نددت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال زيارتها الأحد قرية قرب رام الله بالعنف الذي يرتكبه المستوطنون الإسرائيليون في الضفة الغربية المحتلة والذي "يقوض احتمالات التوصل إلى حل سياسي".

وقالت كولونا "هذه أعمال خطيرة تقوض احتمالات التوصل إلى حل سياسي وتضعف السلطة الفلسطينية ويمكنها أن تدفع نحو تطورات جديدة وزعزعة استقرار الضفة الغربية"، مشيرة إلى أن هذا الأمر لا يصب في مصلحة إسرائيل.

وكانت كولونا وصلت إلى إسرائيل اليوم الأحد حيث التقت نظيرها إيلي كوهين، ثم انتقلت إلى الضفة الغربية المحتلة والتقت مسؤولين فلسطينيين من بينهم رئيس الوزراء محمد اشتية. أما غدا الاثنين، فتزور الوزيرة الفرنسية بيروت.

ودعت كولونا إلى هدنة "فورية ومستدامة" في قطاع غزة وخفض التصعيد مع لبنان في ظل القصف المتبادل مع حزب الله.

وتواجه إسرائيل في الآونة الأخيرة دعوات متزايدة لهدنة جديدة في قطاع غزة في ظل الارتفاع الحاد في عدد القتلى المدنيين في حربها على غزة، التي أدت إلى استشهاد 18ألفا و800 شخص على الأقل، غالبيتهم من النساء والأطفال.

وأعربت كولونا خلال مؤتمر صحفي مشترك مع كوهين في تل أبيب عن قلق بلادها "البالغ" إزاء الوضع في قطاع غزة، مطالبة بـ"هدنة جديدة فورية ومستدامة" في الحرب.

وتشهد الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، تبادلا للقصف بشكل يومي بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني.

ويؤكد الحزب استهداف مواقع ونقاط عسكرية إسرائيلية حدودية، وتردّ الدولة العبرية بقصف جوي ومدفعي يطال أهدافا عسكرية ومدنية في جنوب لبنان.

الدبلوماسية أو القوة

ويشدد الحزب على أن عملياته تأتي في إطار "إسناد" الشعب الفلسطيني و"المقاومة" في غزة.

وكان التوتر الحدودي بين لبنان وإسرائيل محور بحث في زيارة كولونا التي دعت كل الأطراف إلى "خفض التصعيد" في هذه المنطقة.

وقالت خلال زيارتها قاعدة عسكرية قرب تل أبيب إن "خطر التصعيد يبقى قائما، وإذا خرجت الأمور عن السيطرة، أعتقد أن ذلك لن يكون في مصلحة أحد، وأقول ذلك لإسرائيل أيضا".

وأضافت "هذه الدعوة إلى الحذر وخفض التصعيد تنطبق على الجميع".

ورأى كوهين أن "بإمكان فرنسا أداء دور إيجابي ومهم لمنع حرب في لبنان".

وشدد كوهين على أن "ليس لدى إسرائيل أي نية لفتح جبهة أخرى على حدودنا الشمالية، لكننا سنقوم بكل ما يلزم لحماية مواطنينا"، مشيرا إلى أن أكثر من 50 ألف إسرائيلي نزحوا من المناطق الحدودية في شمال إسرائيل.

وأضاف "علينا ضمان أمنهم ليتمكنوا من العودة إلى منازلهم"، و"الطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي إجبار حزب الله على الانسحاب شمال نهر الليطاني".

وأوضح كوهين "هناك طريقتان للقيام بذلك: إما بالدبلوماسية وإما بالقوة".

وكان مصدر دبلوماسي غربي في بيروت أفاد بأن "إسرائيل تريد من حزب الله أن يتراجع مسافة 40 كيلومترا عن الحدود"، وأن الإسرائيليين يريدون على وجه الخصوص من الحزب سحب مقاتلي وحدة النخبة في صفوفه "قوة الرضوان"، والأسلحة الثقيلة من المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني في جنوب لبنان.

وفي حين يردّ الحزب بأن ليس له وجود علني مرئي في المنطقة الحدودية، أكد نعيم قاسم نائب أمينه العام في وقت سابق هذا الأسبوع رفض البحث في "أي وضعية للجنوب اللبناني مع أحد مع استمرار العدوان على غزة".

رد في البحر الأحمر

وتثير الحرب في غزة مخاوف من اتساع نطاق النزاع إلى جبهات أخرى في الإقليم. وفي الآونة الأخيرة، كثّف الحوثيون من هجماتهم في منطقة البحر الأحمر، واستهدفوا سفن شحن تجارية كانت متجهة إلى إسرائيل.

ودفع ذلك شركات نقل كبرى إلى تعليق عبور سفنها في هذا الممر البحري الحيوي للتجارة العالمية، والذي يربط بين مضيق باب المندب وقناة السويس.

وحذّرت كولونا من أن هذه الهجمات "لا يمكنها أن تبقى بدون رد"، مؤكدة "نحن ندرس خيارات عدة مع شركائنا" من بينها دور "دفاعي لمنع تكرار ذلك".

وكانت وزارة الجيوش الفرنسية أعلنت الثلاثاء أن سفينة فرنسية كانت تقوم بدورية في البحر الأحمر أسقطت الاثنين مسيّرة كانت تهدد ناقلة ترفع علم النروج هاجمها الحوثيون.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

غارات جديدة على صعدة والحُديدة ومظاهرات تندد بالقصف الأميركي

أفادت وسائل إعلام تابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) بشن الطيران الأميركي 4 غارات على مديرية مجز بمحافظة صعدة شمالي اليمن، إلى جانب غارات على الحديدة المطلة على البحر الأحمر غربي البلاد، في حين خرجت اليوم الجمعة مظاهرات منددة في مدن يمنية عدة.

وذكرت قناة المسيرة التابعة للجماعة أن "العدوان الأميركي" شن سلسلة غارات على جزيرة كمران في محافظة الحديدة، وغارة واحدة على مديرية الصليف بالمحافظة.

ولم تتطرق القناة إلى تفاصيل أخرى بشأن نتائج القصف على المنطقتين الحيويتين، إذ تعد كمران من أكبر الجزر اليمنية في البحر الأحمر، في حين تضم مديرية الصليف ميناء بحريا.

"يا غزة يا جند الله .. معكم حتى نلقى الله"
أمثل هذا الهتاف المليوني المزلزل قد شاهدتم مواساة هي أصدق ونصرة هي أشجع لغزة؟
مليونية " ثابتون مع غزة.. رغم أنف الأمريكي وجرائمه " #صنعاء #ميدان_السبعين pic.twitter.com/v6TI2TZyWF

— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) April 25, 2025

وقد خرج آلاف اليمنيين إلى شوارع صنعاء اليوم الجمعة وفي مدن أخرى تحت سيطرة الجماعة، في مظاهرات تضامن مع الفلسطينيين في قطاع غزة، واحتجاجا على الغارات الجوية الأميركية التي تستهدف مناطق يمنية.

إعلان

ومنذ 15 مارس/آذار الماضي رصدت وكالة الأناضول نحو ألف غارة أميركية على اليمن، قتلت 217 مدنيا وأصابت 436 آخرين، حسب بيانات للحوثيين لا تشمل القتلى من قواتهم.

وبدأت هذه الغارات بعد أوامر من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لجيش بلاده بشن هجوم ضد جماعة الحوثي، قبل أن يهدد بـ"القضاء عليها تماما". لكن الجماعة أكدت مواصلة قصف مواقع إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وسفن في البحر الأحمر متوجهة إليها، ردا على استئناف إسرائيل منذ 18 مارس/آذار الماضي، حرب الإبادة على قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • بري في موقف مفاجئ : لن نسلم السلاح الآن!
  • خبراء إسرائيليون يحذرون الاحتلال من نعي حزب الله وإزالته من خارطة التهديدات
  • غارات جديدة على صعدة والحُديدة ومظاهرات تندد بالقصف الأميركي
  • طرح مفاجئ عن سلاح الحزب.. باحث إسرائيلي يكشفه
  • الرئاسة والحزب... نحو مخرج منظّم
  • سلاح المقاومة… درع الكرامة وخط النار الأخير في وجه العدوان الصهيوني
  • سلاح حزب الله: الحاجة والضرورة لردع العدو الصهيوني
  • صحيفة إسبانية: حزب الله يعرقل مبادرات إنقاذ لبنان
  • حزب الله في لبنان.. من حرب العصابات إلى احتكار العمل المقاوم
  • سلاح حزب الله إلى دائرة الضوء