عقد الجامع الأزهر، ثالث حلقات موسمه التاسع من برامجه الموجهة للمرأة، والذي يأتي تحت عنوان: " دور التربية الإيمانية في تحصين الأبناء من الانحرافات السلوكية"، وجاءت ندوة هذا الأسبوع تحت عنوان "دور التربية الأخلاقية وأثرها في الوقاية من الأمراض النفسية".

ندوة جديدة ضمن برامج المرأة بالجامع الأزهر

 وحاضر فيها كلٌّ من د.

حنان مصطفى مدبولي، أستاذ التربية بجامعة الأزهر واستشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري، ود. فاطمة الزهراء محمد محرز، مدرس الحديث بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالمنصورة، وأدارت الندوة د. حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر الشريف.

أول صلاة جمعة بالجامع الأزهر.. 10 معلومات عن قبلة العلم والعلماء

وأوضحت د. حنان مصطفى مدبولي، أن التربية الأخلاقية تعد مقياس نهضة الأمم وتقدمها، فسمو أخلاق أفراد المجتمع وتحلّيهم بحسن الخلق من التعاون والإخلاص وحب الآخرين والصدق والتقوى وإتقان العمل، والبعد عن الرياء والكذب والنفاق، تعتبر من مكارم الأخلاق التي بها تزدهر الأمم، فلقد انتشر الإسلام بحسن الخلق الذي تحلى به المسلمون، في حين أن الفساد الأخلاقي يؤدي إلى فساد المجتمع.

وبيّنت د. فاطمة الزهراء محمد محرز، أن دور التربية، هو تنشئة وتربية إنسان سليم مسلم ناجح في عبادة ربه وعمارة حياته وآخرته، فالأبوان يقومان بتربية الجيل فيصنعان رجالاً ويبنيان أسراً ويمهدان للوصول إلى جنات النعيم، ولابد أن يتصف المربى بتعلم العلم الشرعي البعيد عن الخرافات وأن يعدل بين الأبناء، وأن يمتلك القوة في التربية والصلاح، والبعد عن الموبقات والحكمة في التعامل والمتابعة.

وتابعت مدرس الحديث: من أنواع التربية، التربية بالملاحظة وبالإشارة وبالموعظة وبالترغيب والترهيب وبالقدوة وبالاستفادة من الدوافع الفطرية كالغيرة والتقليد، وقد قدم النبي ﷺ لنا الأسوة الحسنة في حُسن الخلق، ووضع لنا أُسساً وقواعد تسهل لنا سبل وقاية الأبناء من الوقوع في براثن الأمراض النفسية، ومن أمثلة ذلك حديث : " أكمل المؤمنين إيماناً أحاسنهم أخلاقاً "،وقوله  ﷺ : " خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي" .

من جهتها أكدت د. حياة العيسوي، أن الله قد حمّلنا أمانة تربية أطفال الأُمّة وتأديبهم وتعليمهم ما أوجبه الله عليهم وتهيئتهم للغاية التي خلقهم الله لأجلها، فقال سبحانه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُواأَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}، وقال تعالى{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}، فللتربيةِ جوانب مختلفة، فمنها التربيةُ الإيمانية والتربية الخُلقية والتربية الجسمية، والعقلية والنفسية والاجتماعية، والتربية الجنسيةِ وغيرها، كما أنها ليست قاصرةً على الوالدين فقط، فهناك إلى جانبِ الأُسرةِ المدرسة، والمسجدُ، والتجمعاتُ الشبابيةِ سواءً صالحةً أم غيرَ صالحة، ووسائلُ الإعلام وغيرها.

وأضافت: إن الطفل هو اللبنة الأولى في المجتمع، إن أُحسن وضعها بشكل سليم، كان البناء العام مستقيماً، وكما أن البناء يحتاج إلى هندسة وموازنة، كذلك الطفل فإنه يفتقر إلى تربة صالحة ينشأ فيها وتصقل مواهبه؛ لذا اعتنى الإسلام بالطفل قبل أن يولد وذلك بالبحث عن المكان المناسب الذي يتكون فيه ، ويتربى فيه فالولد الصالح هو خير كنز يتركه المسلم من بعده ، فهو نافع لأبويه في حياتهما وبعد موتهما .

وتابعت: لذلك يقول النبي ﷺ: " إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له "، بل إن الذرية الصالحة يُجمع شملها مع آبائها الصالحين في الجنة ، قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ}.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر الجامع الازهر التربية الأخلاقية الحديث كلية الدراسات الإسلامية والعربية بالجامع الأزهر

إقرأ أيضاً:

«حماة الوطن»: الحروب النفسية تستهدف زعزعة تماسك المجتمع والتشكيك في الإنجازات الوطنية

أكد الدكتور عمرو سليمان، استشاري الأمراض النفسية والمتحدث الرسمي باسم حزب حماة الوطن، أنّ الحروب النفسية تعتمد على دراسة المناعة النفسية للشعوب، والتي تُبنى على الوعي الجمعي وآليات الدفاع النفسي، وهذه المناعة النفسية تتمثل في ردود فعل الأفراد والمجتمع تجاه الأزمات، كما أنّ المجتمع المصري يُستهدف بناءً على خطط ودراسات تستغل نقاط الضعف لمحاولة زعزعة استقراره وثقته في مؤسساته.

الحروب النفسية تستهدف زعزعة تماسك المجتمع

وأوضح استشاري الأمراض النفسية لـ«الوطن» أنّ الحرب النفسية تتخذ أساليب عدة، منها التشكيك في الإنجازات الوطنية ونشر الشائعات التي تثير حالة من عدم اليقين بين الدولة والمجتمع وبين أفراده، مشيرا إلى أنّ وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت ساحة للهجمات المنهجية التي تحاول تقليل منجزات الدولة وتحطيم روح الإنجاز، كما شدد على ضرورة التحقق مما يُنشر وعدم الانجراف وراء التضخيم والسخرية التي تستهدف زعزعة تماسك المجتمع.

وأكد الدكتور عمرو سليمان أنّ هناك ما يسمى بـ تأثيرات الحرب النفسية على الصحة العقلية للمجتمع، وأهمية وعي الأفراد بما يُعرف بالانحيازات المعرفية، وهي تشوهات معرفية تستغلها الجهات المعادية لتوجيه مشاعر المجتمع بشكل غير واع، مؤكدا دور الأطباء النفسيين في توعية المواطنين بمثل هذه الانحيازات وكيفية التصدي لها.

مرصد متابعة الشائعات

وفيما يتعلق بدور «حماة الوطن» في هذا الشأن، أكد سليمان أنّ للحزب مرصدا متخصصا لمتابعة الشائعات وتدريب كوادره على الرد عليها، لافتا إلى أنّ الحزب يعمل منذ 3 سنوات على تدريب أماناته في المحافظات لتعزيز الثقة بين المواطن والدولة، مشددا على أنّ استراتيجية الحزب تقوم على التنمية المستدامة وبناء الثقة بعيدا عن المصالح الانتخابية والسياسية.

وأضاف أنّ حزب «حماة الوطن» يعمل على إطلاق استراتيجية تنموية تتجاوز إطار الحملات الانتخابية، مؤكدا أنّ الحزب يسعى لتعزيز التواصل المستمر مع المواطنين، ليصبح شريكًا في مواجهة الحروب النفسية وحماية استقرار المجتمع.

مقالات مشابهة

  • "ما معنى الغوث" وحكم إطلاقه على الولي الصالح
  • جامعة أسيوط تنظم قافلة لدعم الصحة النفسية للمرأة بثلاثة قرى بالمحافظة 
  • «حماة الوطن»: الحروب النفسية تستهدف زعزعة تماسك المجتمع والتشكيك في الإنجازات الوطنية
  • لماذا تعتد المرأة 3 أشهر رغم أنها لم تحيض؟.. اعرف السر
  • "أهمية التحول الرقمي" ندوة توعوية بكلية التربية جامعة الفيوم
  • الإمارات.. منتدى تفاعلي للتوعية بمرض الدرن وطرق الوقاية
  • عالم أزهري: ضبط الإدراك والشهوة والغضب يحقق حسن الخلق
  • انطلاق الملتقى الفقهي الأول «رؤية معاصرة» بالجامع الأزهر غدا
  • انطلاق الملتقى الفقهي الأول "رؤية معاصرة" بالجامع الأزهر..غدًا
  • جولة لوفد الأفريقي للسيطرة على الأمراض بمستشفيات الصحة النفسية