المليشيات تمنح منزل ياسر عرفات في صنعاء لأحد قادتها لاتخاذه سكناً خاصاً
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
اتهمت مصادر يمنية في صنعاء جماعة الحوثي بمنح منزل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في صنعاء، لأحد قادتها لاتخاذه سكناً خاصاً، بعدما كان مخصصاً في السنوات الماضية لاحتجاز المعتقلين والمخطوفين والمخفيين قسراً، من معارضي الجماعة.
وكان اليمن منح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات منزلاً عبارة عن «فيللا» في شارع «مجاهد» وسط صنعاء يحوي حديقة واسعة تقدر مساحتها بـ50 لبنة (اللبنة تساوي 44 متراً مربعاً).
وتعرض منزل الراحل عرفات ومقار مؤسسات وجمعيات فلسطينية أخرى في صنعاء في السابق لعمليات استهداف حوثي منظمة شملت الدهم والنهب والإغلاق وغيرها.
وأفادت مصادر يمنية مطلعة في صنعاء بأن القيادي المكنى «أبو حسين الحوثي» المنحدر من صعدة معقل الجماعة، أحد أول العناصر الذين باشروا بالتعدي على حرمة منزل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بصنعاء؛ إذ سارع قبل سنوات إلى مداهمة المنزل مع مرافقيه وفرض كامل السيطرة عليه، وإجراء بعض الاستحداثات في باحته.
وإثر تلقي زعيم الجماعة الحوثية في منتصف 2017 شكاوى عدة من جاليات فلسطينية بصنعاء من الجور والبطش الذي طالهم ومقار مؤسساتهم على أيدي عصاباته المسلحة، أُجبر - وفق المصادر - المدعو «أبو حسين الحوثي» على مغادرة منزل عرفات، لكن سرعان ما أقدمت قيادات حوثية أخرى بموجب تعليمات صادرة لها على تحويل جزء من المنزل إلى مقر دائم لعقد اللقاءات والاجتماعات السرية، في حين تم تحويل الجزء الآخر إلى سجن خاص لمعارضي الجماعة.
ومن أجل منح المنزل المنهوب لاثنين من كبار القادة، أوقفت الجماعة في اليومين الماضيين عملية تحويله إلى سجن خاص، ونقلت منه سجناء ومعتقلين على ذمة قضايا واتهامات كيدية إلى سجون أخرى تابعة لها بصنعاء وضواحيها، بحسب تأكيد المصادر.
مصادرة الأصول
الجماعة شنت خلال السنوات الماضية سلسلة من حملات الدهم والخطف والنهب طالت مقرات جمعيات ومؤسسات فلسطينية بصنعاء، منها «جمعية الأقصى» و«جمعية كنعان لفلسطين» و«مؤسسة القدس الدولية»، وغيرها.
كما استولت في أبريل (نيسان) 2015 على مبلغ يعادل مليوناً و200 ألف دولار تابعة لـ«جمعية الأقصى» بصنعاء.
وفي مطلع 2019، اتهم وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، الجماعة الحوثية بالسيطرة على منزل أسرة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بالعاصمة صنعاء.
وقال الإرياني في تصريحات رسمية: «تزايد الميليشيا الحوثية الإيرانية بالقضية الفلسطينية، في حين تحتل منزل أسرة الشهيد الراحل ياسر عرفات (أبو عمار) في العاصمة صنعاء، واقتحمت المقرات الداعمة لفلسطين في أمانة العاصمة ومحافظات صنعاء وإب وذمار».
وعدّ الإرياني أن «القضية الفلسطينية بالنسبة للميليشيا الحوثية هي مادة للمزايدة السياسية والإعلامية والتغرير بالبسطاء من المواطنين لاستدراجهم تحت شعارات القدس ورفض التطبيع والزج بهم في الجبهات لقتال إخوانهم اليمنيين خدمة لمشروعهم الإمامي الكهنوتي المتخلف».
وذكر الوزير اليمني أن «الميليشيا الحوثية منذ نشوئها لم تقدم أي خدمة للقضية والشعب الفلسطيني سوى الاستغلال والتوظيف الخبيث لخدمة أجندتها التدميرية لليمن والمنطقة»، لافتاً إلى أن الجماعة قتلت واختطفت واعتقلت وشردت ونكلت بمئات الآلاف من الشعب اليمني.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
أبو شامة: اتفاقية أوسلو سقطت والسلطة الفلسطينية عاجزة عن أداء أي دور بالضفة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد مصطفى أبوشامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر، إن اتفاقية أوسلو سقطت فعليًا منذ سنوات طويلة، وربما منذ فترة قصيرة بعد توقيعها بين الرئيس الراحل ياسر عرفات ورئيس وزراء الاحتلال الاسبق إسحاق رابين.
وأشار أبوشامة خلال مداخلة ببرنامج "ملف اليوم"، ويقدمه الإعلامي كمال ماضي، على قناة "القاهرة الإخبارية"، إلى أن اغتيال رابين عام 1996، الذي جاء بعد توقيع الاتفاقية عام 1993، كان نقطة تحول رئيسية.
وأضاف: "مع اغتيال رابين وصعود التيار اليميني المتطرف في إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو، بدأ يتبلور واقع جديد، هذا التيار، الذي نما وتوسع على مدار السنوات، أصبح الآن يهيمن على الحكم في إسرائيل، مما يعكس أن المجتمع الإسرائيلي في تلك الحقبة كان يخفي تحولات عميقة تحت السطح".
وأوضح أبو شامة أن اغتيال رابين أدى إلى تراجع كبير في الأصوات المعتدلة داخل إسرائيل التي كانت تدعو إلى السلام، مؤكداً أن اللحظة التاريخية التي شهدتها أوائل التسعينيات كانت مجرد قشرة ظاهرية سقطت سريعاً مع تغير المشهد السياسي الإسرائيلي.
على الجانب الآخر، علق أبو شامة تأخر الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في اللحاق بركب السلام العربي، قائلا: "لقد تأخر عرفات لأكثر من عقدين عن اللحظة التي كان ينبغي أن يتحرك فيها نحو السلام، تحديداً عندما اتخذ الرئيس أنور السادات مبادرته الشهيرة بزيارة القدس وخطابه أمام الكنيست. لقد قاد السادات مسار السلام العربي منفرداً، بينما ظل عرفات متأخراً".
وأكد أن الوقت كان قد فات عندما انخرط عرفات في مسار السلام، حيث تغيرت المعادلة الإسرائيلية تماماً بصعود نتنياهو والتيارات المتطرفة، مما جعل مسار السلام أكثر صعوبة، قائلا: "عرفات استقل قطار السلام متأخراً في وقت كان فيه المجتمع الإسرائيلي قد تغير جذرياً".