السودان: أوضاع إنسانية وأمنية حرجة تحيط بالسكان والنازحين في «ودمدني»
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
بعد أن تمتعت مدينة ود مدني وسط السودان بنعيم الأمن والطمانينة لثمانية أشهر منذ اندلاع الحرب في البلاد، استيقظ سكان المدينة الوادعة على النيل منتصف ديسمبر الحالي على أصوات الاشتباكات على تخوم المدينة.
التغيير: ود مدني: عبدالله برير
تبدل الأمن خوفا واضحى مواطنو المدينة والنازحون إليها على حد سواء في عداد المهددين بالحرب وويلاتها.
وفور سماع صوت الاشتباكات وانتشار الأخبار بتوغل الدعم السريع شرقي ود مدني انتظمت المدينة حالة نزوح واسعة إلى خارجها في شتى الاتجاهات خوفا من المجهول.
وشهد اليوم الأول حركه نقل كبيرة للبضائع من الأسواق إلى المخازن والمنازل خشية التعدي عليها حال انفراط الأمن.
ورويدا رويدا بدأ السكان والنازحون في حزم امتعتهم عبر السيارات الخاصة والمواصلات العامة وحتى الشاحنات متوجهين نحو شرق السودان واتجه بعضهم الى ولاية سنار.
قاطنو احياء شرق المدينة (حنتوب والتكيلات والرياض والانقاذ وغيرها) كانوا في مرمى الاشتباكات حيث تمركُز قوات الدعم السريع.
نازحون إلى خارج ود مدنيسكان (شرق النيل) هجر معظمهم منازلهم من منطقة الصراع المباشرة، فيما يرزح البعض المتبقي تحت وطاة انفراط عقد الأمن وانقطاع الماء والكهرباء منذ ثلاثة أيام تواليا.
احياء ودمدني الداخلية لا سيما المتاخمه لمنطقة الاشتباكات أصبحت شبه خالية من السكان الذين تخوفوا من شظايا الأسلحة المختلفة.
تخوف متزايدومع توسع رقعة القتال يتخوف السكان من نشاط عصابات السرقة والنهب والاغتصاب لا سيما بعد هجرة الأهالي ما جعل البيوت مفتوحة على مصراعها والتي ربما تشكل اوكارا للجريمة.
الوضع الانساني بات أكثر خطورة بعد تناقص قدرة المستشفيات على العمل في ظل الظروف الأمنية الحرجة وهجرة الكادر الطبي والصحي.
واُغلقت معظم البقالات الكبيرة والأسواق الرئيسية والفرعية، مما جعل التزود بالاحتياجات اليوميه ضربا من المستحيل.
واصطف المواطنون أمام المخابز التي قلت سعتها التشغيلية لعدم توفر دقيق الخبز.
وتفاقمت أزمة الوقود مع إغلاق المحطات وتوقف المواصلات العامة ووصل السعر جالون البنزين (4 ليتر) إلى 100 ألف جنيه سوداني في السوق السوداء (حوالي 100 دولار امريكي).
نازحون إلى خارج ود مدنيومع انعدام وسائل المواصلات العامة شوهد المواطنون والنازحون على الطرقات وامام المنازل في انتظار مركبة تقلهم الى مواقف المواصلات الولائية.
عودة قطوعات الكهرباءوعادت قطوعات الكهرباء مجددا بعد الاستقرار لأكثر من اسبوع في أحياء ودمدني الداخلية.
وفي ظل الظروف المعقدة، ما زالت الشائعات تزيد قلق ساكني ودمدني وتسري على وسائل التواصل الإجتماعي ومجالس المدينة احاديث عن دخول الدعم السريع للمدينة والقرى المجاورة مما زاد الهلع وعقد الحالة النفسية.
ويمثل خبر انتشار الدعم السريع في مدينه تمبول وغيرها مصدر تخوف كبير لاهل ودمدني الذين باتوا بين سندان مآلات الاشتباكات في شرق المدينة والمناوشات في بقية مناطق الولاية.
ومع إعلان حظر التجول نشطت الاستخبارات العسكرية في القبض على الخلايا النائمة مستهدفة مراكز الايواء بحثا عن أفراد مندسين من الدعم السريع.
الوسومآثار الحرب في السودان النازحين السودانيين حرب الجيش والدعم السريع ود مدني ولاية الجزيرةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان النازحين السودانيين حرب الجيش والدعم السريع ود مدني ولاية الجزيرة الدعم السریع ود مدنی
إقرأ أيضاً:
مقتل ثلاثة مدنيين في هجوم لقوات الدعم السريع في غرب السودان
الخرطوم - قُتل ثلاثة مدنيين وأصيب 20 بجروح في هجوم بطائرة مسيّرة شنّته قوات الدعم السريع السبت على إقليم دارفور في غرب السودان، حسبما أفاد ناشطون الأحد 15ديسمبر2024.
منذ نيسان/أبريل 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب حميدتي.
واستهدف الهجوم مساء السبت مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وفقا لبيان صادر عن "تنسيقية لجان المقاومة" في المدينة، وهي واحدة من مئات المجموعات التطوعية التي تنسّق المساعدات في أنحاء السودان. وقال البيان إنّ قوات الدعم السريع استهدفت "حي أولاد الريف وسط المدينة بأربعة صواريخ (...) ما أدّى إلى استشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة أكثر من 20 آخرين بجروح خطيرة".
وترزح الفاشر منذ أشهر تحت وطأة حصار تفرضه قوات الدعم السريع، كما تشهد أكثر الاشتباكات عنفا بين المعسكرَين المتحاربين.
وتسيطر قوات الدعم السريع بشكل شبه كامل على إقليم دارفور ومساحات واسعة من منطقة جنوب كردفان ومعظم وسط السودان، بينما يسيطر الجيش على شمال وشرق البلاد.
وحتى الآن، لم يتمكّن أي من المعسكرين من السيطرة على العاصمة الخرطوم، التي تبعد ألف كيلومتر شرق مدينة الفاشر.
ومساء الجمعة، نفّذت قوات الدعم السريع هجوما آخر بطائرة مسيّرة على مستشفى رئيسي في الفاشر، وفقا لوزارة الصحة المقرّبة من الجيش.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنّ تسعة أشخاص قُتلوا وأصيب 20 بجروح في هذا الهجوم، بينما أفاد طبيب بأنّ المنشأة اضطرّت إلى التوقف عن العمل.
وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف وشردت 12 مليون شخص وتسبّبت بما تعتبره الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في الذاكرة الحديثة.
ويُتّهم الجيش وقوات الدعم السريع باستهداف المدنيين والمرافق الطبية بشكل عشوائي، وبقصف المناطق السكنية عمدا.
Your browser does not support the video tag.