خبراء: خفض أسعار الفائدة في 2024 يمنح جرعات تفاؤل لـ الاقتصاد العالمي
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
الاقتصاد العالمي.. تشير أحدث بيانات أسعار المستهلك في الاقتصادات المتقدمة الكبرى، إلى جرعة تفاؤل مشجعة حول اتجاهات التضخم الرئيسية الآخذة في التباطؤ، وبالتالي استقرارًا نسبيًا في اقتصاداتها شريطة التوجه نحو انخفاض أسعار الفائدة خلال العام المقبل 2024، على أن يتم التخلي عن سياسة التشديد النقدي التي اتبعتها البنوك المركزية في مختلف دول العالم على مدى نحو أقل بقليل عن عامين، لكن التضخم الأساسي (باستثناء أسعار الطاقة والغذاء) يظل أعلى بشكل غير مريح من الأهداف التي حددتها البنوك المركزية.
مع اقتراب عام 2023 من نهايته، هناك العديد من الأمور المجهولة وخاصة على الجبهة الجيوسياسية- مما يجعل التوقعات بشأن الاقتصاد العالمي أكثر صعوبة من المعتاد، في حين تتوقع بيوت الاستثمار العالمية، المزيد من التباطؤ في عام 2024، مع ذهول الكثيرين من حقيقة أننا لم نشهد ركودًا كبيرًا بالفعل.
معالجة السياسات النقديةودفعت معالجة السياسات النقدية في معظم الدول بارتفاع أسعار الفائدة، إلى تفاقم المخاطر المتعلقة بالدين في جميع البلدان النامية، حسبما أشار تقرير للبنك الدولي منذ أيام، ففي السنوات الثلاث الماضية وحدها، تخلف 18 بلدًا ناميًا عن سداد ديونه السيادية- وهو عدد أكبر من العدد المسجل في العقدين الماضيين معًا. واليوم، فإن نحو 60% من البلدان منخفضة الدخل في خطر كبير يهدد ببلوغها مرحلة المديونية الحرجة أو أنها بلغت هذه المرحلة بالفعل. يعني ذلك أن ارتفاع أسعار الفائدة تزيد من تكاليف الفائدة على الديون، وبالتالي يتم مضاعفتها.
تباطؤ معدل التضخم في أمريكايأتي ذلك بعد أن تباطأ معدل التضخم في الولايات المتحدة خلال شهر أكتوبر الماضي بأكثر من التوقعات، إذ قالت وزارة العمل الأمريكية إن مؤشر أسعار المستهلكين في أكتوبر الماضي قد تباطأ إلى 3.2% على أساس سنوي، مقابل توقعات بأن يسجل المؤشر 3.3%. وكان مؤشر أسعار المستهلكين في أمريكا قد بلغ 3.7% على أساس سنوي خلال سبتمبر الماضي. ومؤخرًا أعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي)، الإبقاء على أسعار الفائدة بدون تغيير، ليكون القرار الرابع بالتثبيت خلال اجتماعات عام 2023.
وصوت مجلس الاحتياطي الفيدرالي لصالح إبقاء أسعار الفائدة يوم الأربعاء الماضي 13 ديسمبر2023، عند مستوى 5.5%، وهو أعلى مستوى لها منذ 22 عامًا، وتوقعوا في الوقت نفسه التخلي عن سياسة التشديد النقدي والاتجاه إلى خفض أسعار الفائدة خلال 2024، رغم أن الفيدرالي يرى أن التضخم تراجع لكنه ظل مرتفعًا ولجنة السياسة النقدية لا تزال ملتزمة بإعادته إلى 2%.
انخفاض التضخم في بريطانياوحسب بيانات رسمية، فإن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في بريطانيا انخفض إلى مستوى أقل من المتوقع عند 4.6% في أكتوبر بعد أن وصل إلى 6.7% في سبتمبر. وكانت الزيادة في أسعار المستهلكين هي الأقل منذ أكتوبر 2021، فيما أشارت توقعات بنك إنجلترا (المركزي) وآراء خبراء اقتصاديين في استطلاع أجرته وكالة رويترز، إلى معدل تضخم عند 4.8%. وتراجع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار الطاقة والغذاء، إلى 5.7% من 6.1% في حين انخفض التضخم في قطاع الخدمات أيضا بأكثر من توقعات البنك المركزي إلى 6.6% من 6.9%.
شكوك حول السيطرة على التضخموتشكل توقعات التضخم تحديا أكبر، بعدما أظهرت الأعوام القليلة الماضية أن التضخم من الممكن أن يتأثر بشدة- على الأقل على مستوى السياسات الرئيسية- بسبب عدم اليقين والمجهول الذي أصبح معروفاً، غير أنه لا تزال هناك مناقشة محتدمة حول توقعات التضخم، حيث أعرب بعض رجال الأعمال دوليون يتمتعون بخبرة كبيرة، عن شكوكهم في قدرة البنوك المركزية على السيطرة على مشكلة التضخم.
وخلاصة ذلك أن بيانات أسعار المستهلك في منطقة اليورو والولايات المتحدة والمملكة المتحدة تشير إلى بعض الأخبار المشجعة حول اتجاهات التضخم الرئيسية، ولكن التضخم الأساسي (باستثناء أسعار الطاقة والغذاء المتقلبة) يظل أعلى بشكل غير مريح من المعدلات التي تستهدفها البنوك المركزية.
ضغوط انكماشية في الصينوبطبيعة الحال، لا يبدو أن الصين، صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تعاني من هذه المشكلة، بل على العكس من ذلك، تُظهِر أحدث بيانات أسعار المستهلك أنها تشهد انكماشاً، مع انخفاض مؤشر أسعار المستهلك الأساسي بنسبة 0.5% (على أساس سنوي) في نوفمبر. كان العديد من المحللين يشتبهون في أن الصين تنقل الضغوط الانكماشية إلى بقية العالم، في المقام الأول من خلال صادراتها الصناعية المنخفضة التكلفة وزيادة حصتها في الأسواق الخارجية. ولو كنا لا نزال في تلك الحقبة، لربما تضاءلت بعض المخاوف التضخمية الحالية. ولكن يبدو أن تلك الأيام قد ولت.
اقرأ أيضاًخاص| الاقتصاد العالمي يلتقط أنفاسه بعد توقعات الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة في 2024
بلومبيرج: جرجرة إيران للحرب في غزة سيدفع الاقتصاد العالمي إلى ركود شديد
هل اتفاق «بايدن - مكارثي» يجنب الاقتصاد العالمي ويلات أزمة جديدة؟
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أسعار الفائدة أسعار الفائدة الأمريكية اتجاهات التضخم اجتماع الاحتياطي الفيدرالي استقرار الاقتصاد العالمي اقتصاد منطقة اليورو الاحتياطي الفيدرالي الاقتصاد الأمريكي الاقتصاد العالمي الاقتصادات المتقدمة التضخم السياسات النقدية الصين الفائدة المملكة المتحدة الولايات المتحدة ثاني أكبر اقتصاد في العالم لجنة السياسات النقدية منطقة اليورو نمو الاقتصاد العالمي الاقتصاد العالمی أسعار المستهلکین البنوک المرکزیة أسعار المستهلک أسعار الفائدة التضخم فی
إقرأ أيضاً:
صندوق النقد الدولي يتوقع نمو الاقتصاد المغربي بـ3.9% خلال 2025 و3.7% في 2026
يرتقب أن يسجل المغرب نموا بنسبة 3.9 بالمائة هذه السنة و3.7 بالمائة في 2026، وذلك وفقا لتوقعات صندوق النقد الدولي الصادرة اليوم الثلاثاء.
وتوقعت المؤسسة المالية الدولية، في آخر تحديث لـ »آفاق الاقتصاد العالمي »، أن يبلغ التضخم 2.2 بالمائة خلال 2025، و2.3 بالمائة في السنة المقبلة.
وحسب هذه التوقعات، التي تم نشرها بمناسبة الاجتماعات الربيعية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، المنعقدة ما بين 21 و26 أبريل الجاري بواشنطن، فمن المرتقب أن يتباطأ معدل البطالة، الذي بلغ 13.3 بالمائة في 2024، إلى 13.2 هذه السنة، قبل أن يتراجع إلى 12.9 بالمائة في 2026.
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يستقر رصيد الحساب الجاري للمملكة عند ناقص 2.0 بالمائة خلال 2025، ثم ناقص 2.2 بالمائة في السنة الموالية.
وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، من المتوقع أن يصل النمو، الذي بلغ 1.8 بالمائة خلال 2024، إلى 2.6 بالمائة في 2025، قبل أن يقفز إلى 3.4 بالمائة في سنة 2026.
وتشكل هذه التوقعات تراجعا في تقديرات الصندوق الخاصة بهذه المنطقة التي صدرت في أكتوبر الماضي. وكانت هذه التقديرات تشير إلى 2.1 بالمائة في 2024 و4.0 بالمائة خلال 2025.
كلمات دلالية نسبة النمو، النقد الدولي، الاقتصاد الوطني