الاقتصاد نيوز ـ بغداد

كشفت محكمة النزاهة في ديالى، الأحد، عن تزايد حالات تلاعب وتزوير ومخالفات قانونية في عمليات إقراض المواطنين، والآليات التي تقوم بها الشركات لغرض اصطياد ضحاياها، مؤكدة أن هذه الجرائم مركبة تبدأ بالاحتيال والتزوير إلى الإضرار بالمال العام.

وذكر قاضي تحقيق النزاهة في ديالى محمد عباس في بيان للقضاء، اطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، أن "هناك شركات تقوم باستغلال المستمسكات المقدمة من قبل الضحايا والأبرياء وجعلهم مقترضين في قروض وكفلاء في قروض أخرى، حيث تقوم بتزوير تواقيع وبصمات هؤلاء المقترضين على انهم هم من قاموا بترويج المعاملات واستلام مبالغ القروض".

وأضاف عباس، أن "هذه العملية غالباً ما تتم عن طريق وجود اتفاق مسبق بين أصحاب الشركات وموظفي المصارف المانحة للقروض ودوائر الكفلاء"، لافتا إلى أن "هناك شكلا من أشكال النصب يحدث عندما يقوم صاحب الشركة بإيهام المقترض بوجود قروض تمنح لهم كسلف ومبلغها قد يكون مليونا أو مليوني دينار".

وتابع أن "سذاجة المقترض تدفعه للتوقيع على كافة أوليات المعاملة من الوصولات والكمبيالات وإشعار المصرف دون قراءة المضمون أو أنه يجهل القراءة، وبعد استلام المبلغ (مليون دينار) يفاجئ بعد مدة عندما يبدأ بالتسديد أن القرض ليس مليون واحد وإنما عشرة أو خمسة وعشرون مليونا أو أكثر، ما يعني أن الشركة قد احتالت عليه وسلمت له مليون دينار واستولت على باقي مبلغ القرض".

وأوضح أن "المقترضين غالباً ما يتم أخذ بصماتهم وتواقيعهم على مستندات فارغة خالية من البيانات حتى تسمح لصاحب الشركة التلاعب كما يريد كأن يزيد مبلغ القرض أو يغير المعلومات، وكذلك يتم إيهام الكفلاء من خلال اخذ تواقيعهم وبصماتهم على أنه كفيل (لشخص ما) في بداية الأمر واخذ تواقيعه وبصماته على مستندات فارغة بحجة السرعة وملئها ولكن يتضح لاحقاً انه قد تكفل شخصا آخر، ولجهل (المقترض او الكفيل)  يقوم صاحب الشركة بإيهام المقترض بانه سيمنح له قرضا ويقوم بإخذ تواقيعه وبصماته على المعاملة ويضع من ضمنها كفالات ووصولات على اعتبارها مطلوبة ويتبين فيما بعد انه استغله وجعله كفيلاً لشخص آخر دون ان يعرف ذلك، وبالعكس يأخذ تواقيع وبصمات الكفيل على انه كفيل وفي ما بعد يجعله مقترضا ويستلم قرضا باسمه دون علمه".

وفي ما يخص القروض الزراعية وطريقة التلاعب بها، يكشف القاضي أن "المتلاعبين يقومون بتزوير العقود الزراعية وذلك من خلال جعل أشخاص على أنهم يملكون عقدا زراعيا أو أرضا زراعية لتسهيل عملية استلام القروض، لأن القروض الزراعية تتطلب امتلاك المزارع (المقترض) أرضا زراعية أو عقد إيجار".

وتابع "تقوم الشركات بأخذ تواقيع وبصمات المقترض على أن يتم منحه قرضا زراعيا واحدا مثلاً ويوافق على ذلك لكن الأخير لا يعرف ماهية وآلية وكيفية ترويج المعاملة لذا يتركها على عاتق الشركة فيأتي صاحب الشركة بأخذ تواقيع المقترض أو الكفيل على أوراق أو مستندات من كفالات وتعهدات كثيرة اكثر مما تتطلب في المعاملة الواحدة وفي ما بعد يستغل هذه المستندات لأكثر من معاملة ويستلم المقترض مبلغ معاملة واحدة وفي ما بعد يظهر بأنه قد منح له قروض عدد (4) او (6) ودون علم او موافقة المقترض بهذا العدد حيث انها جرت من خلال استغلال واخذ تواقيع على عدد كفالات وتعهدات وطلبات".

ويلفت عباس أيضا إلى "لجوء النصابين دائما إلى حيل ومقالب ذكية تجعلهم يكسبون الثقة والطمأنينة من قبل ضحاياهم للتوصل إلى مبتغاهم في تحقيق أهدافهم المادية والمعنوية إذ يقومون ببناء علاقات طيبة مع ضحاياهم كأن يكونوا اهل منطقة واحدة او تربطهم صلة قرابة إضافة الى  نشر العديد من الإعلانات لاستقطاب ضحاياهم".

وعن الموقف القانوني لهذا النوع من الجرائم أشار إلى أنها "جرائم مركبة فهي جريمة احتيال وأخرى جريمة اختلاس وجريمة تزوير وإضرار بالمال العام"، مبيناً أن "الوصف القانوني مثلا لموظفي المصارف وحيث كونهم موظفين منهم تنطبق عليهم احكام المادة (340 قانون العقوبات / من كونهم سببوا ضرراً عمدي او هدر بالمال العام وتارة تنطبق عليهم الوصف القانوني وفق أحكام المادة ( 316 ق.ع  او 315 ق .ع) من كونهم موظفي في المصارف وهم جهة إيداع المبالغ لديهم وتم اختلاسها من قبلهم مستغلين منصبهم في المصارف".

أما في ما يخص التوصيف القانوني لأصحاب الشركات المحتاليــن فقد أوضح عباس أن "هناك من ينطبق عليهم أحكام المــــادة (456 عقوبات) لاحتيالهم على الاشخاص الذين تم منحهم القروض من أي مصرف".

وأشار عباس الى أن "هناك حالات تدفع القضاء الى تكييف المادة القانونية في الحالات التي تنطبق عليها الوصف القانوني وفق أحكام المادة (289 عقوبات) من حيث قيامهم بتزوير أوليات المعاملات الخاصة بالقروض من قبل المحتالين مما يؤدي الى قيام المقترضين او الكفلاء بإنكار تواقيعهم وبصماتهم على أوليات المعاملات أمام القضاء كونهم يجهلون كيفية أخذ تواقيعهم وبصماتهم خاصة لسنوات قديمة منذ بدء صرف القروض عام 2009 وصعوداً وهـم أغلبهم (كبيري السن) او الأشخاص الساذجين، هنا يتم تكييف هذا الفعل وفق أحكام المادة (243 عقوبات) عن جريمة تضليل القضاء، كونه عند إقدامهم بالشكوى أمام القضاء ويأتي دور القضاء بأخذ الإجراءات القانونية التي تأخذ فترة طويلة من الزمن وانشغال المحكمة بهذه القضايا وبالتالي تكون نتيجة المضاهاة لتواقيعهم وبصماتهم مطابقة لبصماتهم الحقيقية مما قد يفتح قضية بحقهم على جريمة (تضليل القضاء)".

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار فی المصارف وفی ما ما بعد

إقرأ أيضاً:

محافظ المنيا يوزع الدفعة الأولى من عقود القروض الجديدة للشباب

قام اللواء عماد كدواني محافظ المنيا، اليوم الأربعاء ، بتوزيع 33 عقدا من عقود الدفعة الأولى من القرض الجديد، بقيمة 30 ألف جنيه، إضافة إلى عقد قرض لجمعية أهلية بقيمة 150 ألف جنيه لدعم 15 خريجًا.

وذلك ضمن المبادرة الرئاسية “بداية جديدة لبناء الإنسان”، وذلك تماشيا مع رؤية الدولة لتمكين الشباب ، وتوفير التمويل اللازم لإطلاق مشروعاتهم الخاصة، بما يسهم في دعم ريادة الأعمال وتنمية المشروعات الصغيرة ، وأكد المحافظ ، أن الدولة المصرية تتجه نحو توسيع تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، بهدف تشجيع الشباب على دخول مجال العمل الحر، وتحفيزهم على الابتكار وإقامة مشروعات مستقرة توفر فرص عمل لهم ولغيرهم.

لافتا ، إلى أن المحافظة نظمت خلال الشهرين الماضيين ملتقيين لتوظيف الشباب، بالإضافة ، إلى تنويع الجهات المانحة للقروض الصغيرة والمتوسطة، مما يتيح للشباب خيارات أوسع للإستفادة وتأسيس مشروعات تتناسب مع احتياجات السوق، وهو ما يسهم في خلق فرص عمل جديدة.

وأشار المحافظ ، إلى أن هذه القروض تمثل بداية لإنطلاق مشروعات كبيرة ، تسهم في تحقيق طموحات الشباب والمساهمة في مسيرة التنمية بالمحافظة، متمنياً للحاصلين على القروض النجاح والتوفيق في مشروعاتهم.

من جانبه، أوضح محمد حسين، رئيس جهاز تشغيل شباب الخريجين، أن الجهاز تأسس عام 2004 بهدف الحد من مشكلة البطالة ، التي تواجه أبناء المحافظة، ونجح منذ إنشائه في توفير 10,682 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة ، من خلال الإقراض، مؤكدا ، سعى المحافظة لدعم الشباب وتأهيلهم لسوق العمل، مما يسهم في تحسين مستوى المعيشة والحد من البطالة ، حضر الفعالية اللواء محمد عقل، السكرتير العام المساعد، ومحمد حسين، رئيس جهاز تشغيل شباب الخريجين، وعدد من القيادات التنفيذية بالمحافظة.

 

مقالات مشابهة

  • بنك الجزائر: إرتفاع نسبة القروض الموجهة للإقتصاد الجزائري
  • وزير الزراعة يكشف عن قروض مدعمة وميسرة لدعم الزراعات المختلفة (فيديو)
  • منتصف الشهر المقبل.. طقس بارد يدفع المواطنين لارتداء الملابس الشتوية
  • منتصف الشهر المقبل.. طقس بارد يدفع المواطنين لارتداء الملابس الشتوية- عاجل
  • محافظ المنيا يوزع الدفعة الأولى من عقود القروض الجديدة للشباب
  • محافظ المنيا يوزع الدفعة الأولى من عقود القروض الجديدة من تشغيل الشباب لخلق فرص عمل
  • محافظ المنيا يٌوزع الدفعة الأولى من القروض الجديدة لتشغيل الشباب
  • «مستشفيات بنها» تحذر المواطنين من التناول العشوائي للأدوية.. تسبب في تسمم 136 حالة
  • حصاد الأوقاف الشهري.. ضخ 50 مليون جنيه قروضًا حسنة وتدريب الأئمة والخطباء
  • بنك المغرب يسجل تسارعا في نمو القروض البنكية