توقيع عريضة وطنية تحت عنوان لا للانتخابات.. قبل أسبوع من موعدها... دعوات مكثفة لمقاطعة الانتخابات المحلية في تونس
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
قبل نحو أسبوع من تنظيم الانتخابات المحلية التي سينبثق عنها مجلس الجهات والأقاليم، تصاعدت الدعوات في تونس لمقاطعة هذه الانتخابات، المقرر تنظيمها يوم 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
ووقّعت 261 شخصية من سياسيين ومستقلين وممثلين عن المجتمع المدني عريضة وطنية مفتوحة تحت عنوان "لا للانتخابات المحلية"، دعوا من خلالها التونسيين إلى مقاطعة هذه الانتخابات، بوصفها "محطة أخرى لإلغاء مؤسسات الجمهورية الديمقراطية"، بحسب نص البيان الذي نشره ائتلاف صمود.
واعتبر الموقعون أن دعوة الناخبين إلى انتخاب المجالس المحلية دون أن يكون لهذه المجالس قانون أساسي يحدد دورها وصلاحياتها هو "أمر غير مسبوق في تاريخ الدول والشعوب"، وأن الهدف من تركيز هذه المجالس هو "إضعاف السلطة المحلية وتشتيتها وجعلها هي الأخرى أداة طيعة في يد السلطة التنفيذية".
وتجمع هذه العريضة توقيعات قياديين في أحزاب التيار الديمقراطي، والمسار الديمقراطي الاجتماعي، والحزب الاشتراكي، والتكتل من أجل العمل والحريات، والقطب، والحزب الجمهوري، والحزب الاجتماعي التحرري، والعمال، وائتلاف صمود، بالإضافة إلى نشطاء سياسيين مستقلين وممثلين عن منظمات وجمعيات حقوقية.
محاولة لإضفاء شرعية
ويوضح الأمين العام لحزب العمال، حمة الهمامي، أن هذه العريضة تأتي في سياق الدفاع عن مكاسب الثورة، وفي مقدمتها المؤسسات الجمهورية الديمقراطية.
واعتبر الهمامي أن الانتخابات المقبلة ليست سوى محاولة جديدة لإضفاء "شرعية مزيفة".
وأضاف: "الانتخابات المحلية لا يمكن أن تعبر عن إرادة الناخبين الحقيقية، على اعتبار أنها ستخطو على نفس المنوال الذي خطت عليها الاستشارة الوطنية والدستور والانتخابات البرلمانية التي حققت نسب مشاركة ضعيفة جدا".
ويؤكد الهمامي أن العريضة انطلقت بـ 261 إمضاء ولكنها ستتجاوز هذا العدد بكثير، مشيرا إلى أن الأطراف الموقعة على درجة كبيرة من التنوع السياسي والمنظماتي.
بدوره، قال الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي، نبيل حجي، إنه من العبث الحديث عن انتخابات محلية وعن تمثيل جهوي في خضم توجه سياسي وقع فيه نسف مؤسسات الدولة المنتخبة.
وأضاف: "الناخبون سيتجهون إلى مراكز الاقتراع لانتخاب أشخاص لا يعرفون ما هي المهام التي ستوكل إليهم والمترشحون أنفسهم يجهلون أدوارهم وصلاحياتهم وما هو موقع مجالسهم بالنسبة للبلديات أو المعتمديات".
وأشار حجي إلى أن العريضة الوطنية الداعية لمقاطعة هذه الانتخابات تتزامن مع حالة عزوف واضحة من الشعب التونسي، مستدلا على ذلك بالعدد الضئيل للمترشحين، وبوجود حوالي 20 دائرة بمترشح وحيد.
وقال حجي إن التونسيين لا يبالون بهذه لانتخابات، وأن اهتماماتهم منصبة حول مشاغلهم الاقتصادية والمواد الأساسية المفقودة وغلاء المعيشة.
صفر فاعلية
على الجهة المقابلة، يرى القيادي في حزب البعث صهيب المزريقي، أن هذه الدعوات لا يمكن أن يكون لها تأثير على وعي الشعب التونسي، وأن نطاق انتشارها لا يتجاوز وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضاف، "رغم الصعوبات التي يواجهها مسار 25 جويلية حاليا، فإن الشعب مازال مؤمنا بضرورة عدم الرجوع إلى مرحلة العشرية السوداء السابقة، وهو ما يجعله إلى اليوم يتشبث بالمسار ويعتبره وسيلة لتحقيق أهداف الثورة المغدورة في الشغل و الحرية و الكرامة الوطنية".
ويرى مزريقي أن هذه الدعوات لن تكون لها فعالية، على اعتبار أن الشعب التونسي فقد الثقة في كل الأحزاب التي حكمت البلاد في العشرية الماضية سواء عن طريق الحكم المباشر أو عن طريق التحالفات المغشوشة.
وقال مزريقي إن "المشاركة في الانتخابات المحلية هو واجب وطني في المقام الأول الهدف منه المساعدة على حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وتلبية احتياجات التونسيين والمساهمة في التنمية الجهوية، وهي ليست مجرد تقليد انتخابي يراد منه القول إننا نبني ديمقراطية".
واعتبر السياسي التونسي أن الغرفة البرلمانية الثانية، التي ستنبثق عن هذه الانتخابات، هي أفضل ما جاء به دستور 25 جويلية، على اعتبار أن مجلس الجهات والأقاليم سيكون له اليد العليا في الموافقة على الموازنة وعلى مخططات التنمية والضامن لتحقيق التوازن بين الجهات والحد من التمييز التنموي بين المحافظات.
جماهيرية دون عمق شعبي
وفي تعليق حول الموضوع، قال المحلل السياسي، مراد علالة، إن دعوات المقاطعة واهتمام الناس بالعمل السياسي هو "علامة صحية" لوجود تنوع وحرص على إبراز هذا الاختلاف في المواقف داخل المجتمع بطريقة حضارية مدنية سلمية.
من ناحية ثانية، يرى علالة أنه رغم جماهيرية المجموعات الموقعة على العريضة سواء السياسة منها أو المدنية، فإنها لا تمتلك عمقا شعبيا قادرا على تغيير المعادلات.
وأضاف: "الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات من عدمها هي فعل سياسي صحي ولكنه لن يؤثر على العملية الانتخابية ومن الصعب القول لاحقا إن من قاطع الانتخابات هو نتيجة التجاوب مع هذه العريضة".
وتابع: "ولكن الظروف الاجتماعية والاقتصادية الهشة والمناخ العام في البلاد قد لا يشجع على مشاركة واسعة في الانتخابات".
ويتوقع المحلل السياسي أن لا تتجاوز نسبة المشاركة في انتخابات 24 ديسمبر تلك المسجلة في الاستحقاق البرلماني السابق أو في الاستفتاء على الدستور، مشيرا إلى أن المشروع السياسي للرئيس قيس سعيد سيحافظ على نفس الخزان الانتخابي.
ويذكر أن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قد علقت على دعوات المقاطعة عن طريق ناطقها الرسمي محمد التليلي المنصري الذي أكد أنه لن يكون لهذه الدعوات أيّ تأثير على مسار الانتخابات المحلّية.
وذكّر بأن القانون الانتخابي المعتمد في تونس منذ الثورة، لا يفرض اعتماد عتبة انتخابية محددة كشرط لقبول النتائج، مؤكدا أن الهيئة ستعتمد النتائج التي ستفرزها الانتخابات مهما كانت نسبة المشاركة فيها.
المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: الانتخابات المحلیة هذه الانتخابات
إقرأ أيضاً:
«أسبوع مهام رسمية».. مدبولي يزور أثيوبيا.. وآخرهم وزير الداخلية في تونس
يترأس رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، وفد بلاده المشارك في اجتماع الدورة العادية الـ38 لمؤتمر قمة الاتحاد الأفريقي بالعاصمة أديس أبابا، على مدار يومي 15 و16 فبراير الجاري، بمشاركة العديد من قادة الدول والحكومات الأفارقة.
ووفق إفادة لـ مجلس الوزراء المصري، أكد «مدبولي» استمرار جهود الدولة المصرية في العمل من أجل ضمان التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتخفيف معاناة أهالي القطاع، عبر تيسير نفاذ المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة إليهم، بالتعاون مع مُختلف الشركاء.
ومن ناحية آخري قد استعرض خلال اجتماع الحكومة المصرية جهود بلاده لتبادل إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وتيسير وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وضرورة الإسراع في بدء عمليات إعادة إعمار قطاع غزة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية في القطاع، والتأكيد في هذا الإطار على رفض إخلاء قطاع غزة من الفلسطينيين ومحاولات تهجيرهم، وعلى ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي في هذا الصدد.
ولفت «مدبولي» إلى أهمية إعلان مصر استضافة «قمة عربية طارئة» يوم 27 فبراير الجاري، بعد التنسيق مع مملكة البحرين الرئيس الحالي للقمة العربية، لبحث التطورات المُستجدة والخطيرة للقضية الفلسطينية.
وجدير بالذكر أن وزير الخارجية بدر عبد العاطي، قد عقد لقاءات على هامش اجتماعات المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي في أديس أبابا الأربعاء الماضي، التى قد تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والدول الأفريقية، وشملت هذه اللقاءات وزراء خارجية ومسؤولين من المغرب، والجزائر، وتونس، وغانا، والصومال، وغامبيا.
ومن جهة آخري أكد وزير الخارجية خلال اللقاءات حرص مصر على توطيد الشراكات الاستراتيجية مع الأشقاء الأفارقة، ودعم التنمية المستدامة في القارة من خلال تعزيز التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة.
استعرض أيضا «عبد العاطي» دور مصر في دعم جهود إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات، موضحا حرص مصر على الانخراط في دعم بنية السلم والأمن في القارة الأفريقية.
وشملت هذه المناقشات التنسيق المشترك إزاء القضايا الإقليمية، حيث شدد وزير الخارجية على أهمية توحيد المواقف الأفريقية داخل المنظمات الدولية، وتعزيز العمل المشترك لمواجهة التحديات التي تواجه القارة، لا سيما الأزمات السياسية والأمنية الراهنة في عدد من الدول الأفريقية.
وأكد عبد العاطي إلى إعادة النظر في منظومة العقوبات وتعليق عضوية الدول أعضاء الاتحاد الأفريقي، مشدداً على ضرورة تبني نهج أكثر شمولية يراعي الأوضاع الخاصة بكل دولة على حدة، ويحول دون الإبقاء على الدول المُعلقة عضويتها خارج المنظومة القارية لفترات طويلة، ما يخلق فراغاً ويهدد الاستقرار الإقليمي.
كما تطرق وزير الخارجية إلى الوضع في السودان، موضحا المعاناة الإنسانية التي يواجهها الملايين جراء النزاع القائم، مؤكدا دعم مصر لكافة الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار.
ونوه الوزير عبد العاطي إلى التوترات في القرن الأفريقي والبحر الأحمر، والأوضاع في شرق الكونغو الديمقراطية، مشددا علي ضرورة إعطاء الأولوية للحوار واحترام سيادة الدول ووحدتها الإقليمية
وفي سياق آخر توجه وزير الخارجية والهجرة الدكتور بدر عبد العاطي، مساء الخميس الماضي إلى مدينة ميونخ في ألمانيا، للمشاركة في الدورة 61 لمؤتمر ميونخ للأمن الذي يعقد خلال الفترة من 14-16 فبراير.
وفي هذا الاتجاه تتابع مصر تعزيز علاقات شراكتها الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي، وأجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي محادثات مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، على هامش زيارته الأخيرة إلى ألمانيا.
pic.twitter.com/gU45Z8S8vj
— Egypt MFA Spokesperson (@MfaEgypt) February 14, 2025
وتوافقت مصر والاتحاد الأوروبي في مارس الماضي، على ترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، ووقع الجانبان في ختام قمة مصرية عُقدت بالقاهرة، شارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورؤساء دول وحكومات قبرص وإيطاليا والنمسا واليونان، «إعلاناً مشتركاً» بشأن شراكة استراتيجية شاملة
وأعرب عبد العاطي، خلال لقائه المفوض الأوروبي للاقتصاد والإنتاجية فالديس دومبروفسكي، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، مساء الجمعة، عن تطلع بلاده لتعزيز علاقات التعاون القائمة مع الاتحاد الأوروبي في إطار الاستفادة من الزخم المصاحب لترفيع العلاقات بين مصر والاتحاد إلى الشراكة الاستراتيجية والشاملة.
وأشار عبد العاطي إلى أن مصر لديها إمكانات اقتصادية واعدة، وتولي أهمية خاصة للتعاون الاقتصادي والتجاري مع الاتحاد الأوروبي، بوصفه من أهم ركائز تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين.
وفي نفس الوقت قد التقى وزير الخارجية المفوضة الأوروبية لإدارة الأزمات، حاجة لحبيب، وأطلعها على جهود مصر، وحرصها على تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتنفيذه بالكامل بمراحله الثلاث، وتحدث عن الأوضاع الإنسانية في السودان، وأهمية تعزيز الدعم الإنساني للسودان الشقيق.
وزير الانتاج الحربي في الإمارات
وتوجه المهندس محمد صلاح الدين مصطفى وزير الدولة للإنتاج الحربي، اليوم الاحد، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لحضور فعاليات معرض الدفاع الدولي IDEX 2025 والمقرر إقامته خلال الفترة من 17 إلى 21 فبراير بمركز أبو ظبي الوطني للمعارض، وذلك تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وحاكم إمارة أبو ظبي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.
ومن جهة آخري أكد وزير الدولة للإنتاج الحربي أن المشاركة بالمعرض تمثل فرصة لتبادل الخبرات والإطلاع على أحدث تكنولوجيات التصنيع، إذ يعد IDEX منصة عالمية تجمع مجموعة كبيرة من القادة وصناع القرار وكبار المسؤولين الخبراء في قطاع الصناعات الدفاعية من مختلف دول العالم لمناقشة سبل تطوير تقنيات تساعد على مواجهة التحديات المتغيرة التي يشهدها العالم وتطوير استراتيجيات أمنية ودفاعية تسهم في تحقيق وإرساء السلام العالمي.
وفي سياق آخر قد وصل اللواء محمود توفيق وزير الداخلية في زيارة إلى الجمهورية التونسية على رأس وفد أمني رفيع المستوى للمشاركة في أعمال الدورة الـ42 لمجلس وزراء الداخلية العرب والمنعقدة حاليا بمقر الأمانة العامة للمجلس بالعاصمة التونسية.
ومن ناحية آخري كان في استقبال وزير الداخلية لدى وصوله إلى مطار قرطاج الدولي خالد النوري وزير الداخلية التونسي والأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب والسفير المصرى لدى الجمهورية التونسية.
وقد أكد وزير الداخلية عقب وصوله على أهمية المشاركة في فعاليات الدورة الحالية للمجلس في ضوء تعاظم التحديات الأمنية التي تواجه الدول العربية مشيرا إلى ضرورة تفعيل آليات التنسيق الأمني الثنائي ومتعدد الأطراف فيما بين الأجهزة الأمنية العربية لمواجهة التحديات التي تفرضها الأوضاع الراهنة بالمنطقة.
كما وجه توفيق الشكر لنظيره التونسى على مالاقاه الوفد المصري من حفاوة وترحاب منذ وصوله إلى الأراضى التونسية مشيدا بالجهود الدؤوبة التي تبذلها وزارة الداخلية التونسية والأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب من أجل إنجاح فعاليات هذا الملتقى الأمني العربي السنوي.
اقرأ أيضاًعاجل| «مدبولي» يفتتح غدًا معرض «أهلا رمضان» الرئيسي في مدينة نصر
مدبولي ورئيس زامبيا يستعرضان عددًا من الملفات والموضوعات ذات الاهتمام المشترك
بهذه الطريقة.. احسب زيادات الإيجارات القديمة بعد حديث «مدبولي»