على محاربة معاداة السامية بدلا من حماية حرية التعبير.
إعلانثم اتخذت الخطوة المثيرة للجدل المتمثلة في استدعاء الشرطة لاعتقال الطلاب، وهو ما أشعل نيران الغضب الطلابي في مختلف الجامعات الأميركية.
وأتاحت وسائل التواصل الاجتماعي نشر الغضب بين طلاب مئات الجامعات بعدما شاهدوا قوات شرطة مدينة نيويورك تفض الاعتصام السلمي للطلاب بطرق خشنة، وتلقي القبض على 108 من الطلاب، وأوقفت جامعة كولومبيا وكلية بارنارد التابعة لها عشرات الطلاب المشاركين في الاحتجاجات.