مقاتلو كتيبة طولكرم للجزيرة نت: هكذا نطور عملنا العسكري
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
طولكرم- على أجزاء من حطام آلية عسكرية إسرائيلية وقف عدد من المقاتلين من كتيبة طولكرم، التابعة لسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، متحدثين عن إنجاز جديد للمقاومة في مخيمات المدينة الواقعة شمال الضفة الغربية، بعد نجاحهم في تفجير عبوة ناسفة محلية الصنع، بالآلية المقتحمة لمخيم نور شمس صباح اليوم الأحد.
ووسط عدد من الأهالي الذين تجمهروا لرؤية الحطام، قال أحد المقاتلين ممن خاضوا اشتباكا مسلحا لساعات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي اقتحمت مخيم نور شمس مساء السبت، وبقيت فيه حتى ساعات متأخرة من صباح اليوم، "من يفكر بدخول المخيم عليه أن يتوقع الموت، انظروا، كان دخولهم نارا عليهم".
وكانت قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت المخيم مدعومة بجرافات عسكرية وطائرات استطلاع مسيرة، وتوغلت في عدة محاور فيه وعلى أطرافه، في وقت جرفت شوارعه ودمرت البنية التحتية، وهو أسلوب تستخدمه إسرائيل في جميع اقتحاماتها للمدن والمخيمات الفلسطينية، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
مقاومون يتفقدون حطام آلية النمر بعد انفجار عبوة محلية الصنع فيها (الجزيرة) تفجير آلية النمروقال مقاومون من كتيبة طولكرم أن الكتيبة تصدت لاقتحام قوات الاحتلال، واشتبكت معهم منذ اللحظة الأولى، في حين استطاع مقاومون تفجير عبوة ناسفة في آلية النمر مما أدى لتدميرها، ويؤكد المقاتل "ر. م" وقوع إصابات في جنود الاحتلال، ويقول "أصابت العبوة آلية النمر بشكل مباشر مما أدى لتفجيرها، وهذه بقاياها، هذه الآلية معروفة بنقل جنود الاحتلال، نحن نؤكد أن الجنود الذين كانوا بداخلها أصيبوا رغم تكتم العدو على ذلك".
وقبل ما جرى في نور شمس، كان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن في بيان عن إصابة 8 من جنوده إضافة لضابط، بعد تفجير أكثر من آلية إسرائيلية خلال اقتحام مخيم جنين منتصف الأسبوع الماضي، والذي استمر لمدة 3 أيام. ويكشف المقاومون أن تطوراً كبيرا طرأ على العمليات العسكرية التي يخوضونها في كل اقتحام إسرائيلي للمخيمات الفلسطينية.
برزت قوة العبوات الناسفة المصنعة محليا لأول مرة في الضفة الغربية، وتحديدا في مخيم جنين للاجئين، وذلك بعد تفجير أول آلية من نوع نمر تابعة لقوات الاحتلال، في اقتحام إسرائيلي استمر لمدة 11 ساعة، وشهد اشتباكات اعترفت إسرائيلي بشدتها، واستعانت إسرائيل بطائرة أباتشي لنقل الجرحى من داخل المخيم نظرا لشدة الاشتباك.
تطور أساليب المقاومةوفي أحد أزقة المخيم، كان عدد من المقاومين يتفقدون أماكن العبوات التي تم تفجيرها ليلة أمس، بينما وقف المقاتل "ج.ج" وهو مسؤول وحدة العبوات الناسفة في المجموعة والمخول بالحديث عنها، وقال "نحن نفضل عدم الحديث عن المتفجرات التي نستخدمها في عمليات القتال التي تحدث وقت الاقتحامات، فهذا أمر يعود للأسرار القتالية لدينا".
ويستدرك المتحدث بقوله "يمكن الحديث عن تطور كبير في آلية تصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة، بحيث أصبحت أكثر قدرة على الانفجار وإحداث الأضرار المباشرة"، ويسترسل "وبالإضافة للتطور في التصنيع، هناك تطور في أداء المقاتلين، فنحن نستفيد من تجاربنا السابقة، وفي كل مرة نتعلم أمورا جديدة يمكن أن تضيف نجاحا في عمليات التصدي للقوات المقتحمة".
ويؤكد المتحدث نفسه أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تخشى دخول شوارع المخيم، لذا تلجأ إلى أسلوب القصف بطائرات الاستطلاع المسيرة، فيما يسبق دخول آلياتها تجريف شوارع المخيم بالجرافات العسكرية، "وعلى الرغم من ذلك استطاع المقاومون تحقيق إصابة مباشرة في آلية النمر التي يتغنى بها الجيش الإسرائيلي" حسب قوله.
تطوير الأفرادويرى المتحدث باسم وحدة العبوات الناسفة "ج.ج" أن التطور ممتد ومستمر في أسلوب المقاومة في الضفة الغربية كافة، ويقول "نتواصل مع أخوتنا المجاهدين في مخيم جنين وبلاطة ومخيم طولكرم أيضا، نستمر بالعمل على تطوير صناعة العبوات المحلية، وعلى آلية استخدامها، وعلى تدريب عناصرنا".
ولا يغفل المتحدث دور الوحدات الأخرى في الكتيبة، والتي تقوم بدور كبير في التصدي للاقتحامات، ويقول "يوجد فضل كبير لوحدة الاشتباك المسلح، والتي تخوض قتالا من مسافات قريبة جدا مع العدو الإسرائيلي، وتوقع فيه إصابات مباشرة، نحن نعتمد على قوة مقاتلينا ودقتهم في إصابة الهدف، ما يحصل وقت الاقتحام هو شيء بطولي، المقاومون يفاجئون الجنود من عدة محاور ويشتبكون معهم".
ويضيف "أيضا نطور بشكل مستمر وحدات الرصد، ووحدات الدعم اللوجستي، ونحن نعمل كجسم واحد، كل اقتحام هو بمثابة معركة جديدة لنا، ومنها نأخذ دروسا للتطور المستمر في العمل المسلح، هذا طريقنا الذي رسمناه واخترناه، هدفنا واضح، الجهاد حتى التحرر بإذن الله".
تشييع شهداء مخيم نور شمس الذين قضوا بقصف طائرة استطلاع إسرائيلية (الجزيرة) ضرب الحاضنة الشعبيةتعمد إسرائيل لضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، والمتمركزة بشكل أساسي في المخيمات، من خلال ترويع السكان وتفجير منازلهم وتدمير البنى التحتية، وجعل الحياة في المخيمات بالغة الصعوبة.
لكن ما يمكن ملاحظته أن تأييد العمل العسكري يتعاظم في كل مناطق الضفة، خصوصا مع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، وارتفاع شعبية حركة المقاومة الإسلامية حماس وكتائب القسام، التي تخوض معارك ضارية مع قوات الاحتلال في القطاع.
يقول أبو محمد، وهو صاحب دكان، جرف الاحتلال الإسرائيلي الشارع الواصل إليه "في كل مرة يقتحمون المخيم تسبقهم الجرافة في تدمير كل ما تمر عنه بطريقها، شوارع أشجار شبكات كهرباء وصرف صحي، هم لا يعرفون أنه في كل مرة ينتهون من تدمير البنية التحتية في المخيم والخروج منه، مما يزيد شعورنا بالغضب والحقد عليهم، هذا الحقد الذي يخرج المقاومين، وهو ذاته الذي يجعلنا ندعم الخيار العسكري".
ويضيف "كيف لنا أن نسكت عن أفعال الاحتلال في تخريب حياتنا وقتل أبنائنا، اليوم قتلوا 4 شبان، هؤلاء الشبان لهم أحباب وأصحاب وأهل، ولهم حياة وطموحات، كل ذلك لا يمكن أن يمر بدون حساب بالتأكيد سيكون له ثمن، وثمنه هو المقاومة بالطبع".
ويؤيد غالبية الأهالي رأي أبو محمد، فهم يرون أن المقاومة هي الخيار الوحيد لاسترداد الحقوق الفلسطينية، وأن الاقتحامات الإسرائيلية المستمرة للمخيمات تهدف للقضاء عليها، وهو ما لا يمكن أن يحصل في الوقت الحالي، فأعداد المقاومين بازدياد، بالرغم من اغتيال المسلحين عن طريق قصفهم، فإن بؤر المقاومة تمتد في القرى والمدن الفلسطينية المختلفة.
ولم يفت كتيبة طولكرم نعي المقاتل غيث شحادة، الذي استشهد بعد قصف إسرائيلي استهدفه مع 3 آخرين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی العبوات الناسفة الضفة الغربیة قوات الاحتلال کتیبة طولکرم نور شمس
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي يوّسع عمليته العسكرية من جنين إلى طولكرم
يمن مونيتور/ وكالات
أعلن جيس الاحتلال الإسرائيلي عن توسيع ما أسماه عمليته العسكرية التي بدأها في جنين قبل 7 أيام لتشمل طولكرم ومخيمها وسط غارات جوية حسب ما ذكرته هيئة البث العبرية.
وقصف الطيران الإسرائيلي المسيّر مركبةً مدنية فلسطينية في مخيم نور شمس في طولكرم حيث استُشهد مواطنان، وأصيب 4 آخرون.
وفيو قت سابق، اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي شابين في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم، من خلال قصف طائرة مسيّرة لمركبة كانا يستقلانها.
ونعت حركة حماس الشهيدين إيهاب أبو عطيوي ورامز ضميري، ووصفت في بيان عملية الاغتيال «محاولة بائسة لتصفية المقاومة»، ودعت للتصدي لجرائم الاحتلال وتصعيد المقاومة بكافة أشكالها.
ونعت كتائب القسام في بيان على حساباتها الاجتماعية، شهيديها، وتعهدت بمواصلة «مسيرة المقاومة حتى دحر الاحتلال عن أرضنا».
وذكر المراسل العسكري للقناة 14 الإسرائيلية هليل بيتون روزين أنّ المستوى السياسي الإسرائيلي أعطى تعليماته بتوسيع العملية العسكرية في شمال الضفة الغربية «السور الحديدي» التي بدأها الجيش في مخيم جنين ومحيطه قبل أيام، وخلّفت 17 شهيداً حتى اللحظة.
وأعقب عملية الاغتيال اقتحام قوات الاحتلال مدينة ومخيم طولكرم بعدد كبير من الآليات العسكرية حيث دخلت المدينة من مدخليها الجنوبي والغربي، وجابت شوارعها الرئيسية، وتمركزت أمام مداخل مستشفيي الشهيد ثابت ثابت الحكومي، والإسراء التخصصي في الحي الغربي من المدينة، وأعاقت عمل مركبات الإسعاف وأوقفتها وفتشتها، وأخضعت طواقمها للاستجواب.
وأضافت أن آليات الاحتلال حاصرت مخيم طولكرم، بعد اكتشاف قوة خاصة لجيش الاحتلال متخفية في حارة الربايعة في المخيم، في الوقت الذي نشرت قناصتها في عدد من المباني السكنية العالية على مداخل المخيم ومحيطه، وسط تحليق كثيف لطيران الاستطلاع على ارتفاع منخفض.
واقتحمت قوات الاحتلال ضاحية شويكة شمال المدينة، وبلدة عنبتا شرقاً، وفرعون جنوباً، ونشرت آلياتها ودورياتها الراجلة في مختلف الشوارع والأحياء، وأعاقت حركة المواطنين والمركبات.
في السياق، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة شاب برصاص الاحتلال في الفخذ وتم نقله الى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي في المدينة.
في مخيم جنين، واصلت قوات الاحتلال تدمير المنازل وإحراقها لليوم السابع على التوالي.
وأفادت مصادر محلية أن التقديرات تشير إلى تدمير قرابة 100 منزل وإحراقها داخل المخيم، في ظل استمرار عمليات التدمير الممنهج للبنية التحتية، ومنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الدخول إليه.
وأضافت أن عدداً من المواطنين حاولوا العودة إلى المخيم من جهته الغربية بعد انسحاب آليات الاحتلال منه لتفقد منازلهم، فيما أعاد الجيش مداهمة الموقع واحتجزت مجموعة منهم.
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت عدداً من المواطنين في مخيم جنين وعدة أحياء من المدينة.
ويواصل جيش الاحتلال دفع تعزيزات عسكرية مدعومة بالجرافات إلى مدينة جنين، مع تمركز الآليات العسكرية أمام مستشفى جنين الحكومي، وسط تحليق الطيران الحربي والمُسيّر في سماء المدينة والمخيم.
ونقل شهود عيان أن جرافات الاحتلال دمرت دوار السينما ومحيطه، وسط مدينة جنين.
وقالت مصادر محلية، إن جرافات الاحتلال دمرت بسطات المواطنين التجارية في محيط الدوار، وجرفت الشارع، وسط اندلاع مواجهات.
وتواصل قوات الاحتلال تدمير المنازل ونسفها وإحراقها في مخيم جنين، حيث دمرت أجزاءً واسعة من حارة الدمج وحي البشر، إضافة إلى حارة عبد الله عزام، وطلعة الغبز، وسط تصاعد سحب الدخان بسبب إحراق عدد من المنازل بالتوازي مع عمليات الهدم. وكان الاحتلال فجّر منزلين في المخيم أحدهما يعود لعائلة طوالبة.
وسلمت قوات الاحتلال عائلة الشهيد نضال العامر في مخيم جنين، إخطاراً بهدم منزلها المؤلف من عدة طبقات والواقع في مخيم جنين.
واستشهد العامر بعد إعدامه من قبل وحدة خاصة في جيش الاحتلال بإطلاق الرصاص عليه من مسافة صفر، في المنطقة الصناعية بجنين، في الثالث من شهر تموز/يوليو الماضي.
وبدأ جيش الاحتلال عدواناً غير مسبوق على مدينة جنين ومخيمها منذ مساء الثلاثاء الماضي.
وفي مدينة القدس، شيّعت جماهير حاشدة جثمان الشهيد الشاب آدم صب لبن (18 عاماً) الذي استُشهد الأحد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب حاجز قلنديا العسكري، شمال القدس المحتلة.
وفي سياق متصل، شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، إجراءاتها القمعية في مدينة القدس المحتلة.
وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال شددت إجراءات التفتيش عند بوابات المسجد الأقصى المبارك، لا سيما في باب القطانين، بعد توافد الآلاف من المقدسيين ومن أراضي الـ 48 لإحياء ذكرى الإسراء والمعراج في الأقصى.
وأضافت المصادر، أن جنود الاحتلال احتجزوا عدة شبان في منطقة باب العامود، ومحيط البلدة القديمة، فيما أدى عدد من المستعمرين المتطرفين طقوساً تلمودية واستفزازية عند باب الحديد.