القردة والبعوض السبب| البشرية على مشارف حرب عالمية.. وأمريكا تعلن عجزها أمام تهديدات الفيروسات العابرة
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
يبدوا أن البشرية على مشارف حرب عالمية جديدة، ولكن في تلك المرة ستكون الحرب ضد أجناس أخرى، وليس بين البشر وبعضهم، وترجع تلك المؤشرات إلى معاناة الإنسان خلال السنوات الأخيرة من الأمراض العابرة له عبر أجناس أخرى من الكائنات الحية، وأصبحت الفيروسات تعرف طريقها إلى البشر عبر البعوض والقردة، حيث يمتلك كلاهما دقرة كبيرة على إعادة الكثير من الفيروسات بعد تطورها بداخله إلى الإنسان.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة NPR الأمريكية، فإنه يمكن أن يحمل البعوض فيروسات بما في ذلك حمى الضنك والملاريا وشيكونغونيا وزيكا، والكارثي في تلك الفيروسات أنها تشكل تهديدًا متزايدًا للصحة العامة في الخارج وفي الولايات المتحدة.
منذ سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي
في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وصل بعوض الزاعجة البيضاء إلى الولايات المتحدة، وتحديدا بجنوب وشرق وغرب الولايات المتحدة، حيث يمكن لهذه الحشرات المختبئة، والمعروفة أيضًا باسم بعوض النمر الآسيوي، أن تحمل فيروسات مثل حمى الضنك وزيكا وشيكونغونيا، وسرعان ما تكيفوا مع حياة المدينة في من خلال تجارة الإطارات المستعملة
ومنذ ذلك الحين، وبسبب العولمة وتغير المناخ، تنتشر الحشرات والأمراض التي تحملها على نطاق أوسع في جميع أنحاء العالم، وفي ورشة عمل لمدة يومين هذا الأسبوع في الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب في واشنطن العاصمة، خبراء عالميون في مجال الصحة العامة وحذر من أن دولًا مثل الولايات المتحدة ليست مستعدة لهذا التهديد الذي يلوح في الأفق.
الأمراض يتوسع انتشارها عبر تلك الأجناس
"إذا لم نفعل أي شيء، وهو ما نفعله الآن، فسوف يزداد الأمر سوءًا"، هكذا يقول توم سكوت، عالم الحشرات الطبية والأستاذ الفخري في جامعة كاليفورنيا في ديفيس، خلال ورشة العمل، وأضاف: "إن الضرر الناجم عن التقاعس عن العمل هائل، وهو أمر غير مقبول، وإنه أمر غير أخلاقي، وقد ركزت ورشة العمل على التهديدات الفيروسية، وهي الفيروسات التي ينقلها البعوض والقراد والتي يمكن أن تسبب ضررا للإنسان.
والملفت عبر السنين الماضية، أن تلك الأمراض تتوسع عبر تلك الاجناس من الكائنات الحية، فقد أصبحت الأمراض الاستوائية التي كانت تعتبر في السابق بعيدة عن الولايات المتحدة موجودة، حيث شهدت الولايات المتحدة هذا العام حالات إصابة بالملاريا تنتقل محليًا ومرض جلدي من الطفيليات الاستوائية، وحدث تفشي زيكا في فلوريدا وتكساس في 2016-2017 وانتشرت حمى الضنك محليًا في الولايات المتحدة كل عام لأكثر من عقد من الزمان.
التأخر في بدء الحرب كارثة
ويبدوا أن التأخر في بدء الحرب كارثة، فقد كانت العلامات واضحة منذ فترة طويلة للباحثين في مجال الأمراض الاستوائية، وتقول لورا كرامر، مديرة مختبر Arbovirus في جامعة ولاية نيويورك في ألباني، للحاضرين في ورشة العمل: "نحن لا نولي اهتمامًا كافيًا في الولايات المتحدة لما يحدث في البلدان الأخرى، فنحن فقط نشاهده ينتشر ولا نجهز أنفسنا لهذا الفيروس الذي من المحتمل أن يصل إلى الولايات المتحدة، وهذا ما حدث مع زيكا وشيكونغونيا وغرب النيل"، وقال الباحثون في ورشة العمل إن دولًا مثل الولايات المتحدة يمكنها أن تتوقع قدوم المزيد من الأمراض الاستوائية – ويجب أن تستعد لها، حيث يؤدي الاحتباس الحراري إلى توسيع نطاق بعض الحشرات والأمراض الاستوائية.
ولكن الولايات المتحدة فقدت الكثير من قدرتها على تعقب الحشرات، وقالت إيرين ستابلز، عالمة الأوبئة الطبية في مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، خلال ورشة العمل، إنه في عام 1927، كان لكل ولاية عالم حشرات خاص بها يعمل على السيطرة على أعداد الحشرات والملاريا، "أين نحن الآن في 2022؟ لدينا ستة عشر عالم حشرات بالولاية، وهذا يعني أن قدرة البلاد على مراقبة الفيروسات مثل فيروسات غرب النيل ضئيلة، فنحن لا نحصل على معلومات رائعة لأننا لم نحافظ على بنيتنا التحتية" هكذا قال ستابلز.
إذن ما الذي يجب على الولايات المتحدة أن تفعله؟
ويقول باحثو الصحة العامة إن سنغافورة مثال ساطع على مكافحة البعوض، فقد نجحت البلاد في خفض أعداد البعوض ــ الناقل لفيروسات مثل حمى الضنك وزيكا ــ من خلال تنظيف بيئة المدينة وتعليم الممارسات الجيدة منذ سن مبكرة للغاية، "ستعود ابنتي البالغة من العمر أربع سنوات إلى المنزل وتخبرني عن مكافحة ناقلات الأمراض لأنها تعلمتها في روضة الأطفال". وقال لي تشينج نج من معهد الصحة البيئية التابع لحكومة سنغافورة.
وتمتلك سنغافورة أيضًا برنامج مراقبة كبيرًا ومكلفًا، والذي يتتبع حالات حمى الضنك حسب الحي ويرسل تنبيهات هاتفية عندما تكون الحالات مرتفعة. ويمكن أن يتم تغريم أو سجن المقيمين في سنغافورة لإيواء مواقع تكاثر البعوض في منازلهم، ووصف بيتر داسزاك، رئيس تحالف الصحة البيئية غير الربحي، نهج سنغافورة بأنه "الجزرة والعصا".
وتابع: "هناك رغبة في اتخاذ إجراء في سنغافورة، وقد فعلوا ذلك وقد نجح، ومع ذلك، قد لا ينجح هذا النهج في بلدان أخرى مثل الولايات المتحدة، حيث نشهد ردة فعل بعد فيروس كورونا ضد جميع أشكال التدخل في الحرية الشخصية للناس، ولكن من الممكن أن تنجح أدوات أخرى، مثل اللقاحات ــ المتوفرة حاليا ضد بعض هذه الأمراض. وتصميم المدن بطرق مقاومة للبعوض".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الولایات المتحدة ورشة العمل حمى الضنک
إقرأ أيضاً:
اتفاق نووي بين كوريا الجنوبية وأمريكا.. وواشنطن تعرض بيع أنظمة دفاع لسيول
أعلنت وزارة الطاقة الأمريكية، الاثنين، عن التوصل إلى اتفاق تعاون نووي مدني بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
وقالت الوزارة في بيان عبر موقعها الإلكتروني: "تماشيا مع العلاقة العميقة وطويلة الأمد بين الولايات المتحدة وجمهورية كوريا، توصل البلدان إلى نتيجة مهمة في 1 نوفمبر، إذ عززا تعاونهما في مجال الطاقة النووية المدنية، من خلال التوقيع بالأحرف الأولى على مذكرة تفاهم بشأن المبادئ المتعلقة بالصادرات النووية والتعاون".
وأضافت الوزارة أن البلدين جددا التزامهما المتبادل بـ"تعزيز التوسع في الطاقة النووية السلمية مع التمسك بأعلى معايير عدم الانتشار والسلامة والضمانات والأمن".
وتحقيقا لهذه الغاية، عزز الطرفان إدارتهما لضوابط تصدير التكنولوجيا النووية المدنية، وفق البيان.
وتابع أن التعاون الجديد بين واشنطن وسيول سيوفر نقطة انطلاق لتوسيع العمل الثنائي في مكافحة تغير المناخ، وتسريع تحولات الطاقة العالمية، وضمان سلاسل التوريد الحيوية، بالإضافة لخلق فرص اقتصادية جديدة بقيمة مليارات الدولارات، وخلق أو تطوير عشرات الآلاف من وظائف التصنيع في البلدين.
ومذكرة التفاهم الموقعة ستخضع للمراجعة النهائية في عاصمتي البلدين، بحسب ما قالت وزارة الطاقة الأمريكية.
من جهة أخرى عرضت الولايات المتحدة على كوريا الجنوبية بيعها معدات وأنظمة إنذار وتحكم جوي بقيمة حوالي 5 مليارات دولار، بينها أربع طائرات.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، الاثنين، إنها وافقت من حيث المبدأ على بيع أربع طائرات من طراز "إي-7 إيربورن إيرلي وارنينغ أند كونترول" وعشرة محركات طائرات وأنظمة ومكونات دعم أخرى، بتكلفة تقدر بـ 4,92 مليارات دولار.
ويأتي الإعلان بعدما أطلقت كوريا الشمالية بحسب الجيش الكوري الجنوبي سلسلة من الصواريخ البالستية القصيرة المدى صباح الثلاثاء، قبل ساعات قليلة من فتح مراكز الاقتراع لانتخاب رئيس في الولايات المتحدة.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان إن "عملية البيع المقترحة ستعزز قدرة جمهورية كوريا على مواجهة التهديدات الحالية والمستقبلية من خلال توفير قدرات استخبارات ومراقبة واستطلاع وإنذار وسيطرة جوية".
كذلك، أفادت الوزارة بأن عملية البيع "ستعزز إمكانية التشغيل المشترك بين القوات الجوية التابعة لجمهورية كوريا والولايات المتحدة في مجالات القيادة والسيطرة والاتصالات وأجهزة الكمبيوتر والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع".
وستسمح طائرات التحذير والتحكم المعروفة باسم "ويدجتايلز" لكوريا الجنوبية برصد الصواريخ بسرعة أكبر وعلى مسافات أكبر مقارنة بأنظمة الرادار الموجودة على الأرض.
ولم تعلق الإدارة الكورية الجنوبية المسؤولة عن برنامج الاستحواذ الدفاعي على عرض البيع الأمريكي، لكن أكدت مصادر قريبة منها، أن شركة "بوينغ" الأمريكية هي إحدى الشركات الكثيرة المشاركة في مشروع طائرات الإنذار المبكر المجوقلة التي ستُرسل لسيول.
واختبرت كوريا الشمالية المسلحة نوويا، الخميس، ما قالت إنه صاروخ بالستي جديد عابر للقارات يعمل بالوقود الصلب.
وبحسب خبراء فإنّ هذا الصاروخ هو من الأقوى والأبعد مدى في ترسانة بيونغ يانغ وبإمكانه بلوغ البرّ الرئيسي للولايات المتحدة.