رصد- أثير

إعداد: خالد الراشدي

المقاطعة هي الامتناع الاختياري والمتعمد عن الاستخدام أو الشراء أو التعامل مع شخص أو منظمة أو بلد كتعبير عن الاحتجاج، وعادة ما تكون أسبابه أخلاقية أو اجتماعية أو سياسية أو بيئية.

ومنذ القدم كانت المقاطعة حاضرة ولها تأثير بالغ في التغيير، ومع الأحداث الراهنة في المنطقة والهجوم الغاشم للكيان الصهيوني على قطاع غزة، فقد شنت حملات عالمية لمقاطعة الشركات والمنظمات الداعمة لها كإثبات لإنسانية العالم مع القضية الفلسطينية.

“أثير” رصدت عدة مقاطعات عبر التاريخ وصولا للفترة الحالية، والتي كان لها يد التغيير والتأثير؛ إذ بدأت لأول مرة في أواخر القرن التاسع عشر، عندما قرر آلاف المستأجرين الأيرلنديين التعبير عن غضبهم ورفضهم لسياسات التأجير المجحفة التي ينتهجها وكيل الأراضي الإنجليزي، ورفضوا استئجار الأراضي حتى تحقيق مطالبهم.

وفي منتصف القرن الماضي كانت المقاطعة سببا في تغيير القانون في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي قوانين الفصل العنصري الأمريكية آنذاك، لتتكبد شركة النقل خسائر مالية كبيرة جعلتها ترضخ لمطالب المقاطعة، وغيرت المحكمة العليا الأمريكية القوانين التي تتطلب الجلوس المنفصل في الحافلات العامة.

وهناك الكثير من المقاطعات التي كان لها تأثير عبر التاريخ، رصدت “أثير” عددًا منها :

مقاطعة غاندي ضد الاستعمار البريطاني، حين طلب من المواطنين الهنود صنع ملابسهم بأنفسهم بالاستعانة بالمغزل اليدوي وكان يقول: “كلوا مما تنتجون والبسوا مما تصنعون وقاطعوا بضائع العدو”.
– مقاطعة اليابانيين للولايات المتحدة، حين خرجت اليابان من الحرب العالمية الثانية وهي مدمرة بصورة كاملة، لكن الشعب الياباني رفض في ذلك الوقت شراء السلع الأمريكية وهي الدولة المنتصرة في الحرب، وتم تحجيم الاستيراد من الخارج وتشجيع الاستثمار والإنتاج والزراعة اليابانية. ووصلت حدود هذه المقاطعة إلى مستوى جعل المنتج الياباني يفرض نفسه عالميا حتى في الأسواق الأمريكية نفسها وإلى تحقيق فائض في الميزان التجاري الياباني مع الولايات المتحدة ووصل إلى حدود إثارة القلق والنزاعات التجارية الشديدة بين البلدين.
– في عام 1945 بدأت المقاطعة العربية لإسرائيل رسميا، عندما اتخذت جامعة الدول العربية قرارات وتوصيات بضرورة المقاطعة الاقتصادية للاحتلال الإسرائيلي، وعدّته عملا دفاعيا مشروعا.
– قيام الملك فيصل ملك المملكة العربية السعودية بالمقاطعة الاقتصادية، وذلك أعقاب حرب 1967م وحرب 1973م. فبعد يومين من نشوب الحرب الأولى، أعلن حظر البترول السعودي عن بريطانيا والولايات المتحدة، وعلى إثر نشوب حرب 1973م، تزعّم حركة الحظر البترولي الذي شمل دول الخليج، فكان لهذا الحظر أثره في توجيه المعركة.

ومن المقاطعات الأخرى، قيام الشعوب العربية بمقاطعة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية تضامنا مع فلسطين والعراق في فترات مختلفة، وقيام الدول الإسلامية بمقاطعة الدنمارك بعد الرسوم المسيئة للنبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.

ولا ننسى مقاطعة كوبا للولايات المتحدة، فمنذ أكثر من أربعين عامًا ترفض كوبا إقامة علاقات مع الولايات المتحدة، وكذلك تمنع الشركات الأمريكية من التعامل معها.

وبما أن المقاطعة تعد نضالا سلميا كما يصفه البعض، وسلاحا مؤثرا وقوة ضاربة مما أثبتته عبر التاريخ، ومع الأحداث الحالية في قطاع غزة واستمرار المقاطعة ضد الشركات الداعمة، نرى العديد من العلامات التجارية الكبرى تشير وتؤكد عدم صحة دعمها أو تواطؤها مع الكيان الصهيوني.

وبعد معرفة قوة المقاطعة عزيزنا القارئ: هل ستكون مع المقاطعة لنصرة الإنسانية في غزة؟

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: عبر التاریخ

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة: زيلينسكي سيوقّع "صفقة المعادن النادرة"

قال مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز إنه يعتقد أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيوقع اتفاقا بشأن المواد الخام والمعادن النادرة مع الولايات المتحدة.

وتابع والتز خلال مؤتمر العمل السياسي المحافظ، الذي انعقد خارج واشنطن يوم الجمعة، قائلا "انظروا، المحصلة النهائية هي أن الرئيس زيلينسكي سيوقع على هذا الاتفاق".

وأضاف: "ستشهدون ذلك في وقت قريب للغاية، وهذا أمر جيد بالنسبة لأوكرانيا".

ووصف والتز الرئيس دونالد ترامب بأنه "صانع صفقات"، مشيرا إلى أن زيلينسكي كان قد اقترح الشراكة بشأن المواد الخام العام الماضي.

وكان ترامب قد ربط المساعدات الأميركية لأوكرانيا، التي تعرضت لهجوم وعملية عسكرية واسعة من جانب روسيا، بحق الوصول إلى احتياطياتها من المعادن النادرة، إلا أن زيلينسكي رفض مسودة أولية لعقد مقدم من واشنطن.

وتُعتبر مخزونات المعادن النادرة هذه ذات جدوى اقتصادية عالية وأهمية استراتيجية.

وبحسب تقارير، تطالب الولايات المتحدة بـ 50 بالمئة من عائدات هذه المواد الخام كتعويض عن المساعدات العسكرية التي قدمتها لأوكرانيا حتى الآن.

وصرّح ترامب الجمعة بأن القادة الأوكرانيين "ليست لديهم أي أوراق" في المحادثات الرامية إلى إنهاء الحرب مع روسيا، وسط تصاعد التوترات بين واشنطن وكييف.

وخلال حدث يجمع حكام ولايات أميركية في البيت الأبيض، قال ترامب: "لقد أجريت محادثات جيدة للغاية مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، ولم تكن محادثاتي جيدة مع أوكرانيا. ليست لديهم أي أوراق، لكنهم يتظاهرون بالقوة، غير أننا لن نسمح باستمرار هذا الأمر".

وهاجم ترامب مرارا زيلينسكي هذا الأسبوع، وقد أثار تقاربه مع بوتين مخاوف من حدوث قطيعة بين واشنطن وأوكرانيا التي تعتمد بشكل حاسم على المساعدة الأميركية لصد الهجوم الروسي.

بعد أن وصف الرئيس الأوكراني بأنه "ديكتاتور بلا انتخابات"، اعتبر ترامب الأربعاء أن الروس "سيطروا على الكثير من الأراضي" في أوكرانيا وبالتالي فإنهم "في موقع قوة".

مقالات مشابهة

  • ماكرون يعتزم التوجه إلى الولايات المتحدة بمهمة شائكة.. ما هي؟
  • عُمان ودعم القضية الفلسطينية
  • ترامب: لن تسمح للمهاجرين غير الشرعيين باحتلال الولايات المتحدة
  • ترامب: لن نسمح للمهاجرين غير الشرعيين باحتلال الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة تقترح قرارًا خاصًا في الأمم المتحدة بذكرى الحرب في أوكرانيا
  • أبرز الإقالات التي أجراها ترامب منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة
  • تركيا تساعد الولايات المتحدة على تجاوز الأزمة
  • شلقم: الولايات المتحدة قوة عسكرية وصناعية وعلمية غير مسبوقة
  • الولايات المتحدة: زيلينسكي سيوقّع "صفقة المعادن النادرة"
  • تفاصيل هدنة غير معلنة بين الولايات المتحدة والحوثيين