ناقش التقرير الجديد (عدسة) والصادر عن مشروع حلول للسياسات البديلة قضية الأسواق الموازية في عدة قطاعات في مصر.

وذكر التقرير أنه مع كل أزمة نقص لسلعة أو منتج تظهر الأسواق الموازية لتأخذ حيزًا أكبر في مصر، وتؤثر سلبًا في تكلفة المعيشة، دون وجود حل موازٍ من الحكومة إلا بعد انفجار الأزمة وقد زاد حجم هذه الأسواق وصولًا إلى سلع لا تعاني من نقص في الإنتاج، كما تسعى بعض القطاعات إلى التسعير طبقًا للدولار لاستقراره في سوق العملة.

وأوضح التقرير أنه خلال الشهور الأخيرة من 2023، ظهرت السوق الموازية للسكر لقلة المعروض منه مقارنة بالاستهلاك المحلي، ونتيجة قيام التجار بتخزينه لبيعه بسعر أعلى دون رقابة حكومية.

كما شدد التقرير على وجود سوق موازٍ أيضا لبيع السجائر حيث ارتفعت أسعار السجائر بنسبة تصل إلى 200% لبعض الأنواع في السوق الموازية، لتأثر الإنتاج بنقص التبغ المستورد وعدم كفايته لاحتياجات السوق المحلية، وإيقاف إنتاج أصناف سجائر بعينها، كما فاقم الأزمة تخزين التجار للسجائر لتحقيق أرباح أكبر. وبلغت نسبة التغير في أسعار السجائر المحلية 54.4% خلال شهر سبتمبر 2023، وخلال نوفمبر الماضي ارتفعت أسعارها رسميًّا بعد تعديل قانون ضريبة القيمة المضافة.

وناقش التقرير أيضا وجود سوق موازٍ للدولار حيث تسبب نقص الدولار في ظهور أسواق موازية لبيع الأدوية المستوردة بأسعار أغلى خارج الصيدليات، كذلك سعي بعض شركات السيارات إلى البيع بالدولار بشكل غير رسمي لتحصيل دولار تستخدمه في الاستيراد، رغم أن التعامل بالدولار مرفوض قانونيًّا في مصر.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأسعار في مصر مصر

إقرأ أيضاً:

الحرب النفسية أشد إيلامًا وأقل تكلفة

تخوض الدول- منذ عصور- الكثير من النزاعات وتنشب الحروب فيما بينها، ولكن ما لا يعرفه الكثير منها هو أن أشد الحروب فتكًا وتأثيرًا على وجه الأرض هي «الحرب النفسية»، هذا ليس إنكارا أو تقليلا من الحروب العسكرية وما تستخدمه الجيوش من أسلحة متطورة للدمار الشامل وما تحدثه الصواريخ والقنابل بأنواعها في إحداث تغير شامل على وجه الأرض التي تضربها، والخسائر التي تخلفها سواء في الأرواح أو الممتلكات.

الواضح لدينا هو أن «الحرب النفسية أشد إيلاما وأقل تكلفة»... كيف ذلك؟ قد تكون هذه العبارة هي عنوان عريض لمعنى أشد عمقا ورهبة لواقع مخيف للغاية، ويمكن أن نتحدث عن ذلك الأمر طويلا وباستفاضة لا نهاية لها، وإذا كان علماء النفس السيكولوجي صنفوا أنواع الإشاعات إلى ثلاثة مخارج وجميعها تنصب في قالب إحداث «الخوف، والأمل، والحقد»، واتفقوا على أن الإشاعة والأخبار المضللة هما سلاح فتاك وليسا مجرد حبر على ورق؛ لأن سلاح الإشاعة يوجه دائما نحو عقول وأجساد أبناء الشعوب بغية إنهاكهم معنويا وإحداث ضرر بالغ في أعصابهم وجعلهم غير قادرين على مقاومة الأحداث خاصة في مرحلة الحروب وويلاتها، فالإشاعة تسري في عقولهم كسريان النار في الهشيم، ولهذا الأمر وغيره يؤكد المختصون أن الحرب النفسية أكثر تأثيرا وخطورة من آلة الحرب العسكرية؛ لأنها تستخدم أساليب غير ملموسة تستهدف العقل والأعصاب ومعنويات الشعوب ووجدانهم بدقة عالية، وفي الأغلب يقتنع الناس بها ولا ينتبهون إلى صحتها وأهدافها وبالتالي يكون أثرها وخيما وأكثر تأثيرا على مجريات الحرب.

لماذا نضعف عندما يشاع عنا أمر مزيف أو اتهام باطل؟ إشاعة الأنباء المضللة وغير الحقيقية أصبحت جبهة أخرى تشتغل عليها الدول المتحاربة بهدف التقليل من شأن الآخر والنيل من معنويات الجنود والشعوب والاشتغال على مضايقتهم نفسيا وتصفيتهم دون أن يتم قتلهم برصاصة طائشة تخرج من فوهة بندقية قناص محترف.

واستخدمت الإشاعة في الحياة المدنية كسلاح آخر لمحاربة الناس بعضهم البعض من الجانب النفسي، وبعض الذين أصابتهم مثل هذه الإشاعات تدمروا نفسيا وبعضهم عجز عن المضي في الحياة والتغلب على الحالة التي وصل إليها وبعض المتضررين لجأوا إلى الانتحار كخيار أخير يخلصهم من الحالة الصعبة التي وصلوا إليها، وهذا الفقد في الأرواح سببه عدم السيطرة على المشاعر والعجز عن التفكير السليم للخروج من الأزمة النفسية التي تظل عالقة في أذهانهم خاصة إذا كانت الادعاءات أو الإشاعات سكينا يلوثها الافتراء الكاذب والإشاعة المغرضة خصوصا إذا ذهبت إلى جوانب العفة والشرف والأمانة.

الأنباء الكاذبة والتهم الملفقة، والحرب الضروس التي يشعلها بعض الناس ضد الآخرين، تعمل على تدميرهم معنويا، ومن المؤسف أن الإشاعة يمكن أن يمتد مدى انتشارها وكأنها قنبلة انشطارية تتوزع في أنحاء مختلفة.

فكم من أشخاص أبرياء فقدناهم دون أن نعلم بأنهم يحاربون معنويا ونفسيا، حتى أصابهم اليأس وأقدموا على جريمة يحاربها القانون ويجرمها الدين، كل ذلك بسبب الإشاعات الباطلة.

باختصار شديد يؤكد المختصون أن الحرب النفسية تسهم في تغيير السلوكيات الإنسانية، والقناعات الفكرية بدرجة تتماشى مع عقارب الساعة، ولأن الإشاعة أصبحت أرضا خصبة تزرعها الشعوب والأفراد سواء كانوا عسكريين أو مدنيين، ولذا فإن الإشاعة هي أخطر من أي سلاح ناري؛ لأنها تقوم على إضعاف معنويات الخصم وتحطيم إرادته وهنا مكمن قوتها وتأثيرها.

مقالات مشابهة

  • تعز تحتج: مسيرة غاضبة تطالب بحل أزمة الرواتب وتحسين المعيشة 
  • كيف عملت وزارة التضامن على التحول من دور الرعاية إلى «البديلة»؟
  • ( العادات السيئة و غلاء المعيشة)
  • «السوق العائم» بمهرجان الشيخ زايد.. تجربة استثنائية بطابع آسيوي
  • “السوق العائم” بمهرجان الشيخ زايد .. تجربة استثنائية بطابع آسيوي
  • السوق العائم بمهرجان الشيخ زايد.. تجربة استثنائية بطابع آسيوي
  • هدى الهاشمي: الإمارات نموذج عالمي للسياسات والحوكمة
  • عاجل - أسعار ياميش رمضان 2025.. مفاجآت للمصريين قبل حلول الشهر الكريم
  • الحرب النفسية أشد إيلامًا وأقل تكلفة
  • ننشر التقرير الطبي الشرعي في قضية مقتل سيدة السلام