لجريدة عمان:
2024-11-19@18:28:56 GMT

الإشباع الفوري

تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT

في عالم يتسم بالسرعة، ويوهمنا بأننا نستطيع الحصول على كل ما نريد في الآن واللحظة، فقدنا لذة انتظار الأشياء، عندما كنا صغارًا على سبيل المثال، كنا نتوق للعام الدراسي الجديد، وللأعياد وتجمُّع العائلات في البيت (العود)، وكأن اللذة كانت تكمن في أيام وشهور هذا الانتظار، وكنا ننتظر بصبر وبهجة، ربما لأننا لم نعرف حينها طرقًا سريعة توصلنا لما نريد، لا توجد خطط فقدان 10 كيلوجرامات من وزنك في 4 أسابيع، وكيف تصبح ثريًا في 40 يومًا، اليوم نعيش عصرًا من الإشباع الفوري، على حد تعبير دان براون في كتابه الجميل (الحضور) نريد كل شيء الآن، وبالرغم من أننا بتنا نحصل على كثير مما نريد في «التوّ واللحظة»، لكننا لا نملك الوقت الكافي للاستمتاع بما حصلنا عليه في «التو»، فنحن نتطلع للقادم الجديد، ونعيش بانتظاره مما يفقدنا بهجة اللحظة، ويجعلنا لا نجد غضاضة في العيش على الديون، وعلى مجهودات الآخرين، حتى أننا بتنا لا نملك منازلنا وسياراتنا، بل حتى ملابسنا، فالبنوك تملك كل ذلك، فلا وقت لدينا للادخار والتوفير للحصول على ما نريد من مالنا الخاص، طالما أن البنوك ستتولى الشراء نيابة عنا، مقابل أن نظل تحت رحمتها ما تبقى لنا من عمر؛ لأنه لا خيار أمامنا للخروج من هذا المأزق سوى السجن أو الموت، فحتى يظل المرء منا قادرًا على الوفاء بالتزاماته تجاه مؤسسات التمويل هذه، سيضطر للعمل بشكل متواصل في وظيفة يكرهها، وتحت ظروف قاسية، ووضع صحي سيّئ؛ لأن هذا هو الخيار الوحيد أمامه، ولمَ علينا الانتظار ونحن نعيش في زمن (استمتع الآن وادفع لاحقًا)؟ ولمَ علينا الانتظار كما كان الكثيرون من زبائن المؤسسة التي كنت أعمل فيها يرددون على مسامعي (من ضامن عمره)؟، ينتقل الإشباع الآني إلى حياتنا غير المادية أيضا، فنحن نريد التقدير في اللحظة فيما إذا قدمنا خدمة أو مهمة لأحدهم، وصل بنا الأمر كنساء إلى عدم انتظار موعد ولادة أطفالنا طبيعيا، طالما العمليات القيصرية ستتيح لنا الولادة مبكرا حتى لا تضيع علينا فرصة السفر في الصيف، أو حضور مناسبة، وهكذا نعيش في ماراثون الهرب من اللحظة الحالية التي هي في الواقع كل ما نملك.

حمدة الشامسية كاتبة عمانية في القضايا الاجتماعية

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ما نرید

إقرأ أيضاً:

لواء إسرائيلي متقاعد: الجيش لم يهزم حماس حتى اللحظة

اعتبر لواء سابق بجيش الاحتلال الإسرائيلي أن الجيش لم يهزم "حتى اللحظة" حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن إسحاق بريك قوله إن الجيش في حالة استنزاف والجنود باتوا يرفضون الخدمة العسكرية.

وأضاف اللواء المتقاعد أنه تم تعيين وزير دفاع جديد غير مؤهل، في إشارة إلى إقالة يوآف غالات وتعويضه بيسرائيل كاتس، مضيفا أن وزير الدفاع الفعلي هو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وعن الجبهة الشمالية، أقر بريك بأن إسرائيل "ضربت حزب الله اللبناني بقوة، لكننا ما زلنا بعيدين عن القضاء عليه".

وعن التوغل البري في جنوب لبنان، قال إن "قواتنا دخلت برا بعمق 3 كيلومترات لكنها غير مؤهلة للتقدم أكثر".

وأضاف اللواء الإسرائيلي المتقاعد "نتعرض يوميا لمئات الصواريخ من لبنان وهذه الحرب تدمرنا".

وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في قطاع غزة، خلفت أكثر من 147 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.

وتزامنا مع عدوانها على غزة، تواصل إسرائيل غاراتها اليومية على لبنان وتوغلها البري في جنوبه، في حين يرد حزب الله بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخبارية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات.

مقالات مشابهة

  • ماذا ينتظر المسافر في أحسن ثلاث مطارات عربية؟
  • محافظ الدقهلية يتابع جهود المراكز في التعامل الفوري مع سقوط الأمطار
  • الحزب الحاكم في جورجبا: لا نريد عضوية الاتحاد الأوروبي مقابل الدعاية للمثلية
  • شقق الإسكان الاجتماعي 2024 لمنخفضي الدخل.. نظام السداد لـ وحدات التسليم الفوري
  • ماذا لو كنا نعيش في كون بلا بداية أو نهاية؟
  • إجراء 10 عمليات جراحية للقضاء على قوائم الانتظار في بني سويف
  • «وأنت في بيتك».. طريقة حجز أو تغيير موعد بوحدات المرور لتجنب الانتظار
  • لواء صهيوني متقاعد: الجيش لم يهزم حماس حتى اللحظة
  • الصليب الأحمر يناشد المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لإنقاذ الوضع الإنساني في غزة
  • لواء إسرائيلي متقاعد: الجيش لم يهزم حماس حتى اللحظة