لماذا تسقط المدن السودانية أمام الدعم السريع بهذه السرعة؟!
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
اللهم إن الحرب والكرب قد امسك بتلابيب بلاد المسلمين عامة والسودان خاصة . وإنه لأمر محزن حقا ومثير للغضب في نفس الوقت . محزن لأن تري المئات الألوف من المواطنين يتسارعون هربا من ديارهم وبلداتهم هلعا وخوفا ورعبا من بطش الجنجويد ومن رصاص ودانات وقصف الطائرات والمسيرات . والغضب من أن كل هذا الذي يحدث بسبب غباء ونرجسية وقصر نظر وخيانة عظمي من فئة ظنت أن الإتيان بمليشيات خارج الوعاء الشرعي والرسمي لحيازة السلاح هو في مصلحة تنظيمهم ليحكموا إلي أن يسلموا الحكم لعيسي عليه السلام حين ينزل من السماء آخر أيام الدنيا وأدي ذلك الي نتيجة كارثية حين انقلبت كبري هذه المليشيات علي من اتوا بها وهاهي البلاد والعباد يدفعون الثمن باهظا جدا جدا .
وأظن السبب الرئيس لتساقط المدن هو لامبالاة السودانيين لسقوط مدن الغرب واحدا بعد الآخر وكأن الأمر لا يعني الآخرين في الوسط والشرق والشمال ، ربما ظنا منهم بأنهم في منأي ومأمن من الجنجويد . ولكن بمثل ما صمت الناس عن جرائم النظام الساقط من قبل في دارفور ولم يستفيقوا إلا بعد فوات الاوان عندما اتي الجنجويد بجحافلهم في الخرطوم وحدث ما حدث ، فإنه الان استفاقوا والجنجويد علي أعتاب الجزيرة وسيستمرون الي باقي البلاد لأن الناس لا يهمهم أن يذهب البلدات البعيدة نسبيا منهم ويبتلعها الجنجويد .
والعجيب أن قادة الجيش السوداني في غياب شبه تام وقد هربوا الي مصر وتركيا وبلاد أخري وكأنهم مدنيون لا عسكر وتركوا الجنود في المحرقة بلا تموين حتي أكلوا القطط والضب والكلاب .
لا بد من محاكمة وإعدام كل ضابط هارب حسب القانون العسكري للقوات المسلحة السودانية.
ما كانت الجنينة ومدن الغرب لتسقط ببشاعة ثم تلتها الخرطوم ومدني وغدا سنار وبورسودان وشندي والمتمة ودنقلا وكريمة لو فقط عملنا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:
مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى».
د محمد علي طه سيد الكوستاوي.
kostawi100@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تحقق في مقتل 400 على يد قوات الدعم السريع بدارفور
لقي أكثر من 400 شخص مصرعهم في الهجمات التي نفذتها أخيرًا قوات الدعم السريع في إقليم دارفور غرب السودان، حسبما نقلت الأمم المتحدة عن مصادر موثوقة يوم الاثنين.
وكانت قوات الدعم التي تخوض حربًا ضد الجيش السوداني منذ أبريل 2023، كثفت هجماتها في الأسابيع الأخيرة على مخيمات للاجئين حول مدينة الفاشر، في محاولة للسيطرة على آخر عاصمة ولاية لا تخضع لسيطرتها في دارفور.
أخبار متعلقة بحثًا عن الأمان.. 13 مليون نازح سوداني خلال عامين من الحربأبو الغيط يشيد بتقدم الدول العربية في مسيرة التنمية المستدامةومنذ أواخر الأسبوع الماضي، شنت قوات الدعم السريع هجمات برية وجوية على مدينة الفاشر نفسها ومخيمي زمزم وأبو شوك القريبين للنازحين.
ارتفاع المخاطر على المدنيينوقالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان رافينا شامدساني لوكالة فرانس برس: "أكد فريقنا السوداني مقتل 148 شخصًا، لكن هذا العدد أقل بكثير من الواقع وعمليات التحقق التي نجريها لا تزال جارية".
وأشارت إلى أن "مصادر موثوقة أفادت بمقتل أكثر من 400 شخص".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } 400 قتيل على يد قوات الدعم السريع في دارفور - الأناضول
وجاءت تصريحاتها بعد أن شجب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك في بيان "الهجمات واسعة النطاق التي أوضحت بشكل جلي كلفة وقوف المجتمع الدولي مكتوف اليدين، على الرغم من تحذيراتي المتكررة من ارتفاع المخاطر على المدنيين في المنطقة".
أضاف أن "المئات من المدنيين، بينهم 9 على الأقل من العاملين في المجال الإنساني، قُتلوا"، محذرًا من أن "الهجمات أدت إلى تفاقم أزمة الحماية والأزمة الإنسانية المروعة أصلًا في مدينة عانت حصارًا مدمرًا فرضته قوات الدعم السريع منذ مايو من العام الماضي".
ضمان حماية المدنيينوأكد تورك أن "قوات الدعم السريع ملزمة بموجب القانون الإنساني الدولي بضمان حماية المدنيين، بما في ذلك من الهجمات ذات الدوافع العرقية، وتمكين المرور الآمن للمدنيين إلى خارج المدينة".
ومع دخول النزاع عامه الثالث، دعا تورك جميع الأطراف إلى "اتخاذ خطوات ذات معنى نحو حله".