عن لوثة الكيزان كلنا أخوان مسلمون اليوم
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
(30 يوليو 2013)
(أعيد نشر هذه الكلمة في سياق خطاب لوثة الكيزان الدائر. فليست هذه مرتي الأولى التي أناشد فيها الليبراليين والتقدميين والحداثيين من قومي إلا تستبد بهم لوثة العداء للإخوان فيهدمون معبدهم (كالنظام الديمقراطي) بأيديهم. والكلمة ليست عن كيف انقلبت هذه الجماعة في مصر على الديمقراطية المستعادة بفضل ثورة 2010 احتجاجاً على فوز الإخوان المسلمين فيها فحسب، بل عن كيف ران عليهم صمت ذليل حيال ذبح خصمهم في ميدان رابعة بلا جريرة سوى أنه جاء الحكم غلابا بالتصويت.
رثيت لجماعة من السودانيين تناقلوا خبراً لئيماً عن الرئيس مرسي مفاده أنه تهافت أمام المحققين. فقالوا إنه قال للمحقق إن خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر، انتهره لما أبدى عزته برئاسته لجمهورية مصر أمامه مرة وقال له: "إن مصر أكبر من مرسي ومن جماعة الإخوان". ربما حدث هذا ونقول بذلك جدلاً. ولكن الأرذل من التضعضع أمام محقق حاقن هو التضعضع بقبول ما يصدر عنه عن رجل مغيب قهراً عن وظيفته التي جاءها برغبة شعب مصر. فإذاعة خبر عن مصدر واحد عاهة وبروبقاندا. أما إذاعة "مأثرة" للأمن المصري (عن الأمن المصري) عن هدم رجل في ذمتهم فهذا باب غائر في النذالة.
قالوا إنهم يحققون مع الرئيس مرسي لهروبه الكبير من السجن خلال ثورة 25 يناير 2010 بمساعدة من حماس. واستغربت أن المحقق المصري كالكلب العجوز، في قول أهل الإنجليزية، ليس بوسعك تعليمه حيلة جديدة. عدت بذاكرتي إلى أيام في 1964 أو1965 حين اصطدم الإخوان المسلمون بنظام ناصر. فألقت القبض على الشهيد سيد قطب. وراحت الدولة تذيع تآمر الإخوان لزعزعة أمن لبلاد. ومن ضمن ذلك نشر صور لمصاحف مجوفة قيل إن الإخوان كانوا يخفون فيها مسدساتهم لوقت التخريب. وصدقناهم في حماستنا للناصرية. وقتلوا قطب. وخرجنا في القوى التقدمية في مظاهرة لدعم النظام التقدمي في مصر من مؤامرات الإخوان. ولا أذكر ذلك اليوم إلا بهوان. لقد شقينا من أخوان السودان آنذاك ولكن لا تزر وازرة وزر أخرى. فليس من الخلق أن يسير التقدم في جنازة مفكر وعابد ومفسر مرموق للقرآن قتيل غيلة.
استمعت إلى كلمة أحمد شفيق في مناصرة نداء السيسى العام لمواجهة الإخوان المسلمين. ويؤسفني أنها معجونة من لغة "تحالف الشعب العامل" في أسوأ نسخها. سمى الإخوان خونة ومارقين. خونة لمن ومارقين من ماذا؟ وقال إنهم توهموا بحكم مصر أن أماراتهم الإسلامية بدأت بها. فهي الباكورة. وقال إنه قد يفهم مروقهم. من ماذا؟ ولكن لا يفهم خيانتهم التي لن يلوموا إلا أنفسهم عليها. وقال إنهم سيتعبأون من وراء القوات المسلحة التي، فيما معناه، حملت رؤوسها على أكفها فداء للوطن. وبالدم بالروح.
يرتكب يساريو السودان ذنباً غير مغفور إن لم يستنكروا بأغلظ العبارات ما يجري للإخوان المسلمين في عدوية والجيزة والقائد إبراهيم. فقتلة الإخوان في تجمهرهم السلمي هم قتلة راتبون. وسيأتي يوم التحرير (الميدان). بل جاء وذقتم عضاضهم. ولن تنجوا منهم إلا إذا اتبعتم سنة التظاهر بأمر الزعيم. وهي عاهة قديمة فيكم.
أرجو ألا نكرر خطأ 1952. فقد اتفق للإخوان والشيوعيين الاحتجاج معاً على انقلاب 1952. فصادم النظام الإخوان ووقعت المحاولة المزعومة لقتل ناصر واستباح النظام حرماتهم. وحدث في نفس الوقت أن واجه النظام الشيوعيين بقتل "خميس والبقري" النقابيين ممن كانا في قيادة موكب للضغط لمطالب نقابية. ورتب الإخوان والشيوعيون حملات مشتركة للهجوم على الدكتاتورية العسكرية في مصر. وهكذا كان اسم ثورة يوليو في جريدة الميدان يومها. ثم جنح الشيوعيون نحو النظام بعدها كما هو معروف.
التهمة الموجهة للرئيس مرسي أنه كسر قيد السجن وخرج بالثورة. فليقل شفيق والبرادعي وعمرو موسي ورفعت السعيد من أي الأرائك والمشربيات جاءوا إلى الثورة؟
لن يحقن دم الإخوان إلا تحالف عريض (حتى ممن وقفوا ضدهم في 30 يونيو) لوقف الذبح للسياسة في عدوية والقائد إبراهيم. فالذبح للسياسة هو نهاية السياسة. وكلنا أخوان مسلمون اليوم.
IbrahimA@missouri.edu
/////////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی مصر
إقرأ أيضاً:
علماء المسلمين: الصمت الدولي على حرب الإبادة ضد الفلسطينيين لم يعد مقبولا
دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل عاجل لوضع حد لحرب الإبادة التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر / تشرين الأول من العام الماضي.
وأوضح الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي محمد الصلابي في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، أن "المجازر التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني لا يمكنها احتمالها بالنظر إلى وحشيتها وبشاعتها".
وقال: "لقد قارب عدد الشهداء نحو الخمسين ألف شهيد وفاق عدد الجرحى والمصابين المائة ألف، ولم يعد في غزة أي مكان آمن يمكن للفلسطينيين اللجوء إليه، وهو أمر لا يمكن تصديقه في عالم تدعو قواه الرئيسية إلى السلام والاستقرار واحترام حقوق الشعوب في تقرير مصيرها".
وأضاف: "ما لا يمكن تصديقه فعلا أن الشعب الفلسطيني الأعزل المحاصر في قطاع غزة منذ نحو عقدين من الزمن، وهو يواجه حرب إبادة للشهر الخامس عشر على التوالي، هو الآن يواجه جوعا قاتلا بسبب نقص الغذاء، وبردا قاتلا بسبب نقص الغطاء، وهذه جرائم أخرى لا يرتكبها الاحتلال وحلفاؤه ممن يمدونه بالمال والسلاح ويقدمون له الغطاء السياسي والقانوني للاستمرار في هذه الحرب فحسب، وإنما أيضا ترتكبها كل الدول العربية والإسلامية التي تقف عاجزة عن إطعام الفلسطينيين ونجدتهم في هذه الأوقات العصيبة".
وحذّر الصلابي من "أن الاستمرار في هذه الحرب العبثية التي لم تحقق غير الخراب والإبادة ورسخت مظالم أقر بها المجتمع الدولي بحق الفلسطينيين، لا يمكن إلا أن يؤدي إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة والعالم".
وقال: "لقد تابع العالم كيف انهار نظام بشار الأسد في ساعات قليلة، وأمسى أثرا بعد عين، بينما لا يزال الشعب الفلسطيني على أرضه يقاوم في مظاهر أقرب إلى الكرامات منها إلى العقل، بالنظر إلى الفارق الكبير بين إمكانيات الاحتلال وأعوانه وبين شعب محاصر لا يملك من أدوات المقاومة غير الإرادة والتمسك بالحق في تقرير المصير.. وانهيار نظام الأسد في سوريا هو مثال لانهيار أنظمة إقليمية أخرى إذا لم تبادر من أجل إنهاء الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، وفق سنن الله سبحانه وتعالى في الانتقام ممن له القدرة على حماية الضعفاء ولكنه يتركهم فريسة سهلة للظالمين ".
وأضاف: "لقد كرم الله ابن آدم، وجعل من هدم الكعبة المشرفة أقل شأنا من قتل النفس البشرية، فكيف بنا ونحن نتابع هذا القتل الهمجي لآلاف الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين على مرأى ومسمع العالم كله، حتى لغدا الموت الفلسطيني بالنسبة لنا جزءا من حياتنا اليومية، وهذا أمر خطير للغاية ويناقض كل الشرائع السماوية والقوانين الإنسانية".
وناشد الصلابي قادة العالمين العربي والإسلامي وأحرار العالم إلى تكثيف جهودهم من أجل وضع حد لحرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، والضغط على العالم من أجل إنصاف الفلسطينيين وتمكينهم من حقهم في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وفق تعبيره.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الخميس، ارتفاع حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 45 ألفا و399 قتيلا و107 آلاف و940 مصابا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقالت الوزارة، في بيانها الإحصائي اليومي، إن الجيش الإسرائيلي "ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 38 شهيدا و137 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية".
وأفادت بـ"ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45399 شهيدا و107940 مصابا منذ السابع من أكتوبر للعام 2023".
وأشارت الوزارة إلى وجود عدد من الضحايا تحت ركام المنازل المدمرة وفي الطرقات، لافتة إلى عجز طواقم الدفاع المدني والإسعاف عن الوصول إليهم بسبب الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لهم.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلّفت إضافة إلى الشهداء والجرحى، ما يزيد عن 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
إقرأ أيضا: كاتس من محور صلاح الدين: سنسيطر على غزة أمنيا وعسكريا.. ما مصير الصفقة؟