رأي الوطن : علاقات عمانية هندية نحو مزيد من التطور
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
تمتلك سلطنة عُمان وجمهوريَّة الهند علاقات تاريخيَّة ممتدَّة لآلاف السِّنين، تحمل طبيعة خاصَّة من التَّعاون البنَّاء المُثمر، وتأتي زيارة الدَّولة الَّتي أجراها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ لجمهوريَّة الهند الصَّديقة، في إطار دفع العلاقات الثُّنائيَّة نَحْوَ المزيد من التطوُّر الوثيق، الَّذي يُسهم في إيجاد شراكات استراتيجيَّة مبنيَّة على الثِّقة والاحترام المتبادل، الَّتي تُعزِّزها علاقات حضاريَّة وتاريخيَّة ضاربة في أعماق التاريخ، حيث شهدت الزيارة استقبالًا حافلًا لجلالته من الجانب الهندي، يُعبِّر عن مدى متانة العلاقات العُمانيَّة الهنديَّة، كما شهدت لقاءات ومباحثات مع عددٍ من المسؤولين الهنود، وعلى رأسهم فخامةُ الرئيسة دوربادي مورمو رئيسة جمهوريَّة الهند، ودَولة ناريندرا مودي رئيس الوزراء.
لقَدْ جاءت هذه الزيارة السَّامية في إطار دفع العلاقات العُمانيَّة الهنديَّة نَحْوَ آفاقٍ أرحب، ومجسِّدةً لحظةً تاريخيَّة سعى فيها الجانبانِ العُمانيُّ والهنديُّ نَحْوَ توطيد العلاقات المشتركة، ومدِّ جسور التَّعاون البنَّاء، وإطلاق فصلٍ مشرِقٍ جديد لتاريخ الصِّلات والعلاقات العُمانيَّة الهنديَّة الممتدَّة لآلاف السِّنين، حيث أكَّد عاهل البلاد المُفدَّى دعمه الكامل للشراكة الاستراتيجيَّة القائمة بَيْنَ سلطنة عُمان وجمهوريَّة الهند، وتطلُّع جلالته لمستقبلٍ بآفاقٍ أوسع وأرحب من التَّعاون والتقدُّم في شتَّى الميادين السِّياسيَّة والأمنيَّة والاقتصاديَّة والعلميَّة، وجاءت توجيهات جلالته ـ أيَّده الله ـ لأعضاء الحكومة العُمانيَّة بمواصلة العمل الدؤوب مع نظرائهم لدى الجانب الهنديِّ وإيلاء الأولويَّة اللازمة لمجالات التَّعاون الحيويَّة في قِطاعات الأمن والدِّفاع والطَّاقة الخضراء والأمن الغذائيِّ وتقنيَّة المعلومات والاقتصاد الرَّقميِّ، وكذلك فيما يتعلَّق بالابتكار وتنمية المؤسَّسات النَّاشئة وغيرها من القِطاعات.
ولعلَّ الاتفاقيَّات الَّتي وقَّعها الجانبانِ خلال الزيارة، والَّتي شملت العديد من المناحي، خيرُ دليلٍ على الرَّغبة المشتركة بَيْنَ البَلدَيْنِ لتطوير العلاقات والوصول بها نَحْوَ المستقبل الَّذي يتطلع له الشَّعبانِ العُمانيُّ والهنديُّ، حيث وقَّعت سلطنة عُمان وجمهوريَّة الهند على اتفاقيَّة وعددٍ من مذكّرات التَّفاهم، شملت مجالات الثَّقافة والاتِّصالات وتقنيَّة المعلومات، وتبادل المعلومات الماليَّة بَيْنَ الجانبَيْنِ. كما وقَّع الجانبانِ على الرؤية المشتركة 2023 بَيْنَ سلطنة عُمان وجمهوريَّة الهند، بالإضافة إلى توسيع جهاز الاستثمار العُمانيِّ تعاونه مع بنك الدَّولة الهنديِّ بإطلاق الصندوق العُمانيِّ الهنديِّ المشترك الثالث، والَّذي سيكُونُ له إسهام كبير في تعزيز التبادل التجاريِّ والاستثمار بَيْنَ البَلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ.
إنَّ المباحثات الَّتي أجراها حضرةُ صاحبِ الجلالةِ ـ أبقاه الله ـ مع القيادة الهنديَّة في نيودلهي وما تمخَّض عَنْها من مباحثات واتفاقيَّات، سيكُونُ له تأثير كبير في الارتقاء بالشراكة الاستراتيجيَّة القائمة بَيْنَ البَلدَيْنِ إلى مستويات أعلى وآفاقٍ أرحب وأوسع عَبْرَ تعزيز التجارة والاستثمار والتَّعاون، وتحقيق التكامل بَيْنَ الجانبَيْنِ في مختلف المجالات، وزيادة حجم التبادل التجاريِّ، وإنشاء شراكة اقتصاديَّة تتناسب مع العلاقات الوطيدة الَّتي تجمع الجانبَيْنِ على امتداد تاريخهما الحضاريِّ التليد، ما يفتح الطريق نَحْوَ تعزيز التَّعاون وتبادل الخبرات نظرًا لِمَا يتمتَّع به البَلدانِ الصَّديقانِ من عوامل إنمائيَّة متفرِّدة.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الع مانی ة الهندی ة الهند من الت
إقرأ أيضاً:
اتفاق واشنطن وطهران يهدد اسعار النفط.. مزيد من التراجع
الاقتصاد نيوز — بغداد
حذّر خبراء من احتمال تراجع أسعار النفط العالمية في حال توصلت الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاق نووي جديد، في ظل توقعات بأن يؤدي رفع العقوبات المفروضة على طهران إلى زيادة كبيرة في المعروض النفطي في الأسواق العالمية.
وتنتج إيران حاليًا نحو 3.3 ملايين برميل من النفط يوميًا، تصدر منها قرابة مليون برميل عبر ما يُعرف بـ”أسطول الظل”، وهي شبكة من السفن التي تعمل على إخفاء منشأ الشحنات من خلال عمليات نقل بحرية معقدة، أغلبها يجري في جنوب شرق آسيا.
ويرى الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي أن توقيع اتفاق نووي جديد سيتيح لإيران ليس فقط زيادة صادراتها، بل كذلك تصريف ما يقرب من 100 مليون برميل من النفط الخام المخزن في بواخر قديمة تُعرف بـ”المخزون العائم”.
وأضاف المرسومي أن إيران، ورغم افتقارها حاليًا لطاقة إنتاجية فائضة كبيرة، إلا أنها قادرة على رفع مستوى إنتاجها وصادراتها خلال فترة لا تتجاوز عامًا، خاصة وأنها غير خاضعة لنظام الحصص الإنتاجية في إطار تحالف “أوبك+”.
ويأتي هذا في وقت تشهد فيه السوق النفطية ضغوطًا مستمرة بسبب تخمة المعروض وضعف الطلب العالمي، ما يجعل أي زيادة جديدة في الصادرات—خصوصًا من طرف مؤثر كإيران—عاملاً مرجحًا لمزيد من الانخفاض في الأسعار.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام