توقع مخلد حازم، المحلل الأمني والاستراتيجي، تخفيفا كبيرا في استهداف فصائل المقاومة للمواقع والمصالح الأمريكية في العراق خلال المرحلة المقبلة، مؤكدا أن الجانب الأمريكي يرى في اعتقال الجهات المنفذة للعملية خطوة في الاتجاه الصحيح من قبل الحكومة العراقية.

ويرى حازم  في حديث صحفي اطلعت عليه “تقدم” أن استهداف السفارة الأمريكية في العراق وقاعدة عين الأسد بالصواريخ يشكل تحولا نوعيا في سياسة الاستهداف، موضحا أن أمريكا أنهت سياسة الاحتواء مع فصائل المقاومة واعتمد سياسة الرد المباشر، كما تجلى ذلك في عمليات في جرف الصخر وكركوك بمشاركة القوات الأمريكية.

ويشير إلى أن الاستهداف السابق للسفارة الأمريكية في العراق كان يشكل تهديدا كبيرا على الحكومة العراقية، حيث ترتبط باتفاقية إطارية تلزم الحكومة بحماية البعثات الدبلوماسية، مؤكدا أن الاستهداف أحدث حرجا كبيرا للحكومة العراقية، ورئيس الوزراء السوداني كان ملزما بتحريك جميع الجهات الأمنية لمتابعة المسؤولين عن هذه العملية.

ويؤكد المحلل أن الفاعل في هذا الاستهداف يتمتع بنفوذ وسلطة، مما يتيح له التحرك داخل العاصمة بحرية وإجراء هذه العمليات دون محاسبة، مبينا أن ما حدث يوم الخميس الماضي يمثل نقلة نوعية في عمل الأجهزة الاستخباراتية، ومع ذلك، تظل هناك غموضا حول الجهة التي قامت بهذا العمل.

وتساءل “هل تندرج هذه الجهة تحت مجموعات أو فصائل قد ترد على الحكومة العراقية بسبب اعتقال بعض أفرادها؟ أم أن الحادث يمثل قضية هامشية وشكلية، حيث تقتصر على اعتقال بعض العناصر التي لا تمتلك تأثيرا كبيرا، وهل يمكن تحديد تبعيتهم إلى مجموعات وفصائل محددة؟”.

واستبعد حازم “قيام فصائل المقاومة بالرد على العملية الحكومية، نظرا لأن الأفراد الذين تم اعتقالهم قد لا يكونون ذوي تأثير كبير أو شهرة في الساحة العراقية”، مؤكدا أن “الجانب الأمريكي يعتبر اعتقال الحكومة إجراء سليما، ويلبي طلبات الولايات المتحدة التي دعت في بياناتها إلى ضرورة أداء الحكومة لدورها”.

يشير إلى أن الجانب الأمريكي يسعى لتهدئة الأوضاع في العراق ويرغب في تجنب التصعيد، نظرا لارتباط أمريكا بقضايا عدة ورغبتها في تفادي التورط في استهدافات مكررة داخل العراق، متوقعا أن تشهد الفترة المقبلة هدوءا نسبيا وإغلاقا للملف في الفترة القادمة.

ويوم الخميس الماضي، أعلن الناطق باسم القوات المسلحة، يحيى رسول، أن “الأجهزة الأمنية تمكنت بعد جهد فني واستخباري مكثف من تحديد هوية المسؤولين عن الهجوم الذي استهدف السفارة الأميركية في العراق في 7 كانون الأول الجاري واعتقلت عددا منهم”.

المصدر: وكالة تقدم الاخبارية

كلمات دلالية: فی العراق

إقرأ أيضاً:

الإطار:تخاذل حكومتي بغداد وأربيل وراء التمدد العسكري التركي في شمال العراق

آخر تحديث: 29 يناير 2025 - 1:27 مبغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد القيادي في الإطار التنسيقي، عصام شاكر، اليوم الأربعاء (29 كانون الثاني 2025)، أن أنقرة تعمل على خلق ما أسماه “المنطقة الرمادية” شمالي العراق، مشيرًا إلى وجود مخطط تركي للتمدد في أراضي الإقليم.وقال شاكر في حديث صحفي، إن “استشهاد ستة مدنيين جراء القصف التركي في إقليم كردستان، يوم الاثنين الماضي، يمثل انتهاكًا صارخًا لسيادة البلاد وجريمة جديدة بحق المدنيين”، مؤكدًا أن “ضعف التفاعل من قبل بغداد وأربيل مع هذه الانتهاكات، هو ما دفع أنقرة إلى التمادي وسفك المزيد من الدماء”.وأضاف أن “ما يجري في شمال العراق خطير جدًا وله ارتدادات واسعة، في ظل وجود أطماع تركية واضحة”، لافتًا إلى أن “أنقرة تحاول فرض منطقة رمادية شمال العراق عبر القوة النارية وخلق واقع جديد، من خلال التوغل لأكثر من 100 كيلومتر داخل الأراضي العراقية، وفرض سيطرتها على تلك المناطق”.وأشار شاكر إلى أن “ما يحدث هو عملية تمدد ممنهجة تأخذ أبعادًا متعددة، وستكون لها تبعات خطيرة على المدى القريب والمتوسط”، مبينًا أن “هذه التحركات تأتي نتيجة لأطماع تركية لا تخفيها العديد من القيادات في الإدارة التركية، ما يضع العراق أمام مشهد خطير قد لا يقف عند حد معين”.وأكد أن “التجربة السورية، حيث كانت تركيا المستفيد الأكبر، قد تدفع أنقرة إلى محاولة فرض أوراق جديدة في شمال العراق، من خلال الإقليم، وبالتالي لا يُستبعد حدوث تمدد آخر باستخدام القوة العسكرية، وما يجري حاليًا هو مؤشر واضح على نية تركيا تصعيد الموقف في شمال العراق”.وكان استشهد ستة أشخاصٍ مدنيين يوم الاثنين الماضي، في هجومين تركيين منفصلين، استهدف مناطق في محافظتَي دهوك والسليمانية بإقليم كردستان.واستشهد أربعة أشخاص بقصف لطائرةٍ مسيّرة، استهدف سيارةً في قضاء رانيا التابع لمحافظة السليمانية، كانت متجهةً من “كاني ماران” إلى إدارة “رابرين”.وفي محافظة دهوك، استشهد رجل وزوجته بقصف الطائرات الحربية التركية، استهدف منطقة “شهي” التابعة لبلدة “دينارته” في ناحية “آكري”.وقبل ذلك، قصفت تركيا أيضا ناحية باتوفا بقضاء زاخو، واستهدف منزل أحد المواطنين في قرية ديمكا، ما تسبب بوقوع أضرارٍ ماديةٍ داخل المنزل، دون تسجيل أي خسائرَ بشرية.

مقالات مشابهة

  • في اجتماعات الدورة الثالثة للجنة العليا المصرية العراقية المشتركة.. ماذا عن عمق علاقات الشراكة التاريخية بين العراق ومصر؟
  • تحديات وأولويات.. ماذا ينتظر الشرع عقب تنصيبه رئيسا للمرحلة الانتقالية؟
  • ماذا قال ضباط البحرية الامريكية عن15شهر من المواجهة في البحر الاحمر
  • الإطار:تخاذل حكومتي بغداد وأربيل وراء التمدد العسكري التركي في شمال العراق
  • آخر تطورات قانون الإيجار القديم.. مجلس النواب ينتظر مشروع الحكومة
  • اكتشاف مخزن سري للطعام عمره 1000 عام.. ماذا ينتظر البشر؟
  • الخارجية العراقية: لم نسمع أى تهديدات من الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه العراق
  • ترامب يثير جدلا كبيرا بسلسلة تصريحات جديدة حول حماية المصالح الأمريكية
  • هذا ما ينتظر الحكومة.. بيان يخلط الأوراق
  • العراق أمام مفترق طرق.. تفكيك الفصائل المسلحة أو مواجهة الاستهداف