دمشق-سانا

لم تمنع الظروف الاقتصادية الصعبة بسبب الحرب الإرهابية على سورية المربية الشابة نسرين كريز من تأسيس مشروع صغير مولد للدخل، رغم أنه من المشاريع الموصوفة بالصعوبة بالنسبة للسيدات، فثابرت واجتهدت لتؤسس مشروعاً إنتاجياً متخصصاً بصناعة المنظفات ليشكل هذا العمل متناهي الصغر فيما بعد مصدراً أساسياً للدخل يلبي جانباً من احتياجاتها الحياتية.

وبينت كريز (33 عاماً) في حديثها لنشرة سانا الشبابية أن فكرة مشروعها جاءت نتيجة لرغبتها في استكشاف ما يتعلق بمستحضرات التنظيف وخاصة أنها طالما أحبت مادة الكيمياء خلال مراحل دراستها فبدأت قبل سنوات وبتشجيع من والديها بتعلم مبادئ وأساسيات صناعة المنظفات من خلال اتباع دورات تعليمية عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لتباشر لاحقاً بتطبيق ما تعلمته على بعض المنتجات وتجريبها.

وأوضحت أن صناعة المنظفات تحتاج لعدد من المواد الأساسية يمكن شراؤها من محال متخصصة ببيعها مثل التكسابون وهي مادة فعالة معززة للرغوة، بالإضافة لحمض السلفونك (حمض الكبريت) الذي يستخدم في صناعة الصابون والأصبغة والـ (ب ب 4) أو البيتائين الذي يعتبر مادة عطرية تدخل في صناعة الصابون السائل أو المناديل المعطرة ومادة الإديتا التي تدخل أيضاً في تركيب منتجات العناية بالبشرة وتنظيفها وترطيبها وفي صناعة صابون الاستحمام والبلسم وغيرها.

ونوهت إلى ضرورة توخي الدقة والحذر أثناء خلط المواد وتركيبها، فلكل منتج كميات محددة ويمكن أن يؤدي حدوث الخطأ إلى خروج روائح نفاثة ومخرشة للصدر والرئة.

وأثنت كريز على الدور الفعال الذي لعبه المكتب الإقليمي للاتحاد العربي للأسر المنتجة والصناعات الحرفية الذي ساهم بتأمين السجل التجاري لها والمشاركات في البازارات الخيرية، لافتة إلى أنها تطمح لتأسيس شركة خاصة في هذا المجال وتوسيع أعمالها ما إن سنحت لها الفرصة.

هادي عمران

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

قصة كفاح شابة سودانية فرت من الحرب إلى أوغندا

 

تجسد قصة الشابة العشرينية التي سردتها لـ”التغيير” رحلة معاناة يعيشها آلاف السودانيين الذين اضطروا للنزوح واللجوء بسبب الحرب الدائرة حاليا في البلاد تاركين خلفهم منازلهم وأحلامهم

التغيير: فتح الرحمن حمودة

بدأت رحلتها مع المعاناة صبيحة اندلاع الحرب في الخرطوم حيث كانت أصوات الرصاص والانفجارات تملأ سماء العاصمة بمدنها الثلاث، حينها قررت الشابة “م.ع” وهي خريجة جامعة الأحفاد مغادرة الخرطوم نحو مدينتها الأم مدينة الفاشر الواقعة غربي السودان.

وتجسد قصة الشابة العشرينية التي سردتها لـ”التغيير” رحلة معاناة يعيشها آلاف السودانيين الذين اضطروا للنزوح واللجوء بسبب الحرب الدائرة حاليا في البلاد تاركين خلفهم منازلهم وأحلامهم.

وقالت “م.ع” إنها كنت تسكن في حي العرضة بالخرطوم عندما اندلعت الحرب وسرعان ما غادرت سريعا نحو مدينة ربك التابعة لولاية النيل الأبيض ومنها مرت بعدة مناطق حتى وصلت مدينة الفاشر التي كانت في بداية الحرب آمنة، حيث استقبلت العديد من النازحين من المناطق المجاورة لها لكنها سرعان ما دخلت دائرة الاقتتال.

وتمضي قائلة إنها استقرت لحظة وصولها في حي “الكرنيك” الذي يقع بالقرب من قيادة المنطقة العسكرية في المدينة وهو ما جعل الحي هدفا للقصف العشوائي لاحقا من قبل قوات الدعم السريع، فمعظم المنازل هناك دمرت بسبب القصف المتواصل عند تجدد المواجهات العسكرية مما زاد من معاناة السكان وأجبر الكثيرين منهم على البحث عن مأوى آمن.

وكانت “م.ع” تعمل في إحدى المنظمات الوطنية وتعرضت خلال عملها لمواقف عصيبة منها حادثة حدثت لها أثناء محاولتها توزيع مواد إغاثية للنازحين قائلة أخذنا موافقة من مديرنا لنقل مواد من المخزن وتوزيعها على الأسر المتضررة ولكن المنطقة كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع.

واضافت الفتاة على الرغم من اظهارنا الأوراق الرسمية إلا اننا تعرضنا للاستجواب لمدة أربع ساعات كانت مليئة بالابتزازات حيث اتهموني بأنني تابعة لاستخبارات الجيش فقط لأنني أعيش في حي الكرنيك الواقع بالقرب من قيادة الجيش.

وقالت انه بعد هذه الحادثة قررت هي وأسرتها مغادرة المدينة فتوجهت الأسرة نحو مليط بينما انتقلت هي إلى مدينة الضعين الواقعة شرق دارفور حيث قضت أسبوعين هناك قبل أن تبدأ رحلتها نحو أوغندا عبر عاصمة جنوب السودان مدينة جوبا.

وصفت “م.ع” رحلتها الطويلة إلى أوغندا بأنها كانت محفوفة بالصعوبات حيث قالت واجهتنا أمطار غزيرة ونقص في المال وكنا نمر عبر بوابات تتطلب دفع مبالغ نقدية لكننا لم نكن نملك المال وعلى الرغم من توسلاتنا لم نجد استجابة ومكثت في جوبا اسبوعا كاملا حتى غادرت إلى أوغندا ووصلت إلى العاصمة كمبالا.

في كمبالا كانت تخطط الفتاة لدراسة الماجستير لكنها فوجئت بارتفاع رسوم الدراسة بشكل كبير مما أجبرها على تغيير خطتها وقالت انها انتقلت بعد ذلك إلى مدينة بيالي حيث معسكرات اللاجئين السودانيين وكانت تبحث عن فرصة عمل حتى انضمت لاحقا للعمل في إحدى المنظمات لمدة ستة أشهر.

ووصفت “م.ع” الحياة في معسكرات اللاجئين بأنها صعبة وغير آمنة وتقول كنت أعاني من مشكلة الرطوبة خاصة أن المنطقة تشهد أمطارا غزيرة إلى جانب الوضع الأمني داخل المعسكر كان سيئا مع انتشار العصابات وحوادث النهب المسلح حتى قررت لاحقا الانتقال للسكن خارج المعسكر لتفادي هذه المخاطرالتي ما زال يواجهها الكثير من السودانيين هناك.

وبالنسبة لاوضاع النساء هناك قالت الفتاة بحسب تجربتها لم تكن الحياة في المعسكر سهلة عليهن حيث تعرض الكثير منهن للانتهاكات بسبب بعد الحمامات وصعوبة التنقل ليلا خاصة الفتيات إلى جانب فرص العمل كانت قليلة ومصحوبة بابتزازات.

وختمت الفتاة حديثها قائلة على الرغم من كل ما واجهته لا أزال متمسكة بأمل العودة إلى بلادي وأتمنى أن تتحقق أحلامي وأن أعود إلى منزلي الذي أحبه وما اريده فقط أن تنتهي هذه الحرب و اقول لا للجهوية،لا للقبلية، ولا للعنصرية.

 

الوسومالخرطوم اللاجئين السودانيين حرب السودان كمبالا

مقالات مشابهة

  • نسرين مالك: إجماع متزايد على ارتكاب إبادة جماعية في غزة.. ماذا بعد؟
  • سوريا..أطباء يكشفون حقيقة قصف دوما بالأسلحة الكيميائية
  • نسرين طافش تروج لأحدث أعمالها الفنية «الدشاش» مع محمد سعد
  • وزير الصناعة والنقل يبحث مع السفير الكندي بالقاهرة التعاون في مجال صناعة السيارات
  • الصحة تحذر من خلط المنظفات المنزلية: قد تسبب حروقا للجهاز التنفسي
  • قبل طرحه بأيام.. نسرين طافش تروج لفيلم الدشاش
  • قصة كفاح شابة سودانية فرت من الحرب إلى أوغندا
  • سارة محمد عشماوي تبدع في رسم اللوحات التعبيرية.. صور
  • الأسلحة الكيميائية.. سر نظام الأسد المظلم الذي يخشاه الغرب وإسرائيل
  • في محافظتين.. وفاة شابة بحريق وإصابة طفل عبث بـمسدس