فى مصر فقط.. أرض المواطنة والمحبة
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
مواقف إنسانية تكتب اسم البابا تواضروس بحروف من ذهب
آباء الكنائس وشيوخ القرى.. صور تاريخية تعيدها الأحداث
البابا شنودة والشيخ الشعراوى.. صداقة تحت مظلة الوطن
البابا كيرلس السادس مواقف وطنية خالدة
(فمن يعرف أن يعمل حسناً ولا يعمل فذلك خطية له)، بهذه الكلمات حث الكتاب المقدس فى مزمور «يع 17: 4»، على أهمية العمل الصالح وهكذا تُلبى الكنيسة المصرية الوصية فى تقديم دور إيجابى وتنموى على مر العصور وفى مختلف الأحداث.
لعبت الكنيسة دوراً بارزاً فى المجتمع المصرى يزداد بفعل السنوات والمواقف، وهو ما بدا واضحاً خلال الانتخابات الرئاسية التى أجريت الأسبوع الماضى على مدار 3 أيام، وهو حدث يقتضى إظهار قوة هذا البلد، ووقوف جميع أقطاب المجتمع يداً بيد حتى تخرج مصر فى صورة حضارية تليق بتاريخها العريق وشعبها القوى.
وفى ظل تفشى الحروب ونبرات العداء فى كثير من زوايا العالم تخرج مصر بنورها الساطع لتنير بمحبتها ظلام النفوس وتُسكت نبرات القتال، ويقف الشعب المصرى مترابطاً كالبنيان المرصوص تترابط أيادى الآباء بالكنائس وشيوخ المساجد ورجل المجتمع كلّ فى سبيله تحت مظلة واحدة وهدف وطنى مشترك، وتثبت طبيعة هذا البلد فى كل موقف يتوجب الدور الوطنى مدى قوة النسيج الذى تكون بفعل السنوات وأسس فى وجدان الأجيال المتعاقبة مفهوم المواطنة.
وعلى مدار السنوات تعكس الأحداث مدى قوة هذا البلد أمام النبرات التى تدعو لضلال الطريق والسير نحو العنف والتطرف، ولكنها المواقف والتحديات التى زرعت فى نفوس المصريين العزيمة والمحبة المُطلقة للآخر.
وكغيرها من المجتمعات الكبيرة يوجد من يُلوث صفوها ونقاء نيتها من الحين للآخر ويطفو موقف فردى لا يعكس سوى صاحبه قد يدعو لأحداث ضجر ومشاحنات، ولكن من يبحث فى ذاكرة التاريخ المصرى يجد طبيعة هذا الشعب تتجلى فى مثل هذه المواقف لتُسكت من يسعى لتفتيت هذا الثبات وهى ما تتفرد به طبيعة هذا الشعب التى وجد على هذه الأرض بفطرة مُحبه وقوية.
فى مصر فقط.. أرض المواطنة والمحبة(1-4)
احتفال المصريين فى ميلاد السيد المسيح
أيام وتدق الكنائس أجراسها للاحتفال بعيد الميلاد المجيد الذى تنظمه الكنائس المتبعة للمذاهب الغربية فى 25 ديسمبر الجارى، مثل الكنيسة «الكاثوليكية، الروم الأرثوذكس، الأسقفية»، بينما تنظم الكنيسة القبطية احتفالها فى 7 يناير المقبل بالعاصمة الإدارية الجديدة حيث كاتدرائية ميلاد المسيح.
الكنيسة القبطية تؤكد دورها فى نسيج الوطن
وفى كل عام خلال احتفالات عيد الميلاد التى تقام تشهد توافد أعداد كبيرة من المسلمين الذين يحرصون على مشاركة الأقباط لحظاتهم المقدسة فى هذا العيد المبارك، ومن أبهى الصور التى تعكس مدى خصوصية هذا العيد لدى جميع المصريين حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى، على الوقوف بجانب البابا تواضروس الثانى، ومشاركته فى رسالة العيد للعالم، ولا تزال بعض الكلمات فى خطابات العيد الموجهة للأجيال الحالية والقادمة، عالقة فى ذاكرة الكثير والتى تُجدد العهد والحفاظ على الوحدة وتماسك النسيج الوطنى لهذا الشعب باعتباره بمثابة الدرع الحامى والحصن المنيع لمستقبل مصر، وفقط فى مصر لا يمكن أن تميز بين الوجوه والبيوت التى تحتفل بالأعياد فالجميع يتشارك المناسبات والاحتفالات.
بيت العائلة المصرية
يعتبر بيت العائلة المصرية من المظاهر الوطنية التى تجمع أطياف المجتمع وتعمل من أجل تحقيق التنمية المستدامة للمجتمع المصرى، ويأتى هذا الصرح الشعبى بصورة تلقائية تعكس محبة صادقة نابعة من تاريخ عريق شارك فيه المسيحى والمسلم على مر العصور، ومع تطور الأوضاع المجاورة خرج رجال الدين من الأزهر الشريف والكنائس لتأسيس «بيت العائلة المصرية» يقوم على تنفيذ القيم العليا والقواسم المشتركة بين الأديان والثقافات والحضارات الإنسانية المتعددة، ويهدف للحفاظ على النسيج الوطنى الواحد لأبناء مصر، ويبرز هذا الدور فى المناسبات الروحية كالمشاركة فى الأعياد أو تنظيم موائد الإفطار خلال شهر رمضان، أو من خلال صكوك الأضاحى التى يتشارك فيها الآباء القساوسة كل عام لسد احتياج الفقير سواء مسلم أو مسيحى، ومن يطلع على تاريخ مشاركات الآباء الكهنة والأساقفة فى مشروع صك الأضحية يجد الكثير من النماذج كبادرة تعكس مدى ترابط النسيج الوطنى بالشعب المصرى ويتجلى ما حدث السنوات الماضية.
فى مصر فقط.. أرض المواطنة والمحبة(2-4)
البابا شنودة والشيخ الشعراوى.. صداقة للتاريخ
علاقة متفردة ورحلة متشابهة جمعت أقطاب المجتمع المصرى ووحّدت دربهم فى مصير مترابط تحت مظلة الوطن، فقد عاش مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث، رحلة متشابكة وجمعته محبة صادقة بالشيخ محمد متولى الشعراوى، كانت قائمة على أسس الاحترام والإيمان وتقبل الآخر.
يدون التاريخ مواقف عديدة شهدتها هذه العلاقة ويتجلى موقف البابا شنودة حين أرسل وفدا من الكنيسة لزيارة الشيخ الشعراوى أثناء إجرائه عملية جراحية فى لندن، وقدم له هدية عبارة عن «علبة شوكولاتة» مع باقة من الورود، بعدها زاره بنفسه وكان متلهفاً لمتابعة وضعه الصحى.
وكانت محبة معلم الأجيال وبطريرك الأقباط صادقة فقد وضع مثلث الرحمات صورة الشيخ «الشعراوى» فى مكتبه الخاص لكى يصلى من أجل شفائه، وأن يعود إلى أرض الوطن بل كان يشعل الشموع تحت صورته فى لافتة إنسانية تعكس قدر مشاعر الحب والتقدير لهذا العالم الجليل والشيخ الوطنى.
ويذكر التاريخ حرص الشعراوى على زيارة البابا فى الكاتدرائية المرقسية حين عاد إلى مصر سالماً، وكان له استقبال حافل فوقف فى انتظاره عشرات الأساقفة والكهنة، وأعداد كبيرة من الأقباط أمام الباب الخارجى لتحيته أثناء دخوله، فكانت فرحة الجميع بالشيخ ظاهرة على الوجوه.
واستمر هذا اللقاء أكثر من ثلاث ساعات، واشتهرت الجمل الرنانة التى تبادلها كل منهم للآخر، فقد افتتح الشعراوى اللقاء قائلاً: «من منح الله لى فى محنتى أنه جعلنى أجلس مع قداسة البابا شنودة».
فى مصر فقط.. أرض المواطنة والمحبة(3-4)
وكان رد بطريرك الأقباط: «إن الذين ارتبطوا بالسماء يجب أن يضعوا أيديهم فى أيدى بعض دائماً من أجل ما اتفقوا عليه ويتركوا ما اختلفوا فيه، خاصة أن الملحدين يأخذون من الخلاف حجة لكى يبتعدوا عن الإيمان، ونشكر الله لأن المساحة المشتركة بيننا واسعة لكى نعمل فيها».
كان معلم الأجيال يفتخر بعلاقته بالشعراوى فى كثير من اللقاءات فقد أظهر للجميع محبته له فى حديثه عنه، قائلاً «كان صاحبى» وكان يروى العديد من المناسبات الدينية والسياسية والوطنية التى جمعتهما حتى أصبحا رمزاً يحتذى به فى التعايش بين مختلف الأديان.
ويروى البابا شنودة حسبما ذكرت الكتب سيرة معلم الأجيال، عن أهم لقاء بينه وبين فضيلة الشيخ والذى كان يوم جنازة إبراهيم باشا فرج، سكرتير عام حزب الوفد، وكان فؤاد سراج الدين طلب أن تكون الجنازة فى الكاتدرائية باعتبار إبراهيم باشا فرج شخصية عامة، وكان مفترضا أن أصلى عليه وألقى عظة، وجاء الشعراوى قبل الجنازة فجأة واستقبلته فى مكتبى، وذهبت معه إلى الكاتدرائية، وقتها كانت صحته ضعيفة لدرجة أننى كنت أسنده فى الطريق إلى الكاتدرائية، ودخل معى بعد أن صليت على الراحل، وألقيت العظات التى تضمنت بعض الأشعار.
وصفت المراجع المسيحية مدى تأثر وحزن البابا شنودة على رحيل الشيخ الشعراوى، وكانت كلماته التى ألقاها فى جنازة الشيخ التى حضرها تُظهر مدى التأثر حين قال: «تأثرنا كثيراً لوفاة صاحب الفضيلة، فهو رجل عالم متبحر فى علمه، ومحبوبا وموضع ثقة لكل من لهم رأى، وقد عاش واعظاً وكاتباً، وضعفت صحته فى الأيام الأخيرة، وأراد الله له أن يستريح من تعب الدنيا، وجمعتنى به أواصر من المودة والمحبة فى السنوات الأخيرة من عمره، وكنا نقضى وقتاً طيباً معاً وكنا أيضاً تجمعنا روابط محبة الأدب والشعر، ونطلب العزاء لكل محبيه»، وعلى الرغم من رحيل القطبين إلا أنهما ما زالا خير إرث للشعب المصرى.
فى مصر فقط.. أرض المواطنة والمحبة(4-4)
البابا كيرلس.. رجل الصلاة والمحبة
كان عهد مثلث الرحمات قداسة البابا كيرلس السادس، مفعماً بالأحداث الوجدانية والروحية إذ كان رجل الصلاة الذى يتمتع بمحبة كبيرة لدى الأقباط لعدة أسباب، فخلال عهده تأسست الكاتدرائية المرقسية وعادت الرفات المباركة لمؤسس الكرازة، وعلى الرغم من ثراء الجانب الروحى والإيمانى فى عهد «رجل الصلاة»، كانت تجمعه علاقة طيبة مع الرئيس جمال عبدالناصر، بدأت حين أمر بدق أجراس الكنائس احتفالاً بتوليه، وكان يحرص على تقديم دور معنوى وداعم أثناء الحروب، وبعد رحيل «عبدالناصر» كان على رأس المشاركين ونعاه فى كلمات مؤثرة عكست مدى احترامه وتقديره لدوره الوطنى.
البابا تواضروس ودوره فى شهر رمضان الكريم
خلال شهر رمضان يعاد نشر الكثير من الصور والمظاهر التى تحتفظ بها مصر لنفسها وتؤكد مدى طبيعة الشعب المحب للآخر على الرغم من تفشى نبرات من الحين للآخر تسعى لزعزعة هذا الأساس القوى، ولكنها تقف عاجزة أمام أصل وطبيعة هذا الشعب.
لا يتعجب المتصفح لمواقع التواصل الاجتماعى من صورة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أثناء تعبئة كراتين رمضان، التى تحمل شعارات «المحبة لا تسقط أبداً»، مثلها كمثل صورة الموائد التى تنظمها الكنائس الإنجيلية فى مختلف المحافظات، بل تنتشر أيضاً صور شيوخ الأزهر وهم يصلون فريضة المغرب فى فناء الكنائس وقت الإفطار السنوى الذى يجمع رئيس الطائفة ورموز المجتمع المصرى من جميع المذاهب.
الكشافة المسيحية لحماية الأطفال فى عيد الإفطار
جرت العادة توافد المُعيّدين فى عيدَى الفطر والأضحى إلى الحدائق العامة وتزداد الأعداد فى حديقة الحيوان بالجيزة، ورصدت العدسات الدور الوطنى الذى تخصصه الكنيسة فى هذه الأوقات إذ تحرص على توفير شباب من الكشافة القبطية بمختلف الكنائس لحماية الأطفال والبحث عن أى صغير يفقد أسرته نتيجة للتدافع الازدحام، وأعادت هذه الفرق العديد من الأطفال التائهين إلى ذويهم، وهى من المظاهر التى تنتشر خلال الأعياد إلى جانب الشباب القبطى الذى يقف أمام الكنائس لتوزيع الحلوى على المصلين بعد الانتهاء من تكبيرات العيد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ا البلد البابا تواضروس البابا شنودة فى مصر فقط طبیعة هذا هذا الشعب
إقرأ أيضاً:
المفتي: بناء الكنائس أمر جائز على المستوى الديني
كشف الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، حكم بناء الكنائس، مؤكدا أن بيت العائلة رمانة ميزان الدولة الفاعل في المجتمع، والذي جمع أطياف المجتمع تحت مظلته.
وأكد عياد خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في حلقة جديدة من برنامج «اسأل المفتي» على قناة صدى البلد أن بناء الكنائس أمر جائز على المستوى الديني، والمسلم مأمور أن يصل زوجته المسيحية بأهلها المسيحيين ودينها المسيحي.
المفتي يدين حادث الدهس في الولايات المتحدة: انتهاك فج لحرمة النفس البشرية المفتي: الخوف من الله يحرك قلبي نحو البحث عن حكم شرعي متوازنوأوضح أن الإسلام كفل حقوق للزوجة الكتابية المتزوجة من المسلم، معلقا: رفقا يا من تريدون الفتنة بين المسلمين وإخوانهم المسيحيين، فعليكم الاطلاع على النقلة النوعية التي قام بها الأزهر وعلماؤه في هذه السياق.
واختتم قائلا: الأزهر والمؤسسات الدينية في مصر تقوم على بيان دين الله وتوضيح أحكامه من خلال إبراز ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وقال الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، إن دار الإفتاء لديها برنامج علمي متكامل في العديد من الجامعات بشأن الحوار مع الشباب.
وأضاف أنه يتم الاستعانة ببعض الخبراء لطرح الأفكار على الشباب بمنهجية وواقعية وبصورة تقنع الآخر.
وأشار الدكتور نظير عياد إلى أن قضية الانتماء للوطن وارتباط المواطن به من أهم القضايا والواجبات، حيث إن حب الوطن يعد من الالتزام بالدين، معقبًا: «لا تعارض أن تكون منتميًا لله وفي نفس الوقت منتميًا للوطن».
دعاوي العنصرية وفض الناس عن أوطانهم تتعارض مع الطبيعة البشريةوأوضح المفتي أن دعاوي العنصرية وفض الناس عن أوطانهم تتعارض مع الطبيعة البشرية، حيث إن الانتماء للوطن جزء من الانتماء للدين، ومحبة الوطن من محبة الدين، والعلاقة بينهما بلغت الحد من التراحم والتلاحم.
واختتم المفتي: «ما يحدث من الشعب الفلسطيني تجربة حية بسطور من ذهب وأحرف من نور على عظمة الأوطان».
الخوف من الله يحرك قلبي نحو البحث عن حكم شرعي متوازنونوه إلى أن الفتوى يجب أن تستند إلى معايير أخلاقية راسخة، باعتبار أن الفتوى ليست مجرد حكم شرعي بل هي أداة تؤثر في حياة الأفراد والمجتمع بشكل مباشر، مؤكدا أن الخوف من الله تعالى هو الأساس الذي يجب أن يحرك قلب المفتي ويحثه على البحث عن حكم شرعي متوازن، بعيد عن الهوى، ومراعٍ لمصلحة الناس.
وأشار، إلى أن أي فتوى لا تقوم على أساس أخلاقي ستكون بعيدة عن الصواب وستفتقر إلى الفاعلية، حيث إن الهدف الأساسي من الدين هو غرس القيم الأخلاقية التي تنعكس على سلوك الأفراد والمجتمع، مستشهدا بما ورد في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يتحلى بأخلاق عظيمة في فتاويه، ومنها حادثة تحديد وقت صلاة العصر في غزوة بني قريظة، والتي أظهر فيها النبي صلى الله عليه وسلم مبدأ قبول الاختلاف الفكري وعدم الزجر على الآراء المختلفة، رغم أن بعض الصحابة صلوا في الطريق والبعض الآخر في المدينة.
وتابع: "الفتوى لا تكون مؤثرة ونافعة إلا إذا كانت متأصلة في القيم الأخلاقية التي تحترم العلاقة بين العبد وربه، وبين العبد ونفسه، وبين العبد والمجتمع"، موضحا أن الفتوى يجب أن تؤسس على ميثاق أخلاقي يضمن عدم المساس بالكرامة الإنسانية أو السمعة أو مصالح الأفراد والمجتمع.
وفي سياقٍ متصل، أشار إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجل الذي استفتاه بشأن ولادة ابنه الأسود، حيث تعامل معه برفق ولم يعنفه، وطرح عليه سؤالًا حكيمًا حول لون الجمل الذي يملكه، ليُبرز له أن الاختلاف ليس بالأمر الغريب أو السيئ، بل هو من صميم الطبيعة التي خلقها الله.
وأكد أن الفتوى التي لا تعتمد على هذه الأسس الأخلاقية ستكون قاصرة وغير قادرة على تحقيق أهداف الشريعة، بل قد تساهم في هدم قيم المجتمع، موضحا أن العلماء القدامى كان لديهم وعي عميق بأهمية الجانب الأخلاقي في الفتوى، حتى أنهم وضعوا ضوابط أخلاقية للمفتي في كتبهم الفقهية، مثلما فعل الإمام السبكي في "معيد النعم" و"ميد النقب"، حيث كانوا يحرصون على أن تكون الفتوى متوافقة مع مراد الله تعالى وتحقيق مصالح العباد دون المساس بأخلاقياتهم أو سمعتهم.
وأشار إلى أن الفتوى التي لا تراعي هذه الضوابط الأخلاقية تُعتبر "عقيمّة"، لأنها لا تحقق الهدف الشرعي ولا تسهم في بناء مجتمع سليم.