الحاضنة الجنجويدية في اقليم جبال النوبة تعلن الغاء التعايش السلمي مع النُوبة!!
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
شخصياً، كتبت اكثر من مقال عن التعايش السلمي في اقليم جبال النُوبة، وذلك لأهمية هذا الموضوع في تحقيق السلام المجتمعي، وإبعاد المنطقة عن النزاعات والصراعات والحروب، والسير بها نحو الإزدهار والتقدم والتنمية المُستدامة.
شعب النوبة، كونه شعبا، ذات ثقافة وحضارة عريقة. شعب يحترم الآخرين وحرياتهم، والاعتراف بالاختلافات بين الأفراد والمجتمعات والقَبول بها، أي أنه يقدر التنوّع الثقافي والاجتماعي واللغوي والديني، والانفتاح على الأفكار والفلسفات الأخرى في الأديان وغيرها.
وايمانا من هذا الشعب، بمبدأ التعايش السلمي والتسامح مع الآخر. تستقبل منطقة جبال النوبة وباستمرار، الافراد والجماعات والقبائل السودانية التي تبحث عن الاستقرار والأمن والطمأنينة.
من هذه القبائل على سبيل المثال لا الحصر، تلك التي عرفت فيما بعد أو سمت نفسها لاحقا (بالبقارة)، وتتكون من قبائل (الحوازمة والمسيرية وغيرهما من القبائل الموالية لها)..
لماذا التركيز على القبائل المذكورة دون غيرها؟
سبب تركيزنا عليها، هو مقولة (اتَّقِ شر مَنْ أحسنتَ إليه). ومعنى المقولة، أن المُحسن إليه حين يرى من أحسنَ إليه فإنَهُ يتذكرُ ما للمُحسن من يَد عليه وما لهُ من فضلٍ، فيشعُر بالذِّلة، لذلك يكره وجود المُحسن ولا يحبُ أن يراه.
شعب النوبة عزيزي القارئ، احسن احسانا كبيرا لقبائل (الحوازمة والمسيرية) في اقليم جبال النوبة، باعطائها (الأرض والأبقار)، إلا ان هذا الاحسان، قُوبل بالإساءة والسخرية والعدوان، لأنهم يعتقدون في انفسهم الذكاء والشطارة، وفي شعب النوبة ـالغباء والجهل.
من لؤم هؤلاء، أنهم بمجرد ان حققوا تكوين ثروة بقرية كبيرة، أصبحوا يكيدون لشعب النوبة كيدا خبيثا مكشوفا لتبرير، تصرفاتهم واعمالهم العدوانية، وقد ضمنوا وقوف (الجلابة) معهم بالسلاح والمال، باسم العُروبة والإسلام، معتقدين انهم بهذا الاتحاد، يستطيعون هزيمة شعب النوبة واخراجهم من ديارهم.
ومن لؤمهم، أنهم لا يقفون عند حد العدوان على النوبة، بل يجهرون بهذا العدوان البربري الغاشم. ومن لؤمهم أن يتغاضى النوبة عن كل هذا، ليعتبروا النوبة مرة أخرى مغفلين وسذج، ويسخرون منهم، ولا يستحون من استجداء إحسانهم مرة أخرى، ليعاودا الكرة بنكران الجميل ثانية، ومقابلة الإحسان بالإساءة من جديد جريا وراء طبيعتهم اللئيمة، وقد تأصل فيهم اللؤم.
عزيزئ القارئ..
تعديات الحاضنة الجنجويدية على شعب النوبة، لا تعد ولا تحصى، ابتداءا بالفترة ما قبل التركية وخلالها، وما تلاها من العهد المدعو محمد احمد المهدي (الدجال المسيخ)، ثم العهد الانجليزي المصري. واستمرت تلك التعديات السافرة السافلة، وارتفعت وتيرتها بعد اعلان الجنجويد الحرب على الدولة السودانية بتأريخ 15 ابريل 2023.
والحاضنة الجنجويدية، إذ تنظر إلى العهود والمواثيق التي توقعها مع النوبة، إنها توقع للضرورة ولغرض مرحلي ولمقتضيات مصلحة آنية، فإذا استنفذ الغرض المرحلي، نقضوا الميثاق من غير استشعار بأي اعتبار خلقي أو التزام أدبي، فاللجوء إلى العهود والمواثيق ما هو إلا حالة اضطرارية إن لم تستطع تلك الحاضنة تجاوزها بالحيلة والخداع والتزوير.
إن احداث مدينة (الياوات) قبل اندلاع الحرب الدائرة، بثلاثة أشهر، واحداث مدينة الدلينج التي وقعت قبل ثلاثة أسابيع من الآن، انما دليل قاطع على ان الحاضنة الجنجويدية لا تعر أي قيمة للمواثيق التي توقعها مع الآخرين، انها مجرد حبر على ورق.
ولطالما هذا هو الحال، فإن العلاج الناجع لمثل هؤلاء الأجلاف الذين اعتادوا على نقض العهود المرة تلو الأخرى، هو عدم الدخول معهم في أي ميثاق أو اتفاق، إنما يجب اعداد العدة والقوة التي تدخل في نفوسهم الرهبة والخوف الدائم. فهؤلاء لا يستقيمون على نظام إلا إذا كانت القوة تهددهم والسيف مسلط على رقابهم، فلا ينبغي أن يكون العهد ملتزماً به من جانب شعب النوبة، بينما الحاضنة الجنجويدية لا تتقيد به وتنتهز الفرص للعدوان والغدر والخيانة.
منطقة جبال النوبة الحضارة والأرض والمووث والأبجدية، أرض المحبة، قبلة المسالمين، أرض القداسة والطهارة، لا يمكنها ان تُنحر على أيدي القبائل الجنجويدية، باسم التعايش السلمي المزيف..
لا يمكن لمنطقة جبال النوبة، ان تسمح باغتصاف براعم البراءة، أمهات المستقبل بإساليب وحشية غير انسانية، ميليشيا مبادئها إبليسية، أموالها اماراتية، افرادها من لقطاء افريقيا، تحت غطاء محاربة الفلول ودولة 56، زعيمها (تاجر حمير).
لا يمكن لمنطقة جبال النوبة، ان تسمح بتدمير بناها التحتية لتتحول مدارسها ومشافيها الى ثكنات للقتل وتصنيع أسلحة الفتك والتدمير، وتجويع شعبها وارهابه بكل وسائل الفتك القادم من دويلة آل زعبوط وعيال آل نهيان.. لا يمكنها ان تسمح، بإعدام المدنيين في الساحات العامة، ضرب المنشآت الضرورية كالكهرباء والماء ووسائل الإتصال.
التاريخ شاهد على ان الحاضنة الجنجويدية في جبال النوبة، هي التي الغت مبدأ التعايش السلمي، واختارت العدوان والخراب والدمار. لقد إنقشع الضباب، وإنكشفت الذئاب والضباع، وحان قطافها وإن أبناء النوبة الذين لا يقبلون الخيانة ولا يعرفون معنى الإستكانة، لصاحبها.
التعايش السلمي بين البشر على اختلاف عقائدهم وألوانهم وأجناسهم، ضرورة حتمية لا غنى عنها في أي زمان ومكان، وشعب النوبة ليس باستثناء، انما من اكثر الشعوب التي رسخت ثقافة التعايش السلمي في ظل التعددية الدينية واللغوية والثقافية في جبال النوبة، حيث اتسع المجتمع والأرض النوباوي للجميع. إلا ان مبدأ التعايش السلمي قد استعصى فهمه على الحاضنة الجنجويدية، فظنوا في سلمية شعب .النوبة وطيبته، جُبناً وخوفاً
ولطالما استعصى على الحاضنة الجنجويدية، فهم المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، وهي: الاحترام المتبادل، وعدم الاعتداء، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخر، والمساواة، والمنفعة المتبادلة. فعليها إذن أن تغادر اقليم جبال النوبة فورا، لأن أمرهم أصبح فوضى حتى صار لهم خُلقا وجِبلة.
لا تعايش سلمي مع هؤلاء القوم، بعد احداث مدينة الياوات والدلينج والتُكمة. فليبحثوا عن مكان آخر غير جبال النوبة، ليمارسوا فيه توحشهم وارهابهم.
*****
العزة والمجد لجبال النوبة، الأرض والموروث، والخزي والعار لكل معتدٍ أثيم..
bresh2@msn.com
////////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: التعایش السلمی اقلیم جبال
إقرأ أيضاً:
محافظ أسوان يتفقدمشروع الصرف الصحى بمدينة كلابشة وقرية مرواو
تفقد اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان محطات رفع الصرف الصحى بمدينة كلابشة وقرية مرواو بمركز نصر النوبة وذلك ضمن مشروع متكامل يخدم أكثر من20 ألف نسمة بمدينة كلابشة و 8 قرى أخرى هى قورته والعلاقى ، وماريا ومرواو ، وجرف حسين وأبوهور والمضيق وقرشه بتكلفة إجمالية 318 مليون جنيه .
ويأتي ذلك فى إطار المشروعات الممولة من " صندوق تحيا مصر " تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بإجمالى ١٤ مشروع فى كافة قطاعات البنية الأساسية والخدمات والتنمية الصناعية نفذتها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بتكلفة إجمالية 688.5مليون جنيه .
وأثناء جولته التفقدية برفقة النائب أيمن فؤاد عضو مجلس النواب ، والمهندس عامر أبو حلاوة رئيس فرع شركة مياه الشرب والصرف الصحى، وعلى ياسين رئيس مدينة كلابشة، فضلاً عن القيادات التنفيذية والمجتمعية .
إستمع الدكتور إسماعيل كمال إلى شرح تفصيلى عن مكونات هذا المشروع الضخم الذى تضمن إحلال وتجديد الخطوط والشبكات بأقطار مختلفة، بجانب 4 محطات رفع من بينها محطة مروى والتي يصل إجمالى أطوال الشبكات بها بحوالي 12 ألف متر طولى ، وبأقطار تتراوح ما بين 200 مللى إلى 300 مللى ، فضلاً عن 2 طلمبة تصرف كل منها 19 لتر / ثانية ، و 4 مضخات منها 2 تم تشغيلهم ، و 2 إحتياطى ، وقدرة المضخة الواحدة تصل إلى 65 لتر / ثانية ، ورفع 63 متر ، وإجمالى سعة المحطة فى الساعة 470 م2/ ساعة ، وإجمالى سعة المحطة في اليوم 11 ألف م3 ، ويتم تجميع الصرف من ثلاث محطات فرعية محطة ( المضيق - مرواو - كلابشة ) .
بالإضافة إلي تجميع الصرف من قرية قورتة والعلاقي ، ثم رفع مياه الصرف الي محطة المعالجة عن طريق خط رفع مزدوج بقطر 300 مللى مصنوع البولي ايثيلين عالي الكثافة HDPE .
ومن جانبه قدم محافظ أسوان شكره للقيادة السياسية على تنفيذ هذا المشروع الذى يأتى ضمن ٧ مشروعات بنطاق مركز نصر النوبة مدعمة من صندوق تحيا مصر بتكلفة إجمالية 423.6 مليون جنيه .
ولفت المحافظ إلى أن هذه المشروعات ضمت البنية التحتية للمنطقة الصناعية الحرفية بالجنينة والشباك ، وأيضاً توصيل الصرف الصحى لعدد ٨ قرى ، وكذا إستكمال مبانى ومرافق قريتى إبريم ووادى العرب بالظهير الصحراوى ، بجانب إنشاء محطة مياه الشرب بعنيبة لخدمة ٤ قرى ، بالإضافة إلى إحلال وتجديد شبكات مياه الشرب ، فضلاً عن دعم ٤ قرى بسيارات إطفاء جديدة ، مع تطوير مركز شباب نصر النوبة .