فيديو.. كتب ورسائل دكتوراه وجبات ثمينة للنار في غزة
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
غزة- تمسك عيدة أبو عمرة بأوراق مزقتها من كتب جامعية لأبنائها، وتلقيها وجبات للنار داخل فرن من الطين، تعد عليه الخبز والطعام، للتغلب على أزمة غاز الطهي الحادة في قطاع غزة.
وفي سبيل البقاء على قيد الحياة، اضطرت عيدة وغالبية الغزيين لإيقاد النار في قطع من الأثاث المنزلي، والملابس، والقرطاسية والكتب المدرسية والجامعية، وحتى في رسائل الدراسات العليا، بعدما أصبح العثور على الحطب مهمة شبه مستحيلة.
وتضاعفت أسعار الحطب مرات عدة، وبات شحيحا في الأسواق، بعد نحو شهرين من الاعتماد عليه، بديلا لغاز الطهي، وتمنع دولة الاحتلال توريده إلى القطاع، في إطار حصار مطبق تفرضه تزامن مع الحرب الضارية والمتصاعدة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتقول عيدة للجزيرة نت "الكتب والملابس ليست أغلى من الحياة، والله أعلم إذا كنا سنعود إلى حياتنا ومدارسنا وجامعاتنا بعد هذه الحرب أم لا".
عيدة أبو عمرة توقد النار بكتب مدرسية وجامعية من أجل توفير الخبز لأطفالها (الجزيرة) إصرار على البقاءوسمحت إسرائيل، لأول مرة، بتوريد كميات محدودة من غاز الطهي، بموجب اتفاق الهدنة المؤقتة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وتقدر السلطات المحلية في غزة حاجة 2.3 مليون فلسطيني في القطاع من غاز الطهي بنحو 200 طن يوميا، في حين لا تسمح إسرائيل حاليا بمرور أكثر من شاحنتين محملتين بزهاء 40 طنا فقط.
ولجأت عيدة إلى فرن الطين، بعدما نفد غاز الطهي من منزلها في مدينة رفح جنوب القطاع، ولم يعد الحصول عليه سهلا، وتقول إنها اضطرت إلى إيقاد النار في ملابس وكتب وأحذية من أجل توفير "لقمة العيش" لأسرتها.
وبينما كانت تلقي بأوراق كتب لأبنائها الجامعيين في النار للحفاظ على بقائها مشتعلة أسفل أرغفة الخبز، تماسكت عيدة أمام لفحات نيران الفرن، وقالت بلهجة تحد وإصرار على الحياة "لازم نعيش غصبا عن الاحتلال والجميع، سنعيش ولن نشكو همنا إلا لله".
دكتوراه تحت أرغفة الخبز
وجمعت أسرة يشتهر أفرادها بحرصهم على نيل شهادات عليا في تخصصات مختلفة، رسائل الدكتوراه من أجل إيقاد نار وإعداد الخبز، وكتبت الصحفية المقيمة في إسطنبول إسراء المدلل على صفحتها الرسمية على فيسبوك "رسالة الدكتوراه لأمي السيدة نعيمة ولأخي الدكتور عبدالله وأخي الدكتور محمد جمعوها هذا الصباح لإحراقها من أجل رغيف الخبز عوضا عن الحطب والخشب الذي نفد، من أجل كوب شاي ساخن ولقمة".
وتقول إسراء "بعد أن خدمت أمي عمرها مع الأمم المتحدة كأول امرأة مديرة المنطقة التعليمية في رفح لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بعد أن فتحت بيوت علم، وربت أجيالا، وأسست نهجا تربويا هو الأول في الشرق الأوسط، تحرق كل رسائلها الماجستير والدكتوراه، كما إخوتي، بعد سياسة التجويع التي يطبقها العالم علينا، الكل مسؤول ومتخاذل ومشترك بالجريمة".
وتعرض منزل هذه الأسرة لأضرار ودمار جزئي نتيجة غارة جوية نفذتها مقاتلات حربية إسرائيلية على منزل مجاور لها في منطقة "حي الزهور" شمال مدينة رفح.
قطع أشجار مقبرةوخلقت ضراوة الحرب الإسرائيلية حالة كبيرة من الفوضى غابت معها الرقابة الرسمية، وتسببت في اندفاع الناس لسلوك كل وسيلة متاحة من أجل تدبير شؤون حياتهم اليومية.
وقال شاب ثلاثيني، فضل عدم الكشف عن اسمه، بينما كان يقطع بفأس شجرة وارفة في "مقبرة الشهداء" بحي الجنينة شرق مدينة رفح، إنه يقطعها من أجل بيعها كحطب للنار، ويوفر بمبلغها الزهيد الدقيق لأسرته.
وكان هذا الشاب يعمل سائقا بالأجرة على سيارة، توقفت عجلاتها عن الدوران منذ الأسبوع الأول للحرب، إثر نفاد الوقود من المحطات، وارتفاع ثمنه عدة أضعاف في السوق السوداء.
ومثلما حدث في هذه المقبرة، التي لم يعد للأشجار فيها أثر سوى بقايا جذوع تعتلي الأرض بقليل، نالت فؤوس أخرى من أشجار ظلية مزروعة في المدارس والشوارع العامة، ولم تسلم المقاعد الدراسية داخل المدارس من نيران يشعلها نازحون للتدفئة وطهو الطعام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غاز الطهی من أجل
إقرأ أيضاً:
مناقشة أطروحة دكتوراه في القانون المدني للباحث زيد المراشده في “الإكراه الاقتصادي” كموضوع قانوني مستحدث
حصل الباحث الإعلامي والمحامي / زيد مُعين المراشده، مساء الخميس، على درجة الدكتوراه في القانون المدني من جامعة العلوم الإسلامية العالمية وبتقدير ممتاز.
جاء ذلك، بعد أن أعلنت لجنة المناقشة المشكلة من الأستاذ الدكتور إبراهيم الصرايره، رئيسا، والأستاذ الدكتور إبراهيم الأرناؤوط، عضوا، والأستاذ الدكتور أسيد الذنيبات، عضوا خارجيا، وعميد كلية الشيخ نوح القضاة للشريعة والقانون الأستاذ الدكتور جهاد الجراح، مشرفا، اجتياز الباحث المراشده بنجاح مناقشة أطروحته الموسومة بعنوان: الإكراه الاقتصادي كمفهوم حديث لحماية المستهلك من عدم التوازن العقدي في ظل قصور الآليات التقليدية في التشريع الأردني: دراسة مقارنة مع القانون المدني الفرنسي.
ويعد موضوع أطروحة الباحث المراشده من المواضيع القانونية الجديدة المستحدثة في القانون المدني الفرنسي الجديد.
مقالات ذات صلة الأستاذ جمال جيت .. كل عام وأنت بخير 2025/01/23وهدفت دراسة الباحث المراشده إلى تسليط الضوء على الفكرة الجديدة للإكراه المعيب للإرادة التعاقدية المستحدثة في المادة (1143) من القانون المدني الفرنسي، والتي درج الفقه والقضاء على تسميتها بـ “الإكراه الاقتصادي”، الهادفة إلى تعزيز حماية سلامة رضا أطراف العلاقة التعاقدية وما يشوبها من ضغوط وممارسات تعسفية تعيب الإرادة نتيجة إساءة استغلال حالة التبعية التي يكون فيها متعاقد مع أخر من خلال الضغط عليه لحمله على التعاقد والحصول منه على مزايا تزيد عن الحد المألوف بشكل واضح تؤدي إلى حدوث حالة من عدم التوازن في العلاقات التعاقدية يتمثل بتفاوت بين الحقوق والالتزامات.
وتناولت الدراسة أبرز الاتجاهات الفقهية التي أثيرت حول طبيعتها القانونية والفكرة التي تقوم عليها ومفهومها وشروطها والتطور التشريعي لها في فرنسا في عدد من مشاريع القوانين وصولا إلى تكريسها بنص قانوني مستقل.
وتوصلت الدراسة إلى أن فكرة الإكراه الاقتصادي تقوم على حالة التبعية بحيث يحتمل مفهومها جميع أنواع التبعية دون اقتصارها على التبعية الاقتصادية كما كان يروج لها سابقاً. وأن هذه الفكرة تختلف عن الأنظمة القانونية المشابهة لها مثل الإذعان والغبن والشرط التعسفي والاستغلال، وأنها تندرج ضمن مفهوم الإكراه بمفهومه التقليدي وتعد صورة جديدة من صور الإكراه المعنوي، إلا أنها تمتاز بطبيعة وشروط قانونية خاصة، حيث خلت أحكام القانون المدني الأردني التي تناولت عيب الإكراه في المواد (135-142) من النص عليها صراحة خلافاً للمشرع الفرنسي الذي تبناها حديثاً بنص مستقل في قانونه المدني.
وأوصى الباحث المراشده المشرع الأردني بإيراد نص خاص يتضمن هذه الصورة ضمن الأحكام القانونية الناظمة لعيب الإكراه في القانون المدني الأردني، وإيراد نص يتضمن تخصيص جزاء خاص بهذه الفكرة ليتواءم مع طبيعتها القانونية الخاصة.