شركات شحن دولية تعلق إبحار سفنها بالبحر الأحمر.. ماذا يحدث في باب المندب؟
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
تتواصل محاولات الحوثيين، لفرض السيطرة على مضيق باب المندب، عبر رفض مرور السفن المحملة بأية بضائع إلى إسرائيل؛ بالتزامن مع عدوانها على قطاع غزة، فيما اعتبرت شركات شحن دولية تعرضت بعض سفنها لمحاولات استهداف في عرض البحر الأحمر، أن الملاحة البحرية في تلك المنطقة مخاطرة غير محسوبة العواقب.
وحتى الآن وصل عدد الشركات التي علقت إبحار سفنها في البحر الأحمر وتحديدا للرحلات المتجهة إلى إسرائيل، إلى خمس شركات كان آخرها شركة شحن بضائع «أو.
وكانت شركة البحر الأبيض المتوسط للشحن (إم.إس.سي) – الإيطالية السويسرية - ومقرها سويسرا، أعلنت في وقت سابق، أنها ستتوقف عن استخدام قناة السويس بعد هجوم على إحدى سفنها، واتخذت شركات (ميرسك) الدنماركية، و(هاباغ- لويد) الألمانية، و (سي أم آ سي جي أم) الفرنسية، وذلك بعد تعرض بعض السفن التابعة لتلك الشركات إلى عمليات استهداف.
ويحمل مضيق باب المندب أهمية كبرى للسفن التجارية وللتجارة العالمية بشكل عام، وخصوصا فيما يتعلق نقل شحنات النفط، ويمر خلال 17 ألف سفينة وناقلة نفط، ويصل عرضه إلى 29 كيلومترا، وهو ممر لحوالي خمس استهلاك دول العالم من النفط، فضلا عن مرور 50 سفينة تجارية يوميا من المضيق، وتتحدث الولايات المتحدة الأمريكية عن نيتها تشكيل تحالف بحري لحماية الملاحة البحرية.
ويمثل لجوء السفن التجارية المفترض وصولها إلى إسرائيل، إلى ممر بحري بديل، تحديا كبيرا لها إذ سيكون أمامها الاعتماد على طريق رأس الرجال الصالح؛ وهو ما يضاعف وقت الرحلات وتكلفة النقل وبالتالي تكلفة البضائع المنقولة، ويدير الحوثيون إجراءات السيطرة البحرية على المنطقة من خلال الزوارق البحرية والطائرات المسيرة ومنصات مخصصة لإطلاق الصواريخ.
وتمثل الطبيعة الجبلية لليمن تحديا أخطر أمام أي محاولات أمريكية لتحييد عمليات الاستهداف؛ ولعل ذلك ما يفسر التقارير الأمريكية التي تناولت حاجة واشنطن إلى تحالف بحري يساعدها في السيطرة على الموقف لصالح إسرائيل، التي يعيش اقتصادها أصعب فتراته جراء حربها المتواصلة على قطاع غزة بالتزامن مع عمليات استهداف يباشرها حزب الله اللبناني ضده.
ولطالما غضَّ العالم الطرف، حينما دعت أصوات إقليمية إلى توفير التأمين اللازم للملاحة في البحر الأحمر، وكانت رد الفعل الأمريكي يقتصر على مجرد تصريحات من مسؤولين في الإدارة الأمريكية، لكن حينما يتعلق الأمر بالحليف الإسرائيلي الدائم لواشنطن؛ يكون للولايات المتحدة حتما رد فعل أشد حدة وأكثر سرعة.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: الحوثيين الولايات المتحدة باب المندب البحر الأحمر إلى إسرائیل
إقرأ أيضاً:
بعد حلول الظلام وبقنابل دقيقة.. الدفاع البريطانية تكشف تفاصيل استهداف الحوثي الثلاثاء
(CNN)-- أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن الجيش شنّ غارات جوية على أهداف للحوثيين في اليمن، الثلاثاء، بالاشتراك مع القوات الأمريكية، وذلك في أول اعتراف علني بعملية مشتركة منذ أن صعّدت إدارة ترامب حملتها ضد الجماعة المسلحة.
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية في بيان صدر، الأربعاء، أن الغارات استهدفت "مجموعة مبانٍ" جنوب العاصمة صنعاء يستخدمها الحوثيون لتصنيع طائرات بدون طيار، والتي تستخدمها الجماعة لمهاجمة السفن في البحر.
وقالت الدفاع البريطانية في بيانها إن سلاح الجو الملكي أرسل طائرات تايفون مقاتلة لاستهداف تلك المباني، وألقت قنابل دقيقة بعد حلول الظلام، بعد "تخطيط دقيق للغاية... للسماح باستهداف الأهداف بأقل قدر من المخاطر على المدنيين أو البنية التحتية غير العسكرية"، مضيفة أن جميع الطائرات عادت بسلام.
وبدأ الحوثيون المدعومون من إيران حملة عسكرية تضامنًا مع الفلسطينيين عندما شنت إسرائيل حربًا على غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وهاجموا مرارًا سفنًا تابعة للبحرية الأمريكية وسفنًا تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن - وهما ممران مائيان حيويان لطرق الشحن الدولية - وأطلقوا صواريخ على إسرائيل.
وردًا على ذلك، حاولت الولايات المتحدة تعطيل قدرات الحوثيين من خلال استهداف أسلحتهم الأساسية، وتدمير الطائرات المسيرة البحرية والطائرات المسيرة تحت الماء.
وشاركت المملكة المتحدة في ضربات مشتركة مع الولايات المتحدة ضد الحوثيين من قبل، بما في ذلك عمليات عديدة في عام 2024، لكن بيان يوم الأربعاء يمثل أول اعتراف من المملكة المتحدة بشن ضربة مشتركة منذ أن أطلق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حملته العسكرية العدوانية ضد الجماعة، متعهدًا باستخدام "القوة الساحقة" لوقف هجمات البحر الأحمر.
وذكر بيان الوزارة أن العملية المشتركة، الثلاثاء "تتماشى مع السياسة الراسخة للحكومة البريطانية، في أعقاب بدء الحوثيين حملة هجماتهم في نوفمبر 2023، مهددين حرية الملاحة في البحر الأحمر، ومهاجمين السفن الدولية، ومقتل بحارة تجاريين أبرياء".
وزعم الحوثيون، الاثنين، أن غارة جوية أمريكية استهدفت سجنًا يحتجز فيه مهاجرون أفارقة، مما أسفر عن مقتل العشرات.
وردًا على ذلك، قالت القيادة المركزية الأمريكية إنها "على علم بمزاعم سقوط ضحايا مدنيين جراء الغارات الأمريكية في اليمن، ونحن نأخذ هذه الادعاءات على محمل الجد، ونجري حاليًا تقييمًا لأضرار المعارك والتحقيق في هذه الادعاءات".
وقال وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، إن الضربات تهدف إلى منع المزيد من هجمات الحوثيين، مضيفًا أن انخفاض حركة الشحن عبر البحر الأحمر بنسبة 55% تسبب في عدم استقرار إقليمي وألحق الضرر باقتصاد المملكة المتحدة.