دمشق-سانا

اجتمع طلاب ومدرسو مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية في معرض فني مساء اليوم بعنوان “عيوننا إليك”، تضامناً مع غزة التي تتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ تشرين الأول الماضي.

المعرض المقام في مقر المركز شارك فيه 90 طالباً وطالبةً ومدرسو المركز الذين قدموا 103 لوحات فنية وبتقنيات مختلفة، جسدت مشاهد من فلسطين ونضال شعبها في سبيل تحرير الأرض المحتلة.

وعن المعرض قال قصي العبد الله الأسعد رئيس مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية في تصريح لمراسل سانا: “جاء هذا المعرض تلبيةً لرغبة طلابنا بالتعبير عن مشاعرهم وأوجاعهم وما يدور في دواخلهم، تضامناً مع القضية الفلسطينية بالعموم، وليقفوا مع أهلنا في غزة جراء ما يتعرضون له من عدوان”، مجسدين من خلال لوحاتهم رسالةً للعالم لفضح الكيان الصهيوني المحتل الذي ينتهج الدمار والإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.

الفنانة علياء الراعي المدرّسة في المركز شاركت بلوحة في المعرض وأوضحت أن القضية الفلسطينية لم تعد تخص الفلسطينيين والعرب وحدهم، بل أصبحت قضية إنسانية عالمية تمس كل الشرفاء والأحرار في العالم، مبينة أن الفنان يرسل ضوء الأمل عبر أعماله في نفوس الأجيال القادمة حتى تحرير آخر ذرة تراب من الأرض الفلسطينية.

بدوره الفنان الشاب محمود شباط المدرّس في المركز عبر من خلال لوحته عن فكرة حضور الرجل الفلسطيني في التاريخ مع رمزية الأرض والمقاومة والقضية الفلسطينية، محاولاً تقديم رؤية فنية معاصرة عما يجري من عدوان على غزة والكفاح لنيل كل الحقوق المغتصبة.

من جهتها الطالبة راما زروق لفتت إلى أن عدد الشهداء الذي يتزايد كل يوم يزيد من إصرارنا على نهج المقاومة جيلاً بعد آخر حتى تحرير كل الأرض العربية المحتلة.

أما الطالبة نوال البورصه لي فعبرت عن محاربتها للمشاهد القاسية جراء العدوان على غزة، من خلال لوحتها التي تهرب إليها، وبالوقت ذانه تعبر من خلالها عن تضامنها مع أهلنا في فلسطين المحتلة، مؤكدة أن العزيمة ستبقى قوية حتى تحرير كل ذرة من أرض فلسطين.

محمد سمير طحان

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

تخيُّل الأرض المقدسة: كيف تمت عبرنة الخريطة الفلسطينية؟ كتاب جديد

صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية مؤخرا كتاب تخيُّل الأرض المقدسة: كيف تمت عبرنة الخريطة الفلسطينية؟ للباحث الفلسطيني أحمد الدبش.

لم يأتِ المشروع الاستيطاني الصهيوني في فلسطين على خلفيةٍ استعماريةٍ أوروبيةٍ، ثم أمريكية، فحسب، على الرغم من أهمية هذه الخلفية، التي أخذت مع الوقت تتجسّد أكثر فأكثر في ذلك المشروع الصهيوني، بل مثّل العاملُ العقيديُ الديني عنصرًا مهمًا في دفع مجموعات من يهود أوروبا ورجال الدين فيها إلى البحث عن أرض "الآباء" و"الأجداد" و"أرض الميعاد"، استنادًا إلى رؤى وسرديات توراتية وتلمودية أسطورية تخيُّلية لم تنجح البحوث والاستكشافات الآثارية على مدى أكثر من قرن في إيجاد دلائل حسِّية دامغة على حقيقتها.

يحاول هذا الكتاب البحث في السيرورة التاريخية لتطوُّر عملية تخيُّل "الأرض المقدّسة" لدى اليهود في فلسطين والإجابة عن السؤال الرئيس في هذا السياق، وهو وكيف تدحرج "تخيُّل الأرض المقدسة"، ومتى عُقدت الصلة بين "الشعب اليهودي المُتخيَّل" وفلسطين، التي اختُرع اسم لها هو "أرض إسرائيل" لإثبات تلك الصلة "المُتخيَّلة"؟ وكيف نجح المشروع الصهيوني في استخدام هذه الصلة "المُتخيَّلة" كأداة توجيه ودفع لإفراغ فلسطين والتاريخ الفلسطيني من أي معنى حقيقي، حتى أصبح هذا التاريخ أسيرًا لروايات توراتية إلى درجة يكاد معها يتعذّر التحرّر منها؛ فخسرت فلسطين تاريخها أمام القوى الإمبريالية الأوروبية أولًا، وفي مواجهة تلفيق وتركيب تاريخ "عبري/ إسرائيلي" للماضي ثانيًا، ما لبث أن أصبح رواية قومية "إسرائيلية" بعد ذلك.

يأتي هذا الكتاب في مرحلة غدا فيها الصراع على السردية التاريخية على أشدّه، بين أصحاب الأرض الأصلانيين وأولئك الغرباء عنها، ممن لفظتهم شعوب الأرض، وهو يأتي في سياق عملية النضال في سبيل تحرير الحقائق التاريخية المتعلقة بتاريخ فلسطين القديم من الروايات التوراتية، والشروع في الخروج من بوتقة "الكتاب المقدس" بوصفه تاريخًا.

يستعرض الكتاب دور العامل العقائدي الديني في المشروع الاستيطاني الصهيوني، وكيفية استخدام السرديات التوراتية والتلمودية لإعادة تسمية وتخيل الجغرافيا الفلسطينية بما يتوافق مع الرواية الصهيونية.

يتألف الكتاب من خمسة فصول، بالإضافة إلى المقدمة والخاتمة والمراجع والفهرس، ويقع في 304 صفحات.

وعبرنة الخريطة الفلسطينية هي عملية تغيير الأسماء العربية الأصلية للمدن والقرى والمعالم الجغرافية في فلسطين إلى أسماء عبرية، وهي جزء من مشروع استعماري استهدف محو الهوية الفلسطينية وإحلال هوية إسرائيلية جديدة. هذا الأمر لم يكن مجرد تغيير أسماء، بل كان إعادة تخيُّل للأرض المقدسة بما يتناسب مع الرواية الصهيونية التي سعت إلى تقديم فلسطين على أنها أرض يهودية تاريخياً، مع تجاهل الوجود الفلسطيني المتجذر فيها.

كيف تمت عبرنة الخريطة الفلسطينية؟

إنشاء لجنة الأسماء (1949): بعد النكبة، شكّلت الحكومة الإسرائيلية "لجنة الأسماء" التي كان هدفها عبرنة المعالم الجغرافية. تم تغيير أسماء القرى والمدن العربية المهجَّرة إلى أسماء عبرية مستوحاة من التوراة أو من المفردات العبرية الحديثة.

محو القرى المهجَّرة: خلال وبعد حرب 1948، دُمّرت مئات القرى الفلسطينية بالكامل، وأُنشئت مستوطنات جديدة بأسماء عبرية مكانها، مثل تغيير اسم قرية "أين غزال" إلى "عين أيالاه"، و"صفورية" إلى "تسيبوري".

إعادة تفسير الأسماء التاريخية: في بعض الحالات، تم تحريف الأسماء العربية لتبدو عبرية، مثل تغيير "المجدل" إلى "أشكلون"، و"يبنة" إلى "يبني"، وذلك لإضفاء طابع توراتي على الجغرافيا الفلسطينية.

عبرنة اللافتات والوثائق الرسمية: في الخمسينيات والستينيات، بدأت إسرائيل بفرض الأسماء العبرية على الخرائط الرسمية، اللافتات، وحتى وثائق الهوية، مما عزّز الطمس التدريجي للأسماء العربية.

إن عبرنة الخريطة الفلسطينية ليست مجرد تغيير في الأسماء، بل هي عملية استعمارية تهدف إلى إعادة تشكيل الهوية المكانية والتاريخية لفلسطين. ومع ذلك، يبقى الوعي الفلسطيني بهذه الأسماء والتاريخ الحقيقي للأرض جزءًا لا يتجزأ من المقاومة الثقافية ضد محاولات الطمس والتهويد.فرض الأسماء العبرية على الفلسطينيين في الداخل: منذ قيام إسرائيل، حاولت فرض الأسماء العبرية حتى على الفلسطينيين الذين بقوا داخل الخط الأخضر، كجزء من سياسات الأسرلة، حيث مُنعت القرى والمدن العربية من استخدام أسمائها الأصلية في الوثائق الرسمية.

الهدف من العبرنة

إلغاء الوجود الفلسطيني: عبرنة الأسماء كانت جزءًا من استراتيجية إنكار الرواية الفلسطينية وإعادة كتابة تاريخ المكان ليبدو وكأنه يهودي الأصل.

تعزيز السيطرة الاستعمارية: تغيير الأسماء عزز الشعور بالسيادة الإسرائيلية على المكان، حيث أصبحت كل الإشارات الجغرافية تدل على الرواية الإسرائيلية بدلاً من الفلسطينية.

ربط الأرض بالنصوص الدينية اليهودية: استعادة أسماء توراتية أو اشتقاق أسماء جديدة من العبرية الحديثة كان يهدف إلى تقديم فلسطين على أنها "أرض الميعاد" الخاصة باليهود، مما يدعم السردية الصهيونية عالميًا.

النتائج والتحديات

رغم مرور أكثر من سبعين عامًا على هذه العملية، لا تزال أسماء القرى والبلدات الفلسطينية الأصلية حية في الذاكرة الجماعية الفلسطينية، حيث يواصل اللاجئون وأحفادهم استخدامها في الوثائق والتاريخ الشفوي. كما أن هناك جهوداً أكاديمية وثقافية لإعادة إحياء الأسماء الأصلية من خلال الخرائط التفاعلية والمبادرات المحلية.

وفي المحصلة فإن عبرنة الخريطة الفلسطينية ليست مجرد تغيير في الأسماء، بل هي عملية استعمارية تهدف إلى إعادة تشكيل الهوية المكانية والتاريخية لفلسطين. ومع ذلك، يبقى الوعي الفلسطيني بهذه الأسماء والتاريخ الحقيقي للأرض جزءًا لا يتجزأ من المقاومة الثقافية ضد محاولات الطمس والتهويد.

أحمد الدبش هو كاتب وباحث فلسطيني متخصص في التاريخ القديم، أثارت أبحاثه في تفكيك التاريخ التوراتي العديد من النقاشات. له عدة مؤلفات في التاريخ القديم وجغرافية الكتاب المقدس، من أبرزها: فلسطين: أربعة آلاف عام في التاريخ"، "اليمن: الحضارة والإنسان"، "فلسطين: من هنا بدأت الحضارة".

تتميز أعمال الدبش بتركيزها على نقد السرديات التوراتية المرتبطة بفلسطين، وتقديم رؤى تاريخية تستند إلى الأدلة الأثرية والمصادر التاريخية.

مقالات مشابهة

  • الضالع.. مسير لطلاب الثانوية بمديرية دمت تضامناً مع الشعب الفلسطيني
  • تنظيم معرض مراسم الجنوب الأول في مركز الهناجر السبت المقبل
  • تخيُّل الأرض المقدسة: كيف تمت عبرنة الخريطة الفلسطينية؟ كتاب جديد
  • دعماً لعلاج أطفال أم درمان تحت شعار رشة أمل … بسمة طفل
  • مسير كبير لطلاب الثانوية العامة في دمت تضامناً مع الشعب الفلسطيني
  • الحديدة.. مسيران لطلاب مدارس مديريتي الميناء والحوك وزيارة معرض الشهيد القائد
  • محافظ أسيوط ورئيس الجامعة يفتتحان معرض مشروعات Capstone لطلاب برنامج STEM
  • حماس: غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة
  • شبوة… تحرير 41 مختطفا يحملون الجنسية الإثيوبية جنوب عتق
  • أبو الغيط: الدولة الفلسطينية لن تقوم إلا على الأرض المحتلة منذ 1967