"نيويورك تايمز": إدارة بايدن ستضغط على إسرائيل لإنهاء المرحلة الحالية من حرب غزة
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
ذكر مسؤولون أمريكيون اليوم الأحد أن زيارة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن لإسرائيل هذا الأسبوع، تأتي ضمن سعي إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للضغط على إسرائيل لإنهاء حملتها الجوية والبرية في قطاع غزة خلال الأسابيع المقبلة والانتقال إلى مرحلة تركز خلالها أكثر على الحرب ضد حركة حماس.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين، دون الكشف عن هوياتهم، أن أوستن سيجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت لمناقشة التفاصيل الزمنية والعملياتية للمرحلة الجديدة من الحرب.
وأشار المسؤولون الأمريكيون إلى أن تصور إدارة بايدن للمرحلة الجديدة يتمثل في تحرك مجموعات أصغر من قوات النخبة الإسرائيلية إلى داخل وخارج المناطق السكنية في غزة ؛ لتنفذ مهمات أكثر دقة تعتمد على معلومات استخباراتية للعثور على قادة حماس وقتلهم وإنقاذ المحتجزين وتدمير الأنفاق".
وبحسب "نيويورك تايمز"، قال مسؤول بارز في البنتاجون، دون الكشف عن هويته، إنه من المتوقع أن يعرب وزير الدفاع الأمريكي عن دعمه للحملة الإسرائيلية لتدمير قدرة حماس على شن عمليات عسكرية لكنه في الوقت نفسه سيعزز أيضًا أهمية أخذ سلامة المدنيين في الاعتبار أثناء العمليات والحاجة الماسة لزيادة وصول المساعدات الإنسانية.
وأضاف المسؤول العسكري الأمريكي: أن أوستن باعتباره رئيسًا سابقًا للقيادة المركزية للبنتاجون، فإنه على دراية تامة بالدروس المؤلمة التي تعلمها الجيش الأمريكي خلال العقدين الماضيين أثناء انتقاله من الحروب البرية الكبرى في العراق وأفغانستان إلى عمليات الاستهداف المحدد..موضحا أن أوستن يود مشاركة هذه الدروس مع المسؤولين الإسرائيليين.
وذكرت الصحيفة أن رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي تشارلز براون جونيور سيرافق أوستن في زيارته إلى إسرائيل، في إشارة على مدى إلحاح القضية ورغبة إدارة بايدن في تخطي المرحلة الحالية من الحرب..مشيرة إلى أن وزير الدفاع الأمريكي سيزور أيضًا البحرين، مقر الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، لمناقشة حرية الملاحة والأمن البحري في المنطقة..لافتة إلى أن أوستن سيزور قطر، حيث يدير البنتاجون مركز قيادة رئيسي في قاعدة العديد الجوية، على أن يجتمع مع كبار المسؤولين القطريين الذين لعبوا دورًا مهمًا في تسهيل إطلاق سراح المحتجزين من غزة.
وتوقعت أن يزور أوستن طاقم حاملة الطائرات الأمريكية جيرالد فورد التي تم إرسالها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط بالقرب من إسرائيل في الأيام التي تلت هجوم حماس كأول حاملة طائرات أمريكية يتم إرسالها إلى المنطقة لردع إيران ووكلائها في لبنان وسوريا والعراق من توسيع الحرب في غزة..مشيرة إلى أن زيارة أوستن، التي تعد الثانية له لإسرائيل منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر، هي جزء من ضغط كامل من قبل إدارة بايدن لحث إسرائيل على إنهاء الجزء عالي الكثافة من الحرب.
يذكر أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس بايدن، التقى بقادة إسرائيل، الخميس الماضي، لمناقشة اتجاه الصراع، ولم يحدد سوليفان جدولا زمنيا، لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إن بايدن يريد أن تتحول إسرائيل إلى تكتيكات أكثر دقة في غضون 3 أسابيع تقريبا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: بايدن لويد أوستن إسرائيل الحرب حماس إدارة بایدن أن أوستن إلى أن
إقرأ أيضاً:
من كانت تقاتل إسرائيل في غزة؟
د. أحمد بن علي العمري
تدخلت حركة حماس مع حركات المقاومة الفلسطينية الأخرى في السابع من أكتوبر 2023 في غفوة من النظام الإسرائيلي باستخباراته وقوته، وأسرت العديد من الجنود والمجندات الإسرائيليين وحتى بعض المدنيين، والعالم كله يعرف بما فيه إسرائيل أن حركات المقاومة لا تعني الأسر بالمعنى المُطلق له ولكنها تأسر من أجل إنقاذ أسرى لها مظلومين في السجون الإسرائيلية، ساعتها هبَّ العالم المنافق كله متداعيًا لأجل إسرائيل، مدعين أنَّ حركات المقاومة هي الظالمة والمعتدية وحتى الإرهابية، ونسوا أن أكبر كثافة سكانية على الإطلاق في العالم في قطاع غزة، محاصرة منذ سبعة عشر عامًا.
لقد عانوا تحت هذا الحصار ولم يبق أمامهم إما العيش بكرامة أو الموت بكرامة، وما أصعب على الإنسان أن يختار بين العيش والموت.
المهم حصل ما حصل والعالم شاهد على ذلك، ولكن الغطرسة الإسرائيلية والجبروت الصهيوني لم يقبل ذلك فقد أعلن الحرب على غزة في حدودها الضيقة جدًا وجغرافيتها الصغيرة، معلنًا أن أهداف الحرب تتمثل في القضاء على حماس وتحرير الأسرى.
ولكن ماذا حصل بعد 471 يومًا من الحرب؟ هل تم القضاء على حماس وهل تحرر الأسرى؟
كلا، لم يحدث من ذلك شيء؛ بل العكس، هُزم الجيش الذي يزعم أنه لا يُقهر، على الرغم من الدعم الأمريكي المنقطع النظير والدعم الأوروبي الوفير، فلقد بقي المجاهدون أمام أعتى القوات العالمية وانتصروا بكل بسالة وشجاعة.
نعم هكذا هي المقاومة عندما يتقدم قادتها رجالهم المقاتلين ولا يبقون في الصفوف الخلفية فلقد استُشهد القائد إسماعيل هنية واستُشهد يحيى السنوار وشهد له العالم أجمع بأنه استشهد مقبلًا غير مدبر، ولم يكن محتميًا بالأسرى ولا بالدروع البشرية كما ادعى العدو.
وعند توقيع إسرائيل اتفاقية وقف إطلاق النار مرغمة على الرغم من الدعم الأمريكي والأوروبي لها، ماذا حدث؟ ومع تسليم أول دفعة من الأسيرات الإسرائيليات ماذا الذي ظهر؟ ظهر رجال المقاومة بكل عدتهم وعتادهم وسياراتهم منتشين رافعين الروس.
إذن.. فمن كانت تقاتل إسرائيل ومن قتلت وفي عددهم 50 ألف شهيد وأكثر من 100 ألف جريح.
الظاهر والواقع والحقيقة أنها لم تقتل ولم تجرح سوى المدنيين الأبرياء العزل، وقد عاثت فسادًا بتجريف الشوارع وهدم المدارس والمساجد والمستشفيات والجامعات، وحتى نبش القبور وفي أكبر المظاهر الإنسانية اشمئزازًا سماحها للكلاب الضالة بنهش الجثث.
فهل بعد هذا إنسانية؟
ولله في خلقه شؤون.
رابط مختصر