معاناة لاجئي السودان تتفاقم بتشاد.. والمواجهات تتصاعد في الخرطوم
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
وجد آلاف اللاجئين السودانيين في تشاد صعوبة في تأمين مأوى يحتمون فيه خلال موسم الأمطار، في وقت تتواصل فيه المعارك العنيفة بين أطراف النزاع في العاصمة السودانية الخرطوم.
وبعد هروبهم من الصراع والهجمات العرقية التي استهدفتهم في دارفور، يجد آلاف اللاجئين الفارين من المنطقة الواقعة في غرب السودان إلى تشاد، صعوبة في الحصول على مأوى مناسب وبعض المؤن الأساسية مع تدمير الأمطار الغزيرة والرياح مخيماتهم المؤقتة.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 300 ألف فروا من دارفور إلى تشاد منذ 15 أبريل، عندما اندلع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريعفي العاصمة الخرطوم.
وطلبت إسلام، وهي واحدة من 33 ألف لاجئ تقريباً يقيمون في أحد المخيمات في أورانج بتشاد، توفير مأوى لها يحميها من المطر الذي لا يتوقف، بينما كانت واقفة أمام الخيام المدمرة.
وقالت والدموع تسيل على وجهها: "أرجوكم وفروا لنا ملجأ في أسرع وقت ممكن. هذا مهين. الجميع هنا فقدوا ثلاثة أو أربعة أشخاص، وأتوا وليس معهم مأكل أو مشرب".
ويقيم بعض اللاجئين الآن في خيام من القماش دمرتها الأمطار، بينما يتدثر البعض الآخر بالبطاطين التماساً للدفء.
استمرار تدفق اللاجئين
وتواجه وكالات الإغاثة العاملة في تشاد صعوبة مع بداية موسم الأمطار في توفير المساعدات للاجئين، الذين يصلون سيراً على الأقدام أو على عربات تجرها الحمير، حيث تدفع كل موجة من الاشتباكات مزيداً من الأشخاص لعبور الحدود إلى تشاد.
وذكرت هيئة محامي دارفور، أن هجوماً على بلدة سربا الواقعة في غرب دارفور، أدى لسقوط أكثر من 200 شخص، وأجبر الآلاف على الفرار في الآونة الأخيرة.
وأشار الفارون من دارفور إلى وجود نقص في الغذاء وانقطاع في الكهرباء والمياه، وسط اندلاع أعمال عنف في المناطق السكنية.
وقال محمد إبراهيم لـ"رويترز": "لم يكن التنقل آمناً ولم يكن هناك شيء نأكله في السوق. لذلك أتينا مع أطفالنا وأتينا إلى هنا ووجدنا أن الطريق أسوأ".
مواجهات عنيفة
يأتي ذلك فيما تشهد عدد من المناطق في السودان مواجهات عنيفة. وقصف الجيش السوداني تمركزات للدعم السريع جنوب وشرق العاصمة الخرطوم، في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، فيما وقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين بمحيط المدينة الرياضية، جنوب الخرطوم.
وسقطت قذائف مدفعية متوسطة وبعيدة المدى على أهداف تابعة لقوات الدعم السريع في أحياء أركويت والفردوس والرياض شرقي العاصمة، ودوت أصوات إطلاق نار بأسلحة ثقيلة شمالي العاصمة، في وقت واصل فيه طيران الاستطلاع الحربي طلعاته الجوية في أنحاء متفرقة.
وأفاد شهود لـ"الشرق" بسماع إطلاق نار كثيف شمالي مدينة أم روابة في ولاية شمال كردفان غربى السودان، منذ وقت مبكر من صباح الثلاثاء، وسط انتشار مكثف للجيش السوداني في المنطقة.
ودعت لجان المقاومة في أم روابة المواطنين القاطنين في مدخل المدينة لاتخاذ الحيطة والحذر.
وأعلن الجيش السوداني مساء الاثنين،تحييد عدد من القناصين، واشتبكت مع الدعم السريع بمناطق جبرة وأبو آدم وكبري الدباسين جنوب الخرطوم.
وشن الطيران غارات على تمركزات الدعم السريع في مناطق جنوب الخرطوم جبرة ومجمع اليرموك، ودمر خلالها العشرات من السيارات العسكرية، حسب ما أعلن الجيش.
وتحاول قوات الدعم السريع، السيطرة على الخرطوم، بينما يسعى الجيش إلى قطع طرق الإمداد عبر الجسور التي تربط مناطق أم درمان وبحري والخرطوم، التي تشكل العاصمة.
بين الهدنة والقتال
ومنذ اندلاع الصراع في منتصف أبريل الماضي، يستمر القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تشهد العاصمة معارك يومية على نحو ينذر بحرب أهلية طويلة الأمد، خصوصاً مع اندلاع صراع آخر بدوافع عرقية في إقليم دارفور غرب البلاد.
وفي الوقت الذي التزمت فيه حركات دارفور المسلحة الموقعة على اتفاق السلام في جوبا عام 2020، جانب الحياد إلى حد بعيد في الصراع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع، أعلن رئيس حركة تحرير السودان مصطفى تمبور، الأحد، أن قواته ستقاتل بجانب الجيش "حتى إنهاء التمرد ولن تنتظر الترتيبات الأمنية لأنه لا مجال للحياد".
وأعرب تمبور في مقطع مصور عبر فيسبوك، عن اعتقاده بأن "هذا هو الموقف الصحيح والوطني ولا تنازل عنه بأي حال من الأحوال".
وتابع: "سنقاتل بجانب القوات المسلحة وسندفع بكل عناصرنا في كل ولايات السودان سواء كانوا مدنيين أو عسكريين بمعسكرات القوات المسلحة حتى نستطيع جميعاً أن نخلص الشعب السوداني من ميليشيات الدعم السريع الإجرامية وبالتالي يكون قد تبخر مخطط الدول الداعمة لها".
وعندما اندلع القتال بين الطرفين، في أعقاب خلافات بشأن خطط دمج قوات الدعم السريع في الجيش، كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً للانتقال إلى حكم مدني، بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية عام 2019.
وتوصل الطرفان المتحاربان إلى عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار بوساطة من السعودية والولايات المتحدة، لكن المفاوضات التي أجريت في جدة تم تعليقها، الشهر الماضي، بعد أن تبادل الجيش والدعم السريع الاتهامات بانتهاك الهدنة.
أدري/ الخرطوم-الشرق/رويترز
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
قوات الدعم السريع تؤكد استعادة منطقة الزرق.. والمشتركة تنفي
أكدت قوات الدعم “تحريرها اليوم الأحد منطقة الزرق بولاية شمال دارفور وطرد المعتدين من القوات المعتدية، وتوعدت بملاحقتها في أي مكان”
الزرق – كمبالا: التغيير
قالت قوات الدعم السريع إن القوة المشتركة ارتكبت تطهيرًا عرقيًا بحق المدنيين العزل في منطقة الزُرق وتعمدت ارتكاب جرائم قتل لعدد من الأطفال والنساء وكبار السن وحرق وتدمير آبار المياه والأسواق ومنازل المدنيين والمركز الصحي والمدارس وجميع المرافق العامة والخاصة.
وأعلنت القوة المشتركة السبت، عن سيطرتها الكاملة على منطقة الزرق شمال دارفور، التي تمثل أكبر قاعدة عسكرية لقوات الدعم السريع في غرب السودان.
وأوضحت قوات الدعم السريع في (بيان) اليوم، أن “استهداف المدنيين في مناطق تخلو من الأهداف العسكرية، يمثل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ويعكس العمل الجبان، وحالة الإفلاس والهزيمة وعدم القدرة على مجابهة الأشاوس في ميادين القتال”.
وتقع قاعدة الزُرق العسكرية في الحدود المشتركة ما بين السودان وتشاد وليبيا، وتعد أكبر قاعدة عسكرية للدعم السريع، وتم تأسيسها في العام 2017، وانشئت فيها المدارس والمشافي والأسواق، إلى جانب إنشاء مطار بالمنطقة.
وطالبت الدعم السريع المنظمات الإقليمية والدولية بإدانة هذه الممارسات الفظيعة التي ارتكبت بحق المدنيين الأبرياء ومحاولات من أسمتهم مرتزقة الحركات تحويل الصراع إلى صراع قبلي لخدمة أجندة الجلاد.
ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل يشن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني غارات جوية مكثفة على منطقة الزرق بغرض تدمير العتاد العسكري واللوجستي لقوات الدعم السريع.
وشددت الدعم السريع على أن “تحرير منطقة الزرق بشمال دارفور يؤكد قدرة قواتنا على حسم جيوب المرتزقة ومليشيات البرهان التي بدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة في دارفور، وقريباً ستدك قواتنا آخر معاقلهم في جميع أنحاء السودان وتخليص كامل البلاد من هيمنة عصابة العملاء والإرهابيين”.
من جهته، “كذب” الناطق الرسمي باسم القوة المشتركة أحمد حسين مصطفى، بيان قوات الدعم السريع بتحرير منطقة الزُرق بولاية شمال دارفور.
وقال حسين في تصريح لـ(التغيير)، إن حديث “مليشيا الدعم السريع” عن استعادة منطقة الزرق غير صحيح وقواتنا ما زالت موجودة بالمنطقة. وأضاف: “بقايا المليشيا هربت من الزُرق جنوبًا باتجاه كُتم وكبكابية”.
وتابع: “نتوقع هجوما من مليشيا الدعم السريع في أي وقت بعد ترتيب صفوفها ونحن جاهزين لها تمامًا”.
ويشهد محور الصحراء في ولاية شمال دارفور منذ أشهر مواجهات عنيفة بين قوات الدعم السريع والقوة المشتركة والجيش السوداني، أدت إلى مقتل ونزوح الآلاف من المدنيين الذين يعانون ظروفا إنسانية صعبة في المخيمات.
الوسومالجيش السوداني الدعم السريع الزرق القوة المشتركة