قصة مؤلمة من ردفان.. الطفل منصور الذي مات قبل أن يجيب على أسئلة الامتحان
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
كتب/ علي حسن الخريشي:
باقة من الزهور مع ورقة الامتحان والقلم على مقعد منصور الدراسي بين زملائه، تلاميذ الصف الخامس الأساسي في مدرسة الفقيد د. محسن احمد علي، الذين اصابتهم موجة حزن شديدة بفقدانهم المفاجئ لزميلهم منصور.
أحد زملائه، كان قد استعار قلما من منصور، على ان يعيده له في الامتحان التالي بعد يوم الاجازة، عاد زميل منصور بالقلم.
قائلاً: ها هو قلمك يا منصور؛ اين انت؟ ثم ينتحب بالبكاء، لتنهمر دموع جميع زملائه ومعلميه....
........ .......... ......... ...........
كانت الساعة تشير الى العاشرة من صباح يوم الاثنين الموافق 11 ديسمبر 2023م، عندما خرج الطفل منصور حيفان سالم الوحدي ذو الاثنى عشر ربيعا، والطالب في الصف الخامس بمدرسة الدكتور محسن احمد علي الهدوي، بمنطقة المصراح، بردفان، محافظة لحج، برفقة أخويه أيمن وسالم الطالبان في الصفين التاسع والثامن بحثاً عن بعض أغنامهم الضائعة في الجبل القريب من منزلهم، والتي تعتبر أحد مصادر معيشتهم.
واثناء صعودهم على الجبل بحثاً عن الأغنام، تعثر أخوهم الأصغر منصور، وتدحرج من أعلى الجبل ليهوي مسافة حتى وقوفه في مكان وسط المنحدر.
ورغم ذلك ظل منصور محتفظا بصوته وكلامه مخاطباً أخويه أنه على ما يرام لكنه لا يستطيع النهوض.
حاولا إخراجه وحمله لكنهما لم يستطيعا، فأسرع أحدهما لمناداة والدته، بينما ظل الآخر قريباً منه.
ووسط صيحات الابن، هرعت الأم مسرعة وصولاً إلى مكان ابنها منصور، لتحمله بمساعدة أخويه، وهي تصيح يا ابني.. يا منصور.. مثلها كأي أم في مثل هكذا محنة، لكن الولد منصور الذي كان يعاني من ثقب أصابه في إحدى كليتيه تسيل منه بعض الدماء، اضافة إلى كدمات بسيطة في بقية جسده، كان لا زال متماسكاً، ويتكلم بوضوح، ويقول لوالدته، قولي يالله.. يالله ولا تبكي على منصور، انا بخير.. بخير.
وعند وصولهم إلى المنزل، تم الاستعانة بسيارة وإسعافه إلى مستشفى ردفان العام، بمدينة الحبيلين، ولكن مع وصولهم كان منصور قد فارق الحياة، مبتسماً، مودعاً الأهل والأحباب والأصحاب.
مات منصور.. ونال منزلة الشهداء.. فقد ثبت عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (من تردى من رؤوس الجبال وتأكله السباع ويغرق في البحار لشهيد عند الله). رواه الطبراني.
رفع منصور إلى ربه صغيراً أحاطته عناية الله باكراً، جاءه الموت مختار براءته، ممسكاً بيديه الصغيرتين، ليحلق إلى السماء وهو يطير، موقن أنه شفيع لأهله وذويه في الجنان.
منصور الطفل ذو الاثنى عشر ربيعاً غصة في الحلوق، وهزة في القلوب.
ثبت الله قلب والديه على فاجعة رحيله وعوضهما خير من ذلك.
لتنعم بالنعيم الدائم والخلود اللا منقطع يا صغيرنا.
خالص تعازينا ومواساتنا لوالده حيفان سالم، وجده سالم عبدالله، وعمه محمود عبدالله، وجميع أهلهم وذويهم.
انا لله وانا اليه راجعون.
المصدر: عدن الغد
إقرأ أيضاً:
ليه ربنا ساب لينا الاختيار إن إحنا ننتحر؟ علي جمعة يجيب
وجه أحد الشباب سؤالا إلى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، يقول فيه (ليه ربنا ساب لينا الاختيار إن احنا ننتحر؟
وقال الدكتور علي جمعة، في إجابته على السؤال، خلال برنامجه الرمضاني اليومي "نور الدين والدنيا"، إن هذا من أجل الاختبار والامتحان، فالطالب يمنح الكتاب للمذاكرة وقد يهمل المذاكرة فلا يستطيع الإجابة في الامتحان.
وتابع: احنا بشر مش ملائكة وهذه حكمة الله في الكون، فالله اختارنا وكرمنا وجعل الملائكة تسجد لنا من أجل ما معنا من الاختيار.
حكم الانتحارأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن طلب الرّاحة في الانتحار وهم، وترسيخ الإيمان، والحوار أهم أساليب العلاج، مشيرًا إلى أنجعل الإسلام حفظ النفس مقصدًا من أَولىٰ وأعلىٰ مقاصده حتىٰ أباح للإنسان مواقعة المحرم في حال الاضطرار؛ ليُبقي علىٰ حياته ويحفظها من الهلاك.
وقال المركز عبر صفحته بـ«فيسبوك»، أن الإسلام جاء بذلك موافقًا للفطرة البشرية السّوية، ومؤيدًا لها،لذا كان من العجيب أن يُخالِف الإنسان فطرته، وينهي حياته بيده؛ ظنًا منه أنه يُنهي بذلك آلامه ومُشكلاته.
وتابع: ولكن الحق علىٰ خلاف ذلك، لا سيما عند من آمن بالله واليوم الآخر، فالمؤمن يعلم أنّ الدنيا دار ممر لا مقر، وأن الآخرة هي دار الخُلود والمُستقَر، وأن الموت هو بداية الحياة الأبدية لا نهايتها.
وأشار إلى أن الآخرة دار حساب وجزاء، وأن الدنيا لا تعدو أن تكون دار اختبار وافتتان ومكابدة؛ قال سبحانه: «لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ» [البلد: 4]، وقال عز من قائل: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ» [الأنعام: 165]، موضحًا:وهذا بلا شك يوضح دور الاعتقاد والإيمان في الصبر علىٰ الحياة الدنيا وبلاءاتها، وتجاوز تحدياتها.
ولفت إلى أن المؤمن يرىٰ وجود الشَّدائد والابتلاءات سُنّة حياتيّة حتميّة، لم يخلُ منها زمانٌ، ولم يسلم منها عبد من عباد الله؛ بَيْدَ أنها تكون بالخير تارة، وبالشَّر أخرىٰ، بالعطاء أوقاتًا، وبالحرمان أخرىٰ، قال سُبحانه: «وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ» [الأنبياء: 35]،ويعلم حقيقة الابتلاء الذي يحمل الشَّر من وجه، ويحمل الخير من وجوه؛ إذ لا وجود لشرٍّ محض.
وواصل: ويستطيع ذَووا الألباب أن يُعددوا أوجه الخير في كل محنة، والله سبحانه وتعالىٰ قال عن حادثة الأفك في القرآن الكريم: «إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ...» [النور: 11]، رغم ما كان فيها من الشِّدة والبلاء علىٰ سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وزوجه أم المؤمنين السّيدة عائشة رضي الله عنها، والمجتمع الإسلامي كله.