اسرائيل ترتكب المزيد من المذابح في غزة
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
غزة (الاراضي الفلسطينية).وكالات":شنت إسرائيل غارات جوية جديدة على قطاع غزة اليوم بعد توعد رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو بمواصلة "الضغط العسكري"، على الرغم من دعوات متزايدة لهدنة وإجراء تفاوض يتيح إطلاق رهائن تحتجزهم حماس.
وأعربت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا من تل أبيب اليوم عن قلق بلادها "البالغ" إزاء الوضع في غزة جراء الحرب التي دخلت شهرها الثالث، مطالبة بهدنة "فورية" في القطاع، و"خفض التصعيد" على الحدود بين اسرائيل ولبنان.
في غضون ذلك، طالبت عائلات الرهائن الذين لا يزالون محتجزين منذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، الحكومة الإسرائيلية بخطة تتيح الإفراج عنهم بعد إعلان الجيش الإسرائيلي قتل ثلاثة منهم خلال عملية داخل القطاع.
وكان هؤلاء ضمن نحو 250 شخصا تقدّر السلطات الإسرائيلية أنهم خطفوا في الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حماس، وأسفر عن مقتل نحو 1140 قضى معظمهم في اليوم الأول، وفق أرقام هذه السلطات.
وتسبب القصف بمقتل 18800 شخص على الأقل، نحو 70 بالمئة منه من النساء والأطفال، وفق حكومة حماس.
وواصل الطيران الإسرائيلي قصف مناطق عدة في مختلف أنحاء القطاع اليوم .
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس مقتل 24 فلسطينيا في مخيم جباليا، مشيرة أن "كثيرين ما زالوا تحت الأنقاض". كما أدت غارات أخرى الى مقتل 12 شخصا على الأقل في دير البلح.
وفي إضافة للدعوات الدولية المتزايدة لحماية المدنيين في قطاع غزة، شددت كولونا من تل أبيب على أهمية التوصل الى "هدنة جديدة فورية ومستدامة".وأضافت في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين "قتل كثير من المدنيين".
لكن كوهين كرر موقف بلاده الرافض لوقف النار في الوقت الراهن، معتبرا أن الدعوات لذلك "خطأ" و"هدية لحماس".
وأتى موقف الوزير غداة تأكيد نتانياهو مضيه في الضغط العسكري على حماس. وأوضح رئيس الوزراء "رغم كل الحزن العميق، أريد أن أوضح أمرا: الضغط العسكري ضروري لإعادة الرهائن وضمان النصر ".
كما صدرت السبت دعوة بريطانية ألمانية لحماية المدنيين.
وفي مقال مشترك في صحيفة "صنداي تايمز"، أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك "الحاجة العاجلة" لتحقيق "وقف دائم لإطلاق النار".
لكنهما قالا إنهما "لا يعتقدان أن الدعوة الآن إلى وقف عام وفوري لإطلاق النار.. هو السبيل للمضي قدما"، لأن ذلك حسب زعمهما "يتجاهل سبب اضطرار إسرائيل للدفاع عن نفسها: حماس هاجمت إسرائيل وما زالت تطلق الصواريخ لقتل المواطنين الإسرائيليين كل يوم.وقال: يجب على حماس أن تلقي سلاحها".
ونزلت عائلات الرهائن الذين لا يزالون محتجزين منذ حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، الى شوارع تل أبيب السبت، وطالبت حكومة اسرائيل بإعداد خطة فورية تتيح الإفراج عنهم بعد إعلان الجيش الإسرائيلي قتل ثلاثة منهم " خلال عملية داخل القطاع.
وقالت نوام بيري ابنة الرهينة حاييم بيري "لا نتلقى سوى مزيد من جثث الرهائن". وأضافت "مطلبنا ليس معركة، إنه مطلب يرفعه أي شخص فقد والده. خذونا في الاعتبار واقترحوا الآن خطة".
في الموازاة، لمح نتانياهو الى إعادة تفعيل التواصل مع قطر لإبرام اتفاق بشأن الرهائن. وقال "لدينا انتقادات شديدة لقطر.. لكننا نحاول الآن استكمال عملية استعادة رهائننا".
في المقابل، أكدت حماس في بيان على تلغرام موقفها "بعدم فتح أي مفاوضات لتبادل الأسرى ما لم يتوقف العدوان على شعبنا نهائيا"، موضحة أنها "أبلغت موقفها هذا لجميع الوسطاء".
من جهتها، جددت الدوحة في بيان السبت تأكيد بذل "جهودها الدبلوماسية المستمرة لتجديد الهدنة الإنسانية".
وستكون قطر محطة في جولة أعلنها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن السبت، تشمل إسرائيل والبحرين وقطر للتأكيد على "التزامات واشنطن بتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين".
ونقل عن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية أن أوستن سيبحث أيضا في إسرائيل "الخطوات التالية للنزاع" في غزة والإجراءات التي يتخذها الجيش الإسرائيلي "للتخفيف من الأضرار التي تلحق بالمدنيين"، بعد مطالبات أمريكية متكررة بهذا الشأن.
ويتوقع أن تتطرق زيارة أوستن كذلك الى التوترات الإقليمية المتصاعدة على خلفية الحرب في غزة، سواء في البحر الأحمر حيث يشنّ جماعة أنصارالله هجمات دعما للفلسطينيين، أو في جنوب لبنان حيث تتبادل إسرائيل وحزب الله القصف يوميا.
وحذرت كولونا من أن الهجمات في البحر الأحمر "لا يمكنها أن تبقى بدون رد"، بعد سلسلة عمليات نفّذها جماعة أنصار الله في اليمن، دفعت عددا من كبرى شركات النقل الى تعليق عبور سفنها في هذا الممر الحيوي للتجارة الدولية.
كما نبّهت كولونا التي من المقرر أن تزور لبنان اليوم، من التوتر على الجبهة الشمالية لإسرائيل.
وقالت إن "خطر التصعيد يبقى قائما.. وفي حال خرجت الأمور عن السيطرة، أعتقد أن ذلك لن يكون في مصلحة أحد، وأقول ذلك لإسرائيل أيضا"، مضيفة "هذه الدعوة الى الحذر وخفض التصعيد تنطبق على الجميع".
وإضافة الى الحرب في غزة، يستمر التوتر في الضفة الغربية المحتلة حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم مقتل خمسة فلسطينيين خلال عملية للجيش الإسرائيلي في طولكرم.
ومنذ اندلاع الحرب في غزة، قتل 280 فلسطينيا على الأقل بنيران الجيش الإسرائيلي أو المستوطنين في الضفة الغربية التي تحتلها الدولة العبرية منذ 1967، وفقا لأرقام وزارة الصحة.
في غضون ذلك، تتزايد الأزمة الانسانية حدة في قطاع غزة، حيث نزح 1,9 مليون شخص يشكلون نحو 85 بالمئة من إجمالي عدد السكان، وفق أرقام الأمم المتحدة.
وإضافة الى شحّ المساعدات الانسانية، يواجه سكان القطاع نقص الخدمات الطبية وخروج العديد من المستشفيات عن الخدمة جراء القصف والمعارك.
واليوم ، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن قسم الطوارئ في مجمع الشفاء الطبي بشمال غزة استحال "حمام دم" وبات يحتاج الى "إعادة تأهيل" بعد تعرضه لأضرار بالغة جراء القصف الإسرائيلي.
وأوضحت المنظمة أن فريقا منها ومن وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة، تمكّن السبت من إيصال مواد طبية الى مجمع الشفاء الواقع في غرب مدينة غزة (شمال)، وهو أكبر مستشفيات القطاع.
وأشارت في بيان إلى أن "عشرات الآلاف من النازحين" لجأوا الى هذا المجمع الذي "يفتقر" الى المياه والغذاء. وأضافت أن "الفريق (الذي زار المجمع) وصف خدمات الطوارئ بأنها +حمام دم+، مع وجود مئات المرضى المصابين داخله ووصول مرضى جدد في كل دقيقة".
وتعرّضت البنية التحتية الصحية بأكملها في قطاع غزة، لأضرار بالغة جراء القصف والعمليات البرية.
ويعدّ المستشفى الأهلي العربي الوحيد "الذي يعمل جزئياً" في الوقت الحالي في شمال قطاع غزة بأكمله، حيث تعمل ثلاثة مستشفيات بشكل محدود فقط هي الشفاء والعودة والصحابة. وقبل الحرب كان هناك 24 مستشفى في هذه المنطقة.
في غضون ذلك، تتواصل المعارك البرية في أنحاء القطاع.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم مقتل اثنين من عناصره، ما يرفع الى 121 عدد قتلاه منذ بدء العمليات البرية أواخر أكتوبر حسب احصائيات جيش الاحتلال.
الى ذلك، استشهدت امرأة وابنتها السبت برصاص جندي اسرائيلي داخل رعية العائلة المقدسة في غزة، وهي الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في القطاع، على ما أفادت بطريركية اللاتين في القدس.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: ندفع ثمنا بغزة أكبر من الإنجاز والحل صفقة مع حماس
تساءلت وسائل إعلام إسرائيلية عن الهدف من سقوط عدد كبير من الجنود الإسرائيليين في قطاع غزة، في حين قال محللون ومسؤولون عسكريون سابقون إن إسرائيل وصلت إلى مرحلة بات فيها "الثمن أكبر من الإنجاز".
ولا يزال القتال محتدما في محافظة شمال القطاع، إذ توسع إلى بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون، ولم يعد مقتصرا على مخيم جباليا، وسط توقعات بأن يستمر عدة أسابيع، وفق القناة 12 الإسرائيلية.
وفي هذا الإطار، يعتقد ألون بن دافيد، وهو محلل الشؤون العسكرية بالقناة 13 الإسرائيلية، أن إسرائيل وصلت إلى وضع أصبح فيه الثمن أكبر من الإنجاز الذي تحققه.
وأضاف بن دافيد "قد نستمر في تمزيق غزة لسنوات مقبلة"، لكنه استدرك متسائلا "ماذا بعد الانتهاء من جباليا؟".
وخلص إلى أن "هناك مليون منطقة في غزة يمكن أن يقضي فيها الجيش عدة شهور ويسقط عشرات الجنود".
بدوره، قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي سابقا اللواء احتياط غيورا آيلاند إن على إسرائيل إعلان استعدادها إنهاء الحرب، وسحب قواتها من غزة مقابل إبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
واستبعد المسؤول الأمني الإسرائيلي السابق تحقيق الجيش "الانتصار المطلق في غزة"، وقال إن ذلك "لن يحدث"، مثلما يطالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ووصف رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي سابقا يسرائيل زيف الثمن الذي تدفعه إسرائيل في غزة بـ"القاسي جدا" على مستوى جنود الاحتياط، إضافة إلى الأثمان السياسية والاقتصادية.
وتساءل زيف "هل سيبقى الجيش في جباليا أم سيغادرها؟"، وذلك بعد سقوط نحو 25 قتيلا في مخيم جباليا ضمن "العملية العسكرية الرابعة التي ينفذها بالمنطقة منذ بداية الحرب"، وفق قوله.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن في السادس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي بدء عملية عسكرية جديدة في جباليا بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة".
من جانبه، طالب أمنون أبراموفيتش، وهو محلل الشؤون السياسية بالقناة 12، بضرورة تحديد هدف عام للحرب في غزة، وإنهائها بعودة جميع الأسرى المحتجزين في القطاع.
وتساءل أبراموفيتش عن الهدف من سقوط هذا الكم من القتلى من الجنود في غزة، والأهداف التي تسعى إسرائيل لتحقيقها هناك، ومتى سينتهي ذلك.
وتزايدت عمليات كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ضد جيش الاحتلال في شمال القطاع ومعظمها في جباليا.
وتنوعت العمليات بين استهداف دبابات ميركافا وجرافات عسكرية من طراز "دي-9" بعبوات ناسفة وقذائف "الياسين 105"، إضافة إلى عمليات قنص جنود واستهداف قوات راجلة بقذائف مضادة للأفراد.