مصر أول دولة على كوكب الأرض منذ 10 آلاف سنة، تقع فى موقع القلب من العالم. فهى نقطة تلاقى قارات العالم القديم: إفريقيا وآسيا وأوروبا، كما تطل على بحرين هما: البحر الأحمر والبحر المتوسط، وتشرف على خليجين: هما خليج السويس وخليج العقبة، وعلى أرضها تجرى قناة السويس أحد الممرات المائية الدولية، كما يتدفق عبرها نهر النيل الذى يمثل شريان الحياة لمصر.
مصر الدولة الأكثر سكاناً فى الشرق الأوسط، وأول من صك النقود من آلاف السنين، وحتى اليوم تسميها بعض الشعوب «مصارى»، نسبة إلى مصر.
برزت أهمية موقع مصر منذ القدم، فقد ساهم موقعها بجعلها تمثل بوابة شرقية للوطن العربى، وأصبحت مركزاً للطرق التجارية بين إفريقيا وأوروبا وآسيا منذ عام 1869.
هذا الموقع المتميز حفز كثيراً من العلماء والمفكرين على شرحه وبيان أهميته وخصائصه وأثره وتأثيره على مصر فى الداخل والخارج، ويمثل كتاب الدكتور جمال حمدان «شخصية مصر: دراسة فى عبقرية المكان» دليلاً قوياً فى هذا السياق، لقد استفاض «حمدان» فى المجلدات الأربعة فى شرح شخصية مصر الإقليمية والبشرية والزمانية والمكانية، ولخص ذلك فى قوله: «لمصر شخصيتها الإقليمية التى تضفى عليها تميزها وانفرادها عن سائر الدول فى الأقاليم المختلفة، إنها فلتة جغرافية فى أى ركن من أركان العالم»، وحدد أهمية الموقع ومكانته قائلاً: «إن عبقرية مصر الإقليمية تستند إلى محصلة التفاعل بين بعدين أساسيين هما الموضع والموقع، حيث يقصد بالموضع البيئة بخصائصها وحجمها ومواردها فى ذاتها، وهى البيئة النهرية الفيضية بطبيعتها الخاصة، أما الموقع فهو الصفة النسبية التى تتحدد بالقياس إلى توزيعات الأرض والناس والإنتاج وتضبط العلاقات المكانية التى ترتبط بها».
لم يكن تأثير الموقع المتفرد الذى تتمتع به مصر مقتصراً عليها كأرض فقط، بل امتد ذلك إلى تكوين الإنسان المصرى الذى ظل على مر العصور متمسكاً بقيم الاعتدال والانفتاح على الآخر، والتفاعل الخلاق مع سائر الأمم والثقافات من أجل تحقيق الأمن والسلام ليس لوطنه فقط بل للإنسانية جميعاً.
من هذا المنطلق تبوأت مصر مكانتها الإقليمية والدولية المتميزة والتى أتاحت لها القيام بدور مؤثر وفاعل لا يمكن إغفاله أو التغاضى عنه.
لا يختلف اثنان على أهمية مصر بالنسبة للعرب والعالم، ولا يختلف اثنان على أن مصر ليست جغرافيا فقط، ولكنها حضارة ممتدة فى عمق التاريخ ومفخرة للبشرية. ولأن مصر على الدوام سند للأمة العربية، لذا فإن من يتخذ منها موقفاً سالباً أو يعاديها يسهل تصنيفه فى باب غير باب العقلاء المدركين للتاريخ ولتطور الحياة والقول الشهير: «مصر أم الدنيا» لم يأت من فراغ، ولكنه جاء لتلخيص أهمية مصر ومكانتها ووزنها بين الأمم وليؤكد أيضاً دورها ورسالتها، فمصر بالنسبة للدول العربية كلها من دون استثناء هى الأم والأب والأخ والصديق والمعين الذى لا يتأخر عن تلبية النداء فى كل حين.
لقد شرف الله مصر وكرمها، وجعلها كنانته فى أرضه، ووهبها مكانة سامقة إلى يوم الدين، فهى أم البلاد، وغوث العباد، وجعلها الله سلة غذاء العالم وخزائن الأرض، وجاء إليها الناس من كل فج عميق، ليأخذوا نصيبهم من الغذاء بفضل مشورة سيدنا يوسف الذى أنقذ مصر والعالم من المجاعة حينما ادخر القمح وخزنه فى سنابله.
وصدق الشاعر الحكيم حين قال:
مصر الكنانة ما هانت على أحد.. الله يحرسها عطفاً ويرعاها
ندعوك يا رب أن تحمى مرابعها.. فالشمس عين لها والليل نجواها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصر أم الدنيا حكاية وطن مصر أفريقيا وآسيا نهر النيل
إقرأ أيضاً:
تواصل مشاعر الفخر والاعتزاز بفوز المملكة باستضافة كأس العالم 2034
الجزيرة – جواهر الدهيم
جاء إعلان اختيار المملكة العربية السعودية لاستضافة كأس العالم 2034م دليلاً على ما تحظى به بلادنا الحبيبة من مكانة عالمية، وتتويجًا للنهضة الشاملة التي تشهدها في ظل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين أيده الله، والرؤية السديدة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله -، نحو تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030″.
وقد عمت الفرحة أرجاء مملكتنا الغالية بإعلان اختيارها لاستضافة كأس العالم 2034م، الذي جاء دليلاً على ما تحظى به بلادنا الحبيبة من مكانة عالمية، وتتويجًا للنهضة الشاملة التي تشهدها مملكتنا الغالية وبإعلان استضافة المملكة كأس العالم 2034، تحت شعار “معا ننمو”.
وشهدت الطرق العامة والميادين في كافة مناطق المملكة بإضاءات باللون الأخضر تزامنًا مع هذه الحدث الاستثنائي، حيث اكتست المباني باللون الأخضر ووضعت للوحات على الطرق، التي تحمل صور القيادة تعبيرًا عن الفرحة والسرور باستضافة هذا الحدث العالمي، حيث عمت مظاهر الفرح والاعتزاز عموم المحافظة بهذا الحدث الرياضي الدولي، الذي يعزز من مكانة المملكة وقدرتها التامة على استضافة المناسبات والفعاليات الكبرى.
وجذبت الألعاب النارية أنظار المحتفلين بالفوز إذ انطلقت الحزم الضوئية بألوانها المتعددة في سماء كافة المدن والمحافظات ورفعت أعلام الوطن الغالي في كافة الشوارع والميادين واكتست المباني باللون الأخضر، وسط فرحة عامرة وفخر واعتزاز بهذا الحدث الاستثنائي.
اقرأ أيضاًالرياضةمربط عذبة يتوج بألقاب وميداليات في العرض الدولي السابع لجمال الخيل العربية الأصيلة
وتزامنا مع هذه الفرحة سعت القطاعات العامة والخاصة بمشاركة المواطنين ورواد هذه الأماكن للتعبير عن مشاعرهم بهذا الحدث، وفي مستشفى الملك فيصل التخصصي تم تخصيص ركن لرواده للتعبير عن فرحتهم حيث وضعت البالونات التي تحمل شعار الوطن، وأخذ رواد المستشفى يرتدون شعار الوطن الذي وفره المستشفى ويحملون الكأس ويأخذون صور تذكارية، وقد رصدت “الجزيرة” هذه للحظات الجميلة حيث عبر رضي العنزي عن هذا الحدث قائلآ أشعر بالفرح والفخر والاعتزاز بهذا الحدث والجميع فرح باستضافة وطننا الغالي لبطولة كأس العالم والذي هو خير للوطن ولنا جميعاً حفظ الله الوطن وقيادته.
وعبرت الطفلة حور بالصف الرابع عن مشاعرها بالقول: سعدت جدا بحصول وطني الغالي المملكة العربية السعودية باستضافة كأس العالم فخر لنا جميعاً وأتمنى أن أرى هذا الحدث الذي سيكون في المرحلة الجامعية إن شاء الله.
وتقول السيدة منال العتيبي أشعر بالفخر والاعتزاز بالوطن وما يقدمه من عطاء على كافه الأصعدة، كما عبر عدد من الأطفال والنساء بهذا الحدث بكل فخر واعتزاز مرتدين شعار الوطن ويحملون الكأس تعبيرا عن الفرح حفظ الله الوطن وقادته من كلّ سوء.