اتساع دائرة الحرب واقتفاء أثر الموارد البترولية “أحداث ولاية الجزيرة” .. بقلم : محمد بدوي
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع اليوم 15 ديسمبر2023 على ولاية الجزيرة بوسط السودان، يعتبر تطورا من الناحية الجغرافية لنطاق الحرب، بالنظر إلى وصول القتال الى منطقة ام عليلة 15 كيلو مترا شرق مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة بوسط السودان تكشف من ناحية ثانية التطور النوعي للحرب في السودان، وكذلك قد يكشف مسارات الحرب في الفترة القادمة في حال استمرار الاطراف في الفشل في الجلوس الى التفاوض والتوصل الى اتفاق للحل الشامل أو الجزئي المتمثل في وقف لإطلاق النار يساهم في فتح المسارات الانسانية ويحد من اتساع رقعة الحرب بما يمهد للحل الرئيسي
بالنظر الى استهداف منطقة ام عليلة فهي تحتضن مستودعات الوقود الرئيسية لولاية الجزيرة عبر الخط الناقل للبترول، هذا يقودنا الى سيطرة الدعم السريع على مصفاة الجيلي للبترول بالخرطوم بحري منذ بدء الحرب، الى ان تم قصفها من في 6 ديسمبر 2023 للمرة الرابعة مع تبادل الاتهامات بين طرفي الحرب حول المسئولية بما جعلها تخرج من الخدمة
لابد من الاشارة الى انها مملوكة كشراكة بين وازرة الطاقة والتعدين والشركة الوطنية الصينية للبترول بالمناصفة 50%، كما سبقتها بالخروج عن الخدمة مع التخريب مصفاة الابيض في يوليو 2023، لتظل المصفاة الثالثة والرئيسية ببورتسودان الوحيدة قيد العمل، قبلها قام الدعم السريع بالسيطرة على عدد من حقول انتاج النفط باقليمي كردفان ودارفور وهي (هجليج،بليلة ،ابو جابرة،شارف ،دفرة،الروات،نيم كنار،سفيان، اب كارنكا ويس) وجميعها خرجت دائرة الانتاج ، قبل أن يقوم الدعم السريع في وقت سابق بالسيطرة على محطة العيلفون وهي مرتبطة بالخط الناقل والتي تعمل علي تنشيط الخط لاحتواء البترول السوداني على مادة شمعية تتطلب ذلك لضمان الضخ
بخروج الحقول المشار اليها من الخدمة وتوقف محطة العيلفون ومصفاتي الجيلي والابيض جاءت احداث ولاية الجزيرة بمنطقة ام عليلة حيث مستوعات ولاية الجزيرة بما يحعل التطور يذهب الي ان السجل منذ 7 اكتوبر 2023 انصبت على محطات وحقول النفط بعد فترة قصيرة دخول المسيرات في الحرب من الطرفين في شهر سبتمبر 2023 .
الاثر المترتب على هذا التطور هو اللجوء الي استيراد البترول لتغطية الاحتياجات مما يعني المزيد من التراجع الاقتصادي المرتبط بالصرف على الحرب كما ان الاثر الاخر فهو مرتبط بدولة جنوب السودان المتعامل عبر الخط وما يترتب من خسارات على كليهما جراء ذلك .
مما لا شك فيه ان الاثر المترتب على الدعم السريع يعتبر الاكبر اثرا ولا سيما انه قد يضطر للبحث عن موارد بترولية عبر الحدود لخريطة مناطق سيطرته بينما يظل الجيش يمتلك البدائل لكن ستكون بتكلفة ترحيل بما يزيد من التكاليف لإيصالها الي مناطق سيطرته .
الاستهداف لقطاع البترول يكشف عن خريطة مسار الحرب في الفترة القادمة بتركزها على مسارات مرتبطة بوصول البترول من مصفاة بورتسودان الي المناطق الاخرى تحت سيطرة الجيش .
اخيرا: ان التدمير الممنهج للبنية و دخول الحرب الي هذا الطور مع استمرار تعنت الاطراف في الوصول الي اتفاق يضع حدا لهذه الحرب سيكلف السودان معاناة تزيد من المعاناة المركبة ولا سيما تاثيرها على المساحات الامنة التي لجا اليها المدنيين في ظل تاثير اخر ينصب في الخدمة الصحية الشحيحة التي تعتمد على الكهرباء او الوقود بشكل واخر، اضافة الي الازمات المستقبلية المرتبطة بتضرر اطراف دولية على علاقة بقطاع البترول وما قد ينتج عنها .
badawi0050@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: ولایة الجزیرة الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
السودان.. «الدعم السريع» يهدد بالتصعيد ويحدد خريطة عملياته
أكد قائد قوات “الدعم السريع” السودانية محمد حمدان دقلو “حميدتي”، “أن قواته لن تنسحب من القصر الرئاسي ومن العاصمة الخرطوم”، مهددا “بتصعيد جديد في المعارك مع الجيش”.
وقال حميدتي: إن”يوم 17 رمضان يصادف ذكرى تأسيس “قوات الدعم السريع”، ويتزامن مع معركة بدر الكبرى، وسيكون على الجيش وحلفائه، حسرة وندامة”.
ووجّه “حميدتي”، قواته “بجعل بعد غد الاثنين “يوما خاصا”، في إشارة إلى أن النزاع الحالي اندلع في الخرطوم قبل عامين”، مؤكدا أن “قواته ستظل متواجدة في القصر الرئاسي والمقرن والخرطوم، ولن تخرج منها”.
وأضاف حميدتي: “إن قوات “الدعم السريع” تغيرت تماما، وأصبح لديها تحالفات سياسية وعسكرية”، مهددا بأن “القتال في الفترة المقبلة سيكون مختلفا وسيأتي من كل فج وعميق”، داعيا ما أسماه بـ”التحالف الجديد إلى تحقيق مصالح السودان وعدم تقسيمه”.
وتوعد حميدتي، الدول التي دعمت الجيش، “بدفع الثمن”، مشددا على “عدم السماح بأن يصبح السودان بؤرة للإرهاب”.
وهدد قائد قوات “الدعم السريع”، بـ”اجتياح مدينة بورتسودان شرقي البلاد، التي اتخذها الجيش مركزا لإدارة شؤون السودان، كما أصبحت مقرا لوكالات الأمم المتحدة والبعثات الدبلوماسية، كما سنجتاح مدن عطبرة وشندي بولاية نهر النيل، ومروي والدبة ودنقلا بالولاية الشمالية”، مشددا على أن قواته “ليست ضد سكان هذه المناطق”، وإنما تستهدف من وصفهم بـ”المجرمين”.
وبحسب موقع “سودان تربيون” أشار حميدتي، إلى أن قواته “تتابع تحركات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ورئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي، وزعيم العدل والمساواة جبريل إبراهيم”.
هذا “ويتهم الجيش السوداني قوات “الدعم السريع” بارتكاب “جرائم بشعة، بما فيها الإبادة الجماعية في المناطق التي سيطرت عليها”، وكانت “قوات الدعم السريع” والحركة الشعبية في الشمال، وتجمّع قوى تحرير السودان، وحركة تحرير السودان “المجلس الانتقالي”، وقوى سياسية وأهلية شكلت “تحالف السودان التأسيسي” الذي جرى إعلانه في العاصمة الكينية نيروبي، وتوصلت أطراف التحالف إلى اتفاق على تشكيل حكومة موازية في المناطق الخاضعة لسيطرة “الدعم السريع”، حيث وقّعت على الدستور الانتقالي، وسط توقعات بإعلان الحكومة خلال مارس الجاري”.
يذكر أن “الحرب اندلعت في أبريل نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح الملايين من منازلهم، ويعيش نحو نصف سكان السودان أي حوالي 26 مليون شخص وهم يواجهون انعدام الأمن الغذائي مع تزايد مخاطر المجاعة في مختلف أنحاء البلاد وتدهور شديد للأوضاع الاقتصادية”.