احتضنت دَولة قطر أعمال القمَّة الخليجيَّة في دَوْرتها الرابعة والأربعين وقَدْ خرجت بقرارات وتوصيات مُهمَّة حفلت بالكثير من النتائج الَّتي سيكُونُ لها صدى على مواطني دوَل مجلس التعاون في السنوات القادمة، وتُسهم في توطيد دعائم العمل الخليجي المشترك، وتُعزِّز من آمال وتطلُّعات المواطنين نَحْوَ مزيدٍ من التكامل والترابط، والعمل على الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة العمل المشترك المُثمر.


وبإذن الله تعالى، تكُونُ هذه القمَّة بداية انطلاقة قويَّة للأمام، وعنوان صفاء ودفعة قويَّة ومُتجدِّدة لهذا المجلس الَّذي مرَّ بمراحل من الأزمات. فمَسيرة المجلس الحافلة والقرارات الموضوعيَّة الجادَّة، تتطلب التفعيل والإسراع فيها، واليوم نحن نرى لَمَّ الشَّمل في قمَّة الدوحة بعد خمس قِمم متتالية في الرياض وهي رسالة بأنَّ المجلس تجاوز كُلَّ العقبات ويَسِير في الطريق الصحيح لتعزيز التعاون المشترك في المجالات الاقتصاديَّة والأمنيَّة والسِّياسيَّة والتنمويَّة وغيرها.
وهذه القمَّة ركَّزت على حلِّ الأزمات الَّتي تشهدها المنطقة العربيَّة والعالَم والتخفيف من آثارها، حيث بحثت عدَّة ملفات كانت مطروحة، لا سِيَّما الوضع في الأراضي الفلسطينيَّة، والموقف الخليجي الموَحَّد تجاه وقف الحرب فورًا ونهائيًّا لِيعمَّ الأمن والاستقرار المنطقة.
فالوضع العالَمي والإقليمي والمتغيِّرات المتلاحقة تتطلب من دوَل مجلس التعاون الخليجي تجسيد المواقف وتوحيدها إزاء القضايا والتحدِّيات الَّتي تواجهها المنطقة والعالَم من جهة، والعمل على تعزيز مكتسبات مجلس التعاون في شتَّى الـمجالات، بما يُحقِّق تطلُّعات دوَل المجلس وشعوبها.
وكان على رأس هذه القضايا التطوُّرات الجارية في غزَّة والعدوان الإجرامي الَّذي يتعرض له هذا الشَّعب الشَّقيق، لذا استحقَّت قمَّة الدوحة الَّتي حضرها الرئيس التركي بحقٍّ أن يُطلقَ عَلَيْها قمَّة القضيَّة الفلسطينيَّة، وقمَّة تعزيز العمل الخليجي المشترك.
وكُلُّنا يعلم أهمِّية مجلس التعاون الخليجي رغم ما مرَّ به من تحدِّيات وعقبات وقضايا وأزمات، ولكن استمراره وانعقاده سنويًّا، دليل محبَّة وأخوَّة بَيْنَ الأشقَّاء، وأنَّ العمل جارٍ لتحقيقِ الأهداف المنشودة وتجاوز كُلِّ الخلافات حرصًا من قادتنا وحفاظًا على قوَّة مجلس التعاون وتماسكه ووحدة الصَّف بَيْنَ أعضائه، لتحقيقِ المزيد من التنسيق والتكامل والترابط في جميع الميادين، وهذا ما تتطلبه المرحلة الراهنة والقادمة.
نعْلَم يقينًا أنَّ قمَّة الدوحة حقَّقت أهدافها ونتائجها المرسومة لها الَّتي تخدم هذه المَسيرة المباركة وتمتين أواصر التعاون. وغدًا بإذن الله ستكُونُ هناك لقاءات وزيارات بَيْنَ الأشقَّاء وفتح صفحة جديدة مباركة بيضاء بَيْنَ الدوحة والمنامة، وحضور ملك البحرين لهذه القمَّة دليل ترابط أخوي بَيْنَ البَلدَيْنِ، وأنَّ الأمْرَ كان سحابة صيف مرَّت بسلام، وأنَّنا نتطلع لإزالة كافَّة الحواجز وكُلِّ المعوِّقات بَيْنَ دوَل المجلس، والعمل على تقوية الترابط وتحقيق تطلُّعات الشعوب الخليجيَّة، وتذليل كافَّة العقبات الَّتي تعترض مَسيرة العمل المشترك الخليجي بما يُعزِّز أمْن منطقتنا واستقرارها.
فجمْعُ الشَّمل في دوحة الخير، دليل خير وبركة أنَّنا نسير في الطريق، وانطلاقة جديدة ومُتجدِّدة لمَسيرة المجلس الَّذي أنشئ لِيستمرَّ، وذلك انطلاقًا من حرص قادة دوَلنا ونهجهم الصريح والثابت وتأكيدًا مِنْهم بأنَّنا إخوة تربطنا لُغة ودِين وجغرافيا وتاريخ وعادات وتقاليد وتاريخ طويل، فعَلَيْنا أن نتمسكَ بهذا البيت الخليجي، ونعملَ على الحفاظ عَلَيْه لِيبقَى موحَّدًا وقويًّا اقتصاديًّا واجتماعيًّا وأمنيًّا. والله من وراء القصد.

د. أحمد بن سالم باتميرا
batamira@hotmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: مجلس التعاون م سیرة

إقرأ أيضاً:

الزراعة تستقبل وفدًا من السفارة الفرنسية لبحث سبل التعاون المشترك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استقبل الدكتور سعد موسي المشرف علي العلاقات الزراعية الخارجية بوزارة الزراعة وفدًا رسميًا من السفارة الفرنسية وممثلي Business France، وذلك لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي بين مصر وفرنسا في القطاع الزراعي والوقوف على آخر المستجدات فيما يتعلق بالندوة المصرية الفرنسية للأبقار المزمع عقدها في نهاية الشهر الجاري بمشاركة وزير الزراعة والسفير الفرنسي بالقاهرة والتي ستشهد فعاليات الندوة التوقيع على نماذج الشهادات الصحية البيطرية الخاصة بتصدير واستيراد العجول بين الهيئتين البيطريتين في كلا من مصر وفرنسا.

وخلال اللقاء أشاد موسى بالعلاقات المتميزة بين البلدين حيث تعد فرنسا واحدة من أكبر المستثمرين في مصر على كافة الأصعدة والمجالات.

واستعرض موسى موضوعات التعاون القائمة والمشروعات التي تقوم بتمويلها وتنفيذها الوكالة الفرنسية للتنمية لصالح قطاع الزراعة في مصر خلال الفترة السابقة والعائد الاقتصادي الناتج عن تنفيذ هذه المشروعات خاصة لصغار المزارعين ودعم منظومة الألبان والإنتاج الحيواني والسمكي.

كما تم استعراض الخطة المستقبلية للمشروعات التي سيتم تنفيذها خلال المرحلة المقبلة خاصة المرحلة الثانية لمشروع سازمي SASME.

وأشار رئيس القسم الاقتصادي بالسفارة الفرنسية إلى أن هناك ما يقرب من 200 شركة فرنسية تستثمر في مصر حيث تبلغ قيمة الاستثمارات الفرنسية في مصر نحو 7 مليار يورو في شتى القطاعات مثل الصناعة والزراعة والري والقطاع البنكي والمصرفي وغيرها من القطاعات الحيوية.

وأضاف، أنهم بصدد الإعداد والتجهيز لعقد المؤتمر  الدولي الخاص بالامم المتحدة  UN، معربًا عن رغبته في مشاركة وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في هذا الحدث الهام والمزمع انعقاده في يونيو 2025 بباريس، حيث إنه سيشهد المؤتمر توقيع اتفاقيتين دوليتين مع كلا من منظمة الزراعة والغذاء FAO ومنظمة التجارة العالمية WTO لمكافحة الصيد الجائر والغير شرعي وتعزيز التعاون في مجالات الثروة السمكية والتي تهدف إلى ضم مصر إلى تلك الاتفاقيات بصفتها أحد الدول الأعضاء بال UN.

وفي نهاية اللقاء قدم موسى الشكر للوفد الفرنسي، مشيدًا بالتعاون المثمر بين مصر وفرنسا لتطوير قطاع الزراعة في مصر، مقدرًا الدعم المستمر لتطوير القطاع الزراعي وتحديثه، كما أثنى على دور الوكالة الفرنسية للتنمية والتي سبق وأن قدمت تمويلات ميسرة لهذا القطاع الحيوي.

1000152687 1000152689

مقالات مشابهة

  • التعاون الخليجي: ندعم كافة الجهود لإيجاد حل سياسي في اليمن
  • وزير العمل يلتقي سفير الفلبين لدى القاهرة لتفعيل سُبل التعاون المشترك
  • وزارة العمل تستعد لإطلاق برنامج التشغيل المؤقت في قطاع غزة
  • «ندوة الثقافة والعلوم» تناقش كتاب «محمد سعيد الملا.. سيرة مشرقة»
  • الزراعة تستقبل وفدًا من السفارة الفرنسية لبحث سبل التعاون المشترك
  • رئيس "الشورى" يبحث تعزيز التعاون التشريعي مع رئيس المجلس الوطني الاتحادي بالإمارات
  • غباش يعقد جلسة مباحثات مع رئيس مجلس الشورى العُماني
  • صقر غباش يعقد جلسة مباحثات مع رئيس مجلس الشورى العماني
  • بحث أوجه التعاون في الجوانب التشريعية مع الإمارات
  • "القومي لحقوق الإنسان" يحتفل بانتهاء برنامج التعاون المشترك مع صندوق الأمم المتحدة للسكان