السر في جمع كلمة "الظلمات" وإفراد كلمة "النور" في القرآن الكريم
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن السِّر في جمع كلمة "الظلمات" وإفراد كلمة "النُّور" في صدر سورة الأنعام في قوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ﴾، ممَّا تنوعت فيه كلمةُ العلماء مِن أنه كان اتباعًا للاستعمال، لأن لفظ (الظلمات) بالجمع أخف، ولفظ (النُّور) بالإفراد أخف، وهما معًا دالان على الجنس، والتعريف الجنسي يستوي فيه المفرد والجمع.
أضافت الإفتاء، عبر موقعها الرسمي، أنَّه من الممكن أيضًا أن يكون السبب في تعدد الظلمات راجع إلى كون الباطل له وجوه كثيرة متعددة ومتنوعة، بخلاف النُّور فهو مفرد متحد، أو أن في ذلك إشارة إلى جنس كلّ منهما، فالنُّور له جنس واحد وهو النار، والظلمات كثيرة؛ ولأن كلَّ جِرْمٍ له ظِلٌّ، والظِّلُ هو الظلمة، ومنهم مَن يرى أن النُّور يتعدى إلى غيره بخلاف الظلمة فهي جامدة لا تتعدى؛ فنَاسب المتعدي أن يكون مفردًا، وغير المتعدي أن يكون جَمْعًا.
بيان فضل سورة الأنعامدار الإفتاء المصريةأوضحت الإفتاء، أن سورة الأنعام لها من الفضل العظيم والقدر الجليل ما لا يخفى، ومن ذلك: أنه قد نزل يُشيعها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمينُ الوحي جبريل عليه السلام ومعه سبعون ألف مَلَكٍ، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال: لما نزلت سورة الأنعام سبَّح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قال: «لَقَدْ شَيَّعَ هَذِهِ السُّورَةَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَا سَدَّ الْأُفُقَ» رواه الحاكم في "المستدرك"، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم".
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «نَزَلَتْ سُورَةُ الْأَنْعَامِ وَمَعَهَا مَوْكِبٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ سَدَّ مَا بَيْنَ الْخَافِقَيْنِ لَهُمْ زَجَلٌ بِالتَّسْبِيحِ، وَالْأَرْضُ بِهِمْ تَرْتَجُّ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ» ثلاثَ مراتٍ، رواه البيهقي في "شعب الإيمان"، و"السنن الصغرى".
قال الإمام الفخر الرازي في "مفاتيح الغيب": [قال ابن عباس رضي الله عنهما: إنها مكية نزلت جملة واحدة، فامتلأ منها الوادي، وشيَّعها سبعون ألف ملك، ونزلت الملائكة فملؤوا ما بين الأخشبين، فدعا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الكُتَّاب وكتبوها من ليلتهم إلا ست آيات، فإنها مدنيات: ﴿قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ﴾ [الأنعام: 151] إلى آخر الآيات الثلاث، وقوله: ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ [الأنعام: 91] الآية، وقوله: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا﴾ [الأنعام: 93]].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الظلمات النور القرآن الكريم دار الافتاء الإفتاء صلى الله علیه وآله وسلم
إقرأ أيضاً:
بالفيديو.. محمد مختار جمعة: عظمة القرآن الكريم ليس لها حد وبلاغته إعجاز علمي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف السابق، إن عظمة القرآن الكريم ليس لها حد فهو عظيم في أحكامه وتشريعاته وأخلاقه وبيانه ولغته ونصه وبلاغته وإعجازه البلاغي والعلمي والكوني، مستشهدًا بقول الله تعالى: " خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ ۚ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ﴾".
وأضاف "مختار" خلال تقديمه لبرنامجه "الصراط المستقيم" على فضائية "تن"، أن الله سبحانه وتعالى قال: " إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له"، موضحًا أن التحدي قائم مهما تقدم العلم، فمن يستطيع أن يخلق ذبابًا حيًا من لحم ودم كائنًا بهذه الكينونة التي خلقها الله عليها.
وتابع، أن الله سبحانه وتعالى يقول: " وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ۚ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ۚ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ"، موضحًا: "لو سألت كثيرًا من الناس الذين يسكنون بجانب الجبال وقلت لهم أن الجبال تسير وتمر مر السحاب لجادلك جدالًا مرًا ولربما ما استوعب ما تقوله فمن الذي استوعب النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل ما يزيد عن 14 قرن من الزمان بأن الأرض تدور حول نفسها وأن الجبال تمر بجانب السحاب إنه الواحد الأحد.