الجزائر تستمر في رفع التبادل التجاري مع فرنسا رغم الأزمة وتعاقب إسبانيا بتخفيض الواردات بما يفوق 90% بسبب قضية الصحراء
تاريخ النشر: 13th, July 2023 GMT
باريس – “رأي اليوم”: تمر العلاقات بين الجزائر وفرنسا بأزمة شائكة، لكن التجارة تتقدم. في المقابل، تمر العلاقات بين الجزائر وإسبانيا بأزمة شائكة أكبر بسبب قضية الصحراء الغربية، ولكن التجارة لا تتقدم بل أصبحت منعدمة بين البلدين باستثناء صادرات الغاز والنفط. وهكذا، بين الجزائر وفرنسا ، هناك أزمة سياسية تختمر طيلة الأسابيع الأخيرة، النقاشات حول الهجرة الجزائرية غير الشرعية والتشكيك، من جانب الطبقة السياسية الفرنسية، بشأن اتفاقية 1968 بشأن الهجرة، ومطالب الجزائر بالإنصاف في الذاكرة الاستعمارية، فهي كلها موضوعات تعرقل العلاقات الثنائية.
على الجانب الجزائري، فإن إعادة دمج الآية الموجهة إلى فرنسا في النشيد الوطني أمر يثير استياء فرنسا. لكن على الرغم من هذا البرودة، فإن التجارة تتقدم. وبحسب الجمارك الفرنسية، زادت التجارة بين الجزائر وفرنسا بنسبة 24.7٪ في الربع الأول من عام 2023 ، لتصل إلى 2.7 مليار يورو. يفسر الإصدار نصف الشهري للخدمة الاقتصادية الإقليمية للجزائر ، المعتمدة على الإدارة العامة للخزانة الفرنسية ، هذه الزيادة من خلال زيادة الواردات الفرنسية من السلع الجزائرية بنحو 26٪ ، لتصل إلى 1.7 مليار أورو. ومع ذلك، فإن هذه الزيادة مرتبطة بشكل أساسي بزيادة الواردات الفرنسية من الهيدروكربونات. على صعيد الصادرات الفرنسية، كان التطور ملحوظًا أيضًا. تم تسجيل زيادة بنسبة 23٪ مقارنة بالربع الأول من عام 2022. وبلغت هذه الصادرات 995 مليون يورو. أما بالنسبة للمنتجات الصناعية التي تمثل العنصر الأول للتصدير بنسبة 43٪ من إجمالي الصادرات إلى الجزائر ، فقد ارتفعت بنسبة 37٪ مقارنة بالربع الأول من عام 2022. في هذه التبادلات بين البلدين ، من الواضح أن الميزان التجاري لصالح الجزائر. في المقابل، تراجع التبادل التجاري بين إسبانيا والجزائر بمعدل يفوق الثلث، إذ أوقت الجزائر أكثر من 90% من وارداتها من إسبانيا، وتحافظ على صادراتها من النفط والغاز للسوق الإسبانية. ولا تجد إسبانيا بديلا للغاز الجزائري في الوقت الراهن. ومن ضمن الأمثلة، بلغت صادرات إسبانيا الى الجزائر خلال شهر مايو 2022 ما يفوق 170 مليون يورو، ولم تتجاوز خلال ديسمبر الماضي عشرة مليون يورو، وخلال السنة الجارية هي بعض عشرات من ملايين اليورو. ويعود السبب الى قرار الجزائر وقف الواردات من إسبانيا كعقاب لها على تغيير موقفها من قضية الصحراء الغربية. وكانت حكومة مدريد قد أعلنت خلال مارس من السنة الماضية تأييد الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب لإنهاء النزاع مع جبهة البوليساريو. وعلى ضوء القرار الإسباني، سبحت الجزائر سفيرها وألغت الواردات من السوق الإسبانية وألغت اتفاقية الصداقة وحسن الجوار الموقعة بين البلدين سنة 2004.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
غرفة الأدوات الكهربائية: التبادل التجاري مع جيبوتي بلغ 122.4مليون دولار 2024
أكد ميشيل الجمل رئيس شعبة الأدوات الكهربائية أن زيارة الرئيس السيسي إلى جيبوتي لها أهمية كبيرة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وعلى رأسها فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي بين البلدين، مثل الاستثمارات المشتركة والتجارة الثنائية، كما أنها تساهم في تعزيز التعاون في مجال البنية التحتية، مثل تطوير الموانئ والطرق والجسور.
وقال رئيس شعبة الأدوات الكهربائية -في تصريح له- إن التبادل التجاري بين البلدين بلغ 122.4 مليون دولار خلال العام الماضي، مقابل 161.9 مليون دولار في عام 2023، حسب بيان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، مؤكدا أن من أهم نتائج الزيارة تخصيص 150 ألف متر مربع في المنطقة الحرة بجيبوتي لتستخدمها الشركات المصرية كمركز لوجستي لدعم وتعزيز التبادل التجاري.
وأشاد الجمل بالزيارة التي أثمرت عن بداية عهد جديد للعلاقات الاقتصادية بين البلدين، مشيرا في هذا الصدد إلى مشروع توسيع ميناء الحاويات في دوراله، والدراسات الجارية لتشييد طرق لربط ميناء جيبوتي بشبكة الطرق في جيبوتي وفي المنطقة، مما يعزز حركة التجارة البرية.
وأضاف أن مصر تطرح نفسها كشريك تنموي لجيبوتي، عبر تأسيس مجلس أعمال مشترك، مشيرا في هذا الصدد إلى إعلان تأسيس مجلس الأعمال المصري - الجيبوتي وتدشين بنك مصر - جيبوتي، وهو الأمر الذي يؤدي إلى فتح أسواق جديدة أمام المنتجات المصرية ويعزز الحضور الاقتصادي المصري في أحد أكثر المواقع الجيوسياسية أهمية في العالم.
وأوضح أن مصر وجيبوتي يتمتعان بعلاقات تاريخية واستراتيجية متميزة، حيث كانت مصر من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع جيبوتي بعد استقلالها عام 1977، وساندت جهودها لإنهاء الخلافات السياسية، في المقابل، دعمت جيبوتي مصر في المحافل الدولية، خاصة بعد ثورة 30 يونيو.
ونوه إلى أن موقع جيبوتي الاستراتيجي عند مدخل البحر الأحمر وبالقرب من مضيق باب المندب يجعلها محورا مهما للأمن القومي المصري وبوابة لمنطقة القرن الإفريقي، مؤكدا أن زيارة الرئيس لجيبوتي تتضمن جانبا سياسيا مهما مرتبطا بالأمن القومي المصري، خاصة في ظل الأوضاع المتوترة في القرن الإفريقي والبحر الأحمر، مشيرا إلى أن مصر تنقل خبراتها في مكافحة الإرهاب وتسعى لتعزيز تحالفاتها مع دول المنطقة لضمان الاستقرار الإقليمي.