حلول للسياسات البديلة يناقش قضية الأسواق الموازية: أثرت سلبا في تكلفة المعيشة
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
ناقش التقرير الجديد (عدسة) والصادر عن مشروع حلول للسياسات البديلة قضية الأسواق الموازية في عدة قطاعات في مصر.
وذكر التقرير أنه مع كل أزمة نقص لسلعة أو منتج تظهر الأسواق الموازية لتأخذ حيزًا أكبر في مصر، وتؤثر سلبًا في تكلفة المعيشة، دون وجود حل موازٍ من الحكومة إلا بعد انفجار الأزمة وقد زاد حجم هذه الأسواق وصولًا إلى سلع لا تعاني من نقص في الإنتاج، كما تسعى بعض القطاعات إلى التسعير طبقًا للدولار لاستقراره في سوق العملة.
وأوضح التقرير أنه خلال الشهور الأخيرة من 2023، ظهرت السوق الموازية للسكر لقلة المعروض منه مقارنة بالاستهلاك المحلي، ونتيجة قيام التجار بتخزينه لبيعه بسعر أعلى دون رقابة حكومية.
كما شدد التقرير على وجود سوق موازٍ أيضا لبيع السجائر حيث ارتفعت أسعار السجائر بنسبة تصل إلى 200% لبعض الأنواع في السوق الموازية، لتأثر الإنتاج بنقص التبغ المستورد وعدم كفايته لاحتياجات السوق المحلية، وإيقاف إنتاج أصناف سجائر بعينها، كما فاقم الأزمة تخزين التجار للسجائر لتحقيق أرباح أكبر. وبلغت نسبة التغير في أسعار السجائر المحلية 54.4% خلال شهر سبتمبر 2023، وخلال نوفمبر الماضي ارتفعت أسعارها رسميًّا بعد تعديل قانون ضريبة القيمة المضافة.
وناقش التقرير أيضا وجود سوق موازٍ للدولار حيث تسبب نقص الدولار في ظهور أسواق موازية لبيع الأدوية المستوردة بأسعار أغلى خارج الصيدليات، كذلك سعي بعض شركات السيارات إلى البيع بالدولار بشكل غير رسمي لتحصيل دولار تستخدمه في الاستيراد، رغم أن التعامل بالدولار مرفوض قانونيًّا في مصر.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأسعار في مصر مصر
إقرأ أيضاً:
تحاول فرض “الموازية” بقوة السلاح.. الدعم السريع تواصل قصف المدنيين في الفاشر
البلاد – الخرطوم
وسط انهيارات متتالية لقوات الدعم السريع في ولاية الخرطوم، تسعى الميليشيا بشكل محموم لتحقيق انتصار عسكري في مدينة الفاشر، تُقيم به واقعاً سياسياً جديداً يُحيي مشروع “الحكومة الموازية” الذي أعلنت عنه خارج البلاد دون اعتراف دولي يُذكر. هذا التصعيد ترافق مع تقرير أمريكي حذّر من اتساع رقعة الحرب وعدم وجود مؤشرات على وقف قريب لإطلاق النار، فيما تكشف الوقائع عن استخدام الدعم السريع سياسة الأرض المحروقة، من القصف المدفعي المكثف الذي قتل عشرات المدنيين في الفاشر، إلى فرض الحصار على السكان في منطقة الصالحة جنوب أم درمان، في مشهد يعكس انفلاتًا ميدانيًا كاملًا وافتقارًا لأي ضوابط قانونية أو أخلاقية في سلوك الميليشيا التي تُراهن على معادلة العنف لفرض واقع سياسي مرفوض.
فقد أعلنت الفرقة السادسة مشاة بمدينة الفاشر استشهاد 47 مدنيًا وإصابة العشرات، نتيجة قصف مدفعي مكثف نفذته ميليشيا الدعم السريع على أحياء المدينة. البيان أوضح أن نحو 250 قذيفة من عيار 120 ملم أُطلقت على المدنيين، ما أوقع مجزرة مروعة، بينهم 10 نساء، منهن 4 احترقن داخل منازلهن، وأخريات قُتلن أثناء التنقل. ويأتي هذا التصعيد ردًا على الهزائم المتلاحقة التي تكبدتها الميليشيا خلال الأسبوعين الماضيين، ما جعلها تتبنى سياسة انتقامية مفتوحة ضد السكان.
في المقابل، نفذ الجيش السوداني ضربة نوعية شمال الفاشر، دمّر خلالها منصة مدافع تابعة للميليشيا، تضم مدفعين من عيار 120 ملم وآخرين من عيار 82 ملم، كانت تستهدف الأحياء السكنية. وأسفرت الضربة عن مقتل جميع أفراد الطاقم وعدد من المرافقين.
هذا التصعيد ليس معزولًا، إذ تواصل قوات الدعم السريع منذ أيام قصفها المدفعي العشوائي على مدينة الفاشر، ما أوقع عشرات القتلى والجرحى، كما أعلنت الأمم المتحدة في وقت سابق مقتل نحو 400 شخص في مخيم زمزم للنازحين، شمال دارفور، بعد هجوم شنته الميليشيا عليه وسيطرتها على المخيم.
وفي مدينة الصالحة جنوب أم درمان، تفرض ميليشيا الدعم السريع حصارًا خانقًا على السكان، مانعة إياهم من التوجه إلى الأسواق أو شراء الغذاء والدواء. وأكدت لجان أحياء الصالحة أن القوات، التي يقودها الجنرال “قجة” وتضم مرتزقة من دولة مجاورة، ترتكب جرائم اختطاف وقتل، وتطلق النار على المدنيين لأتفه الأسباب.
وفي تحليل حديث لمشروع بيانات النزاعات المسلحة (ACLED)، حذر الخبراء من أن لا مؤشرات لوقف قريب للحرب في السودان، مع تصاعد الانقسامات المسلحة داخليًا، وتزايد التعقيدات الجيوسياسية. وخلص التحليل إلى أن الدعم السريع، بعد تراجعها الكبير في الخرطوم، تحاول كسب المعركة في دارفور، ولا سيما في الفاشر، كمحاولة لإحياء مشروعها السياسي المتمثل في فرض حكومة موازية على الأرض.
غير أن اعتماد الميليشيا على تحالفات قبلية هشة وارتكابها لانتهاكات مروعة أضعف قدرتها على الحفاظ على أي نفوذ مستدام، بينما يواصل الجيش السوداني تعزيز مواقعه وتوسيع سيطرته الميدانية.
وفي ظل معطيات كهذه، يبدو أن الدعم السريع تمضي نحو نهايات دامية، مدفوعة بهاجس إثبات وجود سياسي بأي ثمن. لكن التضحية بالمدنيين لن تصنع شرعية، والميدان لا يعترف إلا بالقوة النظامية، والدولة الواحدة، والجيش الواحد.