ملحمة المصريين في الانتخابات الرئاسية.. لماذا؟
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
سطّر المصريون على مدار أيام الانتخابات الرئاسية، بحروف من نور، ملحمة تاريخية بالحشود الكبيرة التى اصطفت أمام اللجان الانتخابية فى كل أنحاء الجمهورية للإدلاء بأصواتهم فى انتخابات مصر الرئاسية 2024.. قدم المصريون مشاهد ملهمة، تثبت إيجابية المواطن المصري، وتنفى كل المزاعم التى يصدّرها أعداء الوطنية المصرية بين الحين والآخر.
ولكن هنا يتم طرح سؤال هام لماذا هذه الملحمة التاريخية التي سجلها الشعب المصري في هذه الانتخابات بالتحديد؟
وهنا نجد الإجابة في عدد من النقاط أولها هي شعور المواطن المصري بالأمن والأمان.. خروج المواطنين واصطفافهم أمام اللجان الانتخابية بالمئات يعكس حالة الأمن والأمان الذي تعيش فيه مصر الان من استقرار وثبات ورقي المعاملة. وثانيها هو جو الديمقراطية التي شعر بها المواطن المصري في بلده العزيز، وجود انتخابات في اي دولة يعني وجود الديمقراطية، ووجود حرية التعبير فلا نجد مثلا واضحا في هذا الصدد اكثر من مشهد نزول 4 مرشحين للانتخابات الرئاسية ثلاثة منهم من أحزاب سياسية مختلفة بوجهات سياسية مختلفة وبرامج سياسية واجتماعية مختلفة.
والسبب الثالث هو رد الجميل من الشعب المصري للوطن مصر. وهنا نفسح المجال للحديث عن هذا العنصر لأهميته البالغة. ففي الأعوام القليلة الماضية شعر المواطن المصري بطفرة في جميع المجالات.. طفرة تقدم وبناء حضارة قوبة تمتعت بها كافة فئات المجتمع.
فقد سجلت المرأة كعادتها في الانتخابات أعلي الفئات تقدما واحتشادا أمام اللجان الانتخابية وذلك لحرصها علي تكملة مسيرة التقدم والوضع التي وصلت اليه من تمثيلها في المجالس النيابية وتقلدها للمناصب التنفيذية الرفيعة من وزارات ومحافظين ونواب محافظين وقضاة ومستشارين هذا بخلاف جميع القوانين التي تم سنها لمناهضة العنف ضد المرأة.
وعندما نزل الشباب هو رد جميل علي الاهتمام الغير مسبوق بهم من جعل عام 2016 عام للشباب وجعل 60 نائبا تحت سن 35 سنة و125 نائبا تحت سن 45 سنة، بإجمالي 185نائبا من الشباب بنسبة 32% من إجمالي مقاعد مجلس النواب. هذا بخلاف المؤتمرات المحلية والدولية والعالمية التي تنفذ خصيصا لفئة الشباب واعتبارهم هم قيادات المستقبل وعماد الحاضر.
وأيضا سجلت فئة ذوي الهمم مشاهد وطنية غير مسبوقة في هذه الانتخابات الرئاسية وذلك لشعورهم باهتمام الدولة بهم ووضعهم علي خريطة الاهتمام في كافة المجالات بداية من قانون رقم (10) لعام 2018 وإعلان نفس العام لذوي الهمم مرورا بالتعديلات الدستورية 2019 التي نصت علي تمثيل مناسب لذوي الهمم في المجالس النيابية انتهاء بالاهتمام بتصميم المباني بما يتناسب معهم. لذا من مصلحتهم المباشرة النزول والاصطفاف لتكملة مسيرة الاهتمام بهم.
وأيضا الريف سجل أروع المشاهد الوطنية في تاريخ مصر وذلك لشعورهم بالتطور الذي حدث في نجوع وقرى ومراكز جميع المحافظات وهو المشروع القومي الوطني "حياة كريمة". مشروع حياة كريمة هو مشروع ضمن حياة كريمة لجميع أفراد الريف المصري في كافة المجالات، من طرق ومواصلات ومحاور وكباري وصرف صحي وغاز طبيعي وتبطين الترع ووحدات سكنية تليق بالمواطن المصري.
وأخيرا اصطفت جميع فئات المجتمع وراء دولتهم ووطنهم الغالي حماية له من المخاطر التي تدق ناقوس الخطر من جميع الجهات. وبفضل الله وعونه وبحكمة قيادة مصر السياسية وبشجاعة وقوة جيشها العظيم تقف مصر امام جميع التحديات التي تهدد استقرارها الأمني. فكان من الضروري ومن المهم وأيضا من البديهي أن يقف الشعب المصري كله خلف الدولة المصرية ردا للجميل وذلك لتسجيل مشهد أمام العالم كله يوضح عظمة الشعب المصري وعظمة مصر بين جميع الدول. حفظ الله مصر وشعبها وجيشها تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية اللجان الانتخابية المواطن المصری الشعب المصری
إقرأ أيضاً:
٩٠٠ مليار دينار للانتخابات بين إقرار الصرف وفرصة البناء المهدورة
بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي ..
أعلنت وزيرة المالية في العراق مؤخراً موافقتها على صرف مبلغ ٩٠٠ مليار دينار عراقي لتمويل العملية الانتخابية المقبلة، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً بين الأوساط السياسية والشعبية على حد سواء. وبينما ترى الجهات الرسمية أن تأمين هذا التمويل ضرورة لضمان سير الانتخابات بسلاسة وشفافية، تبرز تساؤلات حقيقية عن جدوى هذا الإنفاق الهائل، خصوصاً في ظل الأزمات المتراكمة التي يواجهها البلد، والتي كان من الممكن معالجة جزء منها لو تم توجيه هذه الأموال نحو مشاريع البناء والتطوير.
من الناحية الرسمية، تبرر الحكومة هذا الصرف باعتباره استحقاقاً وطنياً لا يمكن تأجيله أو التقليل من أهميته، باعتبار أن الانتخابات هي الركيزة الأساسية لأي نظام ديمقراطي يسعى إلى تجديد شرعيته الشعبية عبر صناديق الاقتراع. تأمين التمويل في الوقت المناسب يُعد رسالة على التزام الدولة بإجراء انتخابات نزيهة تحظى بالثقة المحلية والدولية. كما أن التحضيرات اللوجستية والأمنية، فضلاً عن ضمان مشاركة الناخبين في مختلف أنحاء البلاد، تتطلب ميزانية ضخمة لتغطية احتياجات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لكن وعلى الجانب الآخر من الصورة، لا يمكن تجاهل الشعور العام بأن هذا المبلغ الهائل كان من الممكن أن يُحدث أثراً ملموساً في حياة المواطنين لو وُجّه إلى مجالات أخرى أكثر إلحاحاً. فعلى سبيل المثال، لو تم توزيع هذا المبلغ البالغ ٩٠٠ مليار دينار على مشاريع البنية التحتية، لكان بالإمكان إصلاح العديد من الطرق المتهالكة، أو تحسين شبكات الكهرباء والمياه، أو حتى بناء مدارس ومستشفيات جديدة تخفف من معاناة الناس اليومية.
توجيه هذا المبلغ نحو التنمية كان من الممكن أن يحمل رسالة قوية للمواطنين بأن الدولة جادة في تحسين أوضاعهم المعيشية وتوفير حياة كريمة لهم. كما كان من شأنه أن يعزز ثقة المواطن بالحكومة أكثر من أي خطاب سياسي، فالتغيير الحقيقي يبدأ من توفير الخدمات الأساسية التي يشعر بها الناس في حياتهم اليومية.
إضافة إلى ذلك، من شأن استثمار مثل هذا المبلغ في مشاريع إنتاجية أن يساهم في تحفيز الاقتصاد المحلي، وخلق فرص عمل، وتقليل معدلات البطالة، وهو ما يشكّل في حد ذاته عاملاً مهماً لاستقرار البلاد سياسياً واجتماعياً، وربما يغني مستقبلاً عن الحاجة إلى إجراء انتخابات مكلفة مكررة بسبب عدم الاستقرار أو ضعف ثقة المواطن بالعملية السياسية.
في النهاية، لا شك أن الانتخابات محطة مهمة في مسار أي دولة تسعى إلى ترسيخ ديمقراطيتها، لكن الأهم أن يشعر المواطن بأن صوته في صندوق الاقتراع سيترجم لاحقاً إلى تحسين في نوعية حياته. فبدون بناء دولة قادرة على تلبية احتياجات الناس، تبقى الانتخابات مجرّد إجراء شكلي، مهما بلغت تكلفتها. وبينما تسير العملية الانتخابية إلى الأمام، تبقى الآمال معلقة بأن تدرك الحكومة قيمة الاستثمار الحقيقي، وهو الاستثمار في الإنسان العراقي ومستقبل بلاده.
مكافحة المخدرات تقيم معرضًا توعويًّا بأضرار ومخاطر المخدرات والسموم والمؤثرات العقلية بالكلية التقنية