تعرّف على الأهمية الإستراتيجية لمضيق باب المندب وبوابة الملاحة البحرية العالمية
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
وتشير المعلومات إلى أن المسافة بين ضفتي المضيق تبلغ 30 كم، ويعدّ مضيقًا طبيعيًّا، وقد تسبب وقوع الجزيرة اليمنية "بريم"، المشهورة كذلك بمسمى "ميّون"، شرق المضيق، بتقسيمه إلى قناتين.
عُرفت القناة الأولى بالقناة الشرقية، وأُطلق عليها مسمى "باب إسكندر"، ويبلغ عرضها 3 كليومترات ، ويصل عمقها إلى 30 مترًا، فيما تُعرف القناة الثانية بالقناة الغربية، وأُطلق عليها مسمى "دقة المايون"، ويبلغ عرضها 25 كليومترا، ويصل عمقها إلى نحو 310 أمتار.
وقال الباحث والمحلل السياسي فؤاد مسعد، إن "مضيق باب المندب يعتبر من أهم الممرات المائية الدولية، بحكم أهمية المسطّح المائي الذي ينتمي إليه المتمثل في البحر الأحمر، وأهمية موقع المضيق الجغرافي المتميز، وسيطرته على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، وتكوينه للمياه الإقليمية للدول الآسيوية والأفريقية (اليمن، جيبوتي، وأرتيريا)؛ ما جعله يشكل مجالًا واسعًا ضمن أولويات إستراتيجية الدول الكبرى، وأطماعها الاستعمارية منذ القرن السادس عشر".
وأضاف مسعد، "يستمدّ باب المندب أهميته، كنقطة اختناق كثيف للشريان البحري العالمي، من موقعه في نهاية الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، الذي يعدّ أقصر طريق بحري يربط بين الشرق والغرب بحكم خصائصه الجغرافية".
وتابع "ترجع أهميته إلى تحكمه في التجارة العالمية، نظرًا لحجم التجارة الدولية وحركة نقل النفط عبره، كما إنه الممر المائي الذي يُوصل بين المحيطين الهادي والهندي والبحر المتوسط عن طريق البحر الأحمر عبر قناة السويس فالمحيط الأطلسي، وباعتباره نقطة التقاء حاسمة لحركة التجارة بين الاتحاد الأوروبي من جهة، والصين واليابان والهند وبقية آسيا من جهة أخرى".
وأوضح مسعد، أن "المضيق يعتبر ممرًّا رئيسًا لأكثر من 30%، من حركة النفط العالمية، خاصة من الخليج العربي وإيران، وقد ازدادت أهميته بعد افتتاح قناة السويس عام 1869، وظهور أكبر مخزون للبترول في شبه الجزيرة العربية".
وأشار إلى أن "مضيق باب المندب، يحتلّ المرتبة الثالثة عالميًّا، بعد مضيقي ملقا وهرمز، حيث يمر عبره يوميًّا 3 ملايين و300 ألف برميل نفط، بما يمثل 4%، من الطلب العالمي على النفط، كما تمرّ عبره 21 ألف سفينة سنويًّا، أي أن الشحنات التجارية التي تمرّ عبره تعادل 10% من الشحنات التجارية العالمية".
بدوره، أوضح رئيس مركز أبعاد للدراسات السياسية والبحوث الإستراتيجية عبدالسلام محمد، أنه "من الناحية الجيوسياسية، يُعدّ مضيق باب المندب، من أهم الممرات المائية في العالم؛ فهو ملتقى بين بضع قارات، وهي القارة الآسيوية من خلال البحر العربي والمحيط الهندي، والقارة الأفريقية التي تقع في الجهة المقابلة لساحل البحر الأحمر".
وأكد محمد، بالإضافة إلى امتداده حتى القارة الأوروبية، حيث توجد في نهاية مطاف البحر الأحمر قناة السويس، وهي ممر مائي يربط آسيا بأوروبا في البحر الأبيض المتوسط، وبالتالي يعتبر مضيق باب المندب ملتقى 3 قارات وليس قارتين فحسب".
وتابع "أما من الناحية الاقتصادية، فأكثر من 12% من الاقتصاد العالمي يمرّ عبر مضيق باب المندب، حيث يمر من خلاله ما يقارب 5 ملايين برميل نفط يوميًّا، بمعدل 4.8% تقريبًا من النفط العالمي؛ ما جعله من أهم الممرات التجارية والاقتصادية الدولية".
ولا تقتصر أهمية مضيق باب المندب، على المستوى التجاري والملاحي فقط، بل الأمر يتجاوز ذلك ليصل إلى أهمية عسكرية محورية، إذ كانت السيطرة عليه في حروب سابقة، لا سيما منتصف القرن الماضي، عاملًا مهمًّا، ومرجّحًا كفة ميزان من يسيطر عليه، وفق شواهد عدة. وقال الباحث السياسي فؤاد مسعد، إن "أهمية مضيق باب المندب العسكرية تكمن في كونه يمثل منطقة الاختناق الجنوبية للبحر الأحمر، ويوفر ميزة الدفاع عن المدخل الجنوبي للبحر، من نقاط حصينة تقع إما على الشواطئ المرتفعة المحمية طبيعيًّا، وإما فوق جزيرة بريم التي تعترضه، إذ يمكن إقامة نقاط الرصد والمراقبة ومحطات الرادار، أو إقامة القواعد العسكرية، لما يوفره الوضع الجغرافي لمضيق باب المندب".
من جانبه، قال رئيس مركز أبعاد للدراسات السياسية والبحوث الإستراتيجية عبدالسلام محمد، إن "إيران ظلت تهدد بإغلاق مضيق باب المندب طوال السنوات الماضية، واستعرضت هذه المرة، من خلال استغلال حرب غزة عبر ميليشياتها المدعومة من قبلها، وهم الحوثيون، فبالتالي مضيق باب المندب، له أهمية اقتصادية وجيوسياسية، وعسكرية كبيرة جدًّا".
ونبّه محمد، في سياق حديثه، إلى أنه: "إضافة إلى كل ما سبق ذكره، فإن مضيق باب المندب، يشكّل أهمية أمنية كذلك، من خلال نقاط التهريب البشري بين أفريقيا وآسيا، بالإضافة إلى الإرهاب العابر للحدود، عبر تهريب الأسلحة، من خلال السواحل القريبة من المضيق، والتي كلها تمر عبره ومن خلاله، فهذه أهمية أمنية إضافية، يجب أخذها بعين الاعتبار، وعدم إغفالها".
وقال:"هناك الكثير من المميزات التي يتمتع بها باب المندب، التي تجعل أي دولة تشرف عليه، لها أهمية جيوسياسية وعسكرية وأمنية كبيرة، إلا أن اليمن بسبب وضعه الحالي، ووضعه السابق في ظل وجود دولة هشة وضعيفة، لم يتمكن من الاستفادة من هذا الممر المائي المهم". وأشار إلى أن"العالم الآن، يعاني بسبب سيطرة الميليشيات على الدولة في صنعاء، بل يشرب من الكأس الذي ظل هذا العالم يوهم نفسه، على أن هذه الميليشيات، يمكن التفاهم والتحاور معها".
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: مضیق باب المندب البحر الأحمر من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
ناطق الحوثيين: الغارات الأمريكية الأخيرة عودة لعسكرة البحر الأحمر
أكدت جماعة الحوثيين، أن الغارات الأمريكية التي استهدفت صنعاء وصعدة مساء أمس السبت، عودة لعسكرة البحر الأحمر، في ظل نذر تصعيد جديد يستهدف جماعة الحوثي التي عاودت تهديداتها للملاحة الدولية وإعلانها حظر مرور السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي.
وقال محمد عبدالسلام ناطق جماعة الحوثي المشمول بالعقوبات الأمريكية، في بيان على منصة إكس، إن "الغارات الأمريكية على اليمن عدوان سافر على دولة مستقلة وتشجيعا لكيان العدو الإسرائيلي لمواصلة حصاره الجائر على غزة".
وأضاف: "ما يدعيه الرئيس الأمريكي من خطر يتهدد الملاحة الدولية في مضيق باب المندب غير صحيح وفيه تضليل للرأي العام الدولي، فالحظر البحري المعلن من قبل اليمن إسنادا لغزة يقتصر فقط على الملاحة الإسرائيلية حتى يتم إدخال المساعدات الإنسانية لأهالي غزة حسب اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية وكيان العدو، وقد جاء الحظر اليمني بعد مهلة أربعة أيام للوسطاء".
وأوضح، أن الملاحة الدولية في البحر الأحمر ستبقى آمنة من جهة اليمن، وأن الغارات الأمريكية هي عودة لعسكرة البحر الأحمر معتبرا ذلك هو "التهديد الفعلي للملاحة الدولية في المنطقة".
ومساء أمس، شنت مقاتلات أمريكية بريطانية، غارات جديدة على مواقع للحوثيين في صنعاء وصعدة في أول هجوم ضد الحوثيين بعد تصنيفهم "منظمة إرهابية".
وكشفت وسائل إعلام أمريكية، أن الغارات الجوية التي نفذتها مقاتلات أمريكية مساء السبت، جاءت بتوجيهات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واستهدفت مواقع تابعة لجماعة الحوثي، في صنعاء، في أول استهداف ميداني للحوثيين عقب تصنيفهم "منظمة إرهابية".
وذكرت نيويورك تايمز، إن الولايات المتحدة بدأت تنفيذ ضربات عسكرية ضد أهداف يسيطر عليها الحوثيون باليمن، وأنها جاءت بأوامر من ترامب، واستهدفت الرادارات والدفاعات الجوية وأنظمة الصواريخ والمسيرات
ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن القصف الأمريكي في اليمن يهدف أيضا إلى إرسال إشارة تحذير لإيران، وأن استهداف ترسانة الحوثيين قد يستمر عدة أيام وقد يزداد نطاقه اعتمادا على ردهم.
وأشارت إلى أن الضربات في اليمن تهدف لفتح ممرات الشحن الدولية بالبحر الأحمر التي عطلها الحوثيون، حيث عاودا تهديداتهم للملاحة الدولية الأسبوع الماضي.
ولفتت إلى وجود رغبة أمريكية، بحملة أقوى تفقد الحوثيين السيطرة على أجزاء من البلاد.
وأعلنت جماعة الحوثي مساء أمس، مقتل وإصابة 18 شخصا، بغارات أمريكية بريطانية استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء.
وقالت وزارة الصحة التابعة لحكومة الحوثيين (غير المعترف بها دوليا)، في بيان لها، إن 18 مدنيا قتلوا وأصيبوا "جراء غارات العدوان الأمريكي البريطاني مساء السبت على الأعيان المدنية في العاصمة صنعاء".
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، مساء السبت، إطلاق عملية واسعة ضد جماعة الحوثي في اليمن، في أول هجمات نوعية ضد الجماعة منذ بدء سريان تنفيذ تصنيف جماعة الحوثي "منظمة إرهابية".
وذكرت القيادة المركزية الأمريكية، في بيان لها، إنها بدأت في 15 مارس/آذار الجاري، سلسلة من العمليات تتألف من ضربات دقيقة ضد أهداف الحوثيين المدعومين من إيران في جميع أنحاء اليمن للدفاع عن المصالح الأميركية، وردع الأعداء، واستعادة حرية الملاحة.
وقال ترامب في بيان رسمي: "لن نتسامح مع هجمات الحوثيين على السفن الأمريكية، وسنستخدم القوة المميتة والساحقة حتى نحقق هدفنا".
وأضاف: "جنودنا ينفذون هجمات على قواعد الإرهابيين وقادتهم ودفاعاتهم حماية للشحن الأمريكي واستعادة حرية الملاحة".
وتابع: "إلى جميع الإرهابيين الحوثيين، لقد انتهى وقتكم. يجب أن تتوقف هجماتكم ابتداءً من اليوم، وإلا سيمطر عليكم الجحيم كما لم تروا من قبل"، موجها رسالة لداعمي الجماعة قائلًا: "يجب على إيران وقف دعمها للحوثيين فورًا".