رشا عوض: الشعب السوداني لن يدخل تحت «بوت» عسكري مرة أخرى
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
حيت عضو المكتب التنفيذي لـ (تقدم) غرف الطوارئ والمتطوعين الذين يضحون بحياتهم من أجل توصيل جرعة ماء أو جرعة دواء.
نيروبي: التغيير
قالت عضوة المكتب التنفيذي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) رشا عوض، إن الشعب السوداني لن يدخل تحت (بوت) عسكري مرة أخرى.
وأن هذه الحرب كان الهدف الأساسي منها إعادة الشعب السوداني ومصير السودان إلى تحت البوت العسكري لكن الشعب السوداني لن يفعل، وأنه يستحق السلام ويستحق الحرية ويستحق “استعادة ثورته المغدورة التي يريدونها أن تتحول إلى جزء من الماضي”.
وأكدت أن الإجتماع الحالي للتنسيقية في نيروبي تم في ظرف عصيب تشهد فيه البلاد اتساع رقعة الحرب.
وذكرت أن ذلك ما ظلوا يحذرون منه وأن الجميع رأى الرعب في وجوه المواطنين الفارين من مدينة ود مدني.
وأضافت: “شهدنا انتقال القتال إلى الفاشر وقصف الطيران لمدينة نيالا والحرب تتمدد وتتوسع ومعاناة الشعب السوداني تتفاقم، وهذا يجعلنا نقوي عزيمتنا وارادتنا من أجل وضع حد لهذا الحريق الذي يلتهم الوطن”.
وحيت عضو المكتب التنفيذي غرف الطوارئ والمتطوعين الذين يضحون بحياتهم من أجل توصيل جرعة ماء أو جرعة دواء.
وقالت إن هذا لا يحدث إلا في شعب عظيم يستحق السلام والحرية.
مناشدةوناشدت عوض المجتمع الدولي وأحرار العالم لمساعدة الشعب السوداني في هذه المحنة المساعدة التي يستحقها.
وتابعت: “نحن نعمل من أجل ايقاف الحرب لكن إلى أن تتوقف لابد أن تكون هناك مشاريع جادة لإغاثة وحماية المدنيين لأن الأطراف المتقاتلة كل يوم تثبت انها غير مسؤولة ولا تلتزم بتعهداتها بل نقضوا كل تعهداتهم بحماية المدنيين”.
وبحسب عضو المكتب التنفيذي فإن توحيد القوى المدنية الديمقراطية هو المدخل لإيقاف هذه الحرب لأن هذا الشعب العظيم الذي قدم التضحيات ويدفع الحزء الأكبر من فاتورة هذه الحرب صار صوته مغيبا مع سبق الاصرار والترصد.
وأردفت: “نعمل على توحيد الصوت السياسي والدبلوماسي والإعلامي للشعب السوداني من أجل انتزاع مصير السودان من هذه الحرب ومن أجندة عودة الاستبداد مجددا”.
ورأت أن مأثرة ثورة ديسمبر الكبرى أنها طوت صفحة الرهان على الانقلابات العسكرية والحكم العسكري.
وأن انقلاب 25 اكتوبر كان هو الانقلاب الأول في تاريخ السودان الذي تخرج المظاهرات ضده واستشهد السودانيون في مقاومته قبل أن يقرأ بيانه الأول.
اصطفاف مدنيوأكدت عوض أنه لابد من أن اصطفاف مدني ديمقراطي قوى، وأن هذا هو هدفهم من عقد المؤتمر التأسيسي الذي سيركز هذا الاجتماع كل اعماله من أجل وضع التفاصيل الدقيقة لإنجاحه.
وأن كل الموجودين يمدون أياديهم بيضاء لكل المختلفين في الساحة السياسية الوطنية لأن هذا الظرف العصيب يستوجب الوحدة.
وتابعت: “ليست وحدة تلغي التنوع والتباينات الموجودة بيننا والموجود حتى بين أعضاء هذا المكتب التنفيذي”.
لكنها أشارت إلى أن هناك تناقضات استراتيجية وتناقضات ثانوية، وأن الظرف العصيب الآن يستوجب الالتفاف حول الهدف الاستراتيجي وهو ايقاف هذه “الحرب اللعينة” وانهائها بمخاطبة جذورها والعمل من أجل وضع البلاد في مسار سياسي ديمقراطي ينال فيه الشعب السوداني ما يستحق من الحرية.
وقالت من متابعتنا لخطابات الكراهية والعنصرية المنتشرة في الوسائط ندرك أن هناك خطر وجودي يتهدد وحدة هذه البلاد، وأن صمام أمان الوحدة الوطنية هو وحدة القوى المدنية.
وأضافت: “استمرار الحرب لن يقود إلا لتفتيت البلاد، وأن النصر العسكري مستحيل وما يسمونه بالولايات الآمنة هي آمنة فقط لأن الحرب لم تصل إليها والأطراف المتحاربة غير مسؤولة ولا تابه بالمدنيين.
اجتماع نيروبييُشار إلى أن اللجنة التنفيذية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) تعقد اجتماعا بالعاصمة الكينية نيروبي في الفترة من 17 إلى 20 ديسمبر الجاري في إطار الاتفاق على الترتيبات التفصيلية لعقد “المؤتمر التأسيسي” للتنسيقية.
بجانب مناقشة آخر تطورات الحرب ميدانيا وسياسيا وانعكاساتها الكارثية على حياة المواطنين.
الوسومآثار الحرب في السودان تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية(تقدم) حرب الجيش والدعم السريع رشا عوض نيروبيالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية تقدم حرب الجيش والدعم السريع رشا عوض نيروبي المکتب التنفیذی الشعب السودانی هذه الحرب من أجل
إقرأ أيضاً:
الحرب تعصف بالمتاحف وتلتهم التراث السوداني
أدت الحرب المشتعلة منذ أكثر من 20 شهراً في السودان إلى تدمير بنية المتاحف القومية ومعالم التراث في مدن العاصمة الثلاث بحري وأم درمان والخرطوم، إلى جانب عدد من الولايات التي تشهد نزاعات مسلحة، إذ تعرضت المواقع لأضرار وبعضها ما زال في مرمى الخطر، والآخر بات مكشوفاً في ظل غياب الحماية ويواجه أخطار النهب والتدمير والحريق، وأثر الصراع بشكل مباشر على الموروث الثقافي.
بورتسودان _ التغيير
وفي الخرطوم تعرض المتحف القومي للتخريب والنهب، بجانب متحف الخليفة عبدالله التعايشي، كما تعرض القصر الجمهوري القديم للتشوية والتدمير الجزئي، بجانب متحف التاريخ الطبيعي والمتحف الحربي
.
تقديرات أوليةكشف وزير الثقافة والإعلام السابق د. جراهام عبد القادر، عن جملة التقديرات الأولية والتي بلغت أكثر من (110) مليون دولار للمباني ومعينات العرض، هذا بخلاف المقتنيات الأثرية التي لا تقدر بثمن لأنها تجسد حضارة البلاد وتاريخها وهي الأهم، وفي ذات السياق ذكر تضرر المتاحف القائمة بالولايات التي دخلتها قوات الدعم السريع.
وأشار عبد القادر إلى أن “تداعيات الحرب أثرت على المتاحف في ولايات لخرطوم والجزيرة وجنوب دارفور وغرب دارفور) بالإضافة لقصف مباني متحف “علي دينار” بالفاشر ومتحف “شيكان بشمال كردفان، وشمل النهب والتدمير بالعاصمة الخرطوم المتحف القومي والمتحف الاثنوغرافيا ومتحف التاريخ الطبيعي ومتحف بيت الخليفة ومتحف القصر ومتحف الفولكلور، بالإضافة للمتاحف الخاصة.
سلسة إجراءاتوعن دور الحكومة في حماية الآثار أوضح جراهام أن الدولة اتخذت سلسلة من الإجراءات عبر هيئة الآثار والمتاحف ورئاسة الوزارء والشركاء لتأمين المتاحف في الولايات الآمنة، وتم تكوين لجان طوارئ بشأن حماية الاثار والتواصل مع الدول والمنظمات ذات الصلة.
نهب وتهريبوقالت مدير المتحف القومي اخلاص عبد اللطيف، إن متحف السودان القومي قد تعرض لعملية نهب كبيرة، إذ خرجت شاحنات كبيرة محملة بكل مواد الأثرية المخزونة بمتحف السودان القومي، وخروجها عن طريق أم درمان متجهة نحو الغرب ثم توزيعها على مناطق الحدود وخاصة جنوب السودان.
وأشارت إخلاص، إلى تعرض متاحف أخرى للنهب، وكذلك التدمير، منها متحف نيالا بجنوب دارفور حيث تم نهب جميع الممتلكات والمجاميع المتحفية، بالإضافة للأثاث وفترينات العرض، كذلك متحف “الخليفة عبدالله التعايشي” المتعارف باسم بيت الخليفة بأمدرمان، الذي تعرض للسرقة وتدمير أجزاء من المبنى.
وذكرت عبد اللطيف في ذات السياق، إن المجاميع المتحفية ترجع إلى جميع العصور التاريخية القديمة، منذ عصر الحجري وحضارة كرمة ونبتة ومروي وما قبل المسيحية والمسيحية والاسلامية، حيث إن مخازن متحف السودان القومي تعتبر المستودع الرئيسي لكل آثار السودان
التي لا تقدر بقيمة مادية.
ولفتت إلى أن المعروض في المزادات العالمية ليست المواد المسروقة حتى الآن وربما ممتلكات شخصية أو تتبع لأي جهة تم اقتنائها قديماً في فترة الاستعمار.
متحف الخليفةعلى صعيد متصل، قال ممثل الهيئة العامة للآثار والمتاحف المكلف جمال محمد زين العابدين، إن المواقع الأثرية بمنطقة أمدرمان غربي مباني هيئة الإذاعة والتلفزيون “بوابة عبدالقيوم” أنها لم تصب بأي ضرر وهي بحالة جيدة، أما “البوردين والطابية “الواقعة على النيل الأبيض وتطل على جزيرة توتي، لم يتمكن الفريق من الوصول إليها نسبة للتوجيهات الأمنية لوجودها بالقرب من النيل.
في ذات السياق قال ممثل هيئة الآثار إن عمليات النهب التي وقعت “بمتحف الخليفة” متمثلة في تعريض مبانيه وتكسير دواليب العرض وسرقة أهم آثاره، من قبل “قوات الدعم السريع” ومن أهم الآثار التي سرقت “سيف الإمام محمد أحمد المهدي قائد الثورة المهدية”، و”سيف الأمير عبدالرحمن النجومي” و”سيف الأمير أبوقرجة” و”كأس خاص بشرب الخليفة عبدالله مصنوع من قرن وحيد القرن ويقال أن به مفعول لأبطال السم” وأيضا تمت سرقة أنواط ونياشين ونجوم خاصة بالجنرال غردون باشا وكثير من العملة التي كانت تستخدم أثناء حكم الدولة المهدية وبعض الأسلحة النارية من بنادق ومسدسات ومذكرات يوسف ميخائيل عن الإمام المهدي وخليفته عبدالله.
وفيما يخص المعروضات الأثرية التي ظهرت على مواقع تجارة عالمية وما إن كانت من المفقودات، ذكر زين العابدين أنه من ناحية العاملين في مجال الآثار لا يخطر ببالهم موضوع تقييم الآثار ماديا لكن هناك دائما تجارة غير مشروعة يكون لها ثمنها على حسب نوع وشكل القطعة، رغم إن تقيم الآثاريين يختلف عن ذلك.
الهوية السودانيةومن جهتها قالت منظمة اليونسكو عبر بيان لها، ان هنالك تقارير عن الاتجار غير المشروع بالتراث الثقافي.
وتعرب منظمة اليونسكو عن قلقها العميق إزاء التقارير الأخيرة عن احتمال نهب وإتلاف العديد من المتاحف والمؤسسات التراثية في السودان، بما في ذلك المتحف الوطني، من قبل الجماعات المسلحة، وتدعو المنظمة المجتمع الدولي إلى بذل قصارى جهده لحماية تراث السودان من الدمار والاتجار غيره المشروع.
وتجدد اليونسكو دعوتها للجمهور وسوق الفن المتورطين في تجارة الممتلكات الثقافية في المنطقة والعالم، إلى الامتناع عن اقتناء أو المشاركة في استيراد أو تصدير أو نقل ملكية الممتلكات الثقافية من السودان. وأي بيع غير قانوني أو نقل لهذه العناصر الثقافية من شأنه أن يؤدي إلى اختفاء جزء من الهوية السودانية.
بورتسودان – برعي صديق