سودانايل:
2025-02-17@04:51:52 GMT

عن لوثة الكيزان كلنا أخوان مسلمون اليوم

تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT

(30 يوليو 2013)

(أعيد نشر هذه الكلمة في سياق خطاب لوثة الكيزان الدائر. فليست هذه مرتي الأولى التي أناشد فيها الليبراليين والتقدميين والحداثيين من قومي إلا تستبد بهم لوثة العداء للإخوان فيهدمون معبدهم (كالنظام الديمقراطي) بأيديهم. والكلمة ليست عن كيف انقلبت هذه الجماعة في مصر على الديمقراطية المستعادة بفضل ثورة 2010 احتجاجاً على فوز الإخوان المسلمين فيها فحسب، بل عن كيف ران عليهم صمت ذليل حيال ذبح خصمهم في ميدان رابعة بلا جريرة سوى أنه جاء الحكم غلابا بالتصويت.

وربما أساء مما يحدث في أرقى الديمقراطيات. ولكنه ليس من عزم الأمور أن تخرج عليه طالباً ديمقراطية أفضل (ربما تلك التي لا تخضع فيها لحكم الاقتراع) ثم تعود بعد ثورتك عليه محتقباً ديكتاتورية أنشبت أظافرها فيك قبل غيرك. فهي تعرف أنك خطر عليها في المدى الطويل بأكثر من خطر الإخوان.

رثيت لجماعة من السودانيين تناقلوا خبراً لئيماً عن الرئيس مرسي مفاده أنه تهافت أمام المحققين. فقالوا إنه قال للمحقق إن خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر، انتهره لما أبدى عزته برئاسته لجمهورية مصر أمامه مرة وقال له: "إن مصر أكبر من مرسي ومن جماعة الإخوان". ربما حدث هذا ونقول بذلك جدلاً. ولكن الأرذل من التضعضع أمام محقق حاقن هو التضعضع بقبول ما يصدر عنه عن رجل مغيب قهراً عن وظيفته التي جاءها برغبة شعب مصر. فإذاعة خبر عن مصدر واحد عاهة وبروبقاندا. أما إذاعة "مأثرة" للأمن المصري (عن الأمن المصري) عن هدم رجل في ذمتهم فهذا باب غائر في النذالة.
قالوا إنهم يحققون مع الرئيس مرسي لهروبه الكبير من السجن خلال ثورة 25 يناير 2010 بمساعدة من حماس. واستغربت أن المحقق المصري كالكلب العجوز، في قول أهل الإنجليزية، ليس بوسعك تعليمه حيلة جديدة. عدت بذاكرتي إلى أيام في 1964 أو1965 حين اصطدم الإخوان المسلمون بنظام ناصر. فألقت القبض على الشهيد سيد قطب. وراحت الدولة تذيع تآمر الإخوان لزعزعة أمن لبلاد. ومن ضمن ذلك نشر صور لمصاحف مجوفة قيل إن الإخوان كانوا يخفون فيها مسدساتهم لوقت التخريب. وصدقناهم في حماستنا للناصرية. وقتلوا قطب. وخرجنا في القوى التقدمية في مظاهرة لدعم النظام التقدمي في مصر من مؤامرات الإخوان. ولا أذكر ذلك اليوم إلا بهوان. لقد شقينا من أخوان السودان آنذاك ولكن لا تزر وازرة وزر أخرى. فليس من الخلق أن يسير التقدم في جنازة مفكر وعابد ومفسر مرموق للقرآن قتيل غيلة.

استمعت إلى كلمة أحمد شفيق في مناصرة نداء السيسى العام لمواجهة الإخوان المسلمين. ويؤسفني أنها معجونة من لغة "تحالف الشعب العامل" في أسوأ نسخها. سمى الإخوان خونة ومارقين. خونة لمن ومارقين من ماذا؟ وقال إنهم توهموا بحكم مصر أن أماراتهم الإسلامية بدأت بها. فهي الباكورة. وقال إنه قد يفهم مروقهم. من ماذا؟ ولكن لا يفهم خيانتهم التي لن يلوموا إلا أنفسهم عليها. وقال إنهم سيتعبأون من وراء القوات المسلحة التي، فيما معناه، حملت رؤوسها على أكفها فداء للوطن. وبالدم بالروح.
يرتكب يساريو السودان ذنباً غير مغفور إن لم يستنكروا بأغلظ العبارات ما يجري للإخوان المسلمين في عدوية والجيزة والقائد إبراهيم. فقتلة الإخوان في تجمهرهم السلمي هم قتلة راتبون. وسيأتي يوم التحرير (الميدان). بل جاء وذقتم عضاضهم. ولن تنجوا منهم إلا إذا اتبعتم سنة التظاهر بأمر الزعيم. وهي عاهة قديمة فيكم.
أرجو ألا نكرر خطأ 1952. فقد اتفق للإخوان والشيوعيين الاحتجاج معاً على انقلاب 1952. فصادم النظام الإخوان ووقعت المحاولة المزعومة لقتل ناصر واستباح النظام حرماتهم. وحدث في نفس الوقت أن واجه النظام الشيوعيين بقتل "خميس والبقري" النقابيين ممن كانا في قيادة موكب للضغط لمطالب نقابية. ورتب الإخوان والشيوعيون حملات مشتركة للهجوم على الدكتاتورية العسكرية في مصر. وهكذا كان اسم ثورة يوليو في جريدة الميدان يومها. ثم جنح الشيوعيون نحو النظام بعدها كما هو معروف.
التهمة الموجهة للرئيس مرسي أنه كسر قيد السجن وخرج بالثورة. فليقل شفيق والبرادعي وعمرو موسي ورفعت السعيد من أي الأرائك والمشربيات جاءوا إلى الثورة؟
لن يحقن دم الإخوان إلا تحالف عريض (حتى ممن وقفوا ضدهم في 30 يونيو) لوقف الذبح للسياسة في عدوية والقائد إبراهيم. فالذبح للسياسة هو نهاية السياسة. وكلنا أخوان مسلمون اليوم.

IbrahimA@missouri.edu
/////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی مصر

إقرأ أيضاً:

ادعوا للجميع.. وسيم يوسف: لا تقصروا الدعاء بالشفاء على المسلمين

أثار الداعية الإماراتي الدكتور وسيم يوسف جدلًا واسعا بتصريحاته حول ضرورة شمول الدعاء في الصلوات لجميع المرضى، وليس للمسلمين فقط.

واستنكر «يوسف» خلال لقائه مع الإعلامية نهال طايل في برنامج "تفاصيل" على قناة صدى البلد 2، اقتصار بعض الأئمة على الدعاء للمسلمين فقط، قائلًا: 'لماذا نقول اللهم اشفِ مرضى المسلمين فقط؟ الألم هو الألم، سواء أصاب مسلما، مسيحيا، يهوديا، بوذيا، أو أي إنسان آخر".

وأضاف الداعية الإماراتي الدكتور وسيم يوسف، أن الأطباء الذين أشرفوا على علاجه من السرطان، وبذلوا جهودا كبيرة لإنقاذه، كانوا من ديانات مختلفة، مشيرا إلى أن الخير والرحمة لا يجب أن يكونا محصورين في فئة دون أخرى.

كما تحدث عن السلطة الدينية في المجتمعات، مؤكدا أن الدين يتعرض للظلم بسبب تنازع القوى المختلفة عليه ،مشيرا إلى أن التاريخ شهد محاولات عديدة لاستغلال الدين لتحقيق النفوذ،

مقالات مشابهة

  • ادعوا للجميع.. وسيم يوسف: لا تقصروا الدعاء بالشفاء على المسلمين
  • جماعة المديدة حرقتني..قلوبهم مع البرهان وسيوفهم مع الكيزان
  • ماذا خسر عصر الذكاء الاصطناعي من تراجع المسلمين؟
  • جمعية العلماء المسلمين الجزائريين: تحويل المجلات الصادرة عن الجمعية إلى نسخ الكترونية
  • التوقيت المثالي لتناول الطعام في اليوم.. جرب هذا النظام لإبطاء الشيخوخة
  • اليوم.. محاكمة 28 متهما بممارسة أنشطة المراهنات التي تتم عبر التطبيقات الإلكترونية
  • إلهام أبو الفتح تكتب: كلنا وراءك يا سيسي
  • هل يستخدم السيسي فزاعة الإخوان ليثني ترامب عن خطط تهجير الفلسطينيين؟
  • على نهج الحوثي.. الإخوان يفرضون خطيباً بالقوة في جامع السنة في مدينة التربة بتعز
  • الإخوان "مكملين" في التآمر.. ماذا يريد التنظيم الإرهابي؟