سودانايل:
2025-03-16@09:15:28 GMT
عن لوثة الكيزان كلنا أخوان مسلمون اليوم
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
(30 يوليو 2013)
(أعيد نشر هذه الكلمة في سياق خطاب لوثة الكيزان الدائر. فليست هذه مرتي الأولى التي أناشد فيها الليبراليين والتقدميين والحداثيين من قومي إلا تستبد بهم لوثة العداء للإخوان فيهدمون معبدهم (كالنظام الديمقراطي) بأيديهم. والكلمة ليست عن كيف انقلبت هذه الجماعة في مصر على الديمقراطية المستعادة بفضل ثورة 2010 احتجاجاً على فوز الإخوان المسلمين فيها فحسب، بل عن كيف ران عليهم صمت ذليل حيال ذبح خصمهم في ميدان رابعة بلا جريرة سوى أنه جاء الحكم غلابا بالتصويت.
رثيت لجماعة من السودانيين تناقلوا خبراً لئيماً عن الرئيس مرسي مفاده أنه تهافت أمام المحققين. فقالوا إنه قال للمحقق إن خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر، انتهره لما أبدى عزته برئاسته لجمهورية مصر أمامه مرة وقال له: "إن مصر أكبر من مرسي ومن جماعة الإخوان". ربما حدث هذا ونقول بذلك جدلاً. ولكن الأرذل من التضعضع أمام محقق حاقن هو التضعضع بقبول ما يصدر عنه عن رجل مغيب قهراً عن وظيفته التي جاءها برغبة شعب مصر. فإذاعة خبر عن مصدر واحد عاهة وبروبقاندا. أما إذاعة "مأثرة" للأمن المصري (عن الأمن المصري) عن هدم رجل في ذمتهم فهذا باب غائر في النذالة.
قالوا إنهم يحققون مع الرئيس مرسي لهروبه الكبير من السجن خلال ثورة 25 يناير 2010 بمساعدة من حماس. واستغربت أن المحقق المصري كالكلب العجوز، في قول أهل الإنجليزية، ليس بوسعك تعليمه حيلة جديدة. عدت بذاكرتي إلى أيام في 1964 أو1965 حين اصطدم الإخوان المسلمون بنظام ناصر. فألقت القبض على الشهيد سيد قطب. وراحت الدولة تذيع تآمر الإخوان لزعزعة أمن لبلاد. ومن ضمن ذلك نشر صور لمصاحف مجوفة قيل إن الإخوان كانوا يخفون فيها مسدساتهم لوقت التخريب. وصدقناهم في حماستنا للناصرية. وقتلوا قطب. وخرجنا في القوى التقدمية في مظاهرة لدعم النظام التقدمي في مصر من مؤامرات الإخوان. ولا أذكر ذلك اليوم إلا بهوان. لقد شقينا من أخوان السودان آنذاك ولكن لا تزر وازرة وزر أخرى. فليس من الخلق أن يسير التقدم في جنازة مفكر وعابد ومفسر مرموق للقرآن قتيل غيلة.
استمعت إلى كلمة أحمد شفيق في مناصرة نداء السيسى العام لمواجهة الإخوان المسلمين. ويؤسفني أنها معجونة من لغة "تحالف الشعب العامل" في أسوأ نسخها. سمى الإخوان خونة ومارقين. خونة لمن ومارقين من ماذا؟ وقال إنهم توهموا بحكم مصر أن أماراتهم الإسلامية بدأت بها. فهي الباكورة. وقال إنه قد يفهم مروقهم. من ماذا؟ ولكن لا يفهم خيانتهم التي لن يلوموا إلا أنفسهم عليها. وقال إنهم سيتعبأون من وراء القوات المسلحة التي، فيما معناه، حملت رؤوسها على أكفها فداء للوطن. وبالدم بالروح.
يرتكب يساريو السودان ذنباً غير مغفور إن لم يستنكروا بأغلظ العبارات ما يجري للإخوان المسلمين في عدوية والجيزة والقائد إبراهيم. فقتلة الإخوان في تجمهرهم السلمي هم قتلة راتبون. وسيأتي يوم التحرير (الميدان). بل جاء وذقتم عضاضهم. ولن تنجوا منهم إلا إذا اتبعتم سنة التظاهر بأمر الزعيم. وهي عاهة قديمة فيكم.
أرجو ألا نكرر خطأ 1952. فقد اتفق للإخوان والشيوعيين الاحتجاج معاً على انقلاب 1952. فصادم النظام الإخوان ووقعت المحاولة المزعومة لقتل ناصر واستباح النظام حرماتهم. وحدث في نفس الوقت أن واجه النظام الشيوعيين بقتل "خميس والبقري" النقابيين ممن كانا في قيادة موكب للضغط لمطالب نقابية. ورتب الإخوان والشيوعيون حملات مشتركة للهجوم على الدكتاتورية العسكرية في مصر. وهكذا كان اسم ثورة يوليو في جريدة الميدان يومها. ثم جنح الشيوعيون نحو النظام بعدها كما هو معروف.
التهمة الموجهة للرئيس مرسي أنه كسر قيد السجن وخرج بالثورة. فليقل شفيق والبرادعي وعمرو موسي ورفعت السعيد من أي الأرائك والمشربيات جاءوا إلى الثورة؟
لن يحقن دم الإخوان إلا تحالف عريض (حتى ممن وقفوا ضدهم في 30 يونيو) لوقف الذبح للسياسة في عدوية والقائد إبراهيم. فالذبح للسياسة هو نهاية السياسة. وكلنا أخوان مسلمون اليوم.
IbrahimA@missouri.edu
/////////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی مصر
إقرأ أيضاً:
النشيد الوطني عمره مئة: فهل كلنا للوطن؟
كتب الدكتور داود الصايغ في" النهار": الأسئلة المتنوعة في ما يعود إلى الجنوب تتجاوز إعادة الإعمار إلى مسألتين أساسيتين هما: إلى أين سلاح المقاومة؟ وإلى أين ولاءاتها ؟ أي بالمختصر، إلى أين تلك البيئة التي كانت منذ منتصف القرن التاسع عشر من المكونات الأساسية للكيان اللبناني، وهي المكون الشيعي الموالي لحزب الله»؟ هذه هي المشكلة اللبنانية الأساسية واليوم لمن القرار؟ ولمن الغلبة في بلد القرار؟ ولمن الحضور في الخارج. فأي وطن نطل فيه بعد اليوم على العالم: لبنان المقاومة أم لبنان الرسالة؟ بالطبع إن الغالبية الساحقة من الشعب اللبناني إن لم تؤيد بالتحديد كلام البابا فعلى الأقل تنادي بالوفاق وتحييد لبنان والانفتاح والحرية. علماً أنه لولا هذه الحرية لما كانت اليد الإيرانية العابثة تمكنت من السيطرة على القرار اللبناني من مختلف نواحيه.السؤال الذي قد يتبادر إلى الأذهان الطرية لتلامذة المدارس وهم يصدحون بالنشيد الوطني، هو: هل نحن ننتمي حقاً إلى وطن واحد، ما دامت ولاية الفقيه في إيران هي مرجعية قسم من الشعب اللبناني؟ وكيف تستعاد تلك اللحمة الوطنية بين جميع مكونات المجتمع اللبناني.
شاءت التطورات أن تضع لبنان في قلب صراعات المنطقة وتجعله ساحة. فلميهدأ لسنوات طويلة. لكنه لم يتغير لأن هذا التكوين البشري الخاص يستمد أهميته من أنه أصيل وشديد القدم ومختلف عن جميع كيانات المنطقة. والعرب أدركوا ذلك منذ البدء. أدركوا تلك الخصوصية وأحبوها. وهم لا يزالون حتى اليوم أصدقاء تلك التجربة وأصدقاء ذلك البلد العربي المؤسس للجامعة الذي وحده يترأسه رئيس مسيحي. لبنان لن يتغير في تكوينه البشري ولا في نظامه السياسي. إنه في حاجة إلى سياج وسياج داخلي قبل الخارجي. والسؤال هل تمت محاسبة أحد طوال التاريخ الاستقلالي، محاسبة أحد من تلك الطبقة التي طغت على سمعة لبنان في الخارج طبقة الذين أساؤوا الأمانة وأشاعوا الفساد حتى يغدو لبنان رسالة بالفعل، وشرفة العالم العربي . بالطبع لم يُحاسب أحد. وهنا تكمن كل المشكلة وهنا الإصلاح الموعود كتمهيد للثقة الموعودة. مواضيع ذات صلة منيمنة: لا بأس من حوار وطني لتحصين أمننا الوطني باستراتيجية تفعل كافة أدواتنا السياسية والدبلوماسية وغيرها Lebanon 24 منيمنة: لا بأس من حوار وطني لتحصين أمننا الوطني باستراتيجية تفعل كافة أدواتنا السياسية والدبلوماسية وغيرها