قال الدكتور عبد اللطيف سليمان،  أحد علماء الأزهر الشريف، إن الله- سبحانه وتعالى- يحب الشاكرين، لافتا إلى أن كل النعم التى نعيش فيها هى من الله- سبحانه وتعالى-.

وأضاف العالم الأزهري،  اليوم الأحد: "كل النعم التى نعيش فيها تستحق الشكر، بالجوارح والقول، فالمطلوب حتي يتم الشكر لله، أولا يجب معرفة ومحبة صاحب النعم علينا، فما حجم الله فهى لا تحصى، ففى كل نعمة من نعم الله علينا جوانب لا تعد، فلابد أن يكون العبد عاجز عن الشكر، والأمر الثانى أن ابادل المنعم الجليل بالمحبة، فكل شيء فى حياتنا من الله سبحانه وتعالى".

الألم نعمة تستحق الشكر.. خطيب المسجد النبوي: مهما طال أو اشتد فإنه زائل

وتابع: "الله أعطنا نعم فيجب أن نستخدمها فيما يرضيه، فهذه النعمة أعطاها الله للعبد بدون مقابل، فهذا الشكر ليس عبادة فقط بل هو نصف الدين".

كيف تؤدي شكر اليوم والليلة

علمنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- دعاء من يقوله صباحًا فقد أدى شكر نهارده، ومن قاله مساء فقد أدى شكر ليلته، وري عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَنَّامٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: اللهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ، فَقَدْ أَدَّى شُكْرَ ذَلِكَ الْيَوْمَ» أخرجه النسائي.
 

كيفية شكر الله على نعمه

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن من أسباب بقاء النعم وداومها شكر الله فمن شكرها فقد قيد بعقالها،  مشيراً إلى أن مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النِّعَمَ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِزَوَالِهَا، ويقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ لا يَشْكُرِ النَّاسَ لاَ يَشْكُرِ الله وَمَنْ شَكَرَهَا فَقَدْ قَيَّدَهَا بِعِقَالِهَا عندما يكون معك دابة» كمن دخل على سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال له: «يا رسول الله أَعْقِلها أو أطلقها وأَتَوَكَلّ؟ قال له: «اعْقِلْهَا وَتَوَكَّل»، اربط الدابة وتوكل على الله لأنه من الممكن أن يأتى الذئب ويأكلها. إذن توكل على الله ولكن بعد فعل الأسباب.

 

وأكد المفتي السابق، في فتوى له، أن من أسباب بقاء النعم ودوامها شُكْرُ الله - فَمَنْ شَكَرَهَا فَقَدْ قَيَّدَهَا بِعِقَالِهَا - فهل تستطيع الدابة أن تفر وهى مقيدة؟ بالطبع لا، وكذلك النعم لا تستطيع الهرب منك وهى مقيدة بالسلسلة .. وما هو سلسالها؟ إنه شكر الله.

 

وتابع: جاء أحد البدو الجفاة إلى سيدنا عَلِىّ وقال له: اعطنى فأعطاه بعضاً من التمر- أى إنه شئ بسيط - فلم يتقبل الرجل ذلك، فدخل سيدنا عَلِىّ إلى بيته وجعل يبحث عن شئ - وكان من سادة الكُرَمَاء - فلم يجد سوى درعه -وكان بحوالى 400 دينار أى 4000 جنيه تقريباً الآن- فخرج وأعطاه الدرع وقال له : خذه فأنا ليس عندى غيره، فتعجب الرجل من هذا الكرم وقال بيتين من الشعر:

وَمَا كَانَ شُكْرِى وَافِيًا لِجَمَالِكُم ... وَلَكِنِّى حَاوَلْتُ فِى الشُّكْرِ مَذْهَبًا
أَفَادَتْكُم النَّعْمَاءُ مِنِّى ثَلاَثَةً ... يَدِى وَلِسَانِى والضَّمِيرَ الْمُحَجَّبَ
أى أننى لا أعرف كيف أشكرك.
 

وأفاد بأن العطاء والحب والسخاء والجود من صفات النبوة، وهذا الكلام لم يكن فى الصحابة فقط ولكننا شاهدناه فى مشايخنا . فشاهدنا من مشايخنا من لا يُحْصِى النقود لا دخولاً ولا خروجاً. يضع يده فى جيبه ويُعْطِى.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علماء الأزهر الشريف علي جمعة صلى الله علیه وسلم شکر الله ر الله

إقرأ أيضاً:

تخصيص خطبة الجمعة للحديث عن ظاهرة التسول

مكة المكرمة

وجه معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، خطباء الجوامع بمختلف مناطق المملكة بتخصيص خطبة الجمعة القادمة 15 / 8 / 1446هـ للحديث عن ظاهرة التسول، لما لها من آثار سلبية على المجتمع، حيث إنها دخيلة على مجتمعنا السعودي، ويستغلها وافدون يتظاهرون بالحاجة والعوز.

ويأتي ذلك وفق المحاور التالية:

1- بيان النهي الشرعي الوارد في التسول، فعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (ما يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ، حتَّى يَأْتِيَ يَومَ القِيَامَةِ ليسَ في وجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ).

2- حث الناس على العمل، وأنه ولو كانت أجرته قليلة فهو خير من سؤال الناس، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (لأَنْ يَغْدُوَ أحَدُكُمْ، فَيَحْطِبَ علَى ظَهْرِهِ، فَيَتَصَدَّقَ به ويَسْتَغْنِيَ به مِنَ النَّاسِ؛ خَيْرٌ له مِن أنْ يَسْأَلَ رَجُلا، أعْطاهُ، أوْ مَنَعَهُ ذلكَ، فإنَّ اليَدَ العُلْيا أفْضَلُ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، وابْدَأْ بمَن تَعُولُ).

3- بيان أن القادر على العمل والاكتساب لا تحل له الصدقة، ويحرم عليه سؤال الناس، فعن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (لا تَحِلُّ الصدقةُ لغَنِيٍّ، ولا لذي مِرَّةٍ سَوِيٍّ).

4- التحذير من التعاطف مع المتسولين، وبيان خطر ذلك اجتماعياً واقتصادياً وأمنياً، حيث إن كثيراً من هؤلاء المتسولين يتم استخدامهم من أفراد وجهات خارجية بهدف جمع الأموال بطرق غير مشروعة.

5- بيان أن الواجب على المسلم ألا يدفع زكاته إلا لمن تحل له الزكاة، والحث على بذل غاية الجهد في تحري المحتاجين للزكاة والصدقة، الذين يمنعهم الحياء والعفَّة من سؤال الناس، كما قال تعالى في وصفهم: (يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا).

كما تم التأكيد على الأئمة والخطباء والمؤذنين بمنع أي شخص من التسول داخل المسجد أو في محيطه، وإبلاغ الجهات الأمنية فوراً عند ملاحظة ذلك.

 

مقالات مشابهة

  • ثواب صيام الأيام البيض في شهر شعبان .. تعرف عليه
  • أنوار الصلاة على سيدنا ومولانا محمد عليه الصلاة والسلام
  • أشرف عبد الباقي يوجه رسالة للراحل علاء ولي الدين "صاحبي إللي كنت مسنود عليه"
  • "النواب" يُمِكن أقارب المحكوم عليه بالإعدام من زيارته باليوم السابق للتنفيذ
  • ذهبت إلى العمل دون الاغتسال من الجنابة لعدم التأخر.. هل علي ذنب؟
  • حكم المسح على الجبيرة أثناء الوضوء.. أستاذ بالأزهر يجيب
  • دار الإفتاء: إياك أن تكون من الغافلين عن فضل شهر شعبان
  • تخصيص خطبة الجمعة للحديث عن ظاهرة التسول
  • أنوار الصلاة على النبي صلى الله عليه عليه وسلم
  • رحلة بنداء رباني