كشف الجيش الإسرائيلي، الأحد، النقاب عما وصف بأكبر نفق يتم اكتشافه حتى الآن في قطاع غزة منذ بدء الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي. 

وأظهرت صور نشرها الجيش وزير الدفاع  يوآف غالانت بينما يتفقد النفق، برفقة عدد من القادة، بينما وصفته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" بشبكة ضخمة تحت الأرض يصل عمقها إلى 50 مترًا في بعض الأماكن، وواسعة بما يكفي لاستيعاب المركبات.

وحسب ما أوردت فرانس برس فقد زود النفق بخط أنابيب وبالتيار الكهربائي والتهوية والصرف الصحي وشبكات الاتصالات وسكك حديد. وأرضيته ترابية وجدرانه من الخرسانة المسلحة، وتم تعزيز منفذه بأسطوانة معدنية سماكتها سنتيمتر ونصف السنتيمتر تقريباً. 

وأضافت أن أعمال الحفر كلفت ملايين الدولارات، واستمرت لسنوات تحت إشراف محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار، زعيم حماس في قطاع غزة، الذي يعتبر المخطط لهجوم السابع من أكتوبر.

 

EXPOSED: The biggest Hamas terrorist tunnel discovered.

This massive tunnel system branches out and spans well over four kilometers (2.5 miles). Its entrance is located only 400 meters (1,310 feet) from the Erez Crossing—used by Gazans on a daily basis to enter Israel for work… pic.twitter.com/RcjK5LbvGL

— Israel Defense Forces (@IDF) December 17, 2023

وقال المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، على منصة "أكس"، إن أقرب فتحة للنفق تقع على على بعد حوالي 400 متر من معبر إيرز، الذي يفصل بين شمال قطاع غزة وإسرائيل. 

وأضاف أن "الجيش نفذ عمليات استكشافية في النفق، وكشف أكثر من 4 كيلومترات من مسار النفق، الذي يصل أقصى عمق له إلى حوالي 50 مترا". 

#عاجل جيش الدفاع يكشف النقاب عن أكبر نفق ارهابي تم كشفه - مشروع عملاق بقيادة المدعو محمد السنوار في شمال قطاع غزة

⭕️ عملت قواتنا خلال الأسابيع الأخيرة مستخدمة وسائل استخبارية وتكنولوجية متقدمة لكشف وتمشيط وتحييد مسار نفق استراتيجي لمنظمة حماس الإرهابية

⭕️ونفذ جيش الدفاع… pic.twitter.com/vKxiKxkJQQ

— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) December 17, 2023

وتابع أن "مسار النفق يتفرع إلى عدة فروع وخطوط جانبية تشكل بحد ذاتها شبكة واسعة ومتشعبة من الأنفاق. ويحتوي المسار على البنى التحتية للصرف الصحي والكهرباء والاتصالات والهواتف، بالإضافة إلى الأبواب الصلبة". 

وأشار إلى أنه عثر على العديد من الوسائل القتالية داخل النفق، وأنه انطلقت من النفق عمليات هجومية استهدفت القوات الإسرائيلية أثناء القتال في قطاع غزة. وقد تم قبل بضعة أيام رصد مسلحين داخل النفق.

جنديان إسرائيليان داخل النفق

وفي دراسة نشرت في 17 أكتوبر، أشار "معهد الحرب الحديثة" في الأكاديمية العسكرية الأميركية ويست بوينت، إلى وجود 1300 نفق تمتد على 500 كيلومتر.

وكان الجيش الإسرائيلي أشار، مطلع ديسمبر الماضي، إلى أنه عثر على أكثر من 800 فتحة نفق، تم تدمير 500 منها.

معضلة الأنفاق

وسبق أن سلط تقرير مطول لوكالة "أسوشيتد برس"، الضوء على شبكة الأنفاق التي بنتها حركة حماس أسفل غزة ووصفتها بأنها تمثل "التهديد الأكبر" على القوات الإسرائيلية التي شنت هجوما بريا واسعا على القطاع المحاصر.

ويقول التقرير إن متاهة واسعة من الأنفاق، التي بنتها حماس تهدف لإخفاء مسلحيها وترسانتها الصاروخية والرهائن الذين تم احتجازهم في هجوم غير مسبوق للحركة في السابع من أكتوبر على إسرائيل.

ويرى التقرير أن تطهير هذه الأنفاق سيكون أمرا حاسما، إذا ما كانت إسرائيل تسعى لتفكيك حماس.

ومع ذلك يشير التقرير إلى أن القتال تحت الأرض من شأنه أن يجرد الإسرائيليين إلى حد كبير من المزايا التكنولوجية التي يتمتع بها جيشها، بينما يعطي ميزة لحماس فوق الأرض وتحتها.

وتعد "حرب الأنفاق" كما وصفها التقرير من أكثر الحروب صعوبة، إذ يمكن للطرف الذي أنشأ الأنفاق أن يختار المكان الذي ستبدأ فيه المعركة، وغالبا ما يحدد كيف ستنتهي، نظرا لخياراته الواسعة في نصب الكمائن.

وينطبق هذا الأمر على قطاع غزة، بعد أن تمكنت حماس من تطوير شبكة أنفاقها بعد عام 2007 عندما فرضت إسرائيل ومصر حصارا مشددا على القطاع، وفقا للتقرير.

يقول التقرير إن مصر تمكنت في تلك الفترة من إغلاق معظم تلك الأنفاق العابرة للحدود، ومع ذلك يعتقد أن حماس لديها شبكة ضخمة تحت الأرض تمتد في جميع أنحاء غزة، مما يسمح لها بنقل الأسلحة والإمدادات والمسلحين بعيدا عن مرمى الطائرات الإسرائيلية المسيرة.

وفي عام 2021 ادعى قائد حماس في غزة، يحيى السنوار، أن الحركة تمتلك أنفاقا بطول 500 كيلومتر في القطاع الذي تبلغ مساحته حوالي 360 كيلومترا مربعا فقط.

ومنذ عام 2004، ركزت قوة "سامور"، وتعني باللغة العبرية حيوان ابن عرس، التابعة للجيش الإسرائيلي على تحديد مواقع الأنفاق وتدميرها، أحيانا باستخدام الروبوتات التي يتم التحكم فيها عن بعد.

وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، فإن الحرب البرية في غزة التي بدأت في 27 أكتوبر الماضي "دخلت مرحلة جديدة"، بعدما نقل الجيش الإسرائيلي معركته إلى شبكة الأنفاق تحت الأرض في القطاع.

وقالت الصحيفة إنها " معركة استمرت عقدين من الزمن، بعد أن أمضى مسلحو حماس سنوات في توسيع الأنفاق وتحصينها وتحويلها إلى متاهة واسعة، وكانت إسرائيل تتدرب لتقاتل فيها، وأنشأت وحدات متخصصة وطورت أسلحة جديدة" لتدمير تلك الأنفاق.

وبهدف "القضاء على الحماس" الذي أعلنته إسرائيل بداية الحرب، يعمل الجيش الإسرائيلي "باستخدام أدوات متجددة، مثل الروبوتات التي تحمل الكاميرات لرسم خريطة للأنفاق، وشاحنات الحاويات المملوءة بالسوائل المتفجرة التي يتم ضخها فيها عبر الخراطيم"، حسبما قال ضابط عسكري إسرائيلي يدير معركة الأنفاق في شمال غزة، للصحيفة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی تحت الأرض قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

جنرالات إسرائيل الكبار يعانون نقص الذخيرة ويريدون إنهاء الحرب

#سواليف

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن كبار #جنرالات #إسرائيل يريدون بدء #وقف_إطلاق_النار في #غزة، حتى لو أدى ذلك إلى بقاء حركة #حماس في السلطة في الوقت الراهن، وهو الأمر الذي يؤدي إلى توسيع #الخلاف بين #الجيش ورئيس الوزراء بنيامين #نتنياهو، الذي عارض الهدنة.
وحسب ما نقلته الصحيفة في 2 يوليو/تموز، “يعتقد الجنرالات أن #الهدنة ستكون أفضل طريقة لتحرير ما يقرب من 120 إسرائيلياً ما زالوا محتجزين، أحياءً وأمواتاً، في غزة”، وذلك وفقاً لمقابلات الصحيفة مع ستة مسؤولين أمنيين حاليين وسابقين.

كما أشارت الصحيفة إلى أن “القيادة العسكرية الإسرائيلية تريد وقف إطلاق النار مع حماس في حالة اندلاع حرب أكبر في لبنان”.

ونظراً إلى عدم تجهيزهم لمزيد من القتال، بعد أطول حرب خاضتها إسرائيل منذ عقود، يعتقد الجنرالات أيضاً أن قواتهم تحتاج إلى وقت للتعافي في حالة اندلاع حرب برية ضد حزب الله اللبناني، الذي يخوض معركة منخفضة المستوى مع إسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

مقالات ذات صلة أغرب مخالفة سير في الأردن / فيديو 2024/07/08

ووفقاً لما قاله المسؤولون، الذين تحدثوا للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هويتهم، فإن “الهدنة مع #حماس يمكن أن تسهل أيضاً التوصل إلى اتفاق مع حزب الله الذي أكد مواصلته ضرب شمال #إسرائيل حتى توقف إسرائيل #القتال في قطاع #غزة”.

View this post on Instagram

A post shared by قناة الجزيرة مباشر (@aljazeeramubasher)

“تحول كبير”

وتتكون القيادة العسكرية الإسرائيلية المعروفة باسم منتدى الأركان العامة من نحو 30 جنرالاً رفيع المستوى، بما في ذلك رئيس الأركان العامة اللواء هرتسي هاليفي، وقادة الجيش والبحرية والقوات الجوية، ورئيس الاستخبارات العسكرية.

ويعكس موقف الجيش من وقف إطلاق النار “تحولاً كبيراً” في تفكيره خلال الأشهر الماضية، إذ أصبح من الواضح أن نتنياهو كان يرفض التعبير عن خطة ما بعد الحرب أو التزامها، و”أدى هذا القرار بشكل أساسي إلى خلق فراغ في السلطة في القطاع، مما أجبر الجيش على العودة إلى القتال في أجزاء من غزة كان قد طهرها بالفعل من مقاتلي حماس”، وفق وصف الصحيفة.

وقال أيال هولتا، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي حتى أوائل العام الماضي، ويتحدث بانتظام مع كبار المسؤولين العسكريين: “إنّ الجيش يدعم تماماً صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار”.

وأضاف هولاتا: “إنهم يعتقدون أن بإمكانهم دائماً العودة والاشتباك مع (حماس) عسكرياً في المستقبل”، وتابع: “يدركون أن التوقف في غزة يجعل وقف التصعيد أكثر احتمالاً في لبنان.. لديهم ذخائر وقِطَع غيار وطاقة أقل من السابق، لذلك يعتقدون أيضاً أن التوقف المؤقت في غزة يمنحنا مزيداً من الوقت للاستعداد في حالة اندلاع حرب أكبر مع حزب الله”.

ومن غير الواضح كيف عبّرت القيادة العسكرية بشكل مباشر عن وجهات نظرها لنتنياهو، لكن وُجدت “تلميحات عن إحباطها علناً، فضلاً عن إحباط رئيس الوزراء من الجنرالات”، حسب ما أوردته نيويورك تايمز.

وأضافت أن “نتنياهو يبدو أنه يشعر بالقلق إزاء أي هدنة تبقي حماس في السلطة لأن هذه النتيجة قد تؤدي إلى انهيار ائتلافه”، إذ قال أعضاء من الائتلاف إنهم سينسحبون من التحالف إذا انتهت الحرب دون هزيمة لحماس.

ولفتت الصحيفة إلى أنه حتى وقت قريب كان الجيش يزعم علناً أنه من الممكن تحقيق هدفَي الحرب الرئيسيين للحكومة في وقت واحد، وهما “هزيمة حماس، وإنقاذ الرهائن الذين أسرتهم حماس في أثناء هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل”. والآن خلصت القيادة العليا للجيش إلى أن الهدفين غير متوافقين، بعد عدة أشهُر من بدء الشكوك التي تساور الجنرالات.

وأكدت أن “القيادة العليا تخشى أن يؤدي مزيد من العمل العسكري لإطلاق سراح الرهائن إلى خطر قتل الآخرين”.

وأوردت نيويورك تايمز أنه “مع رفض نتنياهو علناً التزام احتلال غزة أو نقل السيطرة إلى زعماء فلسطينيين بديلين، يخشى الجيش الإسرائيلي اندلاع حرب أبدية تتآكل فيها طاقاته وذخيرته تدريجياً حتى مع بقاء الرهائن في الأسر وقادة حماس ما زالوا طلقاء”.

ووفق ما قاله هولاتا واتفق معه أربعة مسؤولين كبار تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، فإن “في مواجهة هذا السيناريو يبدو إبقاء حماس في السلطة في الوقت الحالي مقابل استعادة الرهائن الخيار الأقل سوءاً بالنسبة إلى إسرائيل”.

نقص في الذخيرة والدوافع وحتى القوات

وقال المسؤولون للصحيفة إنه “بعد مرور ما يقرب من تسعة أشهر على حرب لم تخطط لها إسرائيل، يعاني جيشها من نقص قِطَع الغيار والذخائر والدوافع وحتى القوات”.

ووفقاً لأربعة مسؤولين عسكريين تحدثوا للصحيفة، فإنّ “هذه الحرب هي الصراع الأكثر حدة الذي خاضته إسرائيل منذ أربعة عقود على الأقل، والأطوَل التي خاضتها على الإطلاق في غزة. وفي جيش يعتمد إلى حد كبير على جنود الاحتياط، يجري البعض جولته الثالثة في الخدمة منذ أكتوبر/تشرين الأول ويكافح من أجل تحقيق التوازن بين القتال والالتزامات المهنية والعائلية”.

“ويقلّ عدد جنود الاحتياط الذين يحضرون الخدمة، ويتزايد عدم ثقة الضباط بقادتهم، وسط أزمة ثقة بالقيادة العسكرية ناجمة جزئياً عن فشلها في منع الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وفقًا لخمسة ضباط”، وفق المسؤولين العسكريين.

ونقلت نيويورك تايمز عن إحصاءات عسكرية إسرائيلية مقتل أكثر من 300 جندي في غزة، وهو عدد أقل مما توقعه بعض المسؤولين العسكريين قبل اجتياح إسرائيل للقطاع، وأصيب أكثر من 4000 جندي أصيبوا منذ أكتوبر/تشرين الأول، أي 10 أضعاف العدد الإجمالي خلال حرب 2014 في غزة، التي استمرت 50 يوماً فقط. ويعاني عدد غير معروف من الآخرين من اضطراب ما بعد الصدمة.

مقالات مشابهة

  • سموتريتش : لن نكون جزءا من صفقة استسلام لحماس
  • جنرالات إسرائيل الكبار يعانون نقص الذخيرة ويريدون إنهاء الحرب
  • لابيد يحدد نقطة ضعف الجيش الإسرائيلي
  • حزب الله يعلن تنفيذ أكبر عملية منذ بداية التصعيد مع إسرائيل
  • حماس تكذب مزاعم إسرائيل بوجود مقاومين بمدرسة الجاعوني
  • صفقة التبادل.. مطالب إسرائيلية لحماس ومسؤول أميركي يزور الدوحة
  • أستاذ علوم سياسية: هناك أهداف مباشرة لحماس وحكومة الاحتلال لاستئناف المفاوضات
  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل قيادي كبير في وحدة الدفاع الجوي لحزب الله
  • وكالة: قتلى بقصف على مدرسة تؤوي نازحين بغزة.. والجيش الإسرائيلي يعلق
  • رئيس الموساد إلى قطر ضمن محاولات التوصل إلى هدنة في غزة