تمثل المضادات الحيوية أحد أهم الإنجازات الطبية في مجال علاج العدوى والأمراض البكتيرية، حيث تعتبر هذه العقاقير جزءًا حيويًا من الترسانة الطبية التي تستخدم لمكافحة البكتيريا الضارة التي تتسبب في العديد من الأمراض والالتهابات، ورغم أهميتها إلا أن تناولها بشكل خاطئ يؤدي إلى تطوير مقاومة للبكتيريا، مما يجعل العقاقير غير فعّالة في المستقبل، خاصة وأنها قد لا تكون فعّالة في علاج الإصابات الناتجة عن فيروسات، مما يجعل استخدامها في حالات الزكام والإنفلونزا غير مجدٍ.


في هذا الإطار، تقدمت الدكتورة إيرين سعيد، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، بطلب إحاطة موجه إلى الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، بشأن التأخر في القرارات والإجراءات المنظمة لصرف المضادات الحيوية داخل الصيدليات دون روشتة.

 الدكتورة إيرين سعيد 
المضادات الحيوية تمثل خطرًا يواجه المريض

وقالت "إيرين" في تصريح خاص لـ"الفجر": إن السبب الرئيسي وراء التقدم بطلب الإحاطة هو زيادة الاستخدام الخاطئ والغير علمي للمضادات الحيوية، مما أدى إلى أن أصبح المريض المصري أعلى درجات مقاومة للمضادات الحيوية دوليًا، حيث لم يعد المريض يستجيب للعديد من المضادات الحيوية، والذي يعتبر خطرًا داهمًا يواجه المريض المصري.

 

المضاد الحيوي يُستخدم بشكل خاطئ

وتابعت إيرين: لقد سبق وتقدمت بطلب إحاطة مع بدء الفصل التشريعي الثاني للمجلس، نتيجة استخدام المضاد الحيوي بكثرة ودون استشارة الطبيب المختص مما أدى إلى وجود سلالات مقاومة للمضادات الحيوية، مشيرة إلى أن الشعب المصري من أكثر  الشعوب التي تعاني من المقاومة للمضادات الحيوية، مما يجعل استجابة المريض للمضاد الحيوي ضعيفة للغاية للقضاء على البكتيريا.


ضرورة تجنب استخدام المضادات الحيوية في نزلات البرد

وأوضحت "إيرين" بأن المضاد الحيوي يجب استخدامه لعلاج البكتيريا فقط، ويجب تجنب استخدامه في حالات نزلات البرد أو غيرها، على سبيل المثال، عندما يشعر الشخص بالسخونية، قد يلجأ إلى تناول المضادات الحيوية، على الرغم من أن السخونية قد تكون ناجمة عن التهابات غير بكتيرية، وبالتالي لا تستجيب للمضادات الحيوية، مما يعني أن المضادات الحيوية قد لا تكون فعالة نتيجة تكوين البكتيريا لمقاومة لها، وهذا يعني أنه يجب استخدام المضادات الحيوية بحذر وفقًا لتوجيهات الأطباء، وعدم اللجوء إليها إلا عند الضرورة الطبية الحقيقية.

 

ضرورة صرف المضادات الحيوية بروشته طبية

وطالبت عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، بتدريج في استخدام المضادات الحيوية، بحيث يتم صرف بعضها فقط بروشتة طبية، وتجنب تناولها دون ضرورة والحد من تكوين مقاومة بكتيرية، مؤكده ضرورة تنظيم عملية بيع المضادات الحيوية في الصيدليات، مع فرض شرط الحصول على روشتة طبية للحصول عليها، وعدم السماح بتوزيعها دون استشارة طبية، مما تهدف هذه الخطوة إلى ضمان استخدام المضادات الحيوية بشكل مسؤول وفقًا للإشارة الطبية، والحفاظ على فعالية هذه الأدوية وتقليل خطر تطوير المقاومة البكتيرية.


وشددت عضو مجلس النواب على ضرورة صرف المضادات الحيوية بوجود روشتة طبية على الأقل في المحافظات التي تطبق فيها خدمات التأمين الصحي الشامل، وأن يتم تطبيق هذا النهج تدريجيا، بهدف تعزيز الرقابة على توزيع المضادات الحيوية وضمان استخدامها بمسؤولية وفقًا للتوجيهات الطبية.

 

 

الدكتور علي عوف 

المنظومة الطبية في أوروبا تتكون من جزئين رئيسيين

من جانبه أكد الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية، أن النظام العالمي المعتمد في أوروبا وأمريكا وغالبية دول العالم يتضمن استخدام المضادات الحيوية وفقًا لوصف طبي مستند إلى نتائج التحاليل ومزرعة البول أو اللعاب وبناءً على هذا التشخيص، يتم تحديد نوع المضاد الحيوي الملائم، حيث يتم توجيهه لمكافحة الميكروب المحدد، نظرًا لأن كل نوع من البكتيريا يتطلب نوعًا معينًا من المضاد الحيوي للتأثير عليه بفعالية.


وأوضح "عوف" في تصريح خاص لـ"الفجر" أن المنظومة الطبية في أوروبا تتكون من جزئين رئيسيين، حيث يشتمل الجزء الأول على المستشفيات، والجزء الثاني على الصيدليات، وفيما يتعلق بالجزء الخاص بالمستشفيات، يتم استخدام نظام قواعد المضادات الحيوية، حيث يُعتبر المضاد الحيوي سلاحًا يتنوع في قوته بين ضعيف ومتوسط وقوي، ويتم تصنيفه وفقًا لنوع الميكروب الذي يستهدفه، ومن المتوقع تنفيذ هذا النهج في مصر وفقًا لإعلان وزارة الصحة.

 

مصر تعتبر في المنطقة الخطرة في استخدام المضادات الحيوية

وأشار "عوف" إلى الجانب الآخر المتعلق بالصيدليات في أوروبا، حيث يوجد هناك نظام يشمل وجود طبيب يكتب الروشتة استنادًا إلى نتائج التحاليل، أما في مصر، أبدى قلقًا بشأن سلوك المرضى الذين يتوجهون إلى الصيدليات مباشرة للحصول على مضاد حيوي دون استشارة طبية، موضحًا أن مصر تعتبر في المنطقة الخطرة في استخدام المضادات الحيوية، حيث يفتقد الصيدليات فيها إلى قواعد تنظيمية لاستخدام هذه الأدوية.

 

المضادات الحيوية تستخدم في علاج البكتيريا وليست الفيروسات

وأكد رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية، أن هناك ثقافة خاطئة فيما يتعلق بالمضادات الحيوية في مصر، حيث يتم التعامل معها بشكل خاطئ، مشددًا على أهمية صرف المضاد الحيوي فقط بوصفة طبية، مع التأكيد على الالتزام بالجرعة المحددة وعدم زيادة عدد الأيام المحددة للاستخدام، وذلك بناءً على توجيهات الطبيب.


وبسؤاله حول استخدام مضاد الحيوي "اوجمنتين" في علاج نزلات البرد، أوضح الدكتور علي عوف، أن هذا المضاد الحيوي يعتبر فعّالًا في مكافحة البكتيريا وليس الفيروسات التي تسبب نزلات البرد، ورغم أنه يُفضل تجنب استخدام المضادات الحيوية لعلاج الأمراض الفيروسية، إلا أن البعض يلجأ إلى "اوجمنتين" ومنتجات مماثلة في محاولة للتخلص من أعراض البرد بشكل أسرع.

 

نصائح في حال الإصابة بنزلة برد

واختتم رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية، حديثه موجهًا بعض النصائح حال الإصابة بنزلة برد، قائلا: يجب على من يصاب بنزل برد أن يحصل على قسط كاف من الراحة لمدة ثلاثة أيام، واستخدام الباراسيتامول، وزيادة تناول السوائل الدافئة، بالإضافة إلى فيتامين C الذي يقوي المناعة، ويمكن أن يكون لديك فرصة للتعافي من نزلة البرد، ولكن نظرًا لرغبة بعض الأشخاص في الحصول على علاج أسرع، يتجهون نحو المضادات الحيوية، وهو ما يعكس نجاح "اوجمنتين" كواحدة من أكبر خمس منتجات يتم بيعها في السوق المصري.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: خطورة المضادات الحيوية المضادات الحيوية المضاد الحيوي البكتيريا الفيروسات نزلات البرد طلب إحاطة الدكتور على عوف استخدام المضادات الحیویة المضادات الحیویة فی للمضادات الحیویة استخدام المضاد المضاد الحیوی نزلات البرد فی أوروبا فی علاج

إقرأ أيضاً:

تحذيرات من تحميل واستخدام تطبيق ديب سيك الصيني.. ما السبب؟

في الآونة الأخيرة، أصبح تطبيق "ديب سيك" (DeepSeek) حديث الساعة عالميا، حيث تم تحميله بشكل كبير في كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة. 

ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ظهور هذا التطبيق بأنه "إنذار" بالنسبة لشركات التكنولوجيا الكبرى، حيث أظهر التطبيق القدرة على تقديم أداء مشابه لتقنيات معروفة مثل "ChatGPT"، ولكن بتكلفة أقل كثيرًا، ما يجعله منافسًا قويًا في هذا المجال.

رغم ذلك حذر الخبراء، من مخاطر تحميل واستخدام تطبيق "ديب سيك" (DeepSeek).. فما السبب؟

مخاطر تطبيق “ديب سيك”

أثار بعض الخبراء، المخاوف من استخدام هذا التطبيق، حيث أشار أستاذ الذكاء الاصطناعي في جامعة أكسفورد، مايكل وولدردج، إلى أن البيانات المدخلة من قبل المستخدمين قد يتم مشاركتها مع الحكومة الصينية. 

وقد أكد خلال تصريحاته لصحيفة الجارديان البريطانية، أنه من المقبول استخدام "ديب سيك" للحديث عن مواضيع عادية، لكن يُحذر من تحميل أي بيانات شخصية أو حساسة، حيث لا يُعرف أين تذهب هذه البيانات بعد إدخالها.

ديم وندي هول، عضو الهيئة الاستشارية الرفيعة للأمم المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، أكدت ضرورة عدم تجاهل تأثير القوانين الصينية على الشركات الخاضعة للسلطات الصينية، حيث قد تكون مجبرة على الامتثال لقوانين حكومتها بخصوص المعلومات التي تعالجها. هذا يثير قلقًا كبيرًا فيما يتعلق بحماية خصوصية البيانات.

تحذير من استخدام “ديب سيك”

وحذر روس بيرلي، مؤسس مركز "المرونة المعلوماتية"، من أن عدم رقابة مثل هذه المنصات قد يؤدي إلى استخدامها في نشر التضليل الإعلامي وتقويض الثقة العامة، مما قد يضر بالديمقراطيات في مختلف أنحاء العالم. 

ورغم الإمكانيات الواعدة لـ"ديب سيك" في دفع الابتكار، يبقى الشك حول استخدامه في نشر الروايات السياسية الموجهة قائمًا، خصوصًا في ظل السيطرة على البيانات التي تُجمع.

وأظهرت بعض التجارب التي أجراها مستخدمو "ديب سيك" أنه يمتنع عن تقديم إجابات تفصيلية حول قضايا حساسة. 

على سبيل المثال، عند طرح سؤال حول وضع تايوان، كررت المنصة الموقف الرسمي للحكومة الصينية الذي يعتبر الجزيرة جزءًا لا يتجزأ من الصين، مما يعكس انحيازًا واضحًا.

وفي هذا السياق، يؤكد الخبراء أنه يتوجب على الشركات أن تكون أكثر وعيًا بالمخاطر المرتبطة باستخدام "ديب سيك" في معالجة البيانات الحساسة، خاصة بالنظر إلى القوانين الصينية التي تفرض على جميع المؤسسات التعاون مع الجهود الاستخباراتية الوطنية. 

هذه المخاوف قد أثرت بالفعل على السوق، حيث شهد الأسبوع الماضي خسارة تريليون دولار من القيمة السوقية لأكبر مؤشر لأسهم التكنولوجيا.

وبحسب الخبراء، يمثل "ديب سيك" تحديًا جديدًا في عالم التكنولوجيا، ويتطلب من المستخدمين والشركات مراجعة دقيقة للمخاطر المرتبطة باستخدامه، خاصة في ما يتعلق بحماية خصوصية البيانات وآثار ذلك على الديمقراطيات العالمية.

مقالات مشابهة

  • موجودة في كل بيت.. 3 مشروبات وأطعمة تقوي المناعة بشكل غير متوقع
  • تحذيرات طبية من تدهور صحة المضربين عن الطعام في السليمانية
  • ضحايا زلزال المغرب يُعانون.. دُوار اخفركا يعيش مأساة حقيقية في عز البرد
  • عسيري: نشاط الفيروسات التنفسية في المملكة أعلى هذه الأيام
  • يخالف التوقعات .. ماذا يحدث فى آخر أسبوع من شهر البرد؟
  • تغيرات جوية مفاجئة وسريعة في الساعات القادمة.. نصائح لمواجهة البرد وتقلبات الطقس
  • كوريا الجنوبية تعقد محادثات مع دول إفريقية لتعزيز التعاون بمجال المعادن الحيوية الثلاثاء المقبل
  • «لوتاه للوقود الحيوي» تطلق تطبيقاً ذكياً لتوسيع شبكة جمع الزيوت وتحويلها لمصدر نظيف للطاقة
  • خبيرة تغذية: نقص البروتين يؤدي إلى تكرر نزلات البرد 
  • تحذيرات من تحميل واستخدام تطبيق ديب سيك الصيني.. ما السبب؟