النحاتة الأردنية كاتيا التل: الصلصال شديد الصلة بأسرار الحياة
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
– بعض أعمالها مستوحى من زيارتها لعُمان
عمّان ـ العمانية: تتمسك النحاتة الأردنية كاتيا التل بالجذور وتنطلق منها لتقديم ما هو مغاير للسائد من تشكيلات فنية حداثية كنتاجٍ لتفاعلها مع الطبيعة المحلية، وانفتاحها على الحضارتين العربية والإنسانية، وامتلاكها ثقافةً واسعة في مجال عملها وفي عدد من المجالات الأخرى.
تعمل (التل) على الصلصال انطلاقاً من أن هذه المادة كما ترى تنبض بالحياة وتمتلك القدرة على التشكّل والنمو بطريقة لينة، كما لو أنها جنين يتكور بين يدي صانعه الذي يمنحه الشكل الأول، ثم يترك له حرية التكوّن والخروج للعالم بلباسه النهائي. وهذا ما تؤكده النحاتة بقولها إنها وقعت تحت تأثير قوة جاذبة منذ اللحظة التي لمست فيها الصلصال، فهذه المادة (شديدة الصلة بأسرار الكون وخفاياه). تستلهم التل أعمالها الفنية من تكوينات الجسد الإنساني، فتكون البطولةُ فيها لليدَين أو للكفَّين مثلاً، كما تستمد تشكيلاتها من الطبيعة فتقدم منحوتة تحيل إلى زهرة، أو طائر، أو ثمرة. وهي تؤطر هذه التشكيلات بما يفيد الترفع عن المادي والدنيوي، ويطلق العنان للروح كي تحلق في عالم من الخيال.
وتمكنت (التل) الحاصلة على شهادتي بكالوريوس في تخصصَي علم النفس والعلوم السياسية، من وضع بصمتها في عالم النحت عبر أعمالها المستوحاة من ترحالها بين فرنسا وسلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة، إذ كانت كلما زارت مكاناً تقرأ تاريخه وتبحث عن معالمه الحضارية وتكتشف أسرار الطبيعة فيه، وهذه التوليفة من الخبرات والتجارب جعلت أعمالها ذات بعد إنساني وتوق للحرية من غير أن تنفصل عن هواجس الذات المبدعة التي أنتجتها.
تكتسي منحوتات التل التي أسّست مشغلاً فنياً يحمل اسم (نوى للتصميم)، صبغة شرقية، سواء من خلال توظيفها للزخارف العربية التي تزين القطع عبر تفريغات في الهيكل الخارجي مع إضاءات داخلية، أو من خلال نقش الحروف العربية باللون الأسود على خلفية الشكل البيضاء، أو من خلال استلهام فكرة الرقص الصوفي بإيقاعاته الحركية المعروفة. وهي بذلك تُسقط على كل قطعة أبعاداً موضوعية ورؤى فلسفية جمالية حول علاقة الروح بالجسد.
إلى جانب ذلك، تقدم التل أعمالاً ذات قيمة وظيفية، من أطباق وكؤوس مزخرفة، لإيمانها بأن الجمال شديد الصلة بالحياة اليومية للإنسان، وتختار لهذه الأعمال اللونَ الأبيض لإبراز الإضافات فوق سطحه باللون الأسود، فهذان اللونان هما الأثيران لدى النحاتة التي تحاول التعبير عن علاقة الإنسان بالهواء والماء والتراب التي هي جزء أصيل من تكوينه البشري.
وتعرض التل القطع التي تُنتجها بصيغة تحاكي الفن الإنشائي أو التركيبي، إذ تتحول تلك القطع مثلاً إلى ما يشبه مجاميع بشرية تنظر للأعلى حيث تتدلى قطع من الإنارة، وكأنما تلك المجاميع تنشد النور وتتطلع للحرية. وقد تؤطر الفنانة الأشكالَ ضمن لوحات فسيفسائية زخرفية تعلَّق على الحائط وتُبرز مفردات من الطبيعة كالورود. وربما تجعل الفنانة الأيدي تمتد عبر الجدار تاركةً ظلالها تصنع أيادَي موازية، للتعبير عن الحالات النفسية التي تنتاب الإنسان في هذا العصر.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
أمطار وبرد شديد على هذه الولايات غدا السبت
كشفت مصالح الأرصاد الجوية، عن توقعات حالة الطقس ليوم غد السبت، والذي سيعرف تساقط أمطار وإنخفاض في درجات الحرارة على عدة ولايات من الوطن.
وحسب ذات المصالح، سيتم تسجيل درجات حرارة منخفضة على أغلبية المناطق الشمالية، خاصة الداخلية.
فيما ستعرف الولايات الشرقية الساحلية، تساقط أمطار على فترات، خلال صبيحة يوم غد السبت. ويتعلق الأمر بولايات عنابة وسكيكدة وجيجل وبجاية وسوق أهراس وقسنطينة.
كما ستعرف ولايات العاصمة والبليدة وتيزي وزو، تساقط أمطار، فجر يوم غد السبت.
هذا وستتراوح درجات الحرارة، غدا السبت، بين 20 و24 درجة بالمناطق الساحلية، وبين 16 و24 درجة بالمناطق الداخلية. فيما ستصل سرعة الرياح إلى 40 كلم/سا.
أما فيما يخص المناطق الجنوبية للوطن، فستعرف غدا السبت، طقس مشمس، حيث ستتراوح درجات الحرارة بين 19 و32 درجة. فيما ستصل سرعة الرياح إلى 40 كلم/سا.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور