عربي21:
2025-02-07@00:05:29 GMT

طبول الحرب الإسرائيلية ضد مصر

تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT

تزداد السخونة على الحدود المصرية الإسرائيلية مؤذنة بحرب وشيكة، والمشهد يتأزم يوما بعد يوم رغم الصمت المصري الرسمي، واختراق إسرائيلي للحدود التي رسمتها معاهدة السلام يقابله تحرك دبابات مصرية في سيناء، ومطالب إسرائيلية للسماح بوجود عسكري إسرائيلي على الجانب المصري من الحدود بدعوى مواجهة المقاومين، ودعوات من وزير حكومة الحرب أفيغدور ليبرمان بإضافة لواءين على الحدود المصرية، وادعاءات للحاخام الإسرائيلي اليميني المتشدد عوزي شرباف بأن شبه جزيرة سيناء ونهر النيل أراض إسرائيلية ينبغي استعادتها.

.

هذا التصعيد الإسرائيلي هو نتيجة طبيعية لسكوت الجانب المصري عن الخطوات الإسرائيلية المتدرجة لدفع النازحين الفلسطينيين إلى الحدود المصرية، والتي بدأت بتهجير أهل شمال غزة إلى وسطها، ثم جنوبها، والآن تهجير أهل الجنوب أنفسهم إلى الحدود المصرية، ولا نستبعد في أي لحظة أن يقوم الطيران الإسرائيلي بتفجير الحدود ذاتها ليفتح ثغرات لمرور الفلسطينيين غربا دون الحاجة إلى معبر رفح.

التصعيد الإسرائيلي هو نتيجة طبيعية لسكوت الجانب المصري عن الخطوات الإسرائيلية المتدرجة لدفع النازحين الفلسطينيين إلى الحدود المصرية، والتي بدأت بتهجير أهل شمال غزة إلى وسطها، ثم جنوبها، والآن تهجير أهل الجنوب أنفسهم إلى الحدود المصرية، ولا نستبعد في أي لحظة أن يقوم الطيران الإسرائيلي بتفجير الحدود ذاتها ليفتح ثغرات لمرور الفلسطينيين غربا دون الحاجة إلى معبر رفح
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة نبهنا وغيرنا كثيرا إلى أن الهدف هذه المرة هو مصر، استغلالا لتردي أوضاعها الاقتصادية والسياسية. وكانت الخطة الإسرائيلية لتهجير أهل غزة إلى مصر معلنة منذ اليوم الأول للعدوان، وهي تكرار لمحاولات إسرائيلية فشلت في عهود سابقة، لكنها تشعر أن فرصتها سانحة الآن في ظل نظام السيسي الذي يدين بأفضال كثيرة للكيان الصهيوني في تثبيت حكمه، والذي يعيش أزمة اقتصادية كبيرة، نتيجة الدخول في مشاريع ضخمة ليست ذات أولوية، ألجأته لاستدانة المليارات، ثم العجز لاحقا عن سداد أقساط وفوائد هذه المليارات (160 مليار دولار دين خارجي فقط)، والاضطرار لتعويم الجنيه أكثر من مرة ضمن شروط الحصول على قرض جديد من صندوق النقد الدولي.. إلخ.

بعد أن قطعت مسيرة التهجير ثلثي طريقها تقريبا (من شمال غزة إلى وسطها وجنوبها، ثم من الجنوب إلى الحدود) أعلن النظام المصري أن التهجير إلى سيناء خط أحمر، وهو إعلان متأخر كان ينبغي أن يصدر أبكر من ذلك، كما كان ينبغي أن يكون الخط الأحمر في العمق الفلسطيني أي في خان يونس مثلا، أو حتى رفح الفلسطينية، لكن انتظار التهجير حتى يقف على الحاجز الحدودي مباشرة فهذا عبث سياسي، لأن النظام لن يستطيع منع تدفق المهاجرين الموجودين على الحدود حال قصفتهم إسرائيل بالطائرات، وفي الوقت نفسه قصفت الحاجز الحدودي أيضا وفتحت فيه ثغرات للمرور الآمن، اللهم إلا إذا استخدم النظام الطائرات أيضا لقصف الفلسطينيين وهو أمر غير مقبول.

الآن لا يقتصر الأمر على استكمال خطة التهجير، بل تصاعد التحرش الإسرائيلي بمصر إلى مستويات جديدة، فهذا وزير الحرب السابق وعضو حكومة الحرب المصغرة حاليا أفيغدور ليبرمان يطالب بتعزيز جيش الاحتلال بلوائين قتاليين، ولواء بحري للتدخل السريع على أهبة الاستعداد 24 ساعة على الحدود المصرية التي زعم أنها مكشوفة، ويطالب بالاستعداد الدائم للحرب مع مصر والأردن رغم وجود اتفاقيتي سلام معهما.. وها هي صحيفة معاريف تكشف طلبا إسرائيليا لمصر لنشر قوات إسرائيلية في معبر رفح على الأراضي المصرية منعا لهروب قادة حماس داخل سيناء، مع العلم أن ممر صلاح الدين أو فيلادلفيا يفصل الحدود بعمق مئات الأمتار فقط تستطيع الدبابات الإسرائيلية الرابضة عليه أن تصل إلى سيناء خلال 3 دقائق، بينما تحتاج الدبابات المصرية إلى عشرات أضعاف هذا الوقت للوصول إلى الحدود.. وهذا هو الحاخام المتطرف عوزي شرياف يدعو صراحة في مؤتمر حول الاستيطان في غزة إلى تحرير شبه جزيرة سيناء وأرض نهر النيل باعتبارها أرضا إسرائيلية مقدسة، وأن إسرائيل أمامها فرصة تاريخية لاستعادة أرضها التوراتية مع اقتراب مجيء المسيح!!

طبول الحرب تقرع على الحدود بينما ينهمك النظام وأذرعه في استكمال العرض المسرحي الخاص بالانتخابات الرئاسية والتي ستعلن نتيجتها الرسمية غدا الاثنين، وهي نتيجة معروفة سلفا منذ أيار/ مايو الماضي؛ موعد فتح الحديث عن هذه الانتخابات، ورغم أن بعض أذرع السلطة الإعلامية تبدي قلقا كبيرا من التطورات على الحدود، إلا أن السلطة لم تُعد للأمر عدته حتى الآن ومن ذلك تهيئة الجبهة الداخلية
عقود من التطبيع الرسمي بين مصر والكيان عقب توقيع معاهدة السلام لم تمح من الذاكرة الصهيونية العداء لمصر، ولا القناعات الدفينة في العقل الصهيوني بامتداد دولة الكيان من النيل إلى الفرات. ومن هنا جاءت كلمات الحاخام شرياف كاشفة لتلك المواقف التي تتبناها المؤسسة الدينية، كما تتبناها المؤسسة السياسية، وإن اضطرت هذه الأخيرة للتلون ضمن المواءمات السياسية المرحلية، والأمر ذاته ينطبق على الشعب المصري الذي لم يهضم يوما حكاية التطبيع رغم كل الإغراءات، ورغم كثافة الدعاية، وظل من يقبلون التطبيع منبوذين من المصريين في كل مكان، ورغم أن المؤسسة العسكرية المصرية ملتزمة باتفاقية السلام، وتم إدخال العديد من التغييرات فيها وفقا لهذه الاتفاقية بما في ذلك تغييرات على العقيدة العسكرية، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لنزع الشكوك التاريخية تجاه الكيان الصهيوني الذي كان وسيظل هو العدو حتى يتم تحرير فلسطين ويعود الحق إلى أصحابه.

طبول الحرب تقرع على الحدود بينما ينهمك النظام وأذرعه في استكمال العرض المسرحي الخاص بالانتخابات الرئاسية والتي ستعلن نتيجتها الرسمية غدا الاثنين، وهي نتيجة معروفة سلفا منذ أيار/ مايو الماضي؛ موعد فتح الحديث عن هذه الانتخابات، ورغم أن بعض أذرع السلطة الإعلامية تبدي قلقا كبيرا من التطورات على الحدود، إلا أن السلطة لم تُعد للأمر عدته حتى الآن ومن ذلك تهيئة الجبهة الداخلية، ورفع المظالم عن أبناء الشعب المصري، وإطلاق سراح السجناء السياسيين، وفتح الباب لعودة آمنة وكريمة للمهجرين المصريين حتى يتحد الجميع خلف جيشه، وليكونوا جميعا جنودا مدافعين عن الوطن في حال وقوع الحرب.. اللهم سلم مصر شعبا ووطنا.

twitter.com/kotbelaraby

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصرية الإسرائيلية غزة السيسي مصر السيسي إسرائيل غزة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى الحدود المصریة على الحدود غزة إلى

إقرأ أيضاً:

خطوة مرتبطة بـحزب الله تُقلق إسرائيل.. ما هي؟

نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدثت فيه عن مرحلة ما بعد الحرب بين لبنان وإسرائيل وعمَّا إذا كانت قواعد اللعبة ستتغير حقاً بعد الصراع الأخير.   ويقول سيث جيه فرانتزمان وهو كاتب التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنه "زار الحدود بين إسرائيل ولبنان يوم 3 شباط الجاري"، مشيراً إلى أنهُ شعر بـ"راحة تامة على طول الحدود هناك، وكأنَّ الحرب لم تنشب خلال العام ونصف العام الماضيين، فقد اختفت نقاط التفتيش العسكرية التي كانت مُنتشرة على طول الطرق في شمال إسرائيل".   وتابع: "كذلك، فقد بدا أن تطبيقات الملاحة على هاتفي باتت تعملُ بشكل جيّد على النقيض من الأيام التي لم يكن فيها نظام تحديد المواقع العالمي يعمل في معظم أنحاء شمال إسرائيل".   وأردف: "هل عاد السلام إلى الشمال؟ في بعض النواحي، يبدو أن الأمور سلمية، فالمناطق التي كانت منطقة حرب منذ تشرين الأول 2023 تبدو هادئة الآن، بل إن الوضع في الشمال يبدو هادئاً للغاية. وبعد حرب عنيفة ضد حزب الله في أيلول وتشرين الأول 2024، من المدهش أن نرى الأمر على هذا النحو".   وأكمل: "قبل التصعيد ضد حزب الله ، كنا نعتقد أن آلاف الصواريخ التي يطلقها حزب الله ستسقط على إسرائيل يومياً. لقد كان الناس على يقين من أن حزب الله لا يمكن هزيمته، لكن سنوات من التخطيط والإعداد أتت بثمارها عندما اختارت إسرائيل أن تواجه الحزب وتسدد له ضربات كبيرة".   وقال: "لقد استولى حزب الله على جنوب لبنان على مدى العقود الماضية وحوله إلى معسكر مسلح. لقد اختبأ حزب الله في المناطق المدنية وأقام مواقع لإطلاق الصواريخ. لقد جلب التنظيم كميات كبيرة من الصواريخ وقذائف الهاون، حتى أن بعض الصواريخ تم وضعها على منصات إطلاق صواريخ متعددة على مركبات. كذلك، فقد وضع حزب الله خططًا لمهاجمة إسرائيل وغزوها".   وأردف: "لقد طُلب من الجماعة أن تلعب دوراً ثانوياً بعد حماس في هجومها في السابع من تشرين الأول، في حين حثت إيران حزب الله على فتح جبهة شمالية ضد إسرائيل. كان الهدف هو إبقاء إسرائيل مركزة على الشمال حتى يصبح من الصعب هزيمة حماس، وكانت هذه هي استراتيجية وحدة الساحات الإيرانية، أو الحرب متعددة الجبهات".   وأكمل: "لقد كان حزب الله القطعة الرئيسية من العقارات الإيرانية في المنطقة. ولكن بعد تعرضها لأكثر من 7500 هجوم صاروخي، غيرت إسرائيل تكتيكاتها في أيلول 2024 وشنّت الحرب على حزب الله وتم القضاء على قادته".   وتابع: "عندما دخلت القوات الإسرائيلية إلى لبنان براً بعد أسبوعين من الغارات الجوية المكثفة في أيلول، تحركت القوات الإسرائيلية ببطء إلى بعض القرى الحدودية ووسعت نطاق العملية ببطء. كان هذا يشكل فارقاً كبيراً بين عملية سلام الجليل التي شنتها إسرائيل في عام 1982 وعملية الليطاني في عام 1978. في تلك الأيام، تحركت القوات الإسرائيلية بسرعة أكبر للاستيلاء على مناطق حتى نهر الليطاني. وفي حرب 2024 ضد حزب الله، لم تتحرك القوات الإسرائيلية بنفس السرعة، بل تحركت ببطء وبشكل منهجي كما فعلت في غزة".   وقال: "اليوم، لا يزال الجيش الإسرائيلي متواجداً في بعض مناطق جنوب لبنان، ولكن من المفترض أن ينسحب بحلول 18 شباط الحاري. وسط ذلك، فإنَّ حزب الله يُحاول حث المدنيين هناك على العودة إلى منازلهم وخلق التوترات مع الجيش الإسرائيلي، ومن المفترض أن ينتشر الجيش اللبناني على الحدود لكن هناك شكوكاً بإمكانية تنفيذه لمهمته الموكلة إليه".   وأردف: "هذا الأمر يتركُ تساؤلات أساسية: هل الهدوء على الحدود وهم؟ هل هزمت إسرائيل حزب الله؟ هل تم ردع حزب الله؟ هل انقطعت العلاقات مع إيران بسبب سقوط نظام الأسد؟ هل يعني هذا أن حزب الله لا يستطيع إعادة تسليح نفسه والعودة لتهديد إسرائيل في نفس الحرب؟ هل أصبح حزب الله أضعف مما كان عليه في عام 2006؟".   وأكمل: "هناك العديد من الأسئلة الرئيسية التي لا نعرف إجابتها. من الواضح أن الإسرائيليين سيحتاجون إلى العودة إلى منازلهم على الحدود، ولكن، هل سيرفع حزب الله أعلامه قريبًا مرة أخرى في الأماكن القريبة من الحدود؟ إذا كان الأمر كذلك، فهل يبدو الأمر وكأن كل شيء عاد إلى الوضع الراهن. ما هي احتمالات أن تكون الحرب في عام 2024 على حزب الله بمثابة تغيير في قواعد اللعبة؟".   وختم كاتب التقرير بالقول: "إن الوقت وحده كفيل بإثبات ذلك، ولكن ما أثر فيّ الآن هو الشعور بالهدوء والشعور بأن الحدود الشمالية لإسرائيل أصبحت آمنة مرة أخرى. ولكن إذا ظهرت أعلام حزب الله مرة أخرى على الجانب الآخر من الحدود، فمن المرجح أن يتغير هذا الشعور بالأمن". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • كاتب صحفي: الدولة المصرية تعلم النوايا الإسرائيلية جيدًا منذ البداية
  • أقوى تعليق.. مصطفى بكري يكشف تفاصيل بيان الخارجية المصرية ردا على التصريحات الإسرائيلية.. (فيديو)
  • تضرر 226 موقعًا أثريًّا في قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية
  • صحة غزة تعلن حصيلة شهداء الحرب الإسرائيلية
  • "أطباء بلا حدود" تحذر من تدهور النظام الصحي في الضفة الغربية جراء الهجمات الإسرائيلية
  • خطوة مرتبطة بـحزب الله تُقلق إسرائيل.. ما هي؟
  • دبابات وآليات عسكرية في سيناء .. ما سر التحركات المصرية؟
  • أخبار جنوب سيناء.. الاحتفال بمرور 100 عام علي العلاقات المصرية التركية.. وطائر البلشون على شواطئ طور سيناء
  • أستاذ علاقات دولية: الجبهة المصرية الأردنية ستركز على تحجيم الأطماع الإسرائيلية
  • المعارضة الإسرائيلية: وقف إطلاق النار لن يسقط حكومة نتانياهو